من إيسيان إلى كول... قصة 5 لاعبين يواجهون التحدي في الدوري الإندونيسي

تجارب النجوم السابقين تؤكد أن فرص الفشل أكثر من النجاح

ايسيان نجم تشيلسي السابق (يمين) خلال التدريب في فريق بيرسيب باندونغ الاندونيسي  -  كول نجم وستهام السابق لم يحقق نجاحا في نادي باندونغ
ايسيان نجم تشيلسي السابق (يمين) خلال التدريب في فريق بيرسيب باندونغ الاندونيسي - كول نجم وستهام السابق لم يحقق نجاحا في نادي باندونغ
TT

من إيسيان إلى كول... قصة 5 لاعبين يواجهون التحدي في الدوري الإندونيسي

ايسيان نجم تشيلسي السابق (يمين) خلال التدريب في فريق بيرسيب باندونغ الاندونيسي  -  كول نجم وستهام السابق لم يحقق نجاحا في نادي باندونغ
ايسيان نجم تشيلسي السابق (يمين) خلال التدريب في فريق بيرسيب باندونغ الاندونيسي - كول نجم وستهام السابق لم يحقق نجاحا في نادي باندونغ

انتقل خمسة نجوم سابقين في الدوري الإنجليزي الممتاز للعب في إندونيسيا خلال الموسم الحالي، وتنوعت مغامرتهم تنوعا كبيرا في ظل الكثير من الانتقادات والاتهامات والصدمة الثقافية والنهايات المتوقعة لبعض من هذه التجارب. وفي غضون أسابيع قليلة بين شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، انتقل كل من مايكل إيسيان وكارلتون كول وبيتر أوديموينجي ومحمد سيسوكو وديديه زوكورا للعب في جنوب شرقي آسيا. ورحل اثنان من هؤلاء اللاعبين الخمسة عن إندونيسيا، في حين يقدم لاعب آخر أداء رائعا وأصبح معشوقا للجماهير هناك، في الوقت الذي يجد فيه لاعبان آخران نفسهما في المنتصف بتقديمهما أداء جيدا بعض الشيء.
وكان ذلك بمثابة تغير كبير بالنسبة لدولة ليس لها باع كبير في التعاقد مع لاعبين من ذوي الأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم. ويذكر انه قد سبق وخاض لاعبون معروفون مثل لي هيندري وماركوس بينت تجربة اللعب في إندونيسيا بعد أن شاركا في الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنهما لم يحققا نجاحا كبيرا في العشر سنوات السابقة. أما الاسمان الأشهر الأرجنتيني ماريو كيمبس والكاميروني روجيه ميلا فتجربتهما في بداية ومنتصف التسعينات من القرن الماضي في البلد الآسيوي قد تلاشت من الذاكرة.
وفي الحقيقة، تواجه الأندية الإندونيسية كثيراً من التحديات الأخرى خلال الفترات الأخيرة، ففي عام 2015 لم ينطلق الدوري الممتاز هناك مطلقاً بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وَقْف البلاد عن ممارسة كرة القدم بسبب التدخل الحكومي في اللعبة، لكن ذلك كان بمثابة استراحة بعد سنوات من الاضطرابات. وفي عام 2003، سُجن رئيس الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم، نور الدين خالد، بسبب الفساد. وحتى عندما بدأ اللاعبون الأجانب يحتلون صدر العناوين الرئيسية للصحف، كان ذلك في إطار قصص مأساوية مثل وفاة لاعب الباراغواي ديجو مينديتا في عام 2012، بعدما لم يتمكن من شراء الأدوية بسبب عدم حصوله على مستحقاته من ناديه.
في الواقع، لا يمكن إنكار حالة الولع بكرة القدم في إندونيسيا، لكن هذا الحب يتجاوز حدوده في بعض الأحيان لدرجة خطيرة جداً، ويكفي أن نعرف أن مجموعة تطلق على نفسها اسم «أنقذوا كرة القدم لدينا» قد أشارت إلى أن أحد المشجعين قد لقى حتفه في الآونة الأخيرة، وأنه أصبح الضحية رقم 54 من بين الذين فقدوا أرواحهم بسبب جرائم تتعلق بكرة القدم منذ تسعينات القرن الماضي ورقم 36 خلال السنوات الخمس الأخيرة فقط. وعلاوة على ذلك، فإن المسؤولين عن كرة القدم في إندونيسيا لا يصبرون على المديرين الفنيين ويمنحونهم الوقت الكافي لنقل أفكارهم للاعبين، ولذا يمكن للمدير الفني الهولندي فرانك دي بور الذي أقيل من منصبه كمدير فني لكريستال بالاس بعد أربع مباريات فقط أن يصبر نفسه عندما يعرف أن المدير الفني النمساوي هانز بيتر شالر قد أقيل من منصبه كمدير فني لنادي بالي بعد مباراتين فقط في منصبه الجديد. ويمكننا القول إن إندونيسيا قد تصبح مكاناً رائعاً لقضاء شهر العسل على الشواطئ، لكنها مكان صعب للغاية في ملاعب كرة القدم.
ويمكن لجميع اللاعبين الأجانب، سواء كانوا من ذوي الأسماء الكبيرة أم لا، أن يقدموا مستويات جيدة هناك إذا لم يتم الاستغناء عن خدماتهم في الفترة الأولى لانضمامهم للأندية الإندونيسية. وينطبق هذا بشكل خاص على نادي بيرسيب باندونغ، الذي يعد أكبر نادٍ في البلاد، الذي تعاقد مع كول وإيسيان وسط توقعات بأن يقدم اللاعبان أداء قوياً. ولكن بعد انطلاق الموسم بأقل من شهر (وتذمر المشجعين من طريقة لعب الفريق رغم أنه كان يحتل صدارة ترتيب جدول المسابقة آنذاك)، كان من الواضح أن كول لن يستمر طويلاً. وقضى لاعب وستهام السابق البالغ من العمر 33 عاماً معظم الفترات التي لعب خلالها داخل منطقة الجزاء ينتظر الكرات العرضية التي لم تكن تأتي مطلقا. وفشل في تسجيل أي هدف.
وخرجت الشائعات لتقول إن المدير الفني للفريق أوموه مختار لم يكن يريده، وأنه كانت هناك معركة من أجل السيطرة على مقاليد الأمور تجري من وراء الكواليس في النادي الذي يملكه رئيس إنترميلان الإيطالي، إيريك توهير. وواصل مختار هجومه على كول فصرح في مايو (أيار) الماضي بأن الدفع بكول يعني أن الفريق يلعب بعشرة لاعبين، مشيرا إلى أن الهدف من وراء الدفع بكول في المباراة الثالثة - بعد مشاركته في مباراتين سابقتين كبديل - هو أن يظهر للمشجعين لماذا لم يكن يدفع باللاعب في المباريات السابقة!
لم يكن مختار هو المدرب الرئيسي، لكن المدير الفني للفريق هو جادجانغ نوردجامان، الذي يعد أحد أساطير النادي والذي أقيل من منصبه هو الآخر بعد وقت قصير. وانتهى كابوس كول أخيراً في أغسطس (آب) بعد اللعب لمدة 268 دقيقة فقط. وخرج مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق، الذي حافظ على هدوئه رغم كل الانتقادات اللاذعة التي كانت تُوجَّه له، عن صمته، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي يقول: «لم أُعامَل بنزاهة، لكنني فضلت الصمت والعمل بكل قوة وقمت بكل شيء بمنتهى الاحترافية».
ولا يزال إيسيان هناك. صحيح أنه يقدم أداء أفضل، لكنه يواجه الكثير من الصعوبات. وقدم اللاعب الغاني بعض اللمسات الجيدة وصنع أهدافا أخرى، لكن اللاعب السابق لريال مدريد الإسباني وتشيلسي الإنجليزي لم يقدم الأداء الذي جعله معشوقا للجماهير في ملعب «ستامفورد بريدج». وإذا كان إيسيان، الذي تشير تقارير إلى أنه يحصل على راتب سنوي يبلغ نحو 750 ألف دولار (10 آلاف جنيه إسترليني في الأسبوع)، لم يقدم الأداء المنتظر في إندونيسيا، فإن الشيء ذاته ينطبق على اللاعب الإيفواري ديدييه زوكورا مع نادي سيمين بادانج. ولم يسجل زوكورا أي هدف خلال المواسم الثلاثة التي قضاها مع توتنهام هوتسبر، وهو ما حدث خلال الثلاثة أشهر التي لعبها في إندونيسيا. وتخلى النادي عن خدماته بعدما فشل في دفع راتبه وبعدما خاض اللاعب ثماني مباريات لم يسجل خلالها أي هدف.
لكن على الجانب الآخر، هناك بعض الأنباء السعيدة في أماكن أخرى، إذ يقدم لاعب خط وسط ليفربول السابق سيسوكو أداء رائعا مع نادي ميترا كوكار، وسجل خمسة أهداف. لكن لا يوجد أدنى شك في أن أكثر لاعب يشعر بالسعادة من بين هؤلاء اللاعبين الخمسة هو النيجيري أوديموينجي، الذي ربما يكون قد شعر بالإحباط لفشل انتقاله من وست بروميتش ألبيون إلى كوينز بارك رينجرز في اليوم الأخير لفترة الانتقالات، لكن اللاعب البالغ من العمر 36 عاما يقدم مستويات لافتة مع نادي مادورا يونايتد ويقوده لاحتلال صدارة جدول الترتيب. وخلال النصف الأول من الموسم على الأقل، لم يتوقف اللاعب النيجيري عن التسجيل وأحرز أهدافا رائعة بتسديدات طويلة المدى ورأسيات رائعة ولمسات ساحرة في إنهاء الهجمات، ونجح في تسجيل 13 هدفاً في أول 12 مباراة.
وقدم اللاعبون الأجانب أداء متفاوتاً، إذ تألق بعضهم وواجه بعضهم صعوبات كبيرة، لكن ربما يكون أنجح الأجانب في الدوري الإندونيسي هو المدير الفني سيمون ماكمينيمي البالغ من العمر 39 عاما الذي يقود نادي بهايانغكارا، الذي يملكه رئيس الشرطة في البلاد، لاحتلال قمة الدوري بعد مرور نحو ثلثي مباريات المسابقة.


مقالات ذات صلة

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية فوّت نيوكاسل فرصة الصعود إلى المركز السادس ليبقى عاشراً برصيد 18 نقطة (رويترز)

«البريمرليغ»: ثنائية وست هام تبقي نيوكاسل عاشراً

سقط نيوكاسل أمام ضيفه وست هام 0-2، الاثنين، في ختام المرحلة الثانية عشرة من بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

«الشرق الأوسط» (نيوكاسل )

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».