بروكسل تتابع محاكمة شقيق مراح بتهم تتعلق بالإرهاب

عبد القادر يواجه السجن مدى الحياة لتسهيله فرص الاعتداء على مدرسة يهودية

محمد مراح قتل 7 أشخاص بينهم 3 أطفال من مدرسة يهودية في تولوز قبل أكثر من 5 سنوات («الشرق الأوسط»)
محمد مراح قتل 7 أشخاص بينهم 3 أطفال من مدرسة يهودية في تولوز قبل أكثر من 5 سنوات («الشرق الأوسط»)
TT

بروكسل تتابع محاكمة شقيق مراح بتهم تتعلق بالإرهاب

محمد مراح قتل 7 أشخاص بينهم 3 أطفال من مدرسة يهودية في تولوز قبل أكثر من 5 سنوات («الشرق الأوسط»)
محمد مراح قتل 7 أشخاص بينهم 3 أطفال من مدرسة يهودية في تولوز قبل أكثر من 5 سنوات («الشرق الأوسط»)

ستتابع الأوساط البلجيكية في بروكسل باهتمام، انطلاق الجلسات، اليوم الاثنين، في المحكمة الجنائية الخاصة بالعاصمة الفرنسية باريس لمحاكمة عبد القادر مراح وفتاح ملكي بتهم «التواطؤ» مع شقيقه في القتل وتشكيل عصابة إجرامية للإعداد لأعمال «إرهابية». وكان اسم مراح قد ورد في عدة ملفات تتعلق بالتشدد والإرهاب نظرت فيها السلطات البلجيكية المعنية، في وقت سابق، ومنها التحقيقات الخاصة بملف تفجيرات باريس، التي نفذها عدد من الأشخاص، بينهم شبان خرجوا من بلدية مولنبيك في بروكسل، وأيضاً من فرنسا، وكان أحدهم على علاقة بمحمد مراح، وأيضا ملف إبعاد الإمام المغربي الأصل الشيخ العلمي من بلجيكا بسبب ما وصفته السلطات بـ«خطاب الكراهية والتشدد»، وأيضاً لعلاقته بمحمد مراح منفذ الهجوم في تولوز.
وعبد القادر مراح، البالغ من العمر 35 عاماً، متهم بأنه قام «عمداً» بتسهيل «الإعداد» لجرائم شقيقه في تولوز ومنتوبان، خصوصاً عبر مساعدته على سرقة الدراجة النارية الصغيرة التي استخدمها في الوقائع. وكان محمد مراح قد قتل سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال من مدرسة يهودية، تتراوح أعمارهم بين 3 و8 سنوات عام 2012. قبل أن تقتله الشرطة في تولوز، وتجد رسالة تعبر عن سعادته ببث الرعب «في قلب أعداء الله».
وستجري المحاكمة في المحكمة الجنائية الخاصة بباريس في أجواء من التهديد المستمر بعد سلسلة اعتداءات غير مسبوقة، أسفرت عن مقتل 239 شخصا، وخصوصاً الهجومان على مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة ومحل لبيع الأطعمة اليهودية في يناير (كانون الثاني) 2015 واعتداءات باريس وسان دوني في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 ونيس في 14 يوليو (تموز) من السنة نفسها.
وعبد القادر مراح (35 عاماً) متهم بأنه قام «عمداً» بتسهيل «الإعداد» لجرائم شقيقه في تولوز ومنتوبان (جنوب غرب)، خصوصاً عبر مساعدته على سرقة الدراجة النارية الصغيرة التي استخدمها في الوقائع. وسيمثل معه فتاح ملكي (34 عاماً) الذي اعترف بأنه سلم محمد مراح سترة واقية من الرصاص ومسدساً رشاشاً من نوع «عوزي» وذخائر قام باستخدامها.
واعترف المتهمان بالوقائع المادية لكنهما أنكرا معرفتهما بالنوايا الإجرامية لمحمد مراح. وقد يحكم على عبد القادر مراح بالسجن مدى الحياة وملكي بالسجن عشرين عاماً. وفي مارس (آذار) 2012، زرع محمد مراح الرعب على متن دراجته النارية. وقد صور أفعاله بينما كان يقتل بدم بارد ثلاثة عسكريين في 11 و15 مارس. بعد أربعة أيام، ركن دراجته النارية أمام مدرسة يهودية في تولوز، وقتل جوناثان ساندلر (30 عاماً) أستاذ الدين، ونجليه أرييه (5 أعوام) وغابرييل (3 أعوام). وفي باحة المدرسة قتل عن قرب فتاة صغيرة تدعى مريم مونسونيغو (8 أعوام) وهي ابنة مدير المدرسة.
وتحصن القاتل في شقة تمت محاصرته فيها 32 ساعة، وسط تغطية من وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم. ونحو الساعة 11:30 من 22 مارس شنت قوات خاصة للشرطة الفرنسية الهجوم وقتلت محمد مراح. وفي رسالة عُثر عليها بعد مقتله، يعبر الجهادي عن سعادته لأنه بث الرعب «في قلب أعداء الله». وتبنت الهجمات الجماعة الجهادية «جند الخلافة» المرتبطة بتنظيم القاعدة، ويقودها التونسي معز غرلاسوي. ويبدو أنه درب محمد مراح على استخدام الأسلحة خلال رحلة قام بها الفرنسي الجزائري في أكتوبر 2011 إلى المناطق القبلية في باكستان.
أغرقت هذه الاعتداءات الجديدة التي وقعت خلال حملة الانتخابات الرئاسية فرنسا في شكل جديد من الإرهاب. ومن التطرف في السجن إلى استخدام أسلحة يدوية، وتنفيذ هجوم منفرد ترعاه منظمة إرهابية، والموت «شهيداً»، شكلت قضية مراح «خروجاً عن كل المفاهيم التي كانت قائمة»، وأجبرت السلطات على تكييف القوانين وتقنيات التحقيق، كما قال قاضي مكافحة الإرهاب كريستوف تيسييه في ندوة. لهذه الأسباب ستشكل المحاكمة التي من المقرر أن تستمر شهراً واحداً أمام محكمة تضم قضاة محترفين، رمزاً لتطور الإرهاب الحديث، وإن كان القضاء قد رفض تصويرها كما يريد بعض أطراف الادعاء المدني الذين يشددون على «بعدها التاريخي».
وفيما يؤكد الاهتمام الذي تثيره هذه المحاكمة، منح 139 صحافياً اعتماداً لمتابعة المرافعات التي سيشارك فيها 49 شاهداً و11 خبيراً أمام 23 محامياً و232 مدعياً مدنياً.
وكان عبد القادر مراح الملقب بـ«بن لادن» في الحي الذي يقيم فيه، مثل شقيقه، معروفاً من قبل أجهزة مكافحة الإرهاب بسبب قربه من التيار الإسلامي المتطرف في تولوز مثل الأخوين فابيان وجان ميشال كلان اللذين أعلنا تبني اعتداءات 13 نوفمبر تشرين الثاني. ويؤكد القضاة في خلاصاتهم على التشابه العقائدي والديني للأخوين واتصالاتهما المتكررة في الأيام التي سبقت الاعتداءات. وفي نظرهم لا يمكن أن يكون المتهم «جاهلاً بالتوجه الجهادي لأخيه الذي ساهم في بنائه».
يذكر أنه في الشهر الماضي قرر وزير الدولة البلجيكي لشؤون الهجرة والأجانب ثيو فرانكين، سحب بطاقة الإقامة القانونية من شاب يبلغ من العمر 18 عاماً من أصول متطرفة. والشاب الذي صدر القرار بحقه هو نجل الإمام العلمي عاموش الذي سبق وأبعدته السلطات البلجيكية، العام الماضي، بسبب خطاب الكراهية والتشدد في مساجد فرفييه الحدودية القريبة من هولندا، وفقاً لما جاء في مبررات الإبعاد التي جاءت في حيثيات القرار البلجيكي، وأيضاً بسبب علاقته بالجزائري محمد مراح المتورط في حادث الهجوم بتولوز الفرنسية قبل أعوام قليلة، كما أن ملف تفجيرات باريس والتحقيقات الجارية حولها تضمنت أسماء عدد من الشبان من بلجيكا مثل بلال حدفي وإبراهيم عبد السلام وشقيقه صلاح عبد السلام، وأيضاً شاباً فرنسياً يدعى فابيان كابلان. وتم التعرف على صوت فابيان كلان (37 عاماً) المتطرف الفرنسي على تسجيل صوتي تلا فيه تبني تنظيم داعش لاعتداءات باريس، وعبر عن ابتهاجه بمقتل «مشركين» في باتاكلان، وهدد بقوله «إن هذه الغزوة أول الغيث وإنذار لمن أراد أن يعتبر». واعتنق الإسلام في تسعينات القرن الماضي، وانتقل إلى التطرف في بداية الألفية الثانية. وكان مقرباً من محمد مراح الذي قتل سبعة أشخاص في تولوز ومونتوبان بجنوب غربي فرنسا.


مقالات ذات صلة

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

شؤون إقليمية إردوغان مستقبلاً رئيس وزراء إقليم كردستاني العراق مسرور بارزاني (الرئاسة التركية)

تركيا: استضافة لافتة لرئيس وزراء كردستان ورئيس حزب «حراك الجيل الجديد»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني، بالتزامن مع زيارة رئيس حزب «حراك الجيل الجديد»، شاسوار عبد الواحد

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا جنود ماليون خلال تدريبات عسكرية على مواجهة الإرهاب (أ.ف.ب)

تنظيم «القاعدة» يهاجم مدينة مالية على حدود موريتانيا

يأتي الهجوم في وقت يصعّد تنظيم «القاعدة» من هجماته المسلحة في وسط وشمال مالي، فيما يكثف الجيش المالي من عملياته العسكرية ضد معاقل التنظيم.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي مقاتلان من الفصائل الموالية لتركيا في جنوب منبج (أ.ف.ب)

تحذيرات تركية من سيناريوهات لتقسيم سوريا إلى 4 دويلات

تتصاعد التحذيرات والمخاوف في تركيا من احتمالات تقسيم سوريا بعد سقوط نظام الأسد في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات بين الفصائل و«قسد» في شرق حلب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الولايات المتحدة​ علم أميركي يرفرف في مهب الريح خلف سياج من الأسلاك الشائكة في معسكر السجن الأميركي في خليج غوانتانامو (د.ب.أ)

بايدن يدفع جهود إغلاق غوانتانامو بنقل 11 سجيناً لعُمان

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أنها نقلت 11 رجلاً يمنياً إلى سلطنة عُمان، هذا الأسبوع، بعد احتجازهم أكثر من عقدين من دون تهم في قاعدة غوانتانامو.

علي بردى (واشنطن )
أميركا اللاتينية شرطة فنزويلا (متداولة)

السلطات الفنزويلية تعتقل أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب

أعلن وزير الداخلية الفنزويلي ديوسدادو كابيلو، الاثنين، أن السلطات اعتقلت أكثر من 120 أجنبياً بتهم تتعلق بالإرهاب، عقب الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها.

«الشرق الأوسط» (كاراكاس )

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
TT

البابا فرنسيس يعيّن أول امرأة لرئاسة دائرة كبيرة في الفاتيكان

الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)
الأخت سيمونا برامبيلا التي عيّنها البابا فرنسيس لتولي مسؤولية المكتب الذي يُشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم (متداولة)

عيّن البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، اليوم (الاثنين)، أول امرأة لقيادة إحدى الدوائر الرئيسية في الفاتيكان، وهي راهبة إيطالية ستتولى مسؤولية المكتب الذي يشرف على الإرشادات الدينية الكاثوليكية في العالم.

وستتولّى الأخت سيمونا برامبيلا (59 عاماً) رئاسة مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية في الفاتيكان. وستحل محل الكاردينال جواو براز دي أفيز، وهو برازيلي تولّى المنصب منذ عام 2011، حسب وكالة «رويترز» للأنباء.

البابا فرنسيس يترأس صلاة التبشير الملائكي في يوم عيد الغطاس من نافذة مكتبه المطل على كاتدرائية القديس بطرس في دولة الفاتيكان 6 يناير 2025 (إ.ب.أ)

ورفع البابا فرنسيس النساء إلى أدوار قيادية بالفاتيكان خلال بابويته المستمرة منذ 11 عاماً؛ إذ عيّن مجموعة من النساء في المناصب الثانية في تسلسل القيادة بدوائر مختلفة.

وتم تعيين برامبيلا «عميدة» لمجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية، وهو الكيان السيادي المعترف به دولياً الذي يُشرف على الكنيسة الكاثوليكية العالمية.