عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

* الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وزير التعليم السعودي، وقع مع وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي السويدية، هيلين هيلمارك نوتوسون، في استوكهولم اتفاقية تعاون تعليمي علمي تشتمل على 16 بنداً تعزز بناء التعاون المشترك بين البلدين، يأتي أبرزها تشجيع تبادل الزيارات بين المسؤولين عن التعليم، وكذلك بين أعضاء هيئة التدريس والباحثين، والتعاون بينهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك، كما يشجعان تبادل الوفود في المجالات العلمية والتعليمية، وتبادل أعضاء هيئة التدريس والباحثين.
* الدكتور ماجد بن علي النعيمي، وزير التربية والتعليم البحريني، زار مقر جائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، حيث استمع إلى شرح مفصل من الدكتور خليفة السويدي عضو مجلس أمناء الجائزة حول هذه الجائزة التربوية الهامة والمجالات التي تشملها. وأشاد الوزير بإسهامات هذه الجائزة الكبيرة ومجالاتها التربوية، ورعايتها للموهوبين في العديد من المجالات المتطورة، مؤكداً أن الوزارة تحرص سنوياً على تشجيع الطلبة والمعلمين والقيادات المدرسية للمشاركة في هذه الجائزة المتميزة على الصعيدين التربوي والتعليمي.
* عز الدين ميهوبي، وزير الثقافة الجزائري، شهد انطلاق أشغال منتدى المبدعين الأفارقة الذي يضم كتاب السيناريو ومخرجين وموسيقيين من القارة السمراء وينظمه الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة والكونفدرالية الدولية للمؤلفين والملحنين. وقال الوزير إن الجزائر دولة ملتزمة بتكريس نصوص الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية الملكية الفكرية، مذكرا بالدستور الجزائري الذي يكرس الحق في الثقافة للجميع، مشيراً إلى أن تعزيز حماية حقوق المؤلف هو مبدأ تم تأكيده في مخطط عمل الحكومة المصادق عليه مؤخرا خلال مجلس الوزراء.
* الدكتورة عبير بسيوني رضوان، السفيرة المصرية لدى بوروندي، دشنت أول مكتبة إلكترونية ومعرض دائم للفن المصري بالسفارات المصرية في الخارج، وذلك لعرض أعمال فنية وتراثية ووثائقية وتاريخية ودينية مصرية، وإبراز الثقافة المصرية عبر الحقب التاريخية المختلفة. وقالت السفيرة إنه تم تخصيص الدور الأرضي بالسفارة للمعرض الفني، الذي يشمل كلا من الفن الفرعوني والريف المصري والفن الحديث وكنوز متحف الفن الإسلامي وروائع الخط العربي، فضلا عن روائع العمارة المصرية من مساجد وكنائس.
* هشام سلطان بن ظافر القحطاني، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البرازيل، أقام حفل غداء احتفاءً بالوفد السعودي المشارك في أعمال المؤتمر الدولي الثلاثين «الهوية الإسلامية لمسلمي أميركا اللاتينية ودول البحر الكاريبي», الذي ينظمه مركز الدعوة الإسلامية في أميركا اللاتينية بالتعاون مع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة بمدينة ساباولو البرازيلية.
* الملكة رانيا العبد الله، عقيلة ملك الأردن، حضرت حفل الخير 2017 الذي أقامته مؤسسة ومركز الحسين للسرطان احتفالاً بافتتاح مباني مركز الحسين للسرطان الجديدة مندوبة عن الملك عبد الله الثاني. وحضر حفل الخير الأمير طلال بن محمد، المستشار الخاص لملك الأردن، والأميرة غيداء طلال، رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان. وعبرت الأميرة غيداء، في كلمتها، عن شكرها وتقديرها لداعمي مؤسسة الحسين للسرطان الأوفياء على عطائهم وسخائهم عاماً بعد عام.
* يوسف يوسفي، وزير الصناعة والمناجم الجزائري، بحث خلال لقائه مع رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي بالجزائر، جون أورورك، مسألة تطبيق اتفاق الشراكة بين الجزائر والاتحاد وتداعياته على الاقتصاد الوطني. وأكد الوزير أهمية متابعة الاتحاد الأوروبي للجزائر لا سيما في مجالات تدريب قيادات قطاع الصناعة وتأهيل المؤسسات بهدف إعادة التوازن لعلاقات الشراكة بين البلدين بعد أكثر من 10 سنوات من دخول اتفاق الشراكة مع الاتحاد في سبتمبر (أيلول) 2005.
* الدكتور عبيد الحيري سالم الكتبي، سفير الإمارات لدى أستراليا، بحث خلال لقائه مع السيناتور كونشيتا فيرنيفاتي، وزيرة التنمية الدولية وشؤون الباسفيك في أستراليا، آليات تطوير آفاق التعاون مع دول الباسفيك وتيسير سبل التواصل معها للإشراف على المنح والمساعدات المقدمة من الإمارات لهذه الدول في مجال التنمية والبنية التحتية. وتطرق الاجتماع إلى مساهمة الإمارات في «مؤتمر الباسفيك للتنمية والنمو الاقتصادي» وإلى مشاريع التنمية المقدمة من شركة «مصدر» بالتعاون مع وزارة الخارجية.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».