فنانات عراقيات يقتحمن المشهد الثقافي في مدينة البصرة

مع معرض «فضاءات أنثوية» الذي ضم 32 لوحة لـ16 فنانة

المعرض ضم 32 لوحة تنتمي لمدارس مختلفة من الكلاسيكية إلى ما بعد الحداثة («الشرق الأوسط»)
المعرض ضم 32 لوحة تنتمي لمدارس مختلفة من الكلاسيكية إلى ما بعد الحداثة («الشرق الأوسط»)
TT

فنانات عراقيات يقتحمن المشهد الثقافي في مدينة البصرة

المعرض ضم 32 لوحة تنتمي لمدارس مختلفة من الكلاسيكية إلى ما بعد الحداثة («الشرق الأوسط»)
المعرض ضم 32 لوحة تنتمي لمدارس مختلفة من الكلاسيكية إلى ما بعد الحداثة («الشرق الأوسط»)

في بيت تراثي من بيوت منطقة البصرة القديمة المعروفة بشناشيلها وإرثها المعماري الكبير، التقت 16 فنانة من أكاديمية الفنون الجميلة ليعرضن أعمالهن الفنية، ويقمن معرض «فضاءات أنثوية». المعرض نظم في ساحة قصر الثقافة والفنون في محافظة البصرة، المعروف ببيت الشيخ خزعل.
المعرض يعد التجربة الأولى والنواة لبناء جيل من الفنانات في مدينة البصرة، ذات الإرث الثقافي الكبير، بعد انقطاعهن عن المشاركة لسنوات طويلة. قال الفنان التشكيلي والنحات البصري المعروف أحمد السعد إن المعرض شكّل قفزة على كل القيود التي تعاني منها الفنانات في البصرة، حيث إنه أول معرض أنثوي خالص يقام خارج أسوار الأكاديميات والمعاهد الفتية في المدينة، ويستقبل «جمهورا من الشارع وليس ذوي الاختصاص فقط». وأضاف: «من خلال مشاهدتي للأعمال، وجدت هناك لمسات لفنانات بصريات قادمات بقوة، لكن في حال جرى الاهتمام بهن وبناء الذائقة الفنية لديهن بشكل صحيح». وتابع أن «هناك أكثر من لوحة فنية تنتمي إلى ما يعرف بـ(ما بعد الحداثة)، وحقا وجدنا فيها عناصر اللوحة الناضجة»، لافتا إلى أن «الأهم اليوم يكون في تطوير القدرات حتى نحصل في النهاية على فنانات بصريات قد يصلن بفنهن إلى العربية أو العالمية».
وقال مدير قصر الثقافة والفنون في البصرة عبد الحق المظفر لـ«الشرق الأوسط» إن «معرض (فضاءات أنثوية) يعد أول تجربة للقصر في احتضان إبداعات النساء (نساء البصرة) في مجال الفن التشكيلي، ونتمنى أن تتوالى النشاطات في المسرح والسينما». وأضاف أن المعرض ضم 32 لوحة فنية تنتمي لمدارس مختلفة من الكلاسيكي إلى ما بعد الحداثة. وتابع أن «قصر الثقافة والفنون في البصرة، وهو أحد المؤسسات التابعة لوزارة الثقافة العراقية سيستمر في نهجه في الدعوة إلى إعادة ثقافة المدينة إلى ما كانت عليه، وتكون المركز الرئيس للحراك الثقافي والفني في العراق».
وقالت الفنانة التشكيلية زهراء شاكر، إحدى المشاركات في المعرض، إن «المعرض يعد التجربة الأولى والنواة لبناء جيل فني أنثوي في مدينة البصرة ذات الإرث الثقافي الكبير بعد انقطاع لمشاركة المرأة لسنوات طويلة بسبب عدد من الظروف». وأضافت أن «أغلب المشاركات يعد لهن المعرض أول مشاركة حقيقية، حيث جرى عرض نتاجهن أمام الجمهور البصري، وقد لاقى المعرض استحسان الكثير من خلال كم الملاحظات التي استمعنا لها».
إلى ذلك، قالت الفنانة التشكيلية هبة الله فريد إن «تجربة إقامة معرض فني خاص بالنساء تعد تجربة جميلة جدا، وإن أغلب المشاركات بالمعرض تعد لهن هذه المرة الأولى للإعلان عن مواهبهن أمام الجمهور». وأضافت أن «المعرض فرصة حقيقية لمواجهة الجمهور البصري الذواق للفن والثقافة، وأيضا فرصة لتطوير قابليتنا على التعامل مع نصائح الفنانين والإعلاميين التي أبدوها من خلال مشاهدتهم للوحات الفتية، وكيفية الاستفادة منها في المستقبل».
المعرض حظي باهتمام واسع من قبل فناني ومثقفي مدينة البصرة، الذين وجدوا فيه فكا لبعض القيود التي كانت وما زالت تعاني منها الفنانات التشكيليات في مدينة السياب والخليل.
يذكر أن مدينة البصرة تشهد بين الفترة والأخرى حراكا ثقافيا وفنيا، إلا أن المرأة تغيب عنه، لكن المدينة تضم معهدا للفنون الجميلة خاصا بالفتيات، وأكاديمية للفنون تخرج فيها عدد كبير من الفنانات البصريات، بعضهن يدرّسن حاليا في الأكاديمية بعد حصولهن على شهادة الدكتوراه.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».