«ملحمة وطن» أوبريت قصصي لتاريخ السعودية بحضور العائلات

ضمن فعاليات اليوم الوطني السعودي في 17 مدينة

TT

«ملحمة وطن» أوبريت قصصي لتاريخ السعودية بحضور العائلات

بحضور عائلي، شهد استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض عرض «ملحمة وطن»، وهو أوبريت قصصي يحكي تاريخ المملكة العربية السعودية، بأسلوب قصصي متميز غزل فيه أجمل صورة تاريخ الوطن.
وفتحت الهيئة العامة للترفيه أمس مدرجات استاد الملك فهد الدولي بالرياض للعائلات بالتنسيق مع الهيئة العامة للرياضة لأول مرة، للعرض الذي يقدم مرة ثانية اليوم الأحد.
وتتسع مقاعد الاستاد لنحو 40 ألف شخص، وقسمت بين الأفراد والعائلات بشكل منفصل، وتم وضع التسهيلات والتجهيزات لحضور العائلات وذوي الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى وجود ساحة مخصصة لعربات الأطعمة.
و«ملحمة وطن» عبارة عن عروض مسرحية وطنية ثقافية استمرت لمدة ساعة، شارك فيها 500 ممثل وعارض، وتتضمن 3 فصول تستعرض التاريخ والحاضر والمستقبل، بدأت من «دعاء إبراهيم عليه السلام» و«ولادة الإسلام»، مروراً «بعهد توحيد المملكة»، والعهد البنّاء خلال حكم الملك سلمان، وانتهاءً بـ«رؤية المستقبل»، ومن ثم احتفالات اليوم الوطني.
وشهدت مدن ومحافظات السعودية أمس، إقامة 13 فعالية نفذتها الهيئة العامة للترفيه بالبلاد، وذلك ضمن برنامجها المعد لفعاليات الاحتفال باليوم الوطني للمملكة. وتنوعت الفعاليات في 17 مدينة ومحافظة ونظمتها الهيئة العامة للترفيه بالسعودية بالاشتراك مع 16 شركة، وحرص المنظمون على الفعاليات على التنوع بأساليب العرض ما بين إقامة مهرجان، أو انطلاق مغامرات، أو إقامة عروض حية وتفاعلية، وتقديم عروض مسرحية.
وانطلقت فعاليات الهيئة العامة للترفيه لليوم الوطني السعودي الـ87 يوم 21 سبتمبر (أيلول) الحالي في «شوط وطني» بجدة في ملعب الجوهرة، واستكملت أمس روزنامة الفعاليات المتنوعة والاستثنائية بعروض ضخمة في عموم مناطق السعودية.
وأشرف أحمد الخطيب، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه، على تجهيزات الهيئة للفعاليات التي أقيمت خلال اليوم الوطني تحت عنوان «خلها بالأخضر»، وزار عدداً من المواقع التي ستقام فيها الفعاليات، ووقف على تجهيزات الأنشطة والفعاليات وشاهد التحضيرات ووجه فرق العمل مشيدا ومثمناً الدور المتميز الذي تقوم به كافة الجهات بالتعاون مع الهيئة.
واطلع الخطيب على البرامج كافة التي ستقام خلال الفعاليات المختلفة التي تحتضنها 17 مدينة ومحافظة في السعودية، والتي تشمل 4 فئات رئيسية؛ هي العروض المسرحية والعروض الحية التفاعلية وأنشطة المغامرات، إضافة إلى المهرجانات المختلفة، التي من المتوقع أن يحضرها أكثر من مليون ونصف زائر.
وأوضحت الهيئة العامة للترفيه عن 15 فعالية كانت متميزة ولافتة من بينها فعاليات الشوط الوطني الذي أقيم في جدة، وفعالية صندوق اليوم الوطني، وفعالية ارفع الخفاق أخضر، وفعالية المهرجان الغنائي الكبير، واحتفالات اليوم الوطني الجوية، واحتفالات اليوم الوطني البحرية، واحتفالات الألعاب النارية، وملحمة وطن.
ومن بين الفعاليات المتميزة، فعالية «صندوق اليوم الوطني» في الرياض بحديقة مكتبة الملك فهد، وجدة ممشى شارع فلسطين، والدمام الواجهة البحرية، و«ارفع الخفاق أخضر» في برج المملكة في الرياض، وقصر القشلة في حائل، وقصر الإمارة في نجران، إضافة إلى احتفالات الألعاب النارية في الدرعية بالرياض، والواجهة البحرية بالخبر، والردسي مول بجدة؛ وقاعة الاحتفالات الجوية بكورنيش جدة، والاحتفالات البحرية بجازان، و«المهرجان الغنائي الكبير» بالصالة المغطاة بملعب الجوهرة بجدة، ومهرجان «بسمة وطن» ساحة جبل سلع بالمدينة المنورة، وغيرها.
وأقيمت بالتزامن في الرياض وجدة والدمام يوم أمس (السبت) فعالية صندوق اليوم الوطني، وشملت الفعالية عرض الوسائط المتعددة (Hologram) الذي استمر لمدة 8 دقائق، وصاحب ذلك عد تنازلي بساعة إلكترونية قبل افتتاحه، ليكشف عن مفاجئة غير متوقعة للجمهور تحدث لأول مرة في العالم العربي.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلا كبيرا من قبل الموطنين والمقيمين باحتفالات اليوم الوطني، في حين أطلقت الهيئة العامة للترفيه، وجوهاً تعبيرية «emojies» لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وللأمير محمد بن سلمان، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، تصاحب ظهور وسومهما (هاشتاغات) في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وتماشيا مع الحملة قامت الهيئة بتغيير لون الموقع الإلكتروني وموقع روزنامة الترفيه والتطبيق التابع للهيئة للأخضر.
يذكر، أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إضافة تلك التعابير في موقع «تويتر» باللغة العربية، حيث تظهر بجانب الوسم صورتان للملك سلمان بن عبد العزيز وللأمير محمد بن سلمان، مع إحاطة الصورة بإضاءة خضراء خافتة بالإضافة إلى وسم #السعودية.
ودشنت الهيئة العامة للترفيه المركز الإعلامي الخاص بفعاليات اليوم الوطني بالتزامن مع إطلاق روزنامة فعاليات الهيئة لليوم الوطني، وتهدف الهيئة من ذلك إلى مشاركة العالم باحتفالات الشعب السعودي.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».