الأمن الأردني يدهم مقراً لحزب «جبهة العمل» التابع لـ«الإخوان»

TT

الأمن الأردني يدهم مقراً لحزب «جبهة العمل» التابع لـ«الإخوان»

دهمت قوات الأمن الأردنية أمس مقر حزب «جبهة العمل الإسلامي» في مدينة إربد 85 كلم شمال العاصمة عمان طالبة تسليم المقر سلمياً لجمعية «الإخوان المسلمين» المرخصة، وفق ما أكد مصدر أمني. وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط» أن الإجراء الأمني جاء تنفيذاً لقرار محافظ إربد رضوان العتوم بتسليم مقر الحزب لجماعة الإخوان المرخصة.
ورفضت قيادة حزب «جبهة العمل الإسلامي» قرار محافظ إربد تشميع مقر فرع الحزب في منطقة إربد الأولى الكائن في المجمع الإسلامي بعد قرار سابق له بتسليم المبنى الذي يضم مقر جماعة «الإخوان المسلمين» في إربد (غير مرخصة ومحظور نشاطاتها) إلى جمعية جماعة الإخوان المسلمين المرخصة حديثاً، حيث يواصل أعضاء الحزب بحضور المكتب التنفيذي اعتصامهم داخل مقر الفرع رفضاً لتسليمه. وكانت قوة أمنية برئاسة نائب محافظة إربد داهمت مقر فرع حزب «جبهة العمل الإسلامي» في إربد بدعوى وجود قرار من المحافظ بتشميع مقر الفرع جنوب مدينة إربد بالشمع الأحمر، وأن تلجأ الأطراف إلى القضاء لحل النزاع، وذلك خلال لقاء عقدته الهيئة العامة للحزب بحضور الأمين العام للحزب محمد الزيود، وأعضاء المكتب التنفيذي للحزب، حيث رفض أعضاء الحزب مغادرته، وأعلنوا اعتصاما في مقرهم وعقد هيئة عامة مفتوحة، مطالبين «أصحاب القرار العقلاء التدخل لإيقاف هذه المجزرة والإجرام القانوني». ورفضت إدارة الحزب تسليم المقر؛ كونه مستأجراً بعقد رسمي مصدق، معتبرين هذا الإجراء مخالفا للقانون والدستور «ويمثل اعتداء صارخاً على الحريات؛ كونه اقتحاماً لمقار حزب محصن بالقانون، ويمنع دخوله إلا بقرار قضائي قطعي». وأكد الناطق الإعلامي للحزب مراد العضايلة رفض الحزب تسليم مقر الفرع إلا بقرار قضائي، مشيراً إلى أن قرار إغلاقه مخالف للقانون؛ كون المقر يعود لحزب سياسي مرخص بموجب القانون الذي ينص على أن مقار الأحزاب وممتلكاتها مصونة ولا يجوز الاعتداء عليها. وفيما أشار نائب الأمين العام للحزب نعيم الخصاونة إلى أن قرار محافظ إربد جاء بعد مفاوضات جرت صباح أمس بين قيادة الحزب ونائب المحافظ، الذي طلب منهم تسليم المقر، غير أنهم رفضوا الطلب؛ كون الحزب لديه عقد إيجار قانوني ينتهي في 2020، ولا يحق لأي جهة إخلاؤه دون قرار قضائي. وقال: «أكدت قيادة الحزب من جهتها لنائب المحافظ أن الحزب ليس طرفاً في النزاع القائم مع جمعية الإخوان المرخصة حديثاً وجماعة الإخوان المسلمين، وأنه حزب مرخص وفق القانون». وتابع الخصاونة حديثه بالقول: «لكن في حال تم إجبارنا على إخلاء المبنى بالقوة، فإننا سنلتزم بسلميتنا المعهودة». وكان حزب «جبهة العمل الإسلامي» فرع إربد الأول دعا أعضاءه وهيئته العامة لجلسة طارئة أمس احتجاجاً على قرار محافظ إربد تسليم «المجمع الإسلامي» الذي يضم مقر فرع حزب جبهة العمل الإسلامي في إربد الأولى ومقر شعبة جماعة الإخوان المسلمين، إلى جمعية «الإخوان المسلمين» حديثة الترخيص.
، وطلبه من القائمين على المبنى الواقع جنوب مدينة إربد تسليمه بالكامل، مما اعتبره الحزب تجاوزاً للقضاء ،في ظل تسجيل قضية في المحكمة حول ملكية المبنى، وما زالت منظورة ولم يتم الحكم بها. وكانت جمعية جماعة «الإخوان المسلمين» حصلت على ترخيص من قبل الحكومة الأردنية في مارس (آذار) 2015 لسحب البساط عن جماعة «الإخوان المسلمين» الأم بعد أن اتهم أنها مرتبطة مع قيادات الجماعة في الخارج، وهو ما نفته الجماعة أكثر من مرة، وقامت السلطات الأردنية بإغلاق مقار الجماعة وتشميعها بالشمع الأحمر، وتسليم عدد منها إلى جمعية الإخوان المسلمين حديثة الترخيص، حيث لم تستطع الجمعية الحديثة استيعاب كوادر الجماعة وضمهم إليها، مما أثار حفيظة إدارة الجمعية واللجوء إلى الحكومة لمساعدتها بالسيطرة على أملاك الجماعة. فيما توجه معظم كوادر الجماعة السابقة للعمل تحت مظلة حزب جبهة العمل الإسلامي، والقيام بالنشاطات السياسية تحت مسمى الحركة الإسلامية.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.