«آيفون X»... «أكبر قفزة» في هواتف «آبل» الذكية

ساعة ذكية وأجهزة مطورة بمناسبة مرور 10 سنوات على أول إصداراتها

هاتف «آيفون X» الجديد (أ.ف.ب)
هاتف «آيفون X» الجديد (أ.ف.ب)
TT

«آيفون X»... «أكبر قفزة» في هواتف «آبل» الذكية

هاتف «آيفون X» الجديد (أ.ف.ب)
هاتف «آيفون X» الجديد (أ.ف.ب)

أزاحت شركة «آبل» العالمية الستار عن أحدث هواتفها الجوالة «آيفون X» أو «آيفون 10» الذي وصفته بأنه يمثل مستقبل الهواتف الذكية، والذي صمم من الزجاج والصلب المقاوم للصدأ. ويواكب هذا الإصدار احتفال الشركة بمرور عشر سنوات من بدء تصميم الهواتف الجوالة عندما أعلن مؤسس «آبل» الراحل ستيف جوبز عن إطلاق سلسلة هواتف الـ«آيفون».
ووصف تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «آبل» جهاز «آيفون X»، بأنه أكبر قفزة منذ الإصدار الأول من «آيفون»، وذلك خلال الحفل الذي أقيم يوم أول من أمس في «آبل بارك»، وهو المقر الجديد للشركة الأميركية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، في قاعة تضم نحو 1000 شخص ما بين إعلاميين وموظفي الشركة، أطلقت عليها لقب «قاعة ستيف جوبز» الأب الروحي لعملاق التكنولوجيا العالمي.
ولم تختلف إعلانات الشركة في حفلها السنوي عن التسريبات التي سبقت المناسبة.
نقلة ثورية
واعتبر جهاز «آيفون X» نقلة ثورية في تصنيع الهواتف الذكية لـ«آبل»، لخروج تصميمه عن بعض التقاليد في صناعتها للهواتف الجوالة، في حين استحوذت الساعة الجديدة التي تمكن من الاتصال من دون الحاجة لربطها بهاتف، على الإعجاب من قبل حضور الحفل، لكونها تطويرا واسعا للجيل الثالث من ساعات «آبل» التي تتصدر مبيعات الساعات العالمية وفقا لتيم كوك الرئيس التنفيذي، متفوقة على أسماء عالمية.


وتطلق «آبل» على هاتفها الجديد اسم «آيفون تن» - «آيفون» عشرة - نسبة إلى السنة العاشرة من بدء صناعة الهواتف الذكية، فيما استخدمت حرف «X» للرمز إلى الرقم عشرة بالحروف الرومانية. ويبلغ مقاس شاشة الهاتف 5.8 بوصة، وهو يحتوي على شريحة «إيه 11 بيونيك»، وتقنيات الشحن اللاسلكي، وكاميرا خلفية محسنة مع تثبيت بصري مزدوج للصور.
ويقدم «آيفون X» طريقة جديدة وصفتها الشركة بالمبتكرة والآمنة لفتح قفل الجهاز والتحقق والدفع باستخدام «هوية الوجه» التي يتم تفعيلها عن طريق كاميرا مثبتة في مقدمة الجهاز. وسيتوفر الجهاز الجديد للطلب المسبق بدءا من الجمعة، 27 أكتوبر (تشرين الأول) في أكثر من 55 بلداً، وسيتوفر في المتاجر بدءا من السبت، 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
تصميم مستقبلي
وقال جوني آيف، رئيس التصميم في «آبل»: «منذ أكثر من عقد من الزمان، ونحن نسعى لابتكار (آيفون) كله شاشة، حيث يحقق (آيفونX ) هذه الرؤية، وعندما قدمنا الـ(آيفون) قبل عشر سنوات، أحدثنا نقلة نوعية في الهواتف الجوالة مع ميزة اللمس المتعدد، فيما يرسم الهاتف الجديد ملامح عصر جديد لأجهزة الـ(آيفون)، يندمج فيه الجهاز في تجربة غامرة».
من جهته، قال فيليب شيلر، نائب مدير التسويق حول العالم في «آبل»، إن «(آيفون X) هو مستقبل الهواتف الذكية، فهو يأتي مع تكنولوجيا جديدة مذهلة مثل نظام كاميرا (تروث ديبت) المبتكرة، وشاشة (سوبر ريتينا)، ومعالج (بايونيك) فائق السرعة»، وقال «إنها بداية عَقدٍ جديد لأجهزة الـ(آيفون)».
وتقدم ميزة «هوية الوجه» طريقة جديدة للتحقق على «آيفون X» باستخدام نظام كاميرا فائق التطور المؤلف من عارض نقاط وكاميرا تصوير حراري وإضاءة عالية الكثافة يقوم بتشغيلها كلها محرك الجهاز لترسيم الوجه والتعرف عليه.
تعمل هذه التكنولوجيات المستشعرة للعمق مع بعضها البعض لفتح قفل الـ«آيفون» بشكل آمن، وتفعيل ميزة «آبل» للدفع، وإتاحة الوصول إلى التطبيقات بطريقة آمنة والكثير من الميزات الأخرى.
وشهد الحفل أيضا إعلان «آبل» عن أجهزة جديدة من «آيفون» متمثلة في جهازي «آيفون 8» و«آيفون 8 بلس»، وذلك بتصميم جديد من الزجاج والألمنيوم بثلاثة ألوان، ويعتبر الزجاج هو الأكثر متانة في أي هاتف ذكي على الإطلاق وفق ما ذكرته الشركة، وسيتوفر الجهازان للطلب المسبق بدءا من يوم الجمعة 15 سبتمبر (أيلول) الجاري في أكثر من 25 بلدا، وفي المتاجر بدءا من يوم السبت 23 سبتمبر (أيلول) الجاري وفقا للمعلومات الصادرة أول من أمس.
وأطلقت «آبل» ملحق جهاز التلفاز بتقنية عالية الوضوح «K4» الجديد، الذي يتيح مشاهدة المحتوى بدعم «K4» من خلال صور في غاية الوضوح والدقة وألوان أغنى وأقرب للواقع ودرجات أعلى من التفاصيل سواء في المشاهد الساطعة أو المظلمة. واعتبر الجيل الثالث من ساعات «آبل» نقلة نوعية في عالم الساعات، إذ أضيفت لها إمكانية الاتصال بشبكة الهاتف المتحرك إلى الساعة المفضلة في العالم، وتسمح الساعة الجديدة بإمكانية الاتصال بشبكة الهاتف المتحرك واستقبال المكالمات، والرسائل النصية، من دون الحاجة لوجود جهاز هاتف جوال أو ربطها فيه كما كان في النسخ السابقة.
وقال جيف ويليامز، مدير عام العمليات في «آبل»: «نعتقد أن إضافة إمكانية الاتصال بشبكة الهاتف المتحرك ستغير من طريقة استخدام الناس ساعة (آبل)، حيث ستوفر حرية جديدة، لأن المستخدمين سيبقون على اتصال سواء أكان (آيفون) معهم أم لا».


مقالات ذات صلة

دعوى جديدة تتهم «أبل» بإسكات الموظفين والتجسس على أجهزتهم الشخصية

الولايات المتحدة​ شعار شركة أبل (رويترز)

دعوى جديدة تتهم «أبل» بإسكات الموظفين والتجسس على أجهزتهم الشخصية

اتهمت دعوى قضائية جديدة شركة أبل بالمراقبة غير القانونية للأجهزة الشخصية لموظفيها وحساباتهم على «آيكلاود» بالإضافة إلى منعهم من مناقشة رواتبهم وظروف العمل.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
تكنولوجيا «أبل» تؤكد مشكلة اختفاء الملاحظات بسبب خلل بمزامنة (iCloud) وتوضح خطوات استعادتها مع توقع تحديث (iOS) قريب (أبل)

اختفاء الملاحظات في أجهزة آيفون... المشكلة والحلول

وفقاً لتقرير رسمي من «أبل»، فإن المشكلة تتعلق بإعدادات مزامنة الآيكلاود (iCloud).

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا يدعم الجهاز اتصال Wi-Fi 6E و5G للاتصال الأسرع بالإضافة إلى منفذ USB-C لنقل البيانات بسرعة 10 غيغابايت في الثانية (أبل)

«أبل» تكشف النقاب عن «آيباد ميني» الجديد بشريحة «A17 برو»

أعلنت «أبل» اليوم عن جهاز «آيباد ميني» الجديد، بنفس التصميم السابق ويأتي معززاً بشريحة «A17» برو القوية.

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا التحديث «18.0.1» يحل مشكلات تتعلق باللمس وإصلاح تعطل الكاميرا في وضع «الماكرو» (أبل)

تحديث «iOS 18.0.1»... إصلاحات لمشكلات اللمس والكاميرا في هواتف «آيفون 16»

أصدرت «أبل» التحديث «iOS 18.0.1» لمعالجة مجموعة من المشكلات التي ظهرت بعد إطلاق نظام «iOS 18»، خصوصاً على هواتف «آيفون 16» و«آيفون 16 برو». التحديث الجديد يركز…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
تكنولوجيا «iOS 18» يجلب تحسينات في الأمان والتخصيص والأداء وتحديثات «Siri» مع ميزات جديدة مثل قفل التطبيقات ووضع الألعاب

تعرف على أبرز مميزات التحديث الجديد لآيفون «آي أو إس 18»

ستصدر «أبل» التحديثات الجديدة الخاصة بأجهزتها رسمياً، غداً (الاثنين)، ومن ضمنها تحديث «آي أو إس 18».

عبد العزيز الرشيد (الرياض)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».