المكسيك تتعرض لزلزال مدمر في الذكرى الـ32 لآخر قتل آلافاً

مبنى مدمر في العاصمة المكسيكية بسبب الهزة الأرضية (أ.ف.ب)
مبنى مدمر في العاصمة المكسيكية بسبب الهزة الأرضية (أ.ف.ب)
TT

المكسيك تتعرض لزلزال مدمر في الذكرى الـ32 لآخر قتل آلافاً

مبنى مدمر في العاصمة المكسيكية بسبب الهزة الأرضية (أ.ف.ب)
مبنى مدمر في العاصمة المكسيكية بسبب الهزة الأرضية (أ.ف.ب)

قتل 224 شخصاً على الأقل، جراء زلزال عنيف ضرب وسط المكسيك ليل الثلاثاء، بينهم 21 طفلاً، على الأقل، قضوا في انهيار مدرستهم في العاصمة، على ما أعلنت الحكومة، أمس الأربعاء، مضيفة أن عدد الضحايا في تزايد مستمر. ووقع الزلزال بعد 32 عاماً، يوماً بيوم، من زلزال مدمر في 1985 خلف أكثر من عشرة آلاف قتيل (30 ألفاً بحسب بعض التقديرات)، وبقي عالقاً في الذاكرة الوطنية. وقد أصيب أكثر من 700 شخص، نحو 400 منهم حالتهم خطيرة، وذلك بعد وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 1.‏7 درجة على مقياس ريختر، بحسب المركز الجيولوجي الأميركي.
وأعلنت عدة مؤسسات من العاصمة، بينها مطار مكسيكو الدولي، وجامعة مكسيكو الوطنية المستقلة، إحدى كبرى جامعات أميركا اللاتينية، على حسابها على «تويتر»، تعليق أنشطتها إلى حين التثبت من متانة مبانيها. وأخليت مدارس مكسيكو وبويبلا وأغلقت. أما المطار، فعاود فتح أبوابه بعد بضع ساعات. واضطرت عدة مستشفيات تضررت من الزلزال لإغلاق أبوابها، وقامت بعلاج المرضى في الهواء الطلق. وقالت وزارة التعليم إنه تم إغلاق 209 مدارس، 15 منها تضررت بصورة بالغة.
وضرب الزلزال العاصمة، هذه المدينة الكبرى، مثيراً الذعر بين سكانها العشرين مليوناً، وذلك بعد أيام قليلة على زلزال بقوة 8.2 درجات ضرب جنوب البلاد في مطلع سبتمبر (أيلول) موقعا نحو مائة قتيل. وحدد مركز الزلزال على حدود ولاية بويبلا وموريلوس (وسط) على عمق 51 كلم. وقال وزير الدولة للشؤون الداخلية ميغيل أنخيل أوسوريو متحدثاً لشبكة «تيليفيسا» التلفزيونية «قتل نحو 117 شخصاً في مدينة مكسيكو، و39 في بويبلاً و55 في موريلوس و12 في ولاية مكسيكو وشخص في غيريرو». وقال مساعد وزير التربية خافيير تريفينيو لشبكة تيليفيسا «لدينا تعداد 25 (قتيلاً) بينهم 21 طفلاً وأربعة بالغين» في مدرسة إنريكي ريبسامن الابتدائية. وقالت المدرسة ماريا ديل بيلار مارتي، وهي تضع قناعاً على وجهها، «انهار جزء من المدرسة، فغطتنا سحابة من الغبار». وبدا القلق على وجوه أولياء أمور باكين كانوا ينتظرون أخباراً عن المفقودين قرب أنقاض المدرسة. ويشارك الكثير من الأولياء في عمليات البحث، وشكلوا سلسلة بشرية لإزالة الردم مع فرق الإنقاذ وكلابها المدربة ومعداتها لرصد الأصوات تحت الأنقاض.
«لا تدخنوا! لا تدخنوا!»، هو تحذير أطلقته فرق الإنقاذ، خشية تسرب في أنابيب الغاز، فيما تعمل قوات الأمن على تطويق بعض المواقع وسط الفوضى العارمة، ومع عودة بعض السكان إلى منازلهم مشياً. وقال خوسيه لويس فيرجارا، المتحدث باسم قوات مشاه البحرية المكسيكية: «التقديرات تشير إلى أن نحو 30 إلى 40 شخصاً ما زالوا تحت الأنقاض»، مضيفا: «نسمع أصواتاً، البعض ما زال حياً».
وحث الرئيس المكسيكي إنريكي بينا نييتو، المواطنين، على البقاء داخل منازلهم لإتاحة الفرصة لرجال الإنقاذ للعمل دون معوقات. وقال الرئيس في رسالة مسجلة: «الأولية في هذه المرحلة لمواصلة إنقاذ من لا يزالون محاصرين وتقديم الرعاية الصحية للمصابين». وأضاف: «بقدر الإمكان ينبغي أن يظل السكان في منازلهم، شريطة أن يكونوا آمنين، وتجنب الازدحام في الشوارع التي تحتاج إلى سيارات الطوارئ للعبور من خلالها»، وقال: «للأسف، فقد كثيرون أرواحهم، من بينهم فتيات وفتية في المباني والمدارس والمنازل».
وأمضى الكثير من سكان مكسيكو، الذين لم يتمكنوا من العودة إلى منازلهم المتضررة، والخائفين من هزات ارتدادية، الليل في الشارع تحت خيام أو في مآوٍ عشوائية، في حين كان منقذون محترفون يتدفقون بلا انقطاع.
وانقطع التيار الكهربائي، الأربعاء، عن نحو 40 في المائة من سكان مدينة مكسيكو، و60 في المائة من سكان ولاية موريلوس. ونشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تشهد على عنف الهزات، وتظهر فيها مبان تنهار، وحتى انفجار قوي في إحدى العمارات. كما أظهرت صور مروعة نشرها سياح في منطقة سوتشيميلكو، المليئة بالبحيرات جنوب مكسيكو، أمواجاً عاتية تتشكل، وتهز المراكب في الأقنية التي عادة ما تكون مياهها هادئة.
قالت جورجينا سانشيز (52 عاما) لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وهي تنتحب في إحدى ساحات مكسيكو: «إنني في غاية التأثر، لا يمكنني تمالك نفسي من البكاء، إنه الكابوس ذاته كما في العام 1985». وقالت لوسيا سوليس التي تعمل سكرتيرة، وهي ترتجف وتبكي: «لا يُعقَل أن يكون 19 سبتمبر آخر». ونظمت السلطات الثلاثاء تمريناً على مواجهة الزلازل في ذكرى زلزال 1985 الذي دمر مكسيكو.
والمكسيك التي تقع عند ملتقى خمس صفائح تكتونية، من أنشط دول العالم في حركة الزلازل. وفي بداية سبتمبر قتل 96 شخصاً في زلزال جنوب البلاد.


مقالات ذات صلة

زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويخلِّف 95 قتيلاً (صور)

آسيا تجمع النيباليون خارج منازلهم بعد زلزال بقوة 7.1 درجة ضرب كاتماندو (د.ب.أ) play-circle 00:42

زلزال عنيف يضرب منطقة الهيمالايا... ويخلِّف 95 قتيلاً (صور)

أعلنت السلطات المحلية أنّ 95 شخصاً على الأقل لقوا مصرعهم، بينما أصيب 130 من جرّاء زلزال ضرب اليوم (الثلاثاء) منطقة نائية في جبال الهيمالايا بإقليم التبت.

«الشرق الأوسط» (بكين)
شؤون إقليمية الزلزال الذي ضرب إيران بلغ 5.5 درجة (رويترز)

زلزال بقوة 5.5 درجة يضرب جنوب إيران

ذكر مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألمانية (جي إف زد) أن زلزالاً بقوة 5.5 درجة ضرب جنوب إيران اليوم (الاثنين).

«الشرق الأوسط» (برلين)
أفريقيا العاصمة الإثيوبية أديس أبابا (أرشيفية - د.ب.أ)

زلزال بقوة 5.8 درجة يهز إثيوبيا

أفادت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية والمركز الألماني لأبحاث علوم الأرض، بأن زلزالاً بلغت شدته 5.8 درجة ضرب إثيوبيا اليوم (السبت).

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
آسيا زلزال بقوة 5.6 درجة يهز جزيرة لوزون بالفلبين

زلزال بقوة 5.6 درجة يهز جزيرة لوزون بالفلبين

قال مركز أبحاث العلوم الجيولوجية الألماني (جي.إف.زد)، إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة هز جزيرة لوزون الفلبينية اليوم الاثنين.

«الشرق الأوسط» (مانيلا)
آسيا نساء ينثرن الورد في خليج البنغال بادرةَ احترامٍ لضحايا «تسونامي» المحيط الهندي عام 2004 في الذكرى الـ20 للكارثة على شاطئ باتيناباكام في تشيناي - الهند 26 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 00:39

إحياء ذكرى 230 ألف شخص قضوا في «تسونامي» المحيط الهندي منذ 20 عاماً

في الذكرى العشرين لـ«تسونامي» المحيط الهندي الذي خلّف نحو 230 ألف قتيل توافد ناجون وأسر ضحايا على مقابر جماعية وأضاءوا الشموع وتبادلوا التعازي.

«الشرق الأوسط» (جاكارتا)

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
TT

2025... عام ملء الفراغات؟

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)

لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.

يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟

دخان يتصاعد من شمال قطاع غزة خلال قصف الجيش الإسرائيلي (أرشيفية - أ.ف.ب)

بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.

دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.

بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي وقال إنها لجولة رئيس الأركان هرتسي هاليفي الميدانية في جنوب لبنان (أرشيفية)

حال العالم

في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.

في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.

وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.

صور الرئيس الأسبق حافظ الأسد ممزقة للمرة الأولى في تاريخ سوريا (الشرق الأوسط)

يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟

إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.

شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.

التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ

مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.

وحدة مدفعية أوكرانية في منطقة زابوريجيا تطلق النار باتجاه القوات الروسية على خط المواجهة (أرشيفية - رويترز)

تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.

في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟