بيانو موتسارت وأزياء من تصميم سالفادور دالي في أحدث معارض لندن

«الأوبرا: العاطفة والقوة والسياسة»... يسرد تاريخ أوروبا والأوبرا بإدخال المتفرج لكواليس المسرح

معرض «الاوبرا: القوة والسياسة» يتميز بإستخدام المسرح وأدواته ومؤثراته  للتعبير عن دور الأوبرا في التاريخ الأوروبي (أ.ف.ب)
معرض «الاوبرا: القوة والسياسة» يتميز بإستخدام المسرح وأدواته ومؤثراته للتعبير عن دور الأوبرا في التاريخ الأوروبي (أ.ف.ب)
TT

بيانو موتسارت وأزياء من تصميم سالفادور دالي في أحدث معارض لندن

معرض «الاوبرا: القوة والسياسة» يتميز بإستخدام المسرح وأدواته ومؤثراته  للتعبير عن دور الأوبرا في التاريخ الأوروبي (أ.ف.ب)
معرض «الاوبرا: القوة والسياسة» يتميز بإستخدام المسرح وأدواته ومؤثراته للتعبير عن دور الأوبرا في التاريخ الأوروبي (أ.ف.ب)

فن الأوبرا ليس فناً شعبياً ولا هو في متناول الجميع سواء من حيث استساغة طريقة الغناء أو الموسيقى الدرامية أو حتى حضور الحفلات التي تقام في دور الأوبرا العالمية والعربية. ولكن يبدو أن ذلك ما يستهدفه المعرض الذي يقام حالياً في متحف «فيكتوريا آند ألبرت» بعنوان «الأوبرا: العاطفة والقوة والسياسة»: أن يحمل الأوبرا للجهور العادي، وأن يسرد لهم تاريخها وأهم محطاتها وتفاصيلها في عرض فريد من نوعه.
لدى دخولي للمعرض أعطاني أحد العاملين بالمتحف دليلاً صوتياً عالي التقنية قائلاً: «لا تحتاجي لعمل أي شيء... الجهاز سيلتقط إشارة لاسلكية بمكان وجودك في المعرض وسيطلق المقطع الصوتي المناسب»، تهيأ لي أن يكون المقطع الصوتي، كما هي العادة في المتاحف العالمية، لأحد خبراء المتحف يشرح جوانب بعينها من المعرض. ولكن بما أن المعرض قدم للجمهور على أنه «أكبر معرض من نوعه» فإذا هو أيضاً ثمرة تعاون ما بين المتحف ودار الأوبرا الملكية بكوفنت غاردن، فيجب علينا توقع أن يكون الدليل الصوتي مختلفاً ومميزاً. وهذا ما حدث بالفعل، إذ ما كدت أخطو داخل المعرض وأبدأ من أول أقسام المعرض الضخم، الذي يدور حول أول عرض لأوبرا الموسيقار مونتيفيردي بفينيسيا، حتى انطلقت عبر سماعات الأذن قطعة موسيقية من تلك الأوبرا، وكانت الأنغام هادئة وممتعة، وغلفت تلك القاعة بما يشبه السحر، فكأننا نتجول في ردهات من الخيال على وقع الموسيقى. يجب القول إن بداية المعرض الدرامية، التي تميزت بالحوائط العالية المغطاة بما يشبه المخمل الأزرق اللامع نجحت في نقلنا مباشرة من الجو العام بالمتحف نحو جو مختلف تماماً، كل عناصره ومؤثراته تنتمي لذلك الفن الراقي.
«الأوبرا: العاطفة والقوة والسياسة» الذي يفتح أبوابه للجمهور بعد غد (السبت)، يمزج التاريخ الأوروبي على مدى 400 عام مع أهم عروض الأوبرا. واستفاد المتحف من الجناح الجديد الضخم المقام حديثاً «ساينزبري غاليري»، وحوَّلَه إلى مسرح ضخم، نقف أمام خشبته ونطلع على ما يدور في الكواليس وفي غرفة الملابس ونرى قطع الديكور والأثاث، كل ذلك من خلال الأوبرات المختلفة التي شهدتها أهم عواصم العالم.
التجربة تستوعب الزائر بالكامل، فالموسيقى التي تصدح في جهازه الصوتي تتفاعل مع الإضاءة المسرحية وإعداد العروض التمثيلية التي وفرها فنيون من دار الأوبرا الملكية، وهو ما يجعل زيارة المعرض بمثابة خوض تجربة مسرحية متكاملة تدعمها 300 قطعة من مستودعات المتحف ومن غيره، تتنوع ما بين اللوحات الفنية الشهيرة والملابس والديكور والأفلام الوثائقية ولقطات من عروض الأوبرا شهيرة.
من خشبة المسرح الضخمة التي أقيمت في وسط المعرض نتطلع إلى الثريات المتألقة في السقف ثم إلى عرض بصري على 360 درجة يقدم لنا أهم دور الأوبرا الإيطالية، وفي الخلفية مقطوعة أوبرالية سُجِّلت خصيصاً للمعرض. المسرح الضخم يسمح للزائر بمشاهدة آليات إخراج العروض المسرحية في القرن الثامن عشر بلندن.
الفنون المختلفة تجتمع هنا وتتشابك لتخرج لنا عرضاً موسوعياً، فهو يضم إلى جانب كل القطع المسرحية التاريخية والديكور، لوحات وأعمالاً فنية عالمية تناولت الأوبرا بأسلوبها، فنلحظ أزياء صممها الفنان الشهير سالفادور دالي لأوبرا «سالومي» التي عرضت في عام 1949، وفي مكان آخر نرى لوحة «موسيقى في حدائق التوليري» للفنان إدوار مانيه، هناك أيضاً لوحة للفنان ديغا الذي عبر بسحر ورشاقة عن فن الباليه في أعماله وهنا نراه يحلق في سماء الأوبرا من خلال لوحة تصور مقطعاً من رقص الباليه في أوبرا «روبير لو ديابل» في باريس. من القطع الأخرى هناك النوتات الموسيقية بخط الموسيقي الشهير فيردي وأيضاً قطع نادرة من عرض «ليدي ماكبث» التي عُرِضَت في مدينة بيتسبرغ عام 1934 منها نوتات تحمل ملاحظات بخط المؤلف الموسيقي شوستاكوفيتش وبعض الملابس المسرحية.
- سبع مدن وسبعة عروض أوبرا
يستخدم المعرض طريقة جذابة ومبتكرة لعرض الأعمال الفنية المختلفة، فهو يمر بنا ما بين أشهر عواصم الأوبرا في العالم في أول ليلة عرض لأوبرا شهيرة. فمن فينيسيا إلى لندن إلى ميلانو إلى باريس ننطلق.
> فينيسيا: نقطة انطلاق المعرض فهي كانت عاصمة للترفيه في عصر النهضة من خلال احتفالاتها الباذخة. يحاكي المعرض الأزقة الضيقة التي تتميز بها المدينة العائمة فنجدنا نمر بتلك الممرات الضيقة التي تكتسي بلون الليل اللامعة نجومه، ومن خلال ذلك الإيحاء نطلع على قطع مختلفة ترتبط بأوبرا مونتيفيردي «تتويج بوبيا» التي عرضت على مسرح «نياترو سانت جيوفاني إي باولو» في عام من خلال كرنفال فينيسيا 1642، منها النوتات الموسيقية الأصلية للعرض.
> لندن: الموسيقار الشهير هاندل عرض أوبرا «رينالدو» للمرة الأولى على خشبة دار الأوبرا بكوفنت غاردن، وهو أحد العروض القليلة باللغة الإيطالية التي أقيمت في العاصمة البريطانية في مرحلة شهدت بزوغ لندن على خشبة العالم كأحد مراكز التجارة العالمية. ويقدم المعرض لمحات من التقنيات المسرحية التي استخدمت، وأثارت الدهشة والإعجاب في وقتها.
> فيينا: أوبرا «زواج فيغارو» لعبقري الموسيقى فولفغانغ موتسارت عرضت للمرة الأولى على خشبة المسرح في فيينا في عام 1786. ارتدى الممثلون الملابس العادية المناسبة للعصر وقتها، ونرى من خلال العرض الملابس التي ارتداها الكونت والكونتيسه ألمافيفا (رعاة موتسارت) خلال العرض.
مفاجأة المعرض هنا هي البيانو الذي عزف عليه موتسارت في براغ وهي المرة الأولى التي ينتقل فيها البيانو من مكانه للعرض في مدينة أخرى.
> ميلانو: في ميلانو عرضت أوبرا «نابوكو» للموسيقار فيردي في عام 1842 وفيها برز دور الكورال بشكل كبير. وتحول نشيد الكورس «فا بنسيرو» ليصبح النشيد الوطني لإيطاليا.
> باريس: أوبرا ريتشارد فاغنر «تانهاوزر» افتتحت عروضها في باريس عام 1861قسمت الجمهور بين معجب ومنتق..
> درسدن: عرضت أوبرا ريتشارد شتراوس «سالومي» في عام 1905.
> سانت بطرسبرغ: العرض الأول لأوبرا «ليدي ماكبث» للموسيقار شوستاكوفيتش في سانت بطرسبرغ في عام 1934 وتم منعها من العرض في عام 1936.
تنتهي الجولة بنظرة على الأوبرا المعاصرة وبعد تطورها والأشكال المختلفة التي تعرض بها الآن.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».