مشاهدات أوبريت «علّم قطر» تتخطى 3 ملايين خلال يومين

نجوم خليجيون وعرب سيقدمون أعمالاً وطنية أخرى ضد النظام القطري

رابح صقر - ماجد المهندس - محمد عبده - عبد المجيد عبدالله
رابح صقر - ماجد المهندس - محمد عبده - عبد المجيد عبدالله
TT

مشاهدات أوبريت «علّم قطر» تتخطى 3 ملايين خلال يومين

رابح صقر - ماجد المهندس - محمد عبده - عبد المجيد عبدالله
رابح صقر - ماجد المهندس - محمد عبده - عبد المجيد عبدالله

ما إن أطلق أوبريت «علّم قطر» للشاعر السعودي الكبير تركي آل الشيخ، وألحان رابح صقر، وتوزيع مدحت خميس، وغناء كل من النجوم محمد عبده ورابح صقر وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وأصيل أبو بكر وماجد المهندس ووليد الشامي، حتى اكتسح هذا العمل الوطني والفني المميز منصات التواصل الاجتماعي، واستطاع خلال أقل من 24 ساعة من أن يصبح «ترند» في موقع «تويتر»، بالإضافة إلى تحقيقه عددا كبيرا من المشاهدات فاقت الملايين الثلاثة ونصف المليون بين «اليوتيوب» ومواقع التواصل الاجتماعي المتنوعة، مما يعكس إعجاب الشارع العربي المتضامن مع مواقف الدول المقاطعة للنظام القطري والرافضة لسياساته المعادية للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، وهذا ما أظهرته جليا تعليقات الجماهير التي أشادت بهذا العمل وشاعره وفنانيه، وأثنت عليه، سواء لما تضمنه من رسالة سياسية واضحة وقوية، أو من ناحية الإبداع الفني الذي ضمه هذا العمل من كلمات وألحان وغناء.
الجدير ذكره أن قصيدة «علّم قطر» كان شاعرها تركي آل الشيخ قد طرحها نصا شعريا بداية، ولكن نظرا للإقبال الشديد عليها، وتفاعل الجمهور السعودي والعربي الرافض لسياسات قطر ومنهجيتها الإعلامية السلبية، فقد تقرر تحويل هذه القصيدة إلى عمل ضخم بأصوات عمالقة الغناء العربي، ليضاف هذا العمل إلى رصيد الشاعر تركي آل الشيخ المليء بالإنجازات الفنية والوطنية الضخمة، وليضاف هذا العمل أيضا إلى رصيد نجوم الأغنية السعودية والعربية المشاركين في هذا العمل، الذين رفعوا صوتهم عاليا في وجه التعنت القطري، معبرين عن حالة جماعية عربية رافضة لممارسات قطر ونظامها. وعلمت «الشرق الأوسط» أن هناك عدة أعمال سيقدمها فنانون آخرون من مصر والبحرين والإمارات تحاكي ما يحمله الشارع العربي تجاه أساليب النظام القطري الذي حاول مرارا تفكيك اللحمة العربية وزرع الفتن في تلك الدول العربية.
وفيما يلي كلمات القصيدة التي يقول فيها الشاعر تركي آل الشيخ:

علم قطر... واللي وقف ورى قطر
إن البلد هذي... طويل بالها
بس المسايل لين وصلت... للخطر
لا والله أن تشوف... فعل رجالها
طعناتنا... في الوجه... ما هي في الظهر
وإن كبرت العقدة... نفك حبالها
عشرين عام من الدسايس... والغدر
ومؤمرات... عارفين أحوالها
الجار بار... وبان ما هو مستتر
سود القلوب... وخايبات أفعالها
والله مال الخاين... وفعله عذر
إلى فتحنا بابها... وأقفالها
ما عاد فيها... لا سكوت... ولا صبر
والشرذمة... تقع بشر أعمالها
جاك الخبر... ياللي أنت تتحرى الخبر
الريح ما هزت... ركون جبالها
هذي السعودية... ذرى عز وذخر
نحيى بظل الله... وتحت ظلالها
هذي السعودية... سماء وأرض وبحر
آمن وآمان... وعزها... بأبطالها
هذي السعودية... ترى عزم وظفر
لا ضاقت أرض... وزلزلت زلزالها
هذي بلاد العز... وبلاد الفخر
ومجودين... أمورها... عقالها



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».