إدارة السجون المغربية تقر بدخول 3 من معتقلي الحسيمة في إضراب

اتهمت المحامين والحقوقيين بالتشويش والتحريض

TT

إدارة السجون المغربية تقر بدخول 3 من معتقلي الحسيمة في إضراب

أقرت إدارة السجون المغربية أمس، بدخول ثلاثة من معتقلي الحسيمة في إضراب عن الطعام منذ أسبوع، وذلك بعد نفيها في وقت سابق وجود نزلاء من المعتقلين على خلفية احتجاجات الريف مضربين عن الطعام في السجن المحلي عين السبع بالدار البيضاء.
وجاء توضيح إدارة السجن ردا على تحرك محامين وحقوقيين للفت الانتباه إلى قضية معتقلي الحسيمة، والترويج لإضرابهم عن الطعام وتدهور حالتهم الصحية جراء ذلك، من دون تحديد عددهم، وكأن الأمر يتعلق بإضراب جماعي عن الطعام للمعتقلين على خلفية تلك الأحداث، (المتابعون في حالة اعتقال والبالغ عددهم 185)، واتهمت إدارة السجون المحامين والحقوقيين بـ«التحريض والتشويش الممنهجين».
وذكرت المندوبية العامة لإدارة لسجون وإعادة الإدماج، في بيان، أن إدارة السجن المحلي عين السبع1 أكدت أن النزيل نبيل أحميجيق، الذي أشارت إليه بالأحرف الأولى لاسمه من المجموعة الثالثة، التي تضم 3 نزلاء من معتقلي أحداث الحسيمة، تقدم بتاريخ 20 سبتمبر (أيلول) الجاري بإشعار كتابي يعلن فيه دخوله في إضراب عن الطعام لأسباب لا تمت بصلة لشروط اعتقاله بالمؤسسة، فيما صرح النزيلان ربيع الأبلق ومحمد جلول شفويا يوم 25 سبتمبر الجاري لإدارة المؤسسة بدخولهما في إضراب عن الطعام بسبب القضية المعتقلين من أجلها.
وأكدت إدارة المؤسسة السجنية، أن النزلاء الموجودين رفقة ناصر الزفزافي، زعيم الاحتجاجات، يتناولون وجباتهم الغذائية المقدمة من طرف المؤسسة والمسلمة لهم من ذويهم.
وأضاف المصدر ذاته، أن هناك مجموعة ثانية من هؤلاء المعتقلين تتكون من 31 نزيلا «تقوم باستهلاك ما تتسلمه من مواد غذائية متنوعة وقابلة للتخزين خلال الزيارات العائلية المتتالية»، مؤكدا أن أي نزيل منهم لم يتقدم بأي إشعار يفيد بالدخول في الإضراب عن الطعام، كما أن فحوصات الضغط الدموي ونسبة السكر في الدم والوزن «تفند بجلاء دخول هؤلاء في الإضراب عن الطعام».
وأوضحت مندوبية السجون، أن المعطيات التي تقدمت بها إدارة السجن المحلي عين السبع1 جاءت «توضيحا لما جاء في بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي وادعاءات بعض المحامين وبعض ممن يدعون العمل الحقوقي حول دخول النزلاء المعتقلين على خلفية أحداث الحسيمة في إضراب عن الطعام».
وأكدت إدارة المؤسسة السجنية، أنها تتقدم بهذه المعطيات إلى «الرأي العام بغرض تنويره وتوضيح الحقائق، لكنها تستنكر لجوء الجهات المذكورة إلى أسلوب التحريض والتشويش الممنهجين، من دون أي اعتبار لمصلحة النزلاء المعنيين».
في سياق متصل، كشفت مصادر قضائية أن النيابة العامة بمدينة الحسيمة قررت متابعة الناشطة نوال بنعيسى في حالة إفراج بتهمة التحريض على ارتكاب جنايات وجُنح، طِبقا للفصل 299 من القانون الجنائي، وستحال على المحاكمة في 23 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وهو ما أكدته بن عيسى على صفحتها في «فيسبوك».
وكانت الشرطة القضائية بمدينة الحسيمة قد استدعت الناشطة في احتجاجات الريف للتحقيق معها مساء أول من أمس، وذلك بعد نشرها تدوينة في «فيسبوك» قالت فيها: «لن أصمت وسأكتب، فقد سكت آبائي وسكت أجدادي رغم أنهم حاربوا الاستعمار وأخرجوه من الريف، ولكنهم لم يدركوا أنه سيأتي زمن سيكون حكمكم أبغض من الاستعمار... اعدموني... انفوني... اسجنوني فلا فرق بين شوارعكم وسجونكم».
في السياق ذاته، قررت آمنة ماء العينين، النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، مساءلة سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المنتمي للحزب بشأن «تداعيات إضراب معتقلي (حراك الحسيمة) عن الطعام داخل السجون». وجاء في سؤالها: «لقد صرح العديد من أفراد أسر معتقلي ما يعرف بحراك الريف والعديد من محاميهم بإضرابهم عن الطعام داخل السجون، بل وصل الأمر إلى توقف بعضهم عن تناول الماء والسكر، مما صار يشكل خطرا على حياتهم»، وبالنظر إلى التداعيات السلبية لهذا الإضراب عن الطعام داخليا وخارجيا، وبالنظر إلى ما يشكله ذلك من خطر على حياتهم، فإننا نسائلكم السيد رئيس الحكومة عن المبادرات التي قامت بها حكومتكم أو المبادرات التي يمكن أن تكون طرفا فيها لإيجاد حل للمشكل الذي صار مأزقا يكلف المغرب داخليا وخارجيا.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.