اتفاق أوروبي أميركي حول إعادة التأمين

بعد 20 عاماً من النقاشات

TT

اتفاق أوروبي أميركي حول إعادة التأمين

وصفت المفوضية الأوروبية في بروكسل، الاتفاق الثنائي بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية حول التأمين وإعادة التأمين بـ«المهم»، والذي تم التوقيع عليه بين الجانبين أمس الجمعة.
وقالت بروكسل، إن التوقيع على الاتفاق هو الخطوة النهائية بعد أكثر من 20 عاما من النقاشات، وعام من المفاوضات الرسمية بين المفوضية ووزارة الخزانة الأميركية ومكتب الممثل التجاري.
وقال بيان للمفوضية، وهي الجهاز التنفيذي للاتحاد، أمس، إن «الاتفاقية ستعزز حماية المستهلك وتخفض التكاليف والروتين بالنسبة لشركات التأمين وإعادة التأمين، سواء في الاتحاد الأوروبي أو في الولايات المتحدة». وأوضح بيان مشترك عن بروكسل وواشنطن أمس الجمعة: أن «هذا الاتفاق يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في التعاون بين الجانبين، بشأن التأمين وإعادة التأمين، ونقل الفوائد إلى الشركات التي تعمل عبر الأطلسي، من خلال تزويدها باليقين التنظيمي المعزز، مع الحفاظ على حماية المستهلك وبشكل قوي». وأضاف البيان المشترك: «إنه وتماشيا مع أهداف خطة الاستثمار الأوروبية واتحاد أسواق رأس المال، فإن الاتفاقية تمكن شركات إعادة التأمين لتعزيز قدرتها الاستثمارية، وخاصة أن شركات إعادة التأمين في الاتحاد الأوروبي تقدر أن لديها 40 مليار دولار من الضمانات التي تم نشرها في الولايات المتحدة التي يمكن بدلا من ذلك استثمارها لخلق فرص العمل وتحقيق النمو». وستعزز الاتفاقية حماية المستهلك من خلال تسهيل تبادل المعلومات بين المشرفين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. كما يحقق الاتفاق فوائد أخرى، منها أن شركات التأمين وشركات إعادة التأمين يمكن لها أن تعد تقييما واحدا للمخاطر، ويمكن للشركات في الجانب الآخر أن تستخدم هذا التقييم لتصبح الإجراءات فورية. وتقدر تكلفة الفرص البديلة نتيجة الاتفاقية بنحو 400 مليون دولار سنوياً.
وفي يونيو (حزيران) الماضي، اعتمد المجلس الوزاري الأوروبي ببروكسل قرارا يتضمن الموافقة على التوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن التأمين. وسيوفر الاتفاق الإطار القانوني لشركات التأمين وإعادة التأمين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تطبيق الأطر التنظيمية، وسيساهم ذلك في تحسين حماية حاملي الوثائق والمستهلكين الآخرين من خلال التعاون بين المشرفين وتبادل المعلومات. وحسب المفوض جوناثان هيل، المكلف بشؤون الاستقرار المالي واتحاد أسواق المال والخدمات المالية في المفوضية الأوروبية، فإن «قطاع التأمين الأوروبي وبشكل عام في وضع جيد، على الرغم من الإعلان عن تحديد نقاط ضعف، وخاصة بالنسبة لبعض شركات التأمين الصغيرة».



«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
TT

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)
مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان التي تتراجع منذ انتخاب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة.

وتقطع هذه الخطوة خمسة أشهر من الشراء، وتتزامن مع موجة بيع شرسة في أسواق السندات العالمية، مما يشير إلى أن بنك الشعب الصيني يحاول أيضاً ضمان ارتفاع العائدات في الداخل بالتوازي، أو على الأقل وقف الانخفاض، كما يقول المحللون.

وعقب الإعلان عن الخطوة، ارتفعت العائدات التي تتحرك عكسياً مع أسعار السندات، رغم أن أسعار الفائدة القياسية لأجل عشر سنوات كانت أقل قليلاً بحلول المساء.

ويشير التحول في السياسة واستجابة السوق الحذرة، إلى محاولة بنك الشعب الصيني إحياء النمو الاقتصادي من خلال الحفاظ على ظروف نقدية ميسرة في حين يحاول أيضاً إخماد ارتفاع السندات الجامح، وفي الوقت نفسه استقرار العملة وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وقال محللون في «كومرتس بنك» في مذكرة: «لقد أشار البنك إلى استعداده لتخفيف السياسة بشكل أكبر... ومع ذلك، فإن ضعف اليوان بسبب الدولار القوي واتساع الفارق مع أسعار الفائدة الأميركية من شأنه أن يعقد موقف بنك الشعب الصيني».

واستشهد بنك الشعب الصيني بنقص السندات في السوق كسبب لوقف عمليات الشراء، والتي كانت جزءاً من عملياته لتخفيف الأوضاع النقدية وتعزيز النشاط الاقتصادي.

وكان عائد سندات الخزانة الصينية لأجل عشر سنوات قد ارتفع في البداية أربع نقاط أساس، لكنه انخفض في أحدث تداولات بأكثر من نصف نقطة أساس إلى 1.619 في المائة. وارتفع اليوان قليلاً رغم أنه كان يتداول عند مستوى ثابت حول 7.3326 يوان مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى له في 16 شهراً.

وقال كين تشيونغ، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي الآسيوي في بنك «ميزوهو»: «أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض قيمة اليوان هو اتساع فجوة العائد بين الصين والولايات المتحدة، لذا فإن البنك المركزي يرسل إشارة إلى السوق بأن معدل العائد من غير المرجح أن ينخفض ​​أكثر».

وقال البنك المركزي الصيني في بيان إنه سيستأنف شراء السندات عبر عمليات السوق المفتوحة «في الوقت المناسب حسب العرض والطلب في سوق السندات الحكومية».

وكانت أسعار السندات في الصين في ارتفاع مستمر منذ عقد من الزمان - وهو الارتفاع الذي بدأ في الزيادة منذ ما يقرب من عامين حيث تسببت مشكلات قطاع العقارات وضعف سوق الأسهم في تدفق الأموال إلى الودائع المصرفية وسوق الديون.

وهذا الأسبوع شهدت السوق موجة بيع عالمية، والتي زادت بفضل الطلب الذي لا يقاوم على الأصول الآمنة ومراهنات المستثمرين على المزيد من خفض أسعار الفائدة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وحذر بنك الشعب الصيني لشهور من مخاطر الفقاعة مع انخفاض العائدات طويلة الأجل إلى مستويات قياسية متتالية، على الرغم من أن السلطات في الوقت نفسه توقعت المزيد من التيسير. وهبطت العملة بنحو 5 في المائة منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، ويرجع ذلك إلى حدٍ كبير إلى المخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة ستزيد من الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

وقال هوانغ شيويفينغ، مدير الأبحاث في شركة «شنغهاي أنفانغ برايفت فاند كو» في شنغهاي، إنه يتوقع استمرار الاتجاه الهبوطي في عائدات السندات مع «استمرار السوق في التعامل مع وضع التكالب على الأصول»، حيث يوجد نقص في فرص الاستثمار الجيدة... ويوم الجمعة، نقلت «فاينانشيال نيوز»، وهي مطبوعة تابعة لبنك الشعب الصيني، عن أحد خبراء الاقتصاد قوله إن السوق يجب أن تتجنب التوقعات المفرطة بشأن تخفيف السياسة النقدية.

وفي الأسواق، أنهت أسهم الصين وهونغ كونغ الأسبوع على انخفاض مع امتناع المتداولين عن زيادة استثماراتهم في السوق وانتظار تدابير تحفيزية جديدة من بكين.

وأغلق مؤشر «سي إس آي 300» الصيني ومؤشر «شنغهاي المركب» على انخفاض بنحو 1.3 في المائة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ 0.9 في المائة. وعلى مستوى الأسبوع، انخفض مؤشر «سي إس آي 300» بنسبة 1.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر هانغ سنغ بنسبة 3.5 في المائة.

وقال محللون بقيادة لاري هو، من مؤسسة «ماكواري» في مذكرة: «السؤال الرئيسي في عام 2025 هو مقدار التحفيز الذي سيقدمه صناع السياسات. سيعتمد ذلك إلى حد كبير على تأثير التعريفات الجمركية، حيث سيفعل صناع السياسات ما يكفي فقط لتحقيق هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي. ويشعر عدد قليل من المستثمرين أن السوق صاعدة، حيث تظل أرباح الشركات ضعيفة وسط ضعف الطلب المحلي. والرأي السائد هو أن السيولة ستصبح أكثر مرونة في عام 2025 ولكن النمو الاسمي سيظل بطيئاً».