حكم جديد بالسجن المؤبد على مرشد الإخوان في مصر

وزير الخارجية تعهد استكمال تحقيقات قضية مقتل الإيطالي ريجيني

TT

حكم جديد بالسجن المؤبد على مرشد الإخوان في مصر

قضت محكمة مصرية أمس بالسجن المؤبد (25 عاما) على مرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد بديع و15 آخرين، عقب إدانتهم بالتورط في أحداث عنف وقعت عام 2013 بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة.
وتتعلق القضية بأعمال عنف اندلعت يوم 14 أغسطس (آب) 2013 في مدينة ببا بمحافظة بني سويف جنوب القاهرة، وهو اليوم الذي شهد فض اعتصامي مؤيدي الجماعة في القاهرة والجيزة.
وتضمن الحكم، الذي أصدرته محكمة جنايات بني سويف، معاقبة 77 متهما بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، وانقضاء الدعوى الجنائية ضد متهم واحد نظرا لوفاته قبل الفصل في الدعوى.
وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين في القضية إلى محكمة الجنايات بعدما أسندت إليهم ارتكابهم جرائم الشروع في القتل العمد، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر مما تستعمل، التي لا يجوز الترخيص بحيازتها أو إحرازها، والتجمهر المخل بالأمن والسلم العام، واستعراض القوة والتلويح بالعنف والبلطجة، وإضرام النيران عمدا في مبان ومنشآت عامة ومصالح حكومية بعد سرقة محتوياتها (محكمة وديوان قسم شرطة ومكتب للشهر العقاري) وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة.
ويحق لمن صدر عليهم الحكم حضوريا الطعن عليه أمام محكمة النقض، أعلى محكمة مدنية مصرية. وبحسب القانون المصري يحق لمحكمة النقض تأييد الحكم أو تعديله، وإن ألغته تعيد المحاكمة بنفسها.
ويقضي بديع حكما نهائيا وباتا بالسجن المؤبد في قضية مماثلة، وتنظر محكمة النقض أحكاما أخرى بسجنه تقدم بطعون عليها، كما تعاد محاكمته أمام محاكم جنايات مختلفة في قضايا ألغت محكمة النقض الأحكام الصادرة فيها. كما تعاد محاكمته في قضية صدر عليه فيها حكم غيابي بالإعدام.
من جهة أخرى، التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري أمس، السفير جامباولو كانتيني السفير الإيطالي الجديد بالقاهرة، حيث أكد خصوصية العلاقات المصرية الإيطالية، والقواسم والمصالح المشتركة التي طالما جمعت بين البدلين، سواء مجال التعاون الاقتصادي والتجاري، أو التبادل الثقافي، أو التنسيق والتشاور المستمر حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط.
وأعادت روما سفيرها إلى القاهرة بعد أكثر من عام على استدعائه بسبب مقتل ريجيني.
وكان ريجيني الذي كان عمره 28 عاما قد اختفى من شوارع القاهرة في يناير (كانون الثاني) 2016 وعُثر على جثته على جانب طريق سريع قرب القاهرة في الثالث من فبراير (شباط) وعليها آثار تعذيب شديد.
وهناك تعاون قضائي بين روما والقاهرة على مدى العام الماضي ولكن لم يتم توجيه اتهام لأحد بقتل ريجيني.
وقال المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، إن وزير الخارجية أشار في بداية فترة السفير الإيطالي الجديد في القاهرة، إلى حرصه على استقبال سفير إيطاليا الجديد، وجدد تأكيد التزام مصر باستكمال التحقيقات الجارية في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني بكل شفافية واهتمام.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية أن السفير الإيطالي أعرب من جانبه عن تقدير بلاده العميق للعلاقات مع مصر، وتطلعه لأن تشهد المرحلة المقبلة طفرة في مجالات التعاون بين البدلين في جميع المجالات، فضلا عن زيادة وتيرة وحجم التنسيق بشأن عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وعقب وزير الخارجية على ذلك، بالتأكيد على أن تعزيز وتطوير العلاقات المصرية الإيطالية يعتبر هدفا مشتركا لحكومتي وشعبي البلدين، وأن سفير إيطاليا الجديد لدى مصر سيجد كل التعاون والترحيب من جانب جميع مؤسسات الدولة المصرية خلال فترة عمله.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.