الستائرُ من خارجِ الْبَيْتِ - حين مررتُ ببيتكِ -
أو بيتِنا سابقاً - مغلقةْ.
والأفاريزُ، كلّ الأفاريزِ، لم تتسعْ زنبقةْ.
مثل من يغلقُ الحقلَ خوفَ لصوصِ البساتينِ
لا، لم أكن أي لصٍّ، كما تعرفينْ.
مررتُ، فقط، لأتأكد من نبضِ خطوي على العتبة.
بعدَ دهرٍ من أغنيةٍ غامضةْ.
لم تكوني هناكَ
وأنا لم أكنْ
وضربتُ الجرسْ
ثم أنصتُّ
لكنّك ما فتحتِ لي البابَ
حتى توقعتُ أنك نائمةٌ،
أنتِ ممن ينمن الظهيرةَ،
بقميصٍ من الغيمِ أزرقَ،
كُنتُ أراكِ وإن لم تكوني هناكْ
وأنا لم أكنْ
ودخلتُ،
الصراحةُ: لا أعرفُ، اليومَ، كيف دخلتُ
ومن فتحَ البابَ لي.
لم أجدكِ
ولكنني، إذ خطوتُ إلى غرفةِ النومِ، كان السريرُ
على غاية الاضطرابِ،
والستائر مفتوحةً
وعلى الكومدينو - جوارَ السريرِ - قصيدةُ حبٍّ
تقولينَ إنكِ لم تقرأي مثلها في حياتكْ
هكذا أخبرتني إحدى صديقاتِكِ بعد عشرينَ عاماً.
ولكنني لم أصدق.
القصيدة كانت مسوّدةً
والسريرُ على غايةِ الاضطرابِ
كأنّا انتهينا قُبيلَ دقائقَ من ممارسة الحبِّ
(ثمة بعضُ الرضابِ على عنُقي
والشراشفُ تهتزُّ
والحنفيّةُ لما تزلْ تقطرُ الماءَ)
وأنا، بعدَ عشرينَ عاماً، أدق الجرسْ
لم تكوني هناكْ.
كانَ بعضُ تراثي يبعثرُهُ الوقتُ فوقَ الوسادةِ
بينا رنينُ الغزالِ يجوبُ الغرفْ،
ويحاولُ فتحَ الستائرِ،
أو يتدبّرُ أرشيفِ حبٍّ من الطارئِ المتربّصِّ،
فازةُ وردٍ تعاني اختلافَ النباتِ على جسمها،
وأنا يائس أزليٌّ
يحاولُ لا شيءَ
غَيْرَ استعادةِ ما ضاعَ
من كبرياءِ المهاجرْ.
لندن - 17 أغسطس (آب)2017
*شاعر عراقي