تنافس للفوز بقطع من سحر أودري هيبورن

مزاد لـ«كريستيز» حصد أكثر من 4 ملايين استرليني... وبعض المقتنيات تخطت المتوقع لها بـ30 ضعفاً

TT

تنافس للفوز بقطع من سحر أودري هيبورن

لم يكن غريباً أن يتخاطف المزايدون قطعاً من مجموعة أودري هيبورن، التي بيعت في المزاد أول من أمس بمقر كريستيز بلندن. اكتظت قاعة المزادات بالمشترين والمزايدين، وبدا أن أمام كل منهم فرصة للفوز بجزء من حياة الممثلة الراحلة. وفي لحظات تخطت المزايدات توقعات الدار بأضعاف، وانتهت الليلة ببيع جميع القطع، وبمبلغ 4.6 مليون جنيه إسترليني، وهو سبعة أضعاف المتوقع، وما زال المزاد الإلكتروني مستمراً حتى 4 أكتوبر (تشرين الأول).
القطعة الأبرز كانت سيناريو فيلم «إفطار في تيفاني»، الذي خطت عليه الممثلة الرقيقة، بالحبر التركواز المفضل لديها، أسطراً وخطوطاً لتساعدها في الأداء. استقر المزاد بعد الصراع بين المزايدين على أحد الأشخاص الذي عرض 630 ألف جنيه إسترليني، وهو سبعة أضعاف المبلغ التقديري.
مقتنيات هيبورن التي عرضت في المزاد كانت الأقرب لقلبها، واحتفظت بها في منزلها بسويسرا، حتى قرر ولداها شون فيرير ولوكا دوتي بيع أغلب المقتنيات التي ورثاها، والمعروف أن الشقيقين خاضا معركة قضائية بسبب خلافهما على تقسيم التركة، رغم أن هيبورن أوصت لكل منهما بـ50 في المائة من تركتها، ولكن الاختلاف ظهر عند تقييم القطع ومن أحق بوراثتها.
عموماً خرجت الآن مقتنيات خزانة هيبورن من مكانها، الذي قبعت فيه منذ وفاتها عام 1993 عن 63 عاماً، لتتفرق اليوم بين المجموعات والخاصة والمؤسسات الثقافية وغيرها.
وبما أن هيبورن كانت مثالاً للأناقة والرشاقة، فلم يكن غريباً أن تنال مجموعة ملابسها ومجوهراتها نصيباً كبيراً من الاهتمام والمنافسات للفوز بها، خصوصاً القطع التي ارتبطت بأفلام شهيرة مثل الفستان الأسود المكون من قطعتين، الذي ارتدته هيبورن في فيلمها «شارايد» مع كاري غرانت في عام 1963. فقد بيع الفستان الذي صممه صديقها المصمم الفرنسي هيبار دو جيفنشي بـ 68.750 ألف جنيه إسترليني. وحصد معطف من تصميم بيربيري 68.750 ألف جنيه.
بالنسبة للمجوهرات والإكسسوارات، وصل إسوار من دار تيفاني هدية من المخرج ستيفن سبيلبرغ لهيبورن، وقد نقشت عليه كلمات تقدير للنجمة «تظلين مصدر إلهام لي»، مبلغ 332.750 ألف جنيه، عندما هوت مطرقة راعي المزاد. بينما حقق تاج ارتدته هيبورن في فيلم «قصة راهبة» عام 1959 ومرة أخرى في فيلم «اثنان على الطريق» (1967) مبلغ 43.750 ألف جنيه. ودفع مزايد آخر 56.250 ألف جنيه ثمناً لعلبة من الذهب لحفظ أحمر الشفاه بتوقيع الصائغ الشهير كارتييه، 19 مرة ضعف المبلغ المقدر لها من الدار، أما قناع العين الساتاني من اللون الأزرق، والمزين بوردات دقيقة، الذي يذكر بآخر ارتدته هيبورن في فيلمها الشهير «إفطار في تيفاني»، والذي كان متوقعاً أن يباع بـ150 جنيه، فوصل لمبلغ 6.250 ألف جنيه.
ولقيت الصور الفوتوغرافية لهيبورن من أفلامها المختلفة نجاحاً واضحاً، خصوصاً صورة بعدسة سيسيل بيتون التقطها للنجمة، وهي بملابس شخصية «إليزا دوليتل» في فيلم «سيدتي الجميلة»، فقد بيعت بمبلغ 93,750 ألف جنيه، 30 مرة ضعف المتوقع لها.

فستان «سابرينا» ينثر بريق هوليوود في مزاد بلوس أنجليس
دخلت ابنة السائق الجميلة لحفل باذخ يقيمه رئيس والدها الثري، ورغم البذخ والأناقة والثراء الذي ينضح به كل ركن من المنزل، فإن الفتاة «سابرينا» سرقت الأضواء، والتفت كل الأعناق لتنظر للجميلة الرشيقة التي ترتدي فستاناً يشبه فساتين أميرات القصص الخيالية. تلك لقطة من الفيلم الشهير «سابرينا»، بطولة أودري هيبورن، وكان الفستان العاجي اللون المجمل بتطريزات على هيئة ورود في أسفله وملحق به محكم التثبيت في الخصر الدقيق، ينسدل على الأرض مكملاً الهالة التي أحاطت بهيبورن / سابرينا.
بعض أزياء الأفلام لا تنسى، تماماً مثل بطلاتها، وفستان سابرينا الشهير هو أحدها، ظل مرتبطاً في أذهان أجيال من النساء بالجمال والأناقة، وقصة الحب الطريفة التي شهدها.
الفستان يعرض للبيع في لوس أنجليس، ضمن مزاد ضخم تقيمه «برفايلز إن هيستوري» لمتعلقات الممثلتين ديبي رينولد وابنتها كاري فيشر. ويجمع المزاد ما بين بريق هوليوود ونجماته، من خلال مجموعة رينولدز التي كانت إحدى نجمات العصر الذهبي في هوليوود، وأيضاً متعلقات ترتبط أكثر من أي شيء آخر بسلسلة أفلام «حرب النجوم» التي كانت فيشر بطلتها، مثل سيناريوهات للأفلام تحمل خط يدها.
ويبقى فستان «سابرينا» الذي اقتنته ديبي رينولدز ربما من خلال المزاد الذي باعت من خلاله استوديوهات مترو غولين ماير السينمائية جميع محتويات مستودعاتها من الملابس والديكور في عام 1970. ويروى أن رينولدز جمعت كل النقود من حسابها البنكي لتنقذ قطعاً من تاريخ هوليوود من الضياع، خصوصاً أنها اشتهرت بحبها لاقتناء كل ما له علاقة بتاريخ هوليوود. وبالفعل، جمعت قطعاً شهيرة، مثل فستان مارلين مونرو الأبيض الشهير، وفستان ارتدته أودري هيبورن في فيلم «سيدتي الجميلة»، والحذاء الأحمر الذي ظهرت به جودي غارلاند في فيلم «ساحرة أوز».
وبالعودة لفستان «سابرينا»، فتعود قصته إلى المخرج بيلي وايلدر، الذي قرر إرسال بطلة الفيلم أودري هيبورن لباريس لانتقاء أزياء للدور، خصوصاً أن بطلة الفيلم تذهب لباريس للعيش هناك، وتتأثر بالأناقة الفرنسية، وبالطبع ترتدي في الفيلم مجموعة من الأزياء الرائعة. وتمضي القصة لتقول إن هيبورن التقت بالمصمم هيبارت دو جيفنشي، وحدث تفاهم كبير بينهما، أدى لصداقة استمرت حتى وفاتها، وعندما عادت لأميركا كانت تحمل معها عدداً من القطع من تصميمه. واختلفت المصادر على أن الفستان الشهير الذي ترتديه هيبورن في الحفل بالفيلم من تصميم جيفنشي، فالبعض يرى أن مصممة ملابس الفيلم إديث هيد استخدمت تصميمات جيفنشي، وقامت بالتعديل فيها لتصنع الفستان.
وعموماً، لن يغير الخلاف على من صمم الفستان استقبال جمهور المزاد له، فهو قطعة بارعة الجمال من تاريخ السينما، وقد ارتبط بالصورة التي أحبها الجمهور لهيبورن، ومن المؤكد أن يتجاوز سعره النهائي المبلغ المقدر له من قبل الدار، وهو (80 ألفاً - 120 ألف دولار).



دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
TT

دواء جديد لاضطراب ما بعد الصدمة

اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)
اضطراب ما بعد الصدمة يصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم (جامعة ولاية واشنطن)

أعلنت شركة «بيونوميكس» الأسترالية للأدوية عن نتائج واعدة لعلاجها التجريبي «BNC210»، لإظهاره تحسّناً ملحوظاً في علاج العوارض لدى المرضى المصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وأوضح الباحثون أنّ النتائج الأولية تشير إلى فعّالية الدواء في تقليل العوارض المرتبطة بالحالة النفسية، مثل القلق والاكتئاب، ونُشرت النتائج، الخميس، في دورية «NEJM Evidence».

واضطراب ما بعد الصدمة هو حالة نفسية تصيب الأفراد بعد تعرّضهم لحدث صادم أو مروع، مثل الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الحوادث الخطيرة. ويتميّز بظهور عوارض مثل الذكريات المزعجة للحدث، والشعور بالتهديد المستمر، والقلق الشديد، بالإضافة إلى مشاعر الاكتئاب والعزلة.

ويعاني الأشخاص المصابون صعوبةً في التكيُّف مع حياتهم اليومية بسبب التأثيرات النفسية العميقة، وقد يعانون أيضاً مشكلات في النوم والتركيز. ويتطلّب علاج اضطراب ما بعد الصدمة تدخّلات نفسية وطبّية متعدّدة تساعد المرضى على التعامل مع هذه العوارض والتعافي تدريجياً.

ووفق الدراسة، فإنّ علاج «BNC210» هو دواء تجريبي يعمل على تعديل المسارات البيولوجية لمستقبلات «الأستيل كولين» النيكوتينية، خصوصاً مستقبل «النيكوتين ألفا-7» (α7) المتورّط في الذاكرة طويلة المدى، وهو نهج جديد لعلاج هذه الحالة النفسية المعقَّدة.

وشملت التجربة 182 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 18 و75 عاماً، وكانوا جميعاً يعانون تشخيصَ اضطراب ما بعد الصدمة. وهم تلقّوا إما 900 ملغ من «BNC210» مرتين يومياً أو دواءً وهمياً لمدة 12 أسبوعاً.

وأظهرت النتائج أنّ الدواء التجريبي أسهم بشكل ملحوظ في تخفيف شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة بعد 12 أسبوعاً، مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي.

وكان التحسُّن ملحوظاً في العوارض الاكتئابية، بينما لم يكن له تأثير كبير في مشكلات النوم. وبدأ يظهر مبكراً، إذ لوحظت بعض الفوائد بعد 4 أسابيع فقط من بداية العلاج.

وأظهرت الدراسة أنّ 66.7 في المائة من المرضى الذين استخدموا الدواء التجريبي «BNC210» عانوا تأثيرات جانبية، مقارنةً بـ53.8 في المائة ضمن مجموعة الدواء الوهمي.

وتشمل التأثيرات الجانبية؛ الصداع، والغثيان، والإرهاق، وارتفاع مستويات الإنزيمات الكبدية. كما انسحب 21 مريضاً من مجموعة العلاج التجريبي بسبب هذه التأثيرات، مقارنةً بـ10 في مجموعة الدواء الوهمي، من دون تسجيل تأثيرات جانبية خطيرة أو وفيات بين المجموعتين.

ووفق الباحثين، خلصت الدراسة إلى أنّ دواء «BNC210» يقلّل بشكل فعال من شدّة عوارض اضطراب ما بعد الصدمة مع مؤشرات مبكرة على الفائدة.

وأضافوا أنّ هذه الدراسة تدعم الحاجة إلى إجراء تجارب أكبر لتحديد مدى فعّالية الدواء وتوسيع تطبيقه في العلاج، مع أهمية متابعة التأثيرات طويلة المدى لهذا العلاج.