تسعى روسيا والولايات المتحدة إلى التوصل لاتفاق حول تقاسم مناطق مسؤوليات كل منهما في محافظة دير الزور. وأمس نقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن مصدر دبلوماسي - عسكري مطلع قوله إن الولايات اقترحت على روسيا عقد لقاء حول مسألة مستقبل دير الزور.
وقال المصدر للوكالة: «قال الأميركيون تعالوا نلتقي خلال الأسبوع الحالي، نتحدث عن تقاسم مناطق عدم التصادم، بما في ذلك الخاصة بدير الزور». وأكد أن «روسيا قدمت للأميركيين اقتراحات أولية حول مناطق مسؤولية كل طرف في دير الزور»، ولفت إلى أنه «من المخطط خلال اللقاء أن يجري كذلك بحث تنسيق العمليات ضد داعش».
وهيمنت حادثة قصف مواقع لميليشيا «قوات سوريا الديمقراطية» على الضفة الشرقية لنهر الفرات في دير الزور، على محادثات كبار المسؤولين الروس والأميركيين، دبلوماسيين وعسكريين. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون بحثا في نيويورك الملف السوري، أمس. وقالت الخارجية الروسية في بيان مقتضب، إن «الجانبين بحثا التعاون في الأزمة السورية، وجوانب أخرى للوضع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكذلك سير تنفيذ اتفاقيات مينسك الخاصة بالأزمة الأوكرانية»، ولم يحمل البيان أي إشارة أو توضيح حول ما إذا كان الوزيران قد تناولا الاتهامات الموجهة للقوات الروسية أو قوات النظام السوري بقصف مواقع «سوريا الديمقراطية» المدعومة أميركياً، يوم 16 سبتمبر (أيلول). وكانت واشنطن أكثر وضوحاً في هذا الشأن. وقالت هثر نويرت، المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأميركية، في تصريحات أمس، إن الوزيرين جددا خلال المحادثات التزام البلدين بتفادي وقوع حوادث وصدام أثناء تنفيذ العمليات القتالية في سوريا، و«اتفقا على تخفيض مستويات العنف، وإيجاد ظروف مناسبة لتحريك عملية التسوية السورية في جنيف، بموجب القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي». وقالت مصادر روسية إن اللقاء مع تيلرسون لم يكن مدرجاً على جدول أعمال الوزير لافروف في يوم وصوله إلى نيويورك، بعد رحلة جوية استمرت 10 ساعات، إلا أن الجانب الأميركي طلب عقد لقاء عاجل. وفي مؤشر يحمل دلالات على أن الجانب الأميركي كان يريد بحث قضايا مهمة طارئة مع الوزير لافروف، لفتت الانتباه موافقة تيلرسون على عقد المحادثات في مقر البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة، وهو ما لم يفعله سلفه جون كيري ولا هيلاري كلينتون. وأخيراً جرى اللقاء خلف الأبواب الموصدة، بعيداً عن الإعلام، ولم يُسمح للصحافيين بالحضور حتى في الجزء البروتوكولي أثناء تبادل التحية وعبارات الترحيب، كما لم يدلِ الوزيران بأي تصريحات عقب محادثاتهما. ويتوقع أن يجريا جولة محادثات ثانية على هامش المشاركة في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.وجاء لقاء الوزيرين بعد اتهام البنتاغون الطيران الروسي في سوريا، باستهداف مواقع «سوريا الديمقراطية» شرق مدينة دير الزور. وتأمل واشنطن التوصل إلى أرضية تفاهم مع موسكو حول سوريا، وبصورة خاصة يسعى البلدان إلى الحفاظ على منطقة «خفض التصعيد» في وادي الفرات في سوريا، حيث ينفذ جيشا البلدين عمليات ضد تنظيم داعش. وأصبح هذا الأمر أكثر إلحاحاً بعد حادثة قصف مواقع «سوريا الديمقراطية». ونفت وزارة الدفاع الروسية على لسان الناطق الرسمي باسمها إيغر كوناشينكوف الاتهامات الأميركية.
وكشفت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، عن محادثات جرت خلال اتصال هاتفي بين قائد الأركان العامة في الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف وقائد أركان القوات الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد. وأكدت الصحيفة أن الجنرالين «بحثا بصورة خاصة الوضع في سوريا، مع تركيز على حادثة القصف بالقرب من دير الزور». وتأكيداً على نفي وزارة الدفاع الروسي استهداف مواقع «سوريا الديمقراطية»، نقلت «كوميرسانت» عن مصدر عسكري، قوله إن «الجانب الروسي يقدم قبل ساعتين على أقل تقدير معلومات للأميركيين عن عمليات القصف التي تخطط الطائرات الروسية شنها، ومن ثم وبعد القصف يتم إبلاغ العسكريين الأميركيين بتدمير الأهداف».
5:46 دقيقة
تقاسم مناطق «مسؤوليات» بين موسكو وواشنطن في دير الزور
https://aawsat.com/home/article/1027941/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B3%D9%85-%D9%85%D9%86%D8%A7%D8%B7%D9%82-%C2%AB%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%AA%C2%BB-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%83%D9%88-%D9%88%D9%88%D8%A7%D8%B4%D9%86%D8%B7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%AF%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%88%D8%B1
تقاسم مناطق «مسؤوليات» بين موسكو وواشنطن في دير الزور
- موسكو: طه عبد الواحد
- موسكو: طه عبد الواحد
تقاسم مناطق «مسؤوليات» بين موسكو وواشنطن في دير الزور
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة