الجزائر: جدل حول مستوى التعليم للمترشحين للانتخابات المحلية

رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى
رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى
TT

الجزائر: جدل حول مستوى التعليم للمترشحين للانتخابات المحلية

رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى
رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى

قال رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى إن الحكومة تتوقع نسبة تصويت في الانتخابات المحلية، المرتقبة في 23 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، أعلى من النسبة التي عرفتها انتخابات البرلمان التي جرت في مايو (أيار) الماضي. وفي غضون ذلك يثير «المستوى التعليمي الضعيف» لمرشحي الانتخابات البلدية جدلاً كبيراً في البلاد.
وذكر أويحيى أمس خلال مناقشة «مخطط عمل الحكومة» بـ«مجلس الأمة» (الغرفة البرلمانية الثانية)، أن السلطات تراهن على نسبة مشاركة كبيرة في الاستحقاق المقبل، قياساً إلى ضعف إقبال الناخبين في آخر موعد انتخابي، حيث لم تتجاوز فيه نسبة التصويت 35 في المائة.
ويرى أويحيى أن «المواطن الجزائري يبدي اهتماماً كبيراً لتسيير شؤونه المحلية، لهذا نترقب مشاركة واسعة للناخبين في الانتخابات البلدية والولائية».
وكان أويحيى بصدد عرض «مخطط عمل الحكومة» أمام أعضاء «مجلس الأمة»، وهو إجراء يفرضه الدستور لكن بعد موافقة أعضاء الغرفة الأولى (المجلس الشعبي الوطني) على الوثيقة المستمدة من برنامج رئيس الجمهورية الذي انتُخب على أساسه. واجتهد أويحيى لإقناع البرلمانيين بالموافقة على تدابير عاجلة لمواجهة أزمة شح الموارد المالية، وتتمثل أساساً في ضخ مزيد من الأوراق النقدية في السوق، حتى لو كان ذلك من دون مقابل إنتاج. وليصل إلى هدفه، قال أويحيى إن أعضاء البرلمان قد لا يتقاضون أجر شهر نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، بحجة أن الحكومة لا تملك في الخزينة العمومية ما تسدد به مستحقات ملايين العمال والموظفين.
وصرح صلاح الدين دحمون، أمين عام وزارة الداخلية في مؤتمر صحافي، أمس، بأن باب الترشيحات للانتخابات المحلية أُغلق في منتصف ليل الأحد الماضي، وقال إن عدد المترشحين فاق 175 ألفاً سيتنافسون على مقاعد 48 مجلساً ولائياً و1541 مجلساً بلدياً، مشيراً إلى أن 51,5 في المائة منهم دون سن الأربعين، بينما تزيد أعمار 4,5 في المائة منهم على 60 سنة، و25 في المائة منهم فقط يحملون شهادات جامعية، أما 59 في المائة منهم، حسب مسؤول وزارة الداخلية، فتوقفت دراستهم في الثانوية، و16 في المائة لم يتعدوا التعليم الابتدائي. بينما تمثل النساء 18 في المائة من مجموع المترشحين. ويفرض «قانون المشاركة السياسية للمرأة» الذي صدر في 2012، ترشيح المرأة بنسبة 30 في المائة في كل لائحة ترشيحات، سواء تعلق الأمر بالبرلمان أو البلدية أو الولائية.
ويحتدم جدل حاد حالياً حول «المستوى الدراسي الضعيف» للمترشحين، وثار عدد كبير من مناضلي الأحزاب ضد قياداتهم بسبب مقاييس اختيار المترشحين، التي كانت سبباً في حرمان المئات من الترشح. وشهد أغلب الأحزاب استقالات، خصوصاً في الحزبين الكبيرين الدائرين في فلك السلطة، وهما «جبهة التحرير الوطني» التي يتزعمها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، و«التجمع الوطني الديمقراطي» الذي يقوده رئيس الوزراء أويحي.
وتوحي معطيات الميدان أن الحزبين سيحافظان على الريادة في المجالس المحلية المنتخبة لعدة أسباب، أبرزها أنهما الوحيدان من بين كل الأحزاب اللذان تمكنا من تقديم مترشحين في كل المجالس. والظاهر أن الأحزاب الإسلامية تتجه إلى نكسة كبيرة في هذه الانتخابات، بعد هزيمتها في الانتخابات التشريعية الماضية.
بدوره، قال عبد المجيد مناصرة، رئيس «حركة مجتمع السلم» (إسلامي)، أمس في مؤتمر صحافي، إن السلطات «مطالبة هذه المرة باحترام الإرادة الشعبية وتفادي تزويرها، عن طريق تنظيم اقتراع نزيه». وأعاد طرح مطلب المعارضة، المتعلق بـ«هيئة مستقلة عن الحكومة تتولى تنظيم الانتخاب».
واتهم مناصرة وزارة الداخلية بـ«التضييق علينا في أثناء إعداد لوائح الترشيحات، بخلاف تساهلها من أحزاب السلطة التي قدمت في بعض البلديات لوائح ترشيح مخالفة للقانون، وغضت الإدارة الحكومية الطرف عن ذلك».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.