هادي: استنفدنا الوسائل السلمية لرد الانقلابيين عن تنفيذ أجندة إيران

دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على «الميليشيات» لتنفيذ قرارات مجلس الأمن

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأمم المتحدة أمس (إ.ب.أ)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأمم المتحدة أمس (إ.ب.أ)
TT

هادي: استنفدنا الوسائل السلمية لرد الانقلابيين عن تنفيذ أجندة إيران

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأمم المتحدة أمس (إ.ب.أ)
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في الأمم المتحدة أمس (إ.ب.أ)

قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إن الحكومة الشرعية اليمنية استنفدت «كل الوسائل السياسية السلمية لرد الانقلابيين عن طريق العنف والإرهاب الذي اختاروا السير فيه، تنفيذاً لأجندة إيران التوسعية في المنطقة، الأمر الذي دفعنا باسم شعبنا اليمني لطلب المدد من الأشقاء الكرام في دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة، الذين استجابوا لندائنا ووقفوا معنا في محنتنا هذه».
وأضاف أن المشكلة في اليمن «ليست خلافاً سياسياً يمكن إدارته عبر طاولات الحوار السياسي فقط، رغم الجهود والتنازلات الكبيرة التي بذلتها الحكومة في هذا الصدد، إنه حتى ليس انقلاباً بالمعنى المتعارف عليه للانقلابات التي تحدث في الدول، بل يتعدى ذلك إلى خلاف حول الخلفيات الاعتقادية والفلسفية ومنظومة القيم المشتركة».
ودعا هادي في كلمته التي ألقاها اليوم في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الأمم المتحدة، ومعها المجتمع الدولي، إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم في اليمن، من خلال ممارسة الضغط الفاعل على الانقلابيين، لتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، وتقديم التنازلات الحقيقية، حتى يجنب اليمن إراقة مزيد من الدماء والدمار، والعمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية لكل اليمنيين في مناطق سيطرتهم.
وقال: «أؤكد من هذا المكان مجدداً استعدادنا لوقف الحرب والتوصل إلى سلام، ونحن لسنا دعاة حرب وانتقام، بل دعاة سلام ووئام، وإني شخصياً كنت وسأظل أمد يدي للسلام المستدام، لأننا نشعر بمسؤوليتنا الكاملة عن كل أبناء شعبنا اليمني الصابر، ونؤكد أننا لا نزال حريصين كل الحرص على السلام على أساس المرجعيات الثلاث، وعلى المجتمع الدولي القيام بواجباته في محاسبة المعرقلين للسلام وتنفيذ القرار الدولي 2216».
وأعلن الرئيس اليمني استعداد الحكومة «لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإيصال المساعدات الإنسانية لكل المناطق اليمنية من صعدة إلى المهرة، وفي مقدمتها المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين».
واتهم هادي، إيران، بدعم الانقلابيين، سياسياً، وعسكرياً بالمال والسلاح، وأكد أنها «دأبت على زعزعة استقرار المنطقة عبر دعم مجموعات منفلتة وإرهابية»، وقال: «من هنا فإن السلام المستدام لا يمكن أن يحصل ما لم تتوقف هذه الدولة عن التدخل في شؤون المنطقة، وخلق بؤر التوتر وافتعال الصراعات، وتغذية النزاعات الطائفية، وتأجيج مشاعر الكراهية، وانتهاج أساليب الفوضى والعنف، والعالم اليوم مطالب بكبح جماح تلك الأطماع التوسعية غير المشروعة لإيران في المنطقة».
وتابع: «لا يفوتني في هذا الصدد أن أتقدم بالشكر المستحق للأشقاء في المملكة العربية السعودية، صاحبة الدور الريادي في التخفيف من المأساة الإنسانية، عبر ما تقدمه من دعم مستمر يقوم به مركز الملك سلمان للإغاثة الإنسانية، وكذا المؤسسات الإنسانية لدول التحالف العربي والدول المانحة والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، على الجهود الإنسانية التي بذلت في اليمن في مواجهة وباء الكوليرا، والتي تسببت بتراجع المرض، مع تأكيدنا على أن الوضع ما زال بحاجة إلى الدعم والمساعدة، نظراً لمستويات الفقر وانعدام الأمن الغذائي، خصوصاً في المناطق الواقعة تحت الحصار والحرب مثل مدينة تعز المحاصرة، أو في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، نتيجة توقف صرف مرتبات الموظفين، ونهب الأموال وموارد الجمارك والضرائب والصناعة، ونهب احتياطات البنك المركزي».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.