عشرات المنظمات الحقوقية تدعو إلى دعم «لجنة التحقيق» اليمنية

حذرت من تجارب سابقة واستدلت بفشل لجان دولية «لم تخدم العدالة الانتقالية»

TT

عشرات المنظمات الحقوقية تدعو إلى دعم «لجنة التحقيق» اليمنية

دعت منظمات مجتمع مدني دولية عاملة في مجال حقوق الإنسان، مجلس حقوق الإنسان إلى دعم اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، مشيرة إلى أن اللجنة تعمل بشفافية وحيادية عالية للتحقق من جميع ادعاءات الانتهاكات التي أضرت بالمواطن اليمني وحقوقه، خصوصاً حقوقه الأساسية، وذلك منذ بدء أعمالها عام 2015.
وذكرت 16 منظمة في رسالتها إلى خواكين ألكسندر مازا مارتيلي، رئيس مجلس حقوق الإنسان، وسفراء الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، أن اللجنة اليمنية التزمت وطبقت في أعمالها ومهامها ما ورد في القرار اليمني المنشئ لها والذي جاء وفقا لتوصيات وقرارات مجلس حقوق الإنسان ومجلس الأمن بكل أمانة وصدق، وعملت على التحقيق الشفاف في ادعاءات انتهاكات جميع الأطراف دون أي تمييز أو تفريق، وكانت حاضرة وموجودة على أرض الواقع في جميع المحافظات اليمنية.
وأشارت إلى أن ذلك عزّز تقاريرها الشفافة الثلاثة الصادرة عنها، وبياناتها الشهرية، وكانت تعمل رغم الأوضاع الأمنية والسياسية الصعبة والخطرة التي يمر بها اليمن.
وأكدت تلك المنظمات دعم طلب 75 منظمة حقوقية يمنية تمثل المجتمع المدني باليمن، المرفوع لمجلس حقوق الإنسان، والخاص باستمرار مجلس حقوق الإنسان في تقديم الدعم للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان.
وشددت على أن جهود «اللجنة اليمنية» على مدى العامين الماضيين كانت كبيرة جداً وأنجزت كثيرا من التحقق والرصد، وحرصت الحكومة اليمنية على مبدأ العدالة الانتقالية بدءاً من تشكيل اللجنة وانتهاء بمحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات في المحاكم الوطنية.
واعتبرت المنظمات الـ16 أن «اللجنة الوطنية للتحقيق» أفضل من تشكيل لجنة تحقيق دولية؛ إذ إن هناك محاذير كثيرة على اللجان الدولية وفشلها، لأنها لم تقدم شيئا للمجتمع الدولي، ولم تخدم مبدأ العدالة الانتقالية.
وقالت إن الاستعانة بالآليات الوطنية لها أهمية شعبية ووطنية كبيرة، لأنها نابعة من الإرادة الشعبية ولم تفرض آليات دولية دخيلة تضر بمستقبل العمل السياسي وبمساعي الأمم المتحدة للسلام، والمواءمة بين مبدأ العدالة الانتقالية ومبدأ المصالحة الوطنية، مقدمة دليلاً على ذلك بأن عدداً من المنظمات تراجعت عن بيان تأييد تشكيل «لجنة تحقيق دولية»، وتوضيح أنها خدعت أو أجبرت على التوقيع.
ولفتت المنظمات الحقوقية الدولية الموقعة على البيان، إلى أنها متأكدة من حرص الحكومة اليمنية والتحالف على إنشاء آليات للمحاسبة، وتحديد المسؤولية، داعية الدول الكبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وهولندا وغيرها إلى الضغط على أطراف النزاع وعلى الأخص «الحوثي - صالح» لتمكين اللجنة من التحقيق في المناطق التي يسيطرون عليها.
وتساءلت عمّا قدمته المفوضية السامية لحقوق الإنسان لمساعدة اللجنة اليمنية الوطنية للتحقيق فنيا إنفاذا لقرار مجلس حقوق الإنسان «16-33»، داعية إلى التعاون مع «اللجنة اليمنية الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن بشكل مباشر، للرفع من قدراتها، وعدم انتظار المفوضية السامية لحقوق الإنسان لفعل ذلك».
وتابعت: «المنظمات الحقوقية الدولية تدعم طلب المنظمات الحقوقية اليمنية لكم الخاص باستمرار مجلسكم في دعم جهود اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان وفق قرار المجلس (33-16) وهو سيمثل للمنظمات والمجتمع المدني الدولي مصداقية، والتزام مجلسكم في تنفيذ توجهاته، في حين أن التراجع عن ذلك سيفسر على أنه تخل عن الشرعية الدولية وحماية حقوق الإنسان في اليمن».
وأعربت عن أملها بأن يستمر مجلس حقوق الإنسان في تقديم الدعم للجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم لها المساندة لعملها لتأدية دورها بكل أمانة وصدق بعيدا عن التسييس.
يذكر أن المنظمات الحقوقية الدولية الموقعة على البيان هي: «جمعية البحرين لمراقبة حقوق الإنسان»، و«جمعية كرامة لحقوق الإنسان» في مملكة البحرين، و«منظمة الرسالة العالمية لحقوق الإنسان»، و«المركز الخليجي - الأوروبي لحقوق الإنسان»، و«البوابة العربية لمعلومات حقوق الإنسان»، و«المرصد العربي للحقوق والحريات النقابية»، و«المرصد السوري لتوثيق جرائم الحرب»، و«المركز الأحوازي لحقوق الإنسان»، و«المرصد البلوشي لحقوق الإنسان»، و«مجموعة البحرين لحقوق الإنسان»، و«مركز المنامة لحقوق الإنسان»، و«جمعية مبادئ لحقوق الإنسان»، وجمعية «معاً لحقوق الإنسان»، و«المرصد البحريني لحقوق الإنسان»، و«الشبكة الخليجية للحقوق والحريات»، و«رابطة النساء الخليجيات للحقوق».


مقالات ذات صلة

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.