«الخطوط الساخنة» للهجرة تكرّس «الموت البطيء» بين مصر وليبيا

TT

«الخطوط الساخنة» للهجرة تكرّس «الموت البطيء» بين مصر وليبيا

«خطوط التهريب الساخنة»، كما يطلق عليها أهالي محافظة مطروح المتاخمة للحدود الليبية، باتت معروفة للجميع لكثرة حوادث الموت التي تقع بها. ورغم محاولات التصدي للهجرة غير الشرعية من قبل قوات الجيش في مصر وليبيا، فإن عصابات التهريب تنجح كل مرة في إيجاد وسيلة تسمح لها باختراق الحدود بين البلدين. وغالباً ما تسلك هذه العصابات ممرات رئيسية مثل طريق البحر المتوسط حيث تستخدم مراكب الصيد المصرية لنقل المهاجرين إلى الشواطئ الليبية، ومنها يتم نقلهم إلى مدينتي طبرق وأجدابيا التي يتمركز فيها المهربون وتعتبر منطقة توزيع رئيسية للعمال المصريين.
ويقع ممر آخر للتهريب بين مصر وليبيا جنوب منفذ السلوم وهي منطقة معروفة بوجود الكثير من حقول الألغام فيها والتي تسببت في مقتل عدد من المهاجرين غير الشرعيين في أثناء تسللهم إلى ليبيا، وفق ما قال مصدر أمني في مديرية أمن محافظة مطروح، فضل عدم ذكر اسمه. وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «في عام 2012 قُتل 5 أشخاص جنوب السلوم بعد انفجار لغم من مخلفات الحرب العالمية الثانية في أثناء تسللهم إلى ليبيا». وفي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2014، أصيب 8 أشخاص من محافظات الفيوم وبني سويف وأسيوط، نتيجة انفجار لغم أرضي من مخلفات الحروب عند العلامة الدولية الرقم 114 بالخط الحدودي الفاصل بين مصر وليبيا. ويجيد المهربون التسلل بين حقول الألغام لكنهم يتركون المهاجرين أحياناً في مناطق معينة وسط تلك الحقول الخطرة.
وفي هذا الإطار، قال سعيد أبو زريبة، منسق لجنة مصالحة القبائل المصرية - الليبية، في تصريحات صحافية، إن إغلاق المنافذ مع ليبيا دفع عدداً محدوداً من أبناء السلوم والمناطق المجاورة إلى سلوك طرق غير شرعية لكسب المال السريع. وأضاف قائلاً: «سيدي براني تمثّل أكبر نقطة ارتكاز للمهربين».
وتُعتبر منطقة جنوب واحة سيوة أو «بحر الرمال العظيم»، ثالث وأهم ممرات الهجرة غير الشرعية حالياً. ويقع هذا الممر جنوب الواحة بمسافة تتراوح بما بين 70 و100 كيلومتر، وتم اللجوء إليه بعد تضييق الخناق من قبل قوات حرس الحدود المصرية على المهربين الذين كانوا يستخدمون القرى الحدودية غرب مدينة سيوة كمحطات لعمليات التهريب، حسب وصف عمر غازي، أحد العاملين في مجال سياحة السفاري بواحة سيوة. وأضاف غازي لـ«الشرق الأوسط»: «يعتمد المهربون على سيارات دفع رباعي لنقل العمال إلى داخل الصحراء لمدة تزيد على ساعة، ثم يتركونهم وسط الصحراء ليستكملوا رحلتهم سيراً على الأقدام». ولفت قائلاً: «منعت قوات حرس الحدود سير رحلات السفاري وسيارات الدفع الرباعي في المنطقة الحدودية، حتى لا تتعرض لقصف من طائرات الجيش التي نجحت في الفترة الماضية في إحباط الكثير من عمليات تهريب البضائع والأسلحة».



المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

TT

المرتزقة في ليبيا... عصف الحرب المأكول

بعد 9 أشهر من الحرب التي شنها قائد «الجيش الوطني الليبي»، المشير خليفة حفتر، على العاصمة الليبية طرابلس، في 4 أبريل (نيسان) 2019، مدعوماً بمقاتلين من مجموعة «فاغنر» الروسية، دفعت أنقرة بمرتزقة ينتمون لمجموعات سورية معارضة، أبرزها فصيل «السلطان مراد»، الذي غالبية عناصره من تركمان سوريا، إلى ليبيا. وبعد اقتتال دام 14 شهراً، نجحت القوات التابعة لحكومة فايز السراج، في إجبار قوات «الجيش الوطني» على التراجع خارج الحدود الإدارية لطرابلس.

وفي تحقيق لـ«الشرق الأوسط» تجري أحداثه بين ليبيا وسوريا والسودان وتشاد ومصر، تكشف شهادات موثقة، كيف انخرط مقاتلون من تلك البلدان في حرب ليست حربهم، لأسباب تتراوح بين «آيديولوجية قتالية»، أو «ترغيب مالي»، وكيف انتهى بعضهم محتجزين في قواعد عسكرية بليبيا، وأضحوا الحلقة الأضعف بعدما كان دورهم محورياً في بداية الصراع.

وفي يناير (كانون الثاني) 2024، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عدد عناصر «المرتزقة السوريين» في طرابلس تجاوز 7 آلاف سابقاً، لكن فرّ منهم نحو 3 آلاف وتحولوا إلى لاجئين في شمال أفريقيا وأوروبا.

مرتزقة الحرب الليبية.. وقود المعارك وعبء الانتصارات والهزائم