قرر وزير شؤون الأجانب والهجرة في بلجيكا ثيو فرانكين سحب أوراق الإقامة القانونية من إمام مسجد المركز الإسلامي في بروكسل، المعروف باسم المسجد الكبير. وقد تقدم الإمام وهو مصري الجنسية باستئناف ضد قرار الوزير في انتظار قرار قضائي حول هذا الأمر. وفشلت محاولات «الشرق الأوسط» أمس للاتصال بالإمام للحصول على تعليق حول هذا الصدد. وقالت وسائل الإعلام في بروكسل أمس، إن فرانكين يرى في الإمام شخصا سلفيا متشددا، ويشكل خطرا على المجتمع والأمن العام، بحسب ما صرح الوزير لمحطة التلفزة «آر تي إل»، مضيفا: «الجميع يعلم بأن هناك مشكلة في المسجد الكبير في بروكسل، وقررت سحب الإقامة من الإمام بعد أن وصلتنا إشارات واضحة بأنه شخص متشدد».
وحول احتمال تأثيرات قرار سحب أوراق الإقامة وما يمكن أن يتسبب فيه من توتر للعلاقات مع دول إسلامية، قال الوزير البلجيكي، إن التوتر موجود بالفعل مع دول إسلامية، ومنها على سبيل المثال تركيا، ولكن في الوقت نفسه يجب على بلجيكا أن تتحمل مسؤولياتها. وأشار الوزير إلى أن الإمام تقدم بطلب للاستئناف ضد القرار. واختتم الوزير بقوله: «لكني على يقين بأن قراري في النهاية هو الذي سيبقى».
ويندرج القرار ضمن سياسة «مكافحة السلفية» التي اعتبرها فرانكين «أولوية للحكومة» التي يرأسها الليبرالي الفرنكوفوني شارل ميشال. وتابع فرانكين: «رصدنا إشارات شديدة الوضوح على أنه رجل متشدد جدا وسلفي ومحافظ جدا، ويشكل خطرا على مجتمعنا وأمننا القومي»، متحدثا عن الإمام عبد الهادي سويف المصري الأصل، على ما أوضح مكتب الوزير لاحقا.
وطعن الإمام بقرار عدم تجديد إقامته الذي اتخذ في مارس (آذار) 2017 أمام مجلس التحكيم للأجانب الذي يفترض أن ينظر في الملف في 24 أكتوبر (تشرين الأول)، حسب ما أعلنت متحدثة باسم مكتب شؤون الأجانب، مشيرة إلى أن «الطعن لا يعلق القرار، وما زال يتحتم على سويف مغادرة الأراضي البلجيكية قبل نهاية مايو (أيار) 2018.
لكن الإمام المصري المقيم في بلجيكا منذ 13 عاما ما زال في بروكسل حتى أمس «الثلاثاء»؛ بحسب ما نقلت قناة «آر تي بي إف» العامة.
وفي تصريحات سابقة لـ«الشرق الأوسط» قال إمام المركز الإسلامي في بروكسل: «إن الإرهابي يقتل الأشخاص، ويعتدي على الأموال والأعراض والممتلكات الخاصة؛ لأنه ارتكب شيئا حرمه الله، وفعل فعلا تجب معاقبته عليه؛ لأن لا أحد له الحق في إزهاق الروح إلا خالقها، وبالتالي فمن ارتكب هذه الجريمة فإنه اعتدى على حدود الله، ولا بد من الاقتصاص منه». وأضاف أن «كل دولة لها قوانينها، ولها نظام قضائي، ولا بد من احترام الشؤون الداخلية لكل دولة، ولا يجب التعليق أو انتقاد أحكام القضاء لا من الداخل ولا من الخارج»، وكان ذلك في تعليق له على أحكام بالإعدام صدرت بالسعودية ضد أشخاص تورطوا في أعمال إرهابية.
وفي النصف الثاني من الشهر الماضي، قرر وزير الدولة البلجيكي لشؤون الهجرة والأجانب ثيو فرانكين، سحب بطاقة الإقامة القانونية من شاب يبلغ من العمر 18 عاما من أصول إسلامية، وذلك وفقا للتعديلات الأخيرة في القوانين التي تتيح للسلطات إبعاد الأشخاص الذين يشكلون خطرا على الأمن العام، والشاب الذي صدر القرار بحقه هو نجل الإمام العلمي عاموش الذي سبق وأن أبعدته السلطات البلجيكية بسبب خطاب الكراهية والتشدد في مساجد فرفييه الحدودية القريبة من هولندا، وفقا لما جاء في مبررات الإبعاد. وعاد بالفعل الإمام الهولندي الجنسية ومن أصل مغربي إلى المغرب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عقب صدور قرار مجلس الدولة البلجيكي، وهو أعلى سلطة قضائية، بتأييد قرار الوزير فرانكين بإبعاده خارج بلجيكا، بسبب خطاب الكراهية، وعلاقته بالجزائري محمد مراح المتورط في حادث الهجوم في تولوز الفرنسية قبل ما يزيد عن عامين.
8:18 دقيقة
بلجيكا: سحب الإقامة من إمام المركز الإسلامي في بروكسل
https://aawsat.com/home/article/1041816/%D8%A8%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D8%B3%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D8%A7%D9%85%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A8%D8%B1%D9%88%D9%83%D8%B3%D9%84
بلجيكا: سحب الإقامة من إمام المركز الإسلامي في بروكسل
- بروكسل: عبد الله مصطفى
- بروكسل: عبد الله مصطفى
بلجيكا: سحب الإقامة من إمام المركز الإسلامي في بروكسل
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة