بروكسل: منفذ الهجوم على المتحف اليهودي يعاني مشكلات صحية تعوق محاكمته

الدفاع اشتكى من عدم توفر الرعاية الصحية في السجن وهدد بعدم حضور الجلسات

TT

بروكسل: منفذ الهجوم على المتحف اليهودي يعاني مشكلات صحية تعوق محاكمته

قال فريق الدفاع عن مهدي نيموشي المشتبه به في حادث الهجوم على المعبد اليهودي في بروكسل، إن مهدي مريض جدا، وإذا لم يتلق العلاج الضروري فلن يستطيع الحضور لجلسات المحاكمة. وقال الدفاع عن نيموشي إن مهدي عانى على مدى الشهور الماضية من مشكلات صحية، ومنها عدم القدرة على الرؤية بشكل جيد والسمع، وأيضا صداع مؤلم في الرأس، ولم يستبعد الدفاع حدوث أي انتكاسات صحية.
وأضاف الدفاع أن الطبيب القانوني قال في تقرير له، إن نيموشي يحتاج إلى مزيد من الفحوص والتحاليل لمعرفة حقيقة المشكلات الصحية التي يعاني منها بشكل دقيق، ولكن الفريق الطبي المعالج في السجن الذي يقيم فيه مهدي يرفض تحقيق ذلك، وقال رئيس فريق الدفاع سباستيان كورتريه، إن «أسباب رفض الفريق الطبي في السجن الاستجابة لما جاء في تقرير الطبيب الشرعي، هي أسباب غير معلومة للدفاع حتى الآن، رغم أن نيموشي له الحق في الحصول على الرعاية الطبية». وشدد فريق الدفاع على أن نيموشي إذا لم يتلق الرعاية الطبية المطلوبة فلن يحضر جلسات محاكمته، سواء في بلجيكا أو فرنسا التي تطالب بمحاكمته في ملف آخر.
وحسب وسائل الإعلام في بروكسل، لم يدل نيموشي حتى الآن بأي اعترافات للمحققين في بلجيكا؛ ولكن ينوي التحدث في المحكمة. نيموشي جرى اعتقاله بعد ستة أيام من تنفيذ الهجوم على المتحف اليهودي في 24 مايو (أيار) 2014، وتسلمته بلجيكا في 29 يوليو (تموز) من العام نفسه، وموجود في زنزانة منعزلة في سجن بروج المعروف بالحراسة المشددة، وخلال التحقيقات جرى اعتقال شخصين آخرين، ولكن بعدها جرى إطلاق سراحهما. وفي يناير (كانون الثاني) 2015 ظهرت مؤشرات على احتمال وجود مشتبه به آخر، وقد جرى تصويره برفقة نيموشي بعد الاعتداء على المتحف ولكن لم يتم التوصل إليه حتى الآن.
وقد انتهى قاضي التحقيقات في القضية من عمله، وبدأ الدفاع وأيضا النيابة العامة التحضيرات لإطلاق المحاكمة.
وكان الحادث قد أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، كما أن صحافيا فرنسيا كان قد ذكر في وقت سابق أنه التقى نيموشي في سوريا. وعند وصوله إلى بروكسل، جرى الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالفترة التي سبقت وقوع حادث إطلاق الرصاص داخل المتحف اليهودي ببروكسل، ومنها أن نيموشي جاء من سوريا مباشرة إلى بروكسل، وظل لمدة شهر ونصف يبحث عن فرصة عمل في العاصمة البلجيكية، واستأجر غرفة في عقار بحي مولنبيك، المعروف بغالبية سكانه من الأصول الأجنبية. وعقب أسابيع قليلة من تسليمه، قالت وسائل إعلام بلجيكية، إن نيموشي شارك في عمليات الحراسة والمراقبة لعدد من الرهائن المخطوفين من طرف تنظيم داعش في سوريا، وذلك بناء على معلومات أدلى بها شهود، ونشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية، ومنهم الصحافي نيكولاس هينان الذي يعمل لصحيفة «لوبوان»، وكان من بين الرهائن الفرنسيين الذين جرى تحريرهم في أبريل (نيسان) 2014، والذي أشار إلى أن نيموشي شارك في تعذيب عدد من المخطوفين، كما أن شهادات صحافيين آخرين أشارت إلى مشاركة نيموشي في هذه الأمور.
وقال الصحافي هينان الذي كان بين الرهائن خلال الفترة من يونيو (حزيران) 2013 إلى أبريل 2014 الذين اختطفتهم جماعة «داعش»: «كان نيموشي واحدا من بين مجموعة من المجندين الناطقين بالفرنسية والمخصصين لحراسة الرهائن، وشارك أيضا في تعذيب عدد من السجناء السوريين والغربيين في حلب» وقال الصحافي الفرنسي إن عمليات التعذيب كانت تستمر طوال الليل وحتى الصباح، وكان نيموشي يغني أو يطلق صفارة بفمه، «إنه مهووس بالقتال ويبحث عن الشهرة».
وبحسب الإعلام البلجيكي، كانت وزارة الداخلية الفرنسية قد ذكرت في وقت سابق، أن أجهزة الاستخبارات الفرنسية قدمت للقضاء الفرنسي بعض الأدلة التي تتناول مسألة تورط نيموشي في عمليات اختطاف الرهائن الغربيين، وتشير بعض منها إلى مشاركة نيموشي في عملية احتجاز الصحافي الأميركي الذي جرى قتله من جانب عناصر «داعش» في عام 2014.
وفي وقت سابق، قضت المحكمة الاستشارية في بروكسل، بوجوب تنفيذ أمر اعتقال أوروبي صدر عن السلطات الفرنسية لتسلم أحد المحبوسين حاليا في بلجيكا، ويدعى مهدي نيموشي، المشتبه به الرئيسي في حادث الاعتداء على المتحف اليهودي في بروكسل، في مايو من عام 2014، بحسب ما أعلن مكتب التحقيقات البلجيكي في بروكسل، والذي أضاف أن السلطات الفرنسية طلبت تسليمها مهدي نيموشي لمحاكمته في ملف يتعلق بالتورط في اعتقال وتعذيب أربعة من الصحافيين الفرنسيين في سوريا، في 2013 و2014.
وكان نيموشي ومحاميه قد اعترضا على طلب فرنسا تسليمه إليها، طالما أن نيموشي لم يتم بعد محاكمته في بلجيكا، على خلفية ملف الاعتداء على المتحف اليهودي. ويرى رجال التحقيق أن نيموشي نفذ حادث الاعتداء على المتحف الذي أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، وأن نيموشي قام بنفسه بإطلاق النار. وبعد فترة طويلة من الصمت وعدم التعاون مع المحققين، اعترف نيموشي بأنه شارك في الهجوم ولكنه لم يطلق النار.
ودافع المحامي سباستيان كورتريه عن موكله، وطالب بأن يظل في بلجيكا حتى محاكمته في ملف المتحف اليهودي قبل تسليمه إلى فرنسا، كما طالب أيضا بأن يحاكم موكله أمام قضاة مدنيين. وقال كورتريه: «ليس لدى موكلي أي اعتراض مطلقا على تسليمه على هذا النحو، ولكنه يعترض على أن يتم تسليمه فعليا إلى فرنسا قبل انتهاء محاكمته في بلجيكا، بخصوص حادث المتحف اليهودي ببروكسل».


مقالات ذات صلة

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

شؤون إقليمية إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا، وجّه إردوغان تحذيراً صارماً لمقاتلي الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركيا تواصل القتال مع «قسد» على محاور جنوب شرقي منبج (أ.ف.ب)

إردوغان: تركيا لم تتدخل في سوريا

تتواصل الاشتباكات بين الفصائل الموالية لتركيا و«قسد» على محاور جنوب شرقي منبج... وأكد الرئيس رجب طيب إردوغان أن بلاده ستواصل الحرب ضد الإرهاب في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج الشراكة قائمة على تعزيز التعاون وتوسيع التنسيق حيال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف (الشرق الأوسط)

«تلغرام» و«اعتدال» يزيلان 100 مليون محتوى متطرّف

تمكن «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف» ومنصة «تلغرام»، عبر مواصلة جهودهما في مكافحة النشاط الدعائي للتنظيمات الإرهابية، من إزالة 100 مليون محتوى متطرف

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الولايات المتحدة​ يتحدث دوري كورين مساعد قائد شرطة لاس فيغاس متروبوليتان خلال مؤتمر صحافي بشأن تطورات انفجار شاحنة ليلة رأس السنة الجديدة يوم الجمعة 3 يناير 2025 في المدينة (أ.ب)

«إف بي آي»: لا صلة لـ«الإرهاب» بانفجار شاحنة «تسلا» في لاس فيغاس

أكد المحققون الفيدراليون أن العسكري الذي قضى انتحارا في شاحنة صغيرة من طراز «سايبرتراك» خارج فندق ترمب بمدينة لاس فيغاس الأميركية، كان يعاني اضطرابا

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس (الولايات المتحدة))
آسيا سائقو الشاحنات يتجمعون بجوار شاحنات إمدادات المساعدات المتوقفة على جانب الطريق في هانجو يوم 4 يناير 2025 بعد أن نصب مسلحون كميناً لقافلة مساعدات باكستانية (أ.ف.ب)

مقتل 6 أشخاص جرَّاء هجوم انتحاري جنوب غربي باكستان

لقي 6 أشخاص مصرعهم، وأصيب أكثر من أربعين بجروح، جراء هجوم انتحاري استهدف موكباً لقوات الأمن في منطقة تُربت، بإقليم بلوشستان، جنوب غربي باكستان.


أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
TT

أبرز ردود الفعل الدولية على هجوم نيو أورليانز

شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)
شرطة نيو أورليانز في مكان الحادث (أ.ب)

أثار هجوم نيو أورليانز، فجر أمس الأربعاء، الذي استهدف محتفلين برأس السنة، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل وإصابة العشرات، إدانات دولية.

فيما يأتي أبرزها:

فرنسا

أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، تعاطفه «مع الشعب الأميركي الذي نشاطره الألم»، مؤكداً عبر منصة «إكس» أن المدينة التي «ضربها الإرهاب غالية على قلوب الفرنسيين».

وأسس مستعمرون فرنسيون نيو أورليانز، وقد وقع الهجوم في الحي الفرنسي الشهير بالمدينة.

كذلك، قدّم كريستيان إستروسي، رئيس بلدية مدينة نيس الجنوبية التي تعرضت لهجوم دهس عام 2016 أدى إلى مقتل 86 شخصاً، تعازيه.

وقال إن «المأساة التي وقعت في نيو أورليانز، المدينة الشقيقة لنيس، تذكرنا بشكل مؤلم بالمأساة التي شهدناها... أفكارنا مع العائلات والأرواح التي راحت ضحية عملية الدهس في احتفالات منتصف العام الجديد».

المملكة المتحدة

قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عبر «إكس» إن «الهجوم العنيف الصادم في نيو أورليانز مروع».

وأضاف: «تعاطفي مع الضحايا وعائلاتهم وأجهزة الطوارئ وشعب الولايات المتحدة في هذا الوقت المأسوي».

الصين

قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، خلال مؤتمر صحافي: «صدمنا بهذا الهجوم العنيف»، مضيفة أن «الصين تعارض كل أعمال العنف والإرهاب التي تستهدف المدنيين».

وتابعت: «نحن حزانى على الضحايا، ونعرب عن تعاطفنا مع أسرهم ومع المصابين».

أوكرانيا

قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبر «إكس» إنه «روّع بالهجوم الذي وقع في نيو أورليانز بالولايات المتحدة الذي أودى بحياة أبرياء وأدى إلى إصابة العديد من الأشخاص».

وأضاف: «نحن على ثقة بأن المسؤولين عن هذا العمل الفظيع سيحاسبون. إن العنف والإرهاب وأي تهديدات لحياة الناس ليس لها مكان في عالمنا، ويجب عدم التسامح معها. نقدم تعازينا الصادقة لأسر الضحايا... أوكرانيا تقف بجانب الشعب الأميركي وتدين العنف».

الاتحاد الأوروبي

عدّت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة «إكس» أن «لا عذر لعنف مماثل»، مبدية «حزنها الكبير».

وأضافت: «نحن نتضامن بشكل كامل مع الضحايا وعائلاتهم خلال هذه اللحظة المأسوية».

الأمم المتحدة

دان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم «بشدة» و«قدم تعازيه لأسر الذين فقدوا أرواحهم»، «كما تمنى الشفاء العاجل للجرحى» بحسب بيان صادر عن الناطق باسمه.

ألمانيا

قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، عبر «إكس»: «إنها أخبار فظيعة من نيو أورليانز».

وأضاف: «أشخاص يحتفلون تؤخذ حياتهم أو يصابون بسبب كراهية لا معنى لها. نحن نحزن مع عائلات الضحايا وأصدقائهم، ونتمنى الشفاء العاجل لجميع المصابين».

إسرائيل

وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، عبر «إكس»: «أشعر بحزن كبير إزاء الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز».

وأضاف: «أقدم خالص التعازي لأسر الضحايا. أتمنى الشفاء العاجل للمواطنين الإسرائيليين المصابين وجميع الجرحى... لا مكان للإرهاب في عالمنا».

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية في بيان: «نحن نشعر بحزن عميق جراء الهجوم الذي وقع في نيو أورليانز في الولايات المتحدة».

وأضافت: «نتقدم بتعازينا لأسر وأصدقاء الذين فقدوا أرواحهم... نأمل في أن يتم الكشف عن دوافع الهجوم في أقرب وقت ممكن، وأن تتم محاسبة المسؤولين عنه».