السفارة السعودية في الأردن تقيم احتفالا باليوم الوطني

خصصت حفلا خاصا للجالية السعودية

الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود خلال الحفل
الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود خلال الحفل
TT

السفارة السعودية في الأردن تقيم احتفالا باليوم الوطني

الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود خلال الحفل
الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود خلال الحفل

أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود أن العلاقات السعودية الأردنية قائمة على المشاركة الفعلية في كل مجالات التنمية والاحترام المتبادل المبني على روح الأخوة والانتماء المشترك.
وقال السفير خلال حفل أقامته السفارة السعودية في الأردن مساء أول من أمس احتفالا بالذكرى السابعة والثمانين لليوم الوطني السعودي، حضره عدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين الأردنيين ورؤساء البعثات الدبلوماسية، إن الاستثمار بالإنسان هو أهم ركائز التنمية، لذا أصبح أسلوب الدعم يركز على خلق فرص عمل في الدولتين، مشيرا إلى أن الكثير من الاقتصاديين يعتقدون أن نتائج المجلس التنسيقي السعودي الأردني فيما يتعلق بالشراكة الاستثمارية ستظهر قريبا، دون أن يفرقوا بين الدعم المباشر والاستثمار الذي يحتاج إلى وقت، ذلك أن الدعم المباشر تمثل في تشييد الطريق الصحراوي وطريق المطار والمساهمة في إقامة مركز الحسين للسرطان وبناء مستشفى الشمال.
وأكد استمرار المملكة السعودية بدعم الأردن، معبرا عن تقديره لمواقف الأردن الرائدة في القضايا الإقليمية والدولية، التي غلب فيها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المبادئ على المصالح في اتخاذ قرارات لصالح الإنسان والسلام، ولعل استقبال اللاجئين من أكثر من بلد عربي شقيق خير دليل على أخلاقية هذه القرارات، مشيرا إلى أن هذا الكرم الأردني الشريف الذي طال الإنسان العربي المنكوب جاء وسط ظروف اقتصادية صعبة يمر بها الأردن، «وهنا تتضح المبادئ وتغيب المصالح».
وقال السفير السعودي «نحتفل قيادة وشعبا باليوم الوطني السابع والثمانين، ونفخر بوطن ونعتز بمواطن سواء كان هذا المواطن في مواقع المسؤولية الرسمية أو قطاع الأعمال، مواطن يقدر تضحيات الآباء والأجداد ويعتز بمساهمتهم العظيمة في بناء بلدهم منذ حكم الملك عبد العزيز إلى هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز».
وتضمن الحفل وصلات غنائية وطنية وتراثية بمشاركة فرقتي جوهرة السعودية الشعبية وشهران، اللتين قدمتا العديد من الفنون والرقصات الفلكلورية الشعبية السعودية، بالإضافة إلى جدارية تحمل عنوان (كل عام ووطننا بألف خير) والتي ستكون كرسالة من المواطنين لقيادتهم في المملكة تعبيراً للحب والوفاء والولاء،
على صعيد متصل دعت السفارة السعودية في الأردن المواطنين السعوديين للاحتفال باليوم الوطني أمس الاثنين وذلك استجابة لرغبة العديد من المواطنين السعوديين المقيمين على الأراضي الأردنية والطلاب الدارسين فيها بتخصيص يوم لهم للمشاركة والاحتفال باليوم الوطني السابع والثمانين للمملكة العربية السعودية.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».