بيرلا حلو تحصد لقب ملكة جمال لبنان لعام 2017

ارتياح للنتيجة... ومتسابقة تحدث بلبلة

بيرلا حلو تحصد لقب ملكة جمال لبنان لعام 2017
TT

بيرلا حلو تحصد لقب ملكة جمال لبنان لعام 2017

بيرلا حلو تحصد لقب ملكة جمال لبنان لعام 2017

كالعادة لم يمر حفل انتخاب ملكة جمال لبنان لعام 2017 مرور الكرام، فقد شهد أيضاً هذه السنة موقفاً حرجاً تسببت به إحدى المتباريات، مما أشعل وسائل التواصل الاجتماعي. فصحيح أن المتبارية بيرلا حلو ابنة الـ22 ربيعاً حصدت اللقب ورحّب اللبنانيون مجتمعين بالنتيجة، إلا أن زميلتها يسرى محسن حازت على كمية لا يستهان بها من اهتمامهم بعد أن وجهوا إليها انتقادات قاسية، على خلفية ردّها على السؤال الموحّد الذي توجّهت به مقدمة الحفل ديما صادق إلى المتنافسات الخمس اللاتي وصلن مرحلة التصفيات النهائية.
«قديه أنت مؤمنة انو الشارع وحركة المجتمع المدني ممكن يغيروا بالواقع اللبناني؟»، هذه كانت طبيعة السؤال الذي طرحته ديما صادق على يسرى، وبعد أن فسرت المشتركة الماء بعد الجهد بالماء في المحاولة الأولى لردها، أعادت عليها الإعلامية السؤال بالفرنسية بعد أن أوضحت للحضور وللمشاهدين أن يسرى تعاني من ضعف في فهم العربية. إلا أن النتيجة جاءت أسوأ إذ ردت يسرى تقول: «أكيد إذا نحنا منوقف إلى جانب بعضنا كل الشعب اللبناني في الشارع كما سبق وشهدنا ذلك في حركة (طلعت ريحتنا) (وكانت تقصد حركة المجتمع المدني طلعت ريحتكن) فإن ذلك سيؤثر على مجتمعنا». فساد جو من الهرج والمرج في صالة السفراء في «كازينو لبنان»، حيث كانت تجري وقائع هذا الحدث المنقول مباشرة على الهواء عبر شاشة (إل بي سي آي). ولم تقتصر هذه الحالة على موقع الحدث إذ تجاوزته بظرف دقائق قليلة ليغزو الصفحات الإلكترونية مجتمعة من «فيسبوك وتويتر وانستغرام» فيشكل حدثا بحد ذاته تجاوز عدد متابعيه النصف مليون بوقت قصير، وبينها صفحة «نكت ليبانيز» الانستغرامية. إذ حصد الفيديو الخاص بهذه اللقطة المصورة متابعة نحو 100 ألف شخص لها بظرف ساعة واحدة فقط.
وعادة ما يتوقفّ اللبنانيون عند هذه المرحلة (السؤال الموحد)، إذ غالبا ما تشهد أجوبة تلقائية وغير مدروسة من قبل المتباريات الانتقادات، كونها تظهر مدى نسبة الذكاء التي يتمتعن بها. ولم ينس اللبنانيون أجوبة عديدة تصب في هذه الخانة أحدثت الفرق في نسخات مختلفة من مباراة ملكة جمال لبنان وبينها نسرين نصر (حصدت اللقب عام 1996) عندما أخفقت في الرد على السؤال الموحد حول أهم مواقع السياحة في لبنان فكان جوابها المشهور «الشوبينغ». فيما وجهّت انتقادات قاسية لساندي ثابت (صاحبة اللقب لعام 2016) بعد أن اعتبرها اللبنانيون لا تتمتع بنسبة جمال مرتفعة، وبأنها لا تليق بالتاج الذي تحمله.
وكانت مرحلة التصفيات النهائية لمباراة انتخاب ملكة جمال لبنان قد أسفرت عن وصول المرشحات الخمس: بيرلا حلو وسابين نجم وريم خوري ويسرى محسن وجنى صادر، فبلغ الحماس أوجه لدى الجمهور الذي ألّف بغالبيته شريحة تؤيد تربع بيرلا حلو (مجازة بشهادة إدارة الأعمال) على العرش دون سواها، نظرا لتمتعها بالعناصر الأساسية التي يتطلبها هذا اللقب، أن من ناحية الجمال أو الذكاء.
أما لجنة الحكم التي أشرفت على هذا الحدث وشاركت في تقييم المتباريات جماليا وثقافيا من خلال وضع كل فرد منها نقاطا محددة للمشتركات، إثر كل امتحان خضعن له (الطلة والجمال والأسئلة)، فقد تألّفت من الإعلاميتين ماغي فرح وفاديا فهد والمايسترو هاروت فازيليان (ممثلا لوزير السياحة أفيديس كيدانيان) والموسيقي العالمي اللبناني الأصل إبراهيم معلوف، وملكة جمال لبنان السابقة جويل بحلق، ونجم كرة السلة فادي الخطيب والمؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي الفرنسية كريستينا بازان، والرسام شوقي شمعون. كما تألّقت المتسابقات الـ15 بأزياء وقّعها المصمم اللبناني العالمي جورج حبيقة، فيما تولّى تدريبهن على الإطلالة أمام الكاميرا الإعلامي مذيع نشرات الأخبار على شاشة (إل بي سي آي) يزبك وهبي.
وتميّز الحفل هذه السنة بنسبة جمال مرتفعة تمتعت بها غالبية المتباريات، وكذلك باختصاصات جامعية تنوعت ما بين العلوم الإنسانية والهندسة والإعلام وإدارة الأعمال والترجمة وغيرها.
ولأول مرة سجل اللبنانيون التقاءهم حول النتيجة التي أثمر عنها هذا الحدث المنتظر من قبلهم في موعده من كل عام، بحيث لاقت ترحيبا منهم ترجموه بعبارات المباركة والتهنئة التي توجهوا بها إلى صاحبة اللقب (بيرلا حلو) عبر صفحات وسائل التواصل الاجتماعي. وقد عبروا عن إعجابهم بإطلالتها وبنسبة الذكاء التي تتمتع بهما، لا سيما أنها عرفت الإجابة عن سؤال أعضاء لجنة الحكم، وكذلك على السؤال الموحد الذي تمّ اختياره من لائحة أسئلة كثيرة توجّه بها المشاهدون للمرشحات عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالمباراة.
وأحيت الحفل الفنانة كارول سماحة مقدمة ثلاث وصلات غنائية لاقت الحماس من قبل الحضور. وكانت سماحة قد وافقت من دون تردد على الحلول مكان الفنان راغب علامة إثر اعتذاره عن إحيائه له بسبب حالة حداد يعيشها حاليا (وفاة والد زوجته جيهان)، وعبّرت عن سعادتها بالمشاركة في هذا الحفل بعد اتصال وردها من رئيس مجلس إدارة تلفزيون (إل بي سي آي) بيار الضاهر. ووصفت الحدث بواحد من أهم النشاطات الثقافية والسياحية والجمالية التي تجري في لبنان سنويا.
وشهد الحضور للتفاني الملحوظ في عملية تنظيم الحفل الذي تشرف عليه إدارة محطة (إل بي سي آي) ممثلة بالمنتجة رولا سعد، وعلى أداء فريق العمل الذي كان بمثابة خلية نحل تعمل دون كلل وبسرعة فائقة لمواكبة كل مرحلة من مراحل الحفل بالديكورات اللازمة بها وبأقل وقت ممكن. وقبيل موعد بداية الحفل شوهد أعضاء لجنة الحكم مجتمعين في الباحة الخلفية لصالة السفراء في كازينو لبنان يتشاورون حول عملية الأداء التي يجب أن يتبعونها خلاله. فيما تهافت أهل الصحافة على إجراء مقابلات مع «المؤثرات» (influencers) العالميات (سمر سيراكي دو بوتافوكو وفيونا زاليتي) اللتين تمّ استقدامهن من إيطاليا وفرنسا في هذه المناسبة إضافة إلى اللبنانية نور عريضة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».