مسجد ببرلين يقاضي مديرية الأمن العام

TT

مسجد ببرلين يقاضي مديرية الأمن العام

تقدمت إدارة مسجد «دار السلام» في العاصمة الألمانية برلين، أمس، بدعوى قضائية ضد مديرية الأمن العام لتصنيفها المسجد «متشددا» وفرض الرقابة الدائمة عليه.
ورفعت الدعوى جمعية «مركز لقاء نوي كولن»، وهي الهيئة المؤسسة للمسجد في حي نوي كولن البرليني المعروف، ضد دائرة حماية الدستور (مديرية الأمن العام). وأعلنت محكمة برلين الإدارية عن تولي النظر في شكوى الجمعية ضد تصنيفها ضمن المتشددين. وطالبت الهيئة الإدارية للجمعية في دعواها دائرة الأمن بشطب اسمها من قائمة التنظيمات المتطرفة، في تقريريها السنويين لعامي 2015 و2016.
وتتعامل دائرة حماية الدستور في تقاريرها السنوية حول التطرف والإرهاب مع جمعية «مركز لقاء نوي كولن» بوصفها جمعية تابعة لـ«الجمعية الإسلامية في ألمانيا»، المحسوبة على الإخوان المسلمين. كما وضعت دائرة حماية الدستور «مسجد دار السلام» تحت رقابة دائمة بعد شكوك حول خطباء من المسجد يحضون على الكراهية بين الأديان.
أسست جمعية «مركز لقاء نوي كولن» رسمياً، عام 2007 في العاصمة الألمانية. وبعد ذلك بفترة قليلة، اشترت الجمعية العقار الذي أقيم عليه المسجد ومقر الجمعية مقابل 550 ألف يورو. واتّضح بعد ذلك أن مالك العقار الجديد سيدة من قيادة «مركز الثقافات المتعددة»، المحسوب على الإخوان المسلمين أيضا، وظهر أيضاً أن هذه السيدة هي رئيسة جمعية «الجمعية الإسلامية في ألمانيا».
ويعتبر الموقف من مسجد «دار السلام» خلافياً من الناحية السياسية، بسبب التفاوت في تقييم موقف المسجد بين الجهات الأمنية والحزب الديمقراطي الاشتراكي الحاكم في ولاية برلين. وسبق لإمام مسجد «دار السلام» أن نال وسام التقدير من عمدة المدينة الاشتراكي ميكائيل مولر، العام الماضي، لاستعداده الدائم للحوار. كما زارت فرانسيسكا غيفي، من الحزب نفسه، المسجد بعد هذا التقييم، وتلقت حكومة برلين كثيرا من النقد بسبب هذا الموقف. وبررت غيفي زيارتها للمسجد بالقول، إنها تعرف أن إدارة المسجد تابعة لـ«الإخوان» المسلمين، لكنها «لا تريد قطع حبل الحوار نهائياً».
بعدها، حصد عمدة برلين مزيدا من النقد بسبب مشاركته في تجمع أقامه المسجد ببرلين للتضامن مع ضحايا عملية الدهس الإرهابية، وهي العملية التي نفذها التونسي أنيس العامري بشاحنة اخترق بها الحشود في سوق لأعياد الميلاد يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وقتل خلالها 12 شخصاً، وأصيب أكثر من خمسين بجروح مختلفة.
وذكرت صحيفة «أخبار برلين وبراندنبورغ» أن «الجمعية الإسلامية في ألمانيا» (المنظمة الأم) أجّرت العقار لـ«مركز لقاء نوي كولن» مقابل مبلغ إيجار رمزي لا يتعدى 700 يورو شهرياً. وأضافت أن هذا المبلغ لا يتناسب أبدا مع موقع وحجم العقار الكبير في مثل هذه المنطقة من برلين. وأشارت الصحيفة كذلك إلى أن مبلغ الإيجار المذكور مثبت في تقرير الجمعية السنوي المقدم إلى دائرة الضرائب.
وارتفعت كلفة ترميم وتصميم العقار وتأثيثه إلى2.2 مليون يورو، بحسب مصادر الصحيفة.
وقفز مسجد «دار السلام» في العام الماضي إلى عناوين الصحف البرلينية، بعد أن عض رجل شرطيا وأصاب خمسة آخرين منهم.


مقالات ذات صلة

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

المشرق العربي عناصر من الفصائل الموالية لتركية تشارك في الاشتباكات مع «قسد» بشرق حلب (أ.ف.ب)

تركيا متمسكة بالتحرك ضد «قسد»... ومحاولات أميركية لمنعها

اتهمت تركيا «قسد» باستخدام المدنيين دروعاً بشرية في «قسد» وأكدت تمسكها بعملية عسكرية في شمال سوريا وسط مساعٍ أميركية لمنعها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً بالتحية لمواطنين في أثناء استقبال بهشلي له أمام منزله في أنقرة الخميس (الرئاسة التركية)

تركيا: لقاء بين إردوغان وبهشلي وسط جدل حول الحوار مع أوجلان

تشهد تركيا حراكاً مكثفاً حول عملية لحل المشكلة الكردية عبر الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين عبد الله أوجلان، وانقساماً حول مسألة العفو عنه.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا محمد ديبي ورث حكم تشاد من والده وتمت ترقيته مؤخراً إلى رتبة ماريشال (صحافة محلية)

تحت تأثير الكحول والمخدرات... 24 شخصاً هاجموا القصر الرئاسي في تشاد

استبعدت تشاد أن يكون الهجوم على القصر الرئاسي ليل الأربعاء/الخميس، له أي طابع «إرهابي»، مشيرة إلى أن من نفذوه كانوا مجموعة من الأشخاص في حالة سكر ومسلحين.

الشيخ محمد (نواكشوط )
أوروبا جنود بريطانيون عائدون من أفغانستان خلال احتفال في اسكوتلندا عام 2013 (غيتي)

تحقيقات: القوات الخاصة البريطانية سُمح لها بـ«التملص من القتل» في أفغانستان

الأدلة التي نشرتها لجنة تحقيق رسمية في جرائم الحرب المزعومة ترسم صورة مزعجة لقوة قتالية نخبوية اعتادت ثقافة الإفلات من العقاب في أفغانستان.

«الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن ) «الشرق الأوسط» (لندن - واشنطن )
آسيا أفراد من الجيش الباكستاني (أرشيفية)

مقتل 3 جنود و19 إرهابياً بعملية أمنية شمال غربي باكستان

قُتل 3 جنود من رجال الأمن الباكستاني، كما قُضي على 19 مسلحاً من العناصر الإرهابية خلال عمليات أمنية واشتباكات وقعت في المناطق الشمالية من باكستان.

«الشرق الأوسط» ( إسلام آباد)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.