ابن كيران: ليس أمامنا وقت نضيعه وعلينا التقدم للأمام

قال إن تجربة رئيس الحكومة المغربية السابق عبد الله إبراهيم لم تنته

TT

ابن كيران: ليس أمامنا وقت نضيعه وعلينا التقدم للأمام

قال عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، ذو المرجعية الإسلامية، إنه «لم يعد أمامنا وقت نضيعه كشعب، وعلى رأسنا الملك والأحزاب السياسية والمجتمع المدني، وكل الصالحين الذين يمارسون الشأن العام؛ من أجل خدمة الوطن والمواطنين وليس من أجل جمع الأموال فقط والظهور»، مجددا التأكيد على أن هؤلاء «موجودون وبكثرة»، ودعاهم إلى الخروج إلى العلن وخدمة البلاد.
وقال ابن كيران، في كلمة ألقاها مساء أول من السبت بمراكش، خلال مشاركته في ندوة علمية نظمتها مؤسسة عبد الله إبراهيم، بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لوفاته «يجب عليهم ألا يظلوا متخوفين ومتراجعين، وعليهم أن يتقدموا إلى الأمام، وإن شاء الله سنجدد حلم عبد الله إبراهيم، وحلم كافة الصالحين الذين يريدون خدمة هذه البلاد».
ويبدو من خلال ذلك أن ابن كيران، ما زال مستمرا في تسجيل حضوره بالساحة السياسية المغربية كلما سنحت له الفرصة لذلك، منذ إبعاده من تشكيل الحكومة، وتعيين سعد الدين العثماني خلفا له.
وقال ابن كيران: إن رئيس الحكومة المغربي الأسبق الراحل عبد الله إبراهيم (1958 و1960)، مثّل «نموذجا لإنسان مغربي متميز خلفيته الأولى هي الخلفية الإسلامية ليس باعتباره مسلما عاديا، بل باعتباره فقيها»، مؤكدا أنه يعتبر السياسي الراحل «رجلا ضليعا في الفقه الإسلامي وكتب عن الإسلام، وهذا بالنسبة لنا كمغاربة ومسلمين مهم جدا».
وأضاف ابن كيران، أن الراحل إبراهيم الذي يعد أحد أبرز الأسماء التي تقلدت منصب رئاسة الحكومة في تاريخ البلاد، كانت حياته «كلها حركية لصالح الوطن والمواطنين، ولصالح أن تكون النهضة في البلاد»، مشددا على أن الراحل تفاعل مع التحديات التي كانت تعيشها البلاد إبان الاستعمار وعقب الاستقلال بـ«ألمعية لم تكن عند الكثير من الناس».
ومضى رئيس الحكومة السابق معددا مناقب الراحل إبراهيم، وقال: «التقيته مرة واحدة عندما كنا نبحث عن حزب يؤوينا وذهبنا عنده لمقر حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالرباط».
وزاد ابن كيران موضحا، أن الرجل يمثل أيضا «أصحاب الخلفية الإسلامية بصدق وبعمق واستقامة ونزاهة، وناضل لكي يخدم بلده نضالا أوصله في النهاية لكي يصبح رئيسا للحكومة في سنتين ليس أكثر، طبع فيها الحياة السياسية المغربية والدولة وأسس للمغرب الحديث».
واسترسل ابن كيران قائلا: «لماذا لا يتكلم اليوم أي أحد بسوء عن عبد الله إبراهيم؟ لأنه من دون شك عاش حياته مثاليا حتى لقي الله سبحانه وتعالى، وقدم لبلاده أشياء كثيرة»، قبل أن يضيف «لكن تجربته أوقفت، وهذا التوقف هو الذي يسائلنا، وهذا الإشكال هو الذي ينبغي أن نطرحه اليوم».
وذهب ابن كيران في كلمته إلى أن تجربة الراحل عبد الله إبراهيم إذا كانت توقفت فإن «السيرورة التي كان يمثلها لم تنته، وهذه المحاولة لا تيأس وكل مرة تعاود الانطلاقة من جديد وتمشي الأمور وتتحسن وينبغي أن تبقى مستمرة»، وذلك في محاولة منه لتأكيد أن تجربته على رأس الحكومة السابقة تمثل امتدادا لما قدمه الراحل عبد الله إبراهيم.
وأضاف ابن كيران قائلا: «الناس الذين سبقوني يقولون لو وقع الانسجام اللازم بين النخبة المثقفة والوطنية وبين النخبة التي كانت تحكم والمؤسسة الملكية في عهد حكومة عبد الله إبراهيم، ربما كنا سنكون اليوم مثل كوريا الجنوبية أو سنغافورة»، معتبرا أن المغرب «كانت عنده كافة المؤهلات لتحقيق النجاح؛ لأنه آنذاك كانت وضعية كوريا الجنوبية أسوأ من وضع المغرب، وهم منذ سنة 1975 إلى اليوم أنجزوا هذا المسار ونحن مع الأسف الشديد لم نقم بذلك»، مستدركا «ولكن مع ذلك نحن ولله الحمد بخير نسبيا».
وأفاد ابن كيران بأنه من أجل أن تظل التجربة مستمرة «علينا أن نحاول ونعيد النظر هل يمكن أن يكون هناك خطأ في كيفية إيجاد التعاون وتجنب التنازع»، مشددا على أنه في التنازع «يتسرب أصحاب الشهوات ويأخذون مراتب ومواقع أصحاب الأفكار، وتتراجع الأمور».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.