دليل سريع... للتعريف بالصداع

علاجات مختلفة لأنواعه المتعددة

دليل سريع... للتعريف بالصداع
TT

دليل سريع... للتعريف بالصداع

دليل سريع... للتعريف بالصداع

هناك علاج مختلف لكل ألم ناتج عن الصداع النصفي، أو الصداع العنقودي، أو غيرهما من أشكال الصداع.
الألم، الذي يشعر به المرء حول العين، ويظل يدق في جانب واحد من الرأس مثلا يعتبر من الأشكال الشائعة للصداع. لكن ماذا يعني هذا الألم؟ يقول الدكتور جون بيتيناتو، طبيب الأعصاب في مركز «بيت إسرائيل» الطبي التابع لجامعة «هارفارد»: «يفترض الناس في مرات كثيرة أن الصداع ناتج عن التهاب في الجيوب الأنفية، ويتعايشون معه لسنوات». لذا فإن فهم طبيعة ألمك يساعدك في العثور على الطريقة المناسبة لعلاجه.
-- أنواع الصداع
- الصداع النصفي migraine. يبدأ ألم الصداع النصفي في جانب واحد من الرأس، وقد يستمر الوضع أحيانا على هذا المنوال، ويمتد الألم من مقدمة الرأس إلى مؤخرة الرأس. يوضح الدكتور بيتيناتو قائلا: «إنه ألم متنقل وغير ثابت في أكثر الأحوال». ويتسبب الصداع النصفي في حساسية الأشخاص تجاه الضوء والصوت، وقد يؤدي إلى الشعور بالغثيان والقيء، وقد يستمر لساعات أو لأيام. وكثيراً ما يتضمن العلاج الوقائي تناول دواء طبي مثل توبيرامات topiramate (توباماكس Topamax).
- صداع التوتر Tension headaches.عادة ما يبدو صداع التوتر مشابها لارتداء عصابة محكمة على الرأس؛ وقد يبدأ عند العنق والظهر، وقد تكون هناك صلة بينه وبين وجود شدّ في العنق أو الكتف. يقول الدكتور بيتيناتو: «يمكن علاج هذا الألم ببساطة من خلال وسائل منها التزام الراحة».
- الصداع العنقودي Cluster headaches. نوع نادر من الصداع، حيث يبدو مثل الطعنات التي تحيط بالعين. يقول الدكتور بيتيناتو: «إنه يستمر لمدة 90 دقيقة، ثم يختفي، ويعود مرة أخرى».
- in a sustained - release formulation (and others)، the steroid، and the mood - stabilizing drug lithium
وتشمل أعراض هذا النوع من الصداع، احمرار في إحدى العينين، أو تكون الدموع بها، وانسدادا في الأنف. يمكن علاج هذا الألم باستخدام حاصرات قنوات الكالسيوم مثل «فيرباميل verapamil» في تركيبة دوائية ذات الإفراز المستديم (كالان Calan وغيره)، أو الاسترويد بريدنيزون prednisone، والليثيوم الذي يساعد على اعتدال المزاج.
- صداع التهاب الجيوب الأنفية Sinus headaches. وهو يصاحب التهاب الجيوب الأنفية، وأعراضه انسداد الأنف، وحدوث تنقيط أنفي خلفي، وحمى، وصداع. ويوضح الدكتور بيتيناتو قائلا: «عادة ما يحدث هذا النوع من الصداع وراء العين والأنف، ويبدو أقرب إلى الضغط منه إلى الألم. يمكن أن يحدث الصداع النصفي في المنطقة نفسها، وقد يؤدي هذا إلى ارتباك وخطأ في التشخيص». عادة ما يؤدي علاج التهاب الجيوب الأنفية بتناول المضادات الحيوية أحيانا إلى اختفاء هذا النوع من ألم الرأس.
- أعراض فجائية
ينبغي علاج أعراض الصداع الحادة، التي تظهر فجأة، باعتبارها حالة من حالات الطوارئ، إلا إذا كان صداعا نصفيا تعلمت التعرف عليه. ينصح الدكتور بيتيناتو قائلا: «توجه إلى قسم الطوارئ، واخضع للفحص لتشخيص الحالة، وذلك للتأكد من أن الآلام ليست ناتجة عن جلطة (سكتة دماغية)، أو ورم في المخ، أو تمزق أم الدم». قد لا يكون حدوث ألم في الرأس بين الحين والآخر شيء يدعو للقلق، لكن عندما يصبح الألم مزمناً، أي يتكرر أكثر من مرة أسبوعياً، أو يؤثر على سير الحياة، فينبغي استشارة طبيب.
-- العلاج
- العلاج دون أقراص دوائية. بمجرد استبعاد أسباب آلام الصداع، يمكن تجربة الطرق التالية لمنع تكرار آلام الرأس:
- السيطرة على التوتر: يقترح الدكتور بيتيناتو ممارسة اليوغا والتأمل للسيطرة على التوتر.
- السير يومياً لمدة 20 دقيقة على الأقل.
- يمكن تجربة العلاج بالإبر الصينية، حيث يشير الباحثون إلى احتمال نجاح هذه الطريقة في منع حدوث الصداع النصفي أو صداع التوتر العرضي أو المزمن.
- الحرص على تناول الوجبات، حيث يوضح الدكتور بيتيناتو أن عدم تناول بعض الوجبات خلال اليوم يتسبب في حدوث الصداع لدى البعض. ويضيف قائلا: «ينبغي تناول وجبة خفيفة من البروتينات بين الوجبات».
- الحرص على تناول القدر الكافي من الماء، حيث يقول الدكتور بيتيناتو إن الجفاف من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث آلام الرأس.
- استخدام العقاقير لعلاج الصداع. من السهل الحصول على العقاقير المسكنة لآلام الصداع لعلاجها. لكن رغم أن هذا قد يساعد في زوالها مؤقتاً، فإنه لا يعد حلا مناسبا للصداع المزمن. إذ إن تناول الأسيتامينوفين (التايلينول) أو مضادات الالتهاب اللاستيرويدية لمدة طويلة مثل الإيبوفرين (أدفيل)، أو النابروكسين (آليف)، أو الإسبرين، يسبب الكثير من المشكلات.
من جهة أخرى، قد يتسبب تناول جرعات كبيرة من الأسيتامينوفين (أكثر من 3 آلاف ملليغرامات يومياً) في تلف الكبد، خاصة إذا كنت تتناول المشروبات الكحولية إلى جانب الدواء. كذلك قد يزيد تناول الأسيتامينوفين من احتمالات حدوث نزيف إذا كنت تتناول الوارفارين (كومادين).
- رسالة هارفارد الصحية،
خدمات «تريبيون ميديا».


مقالات ذات صلة

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يوميات الشرق التثاؤب يحدث عندما يكون الناس في حالة انتقالية مثلاً بين النوم والاستيقاظ (رويترز)

التثاؤب... هل يعني أن أدمغتنا لا تحصل على الأكسجين الكافي؟

يشعر معظمنا بقرب عملية التثاؤب. تبدأ عضلات الفك بالتقلص، وقد تتسع فتحتا الأنف، وقد تذرف أعيننا الدموع عندما ينفتح فمنا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الدعم المُرتكز على التعاطف مع المريض يعادل تناول الدواء (جامعة تكساس)

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف تُحسّن السيطرة على السكري

المكالمات الهاتفية المُرتكزة على التعاطف مع مرضى السكري من أفراد مدرّبين على القيام بذلك، أدَّت إلى تحسينات كبيرة في قدرتهم على التحكُّم في نسبة السكر بالدم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

أحياناً لا يستطيع بعضنا النوم رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك 323 قارورة من فيروسات معدية متعددة اختفت من المختبر (أ.ف.ب)

اختفاء عينات فيروسات قاتلة من أحد المختبرات بأستراليا

أعلنت حكومة كوينزلاند، الاثنين، عن اختفاء مئات العينات من فيروسات قاتلة من أحد المختبرات في أستراليا.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
صحتك الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة (رويترز)

3 مراحل بالحياة يتقدم فيها الدماغ في السن

كشفت دراسة جديدة أن الدماغ يشيخ ويتقدم في السن بسرعة في 3 مراحل محددة في الحياة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».