«المركزي الأوروبي» يحذر من مخاطر تراجع التضخم مع قوة اليورو

TT

«المركزي الأوروبي» يحذر من مخاطر تراجع التضخم مع قوة اليورو

حذر عضو المجلس التنفيذي للبنك المركزي الأوروبي بينو كوير أمس الاثنين، من أن استمرار ارتفاع قيمة اليورو أمام العملات الرئيسية الأخرى بسبب عوامل خارجية يمكن أن يهدد احتمالات تحسن معدل التضخم في منطقة اليورو، في حين يمكن للتحسن الاقتصادي تعويض التأثير السلبي لارتفاع قيمة اليورو على خلفية توقع تشديد السياسة النقدية لمنطقة العملة الأوروبية الموحدة في المستقبل.
وقال «كوير» في خطاب له في فرانكفورت: «مع فاعلية السياسة (النقدية) في تعزيز النمو، فإن أي تأثير سلبي لقوة العملة الناتجة عن توقعات تشديد السياسة النقدية، على معدل التضخم، يمكن أن يزداد أو يتراجع من خلال استمرار تحسن الآفاق الاقتصادية».
وأضاف: «ورغم ذلك فإن الصدمات الخارجية لأسعار الصرف، إذا استمرت يمكن أن تؤدي إلى زيادة صعوبة الظروف المالية بطريقة غير مضمونة مع تداعيات غير مرغوبة على توقعات التضخم».
كان البنك المركزي الأوروبي قد قرر يوم الخميس الماضي الإبقاء على أسعار الفائدة الرئيسية وعلى برنامج شراء الأصول دون تغيير، حيث اعترف بأن ارتفاع قيمة اليورو كان مصدرا للقلق أدى إلى خفض توقعات معدل النمو لمنطقة اليورو.
وكانت العملة الأوروبية الموحدة قد ارتفعت مؤخرا بسبب تلميحات ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي عن احتمال اتخاذ قرارات بشأن الحد من سياسات التحفيز المالي الحالية خلال الشهر المقبل.
وقال «كوير» إن «التقلبات الأخيرة في أسعار الصرف تمثل سببا لعدم اليقين والذي يحتاج إلى المراقبة».
وخفض البنك المركزي الأوروبي توقعاته للتضخم في منطقة اليورو في أعقاب ارتفاع قيمة اليورو أمام الدولار.
وقال ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي، الأسبوع الماضي، إن البنك يتوقع أن يكون متوسط معدل التضخم في منطقة العملة الأوروبية الموحدة خلال العام الحالي 1.5 في المائة و1.2 في المائة في العام المقبل و1.5 في المائة في العام بعد المقبل.
كان البنك توقع في يونيو (حزيران) الماضي، ارتفاع أسعار المستهلكين خلال العام الحالي بمعدل 1.5 في المائة وبمعدل 1.3 في المائة في 2018 و1.6 في المائة في 2009.
يأتي ذلك فيما عدل البنك توقعاته لنمو اقتصاد منطقة اليورو خلال العام الحالي في ظل التعافي الاقتصادي «القوي وواسع النطاق» في المنطقة التي تضم 19 دولة من دول الاتحاد الأوروبي.
وذكر البنك أن اقتصاد منطقة العملة الموحدة سينمو خلال العام الحالي بنسبة 2.2 في المائة في حين كانت تقديراته السابقة تتوقع في يونيو (حزيران) الماضي نمو الاقتصاد بمعدل 1.9 في المائة من إجمالي الناتج المحلي.
في الوقت نفسه، استمرت توقعات البنك بشأن نمو الاقتصاد خلال العامين المقبل وبعد المقبل عند مستوى 1.8 في المائة و1.7 في المائة على الترتيب.
تسبب ارتفاع قيمة اليورو مؤخرا في قلق البنك المركزي الأوروبي حيث قال دراغي، إن التقلبات الحالية في سعر الصرف تمثل مصدرا لعدم الأمان يتطلب المتابعة اليقظة.
وقفزت العملة الأوروبية الموحدة الأسبوع قبل الماضي لأول مرة منذ سنتين فوق حاجز 1.20 دولار. وفسر الخبراء ذلك بنمو الاقتصاد في منطقة اليورو بشكل قوي في حين أن الوضع الاقتصادي في أميركا ليس في أفضل حالاته هذه الأيام حيث لم تحقق حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترمب وعودها بشأن خفض الضرائب واعتماد برنامج إنفاق حكومي يحفز سوق العمل.
ويؤدي تعاظم سعر صرف اليورو إلى ارتفاع سعر منتجات الشركات الأوروبية في الأسواق العالمية بشكل مستمر وهو ما من شأنه أن يؤدي لتراجع الصادرات القادمة من منطقة اليورو ويكبح بذلك النمو الاقتصادي.
وفي الوقت ذاته تصبح الواردات القادمة من مناطق عملات أخرى أقل سعرا مما يخفض التضخم في منطقة اليورو ويصعب على البنك المركز الأوروبي تحقيق هدف الوصول بمعدل الغلاء، التضخم، في المنطقة إلى أقل من 2 في المائة بقليل.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).