«غولدمان ساكس»: 50% من المصافي المتضررة من «هارفي» قد تعود غداً

النفط يصعد والبنزين ينخفض مع عودة بعضها للعمل

إحدى محطات الغاز التي غمرت بمياه الفيضانات من العاصفة الاستوائية هارفي في مدينة روز بتكساس (رويترز)
إحدى محطات الغاز التي غمرت بمياه الفيضانات من العاصفة الاستوائية هارفي في مدينة روز بتكساس (رويترز)
TT

«غولدمان ساكس»: 50% من المصافي المتضررة من «هارفي» قد تعود غداً

إحدى محطات الغاز التي غمرت بمياه الفيضانات من العاصفة الاستوائية هارفي في مدينة روز بتكساس (رويترز)
إحدى محطات الغاز التي غمرت بمياه الفيضانات من العاصفة الاستوائية هارفي في مدينة روز بتكساس (رويترز)

أوضح مصرف «غولدمان ساكس» الأميركي، أنه يتوقع بحلول يوم غد الخميس، عودة نصف المصافي التي تضررت من الإعصار هارفي، والذي ضرب ولاية تكساس الأميركية، إلا أن جزءاً ليس بالبسيط سيظل مغلقاً حتى منتصف شهر سبتمبر (أيلول).
وقال المصرف في تقرير بالأمس اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، إنه يتوقع عودة مصافي تبلغ طاقتها التكريرية 2 مليون برميل يومياً يوم الخميس، وهي تشكل نصف الطاقة التكريرية المتضررة من التوقف، والبالغة 4 مليون برميل يومياً.
ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يظل نحو 1.4 مليون برميل يومياً من الطاقة التكريرية متعطلة حتى منتصف الشهر الجاري. أما عن أثر «هارفي» على السوق النفطية، فإن المصرف يتوقع أن يظل الطلب على النفط متأثراً في الشهر الذي يلي نهاية «هارفي»، وهو ما سيضعف الطلب ويزيد المخزونات. ومن المتوقع أن تزيد المخزونات الأميركية بنحو 40 مليون برميل بسبب «هارفي» كما يقول المصرف.
إلا أن هناك أثرا إيجابيا على مخزونات البنزين والديزل، والتي ستنخفض بنحو 16 مليون برميل و13 مليون برميل على التوالي.
وتسعى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) والمنتجون خارجها إلى تخفيض المخزونات النفطية في العالم، وخصوصاً في الدول الصناعية، إلى متوسط الخمس سنوات؛ إلا أن إعصار هارفي قد يعيق هذا الأمر ويزيد في المدة اللازمة لتوازن السوق.
وبحسب آخر تقرير لـ«أوبك» الشهر الماضي، فإن المخزونات النفطية التجارية في الدول الصناعية تبلغ حالياً ما يزيد قليلاً عن 3 مليارات برميل، وبذلك تكون فوق متوسط الخمس سنوات بواقع 253 مليون برميل بنهاية يونيو (حزيران) الماضي.
وازدادت الأضرار الناتجة من إعصار هارفي على قطاع التكرير الأميركي، بعد أن أعلنت شركة «موتيفا إنتربرايز» المملوكة بالكامل لشركة «أرامكو السعودية» في الأسبوع الماضي، أنها سوف توقف بالكامل العمل في مصفاة بورت أرثر - أكبر مصافي الولايات المتحدة – بسبب الإعصار.
وقالت «موتيفا» في بيان يوم الخميس الماضي، إنه لا يوجد موعد محدد لعودة تشغيل المصفاة، وسيتم تشغيلها بمجرد ما تنحسر مياه الفيضانات التي نتجت عن الإعصار. و«موتيفا» هي أكبر مصفاة في أميركا، بطاقة تكريرية تصل إلى 605 آلاف برميل يومياً.
وتضرر كثير من المصافي في منطقة بورت آرثر، وانقطعت الكهرباء عن كامل مصفاة شركة «توتال»، كما اضطرت «فاليرو»، وهي أكبر شركة تكرير أميركية إلى إقفال مصفاتها هناك كذلك.
وتوالت الأضرار الناتجة عن إعصار هارفي، ونقلت «بلومبيرغ» الأسبوع الماضي عن تشك واطسون، وهو أحد المتخصصين في احتساب أضرار الكوارث الطبيعية، أن قيمة الأضرار قد تصل إلى ما بين 60 إلى 80 مليار دولار. وقالت «بلومبيرغ» إن واطسون الذي يعمل لدى شركة «إينكي» في ولاية جورجيا، قد احتسب الأضرار بنحو 42 مليار دولار صباح الثلاثاء؛ وبآخر اليوم أضاف لها 10 مليارات دولار أخرى، في دلالة على ازدياد أضرار الإعصار.
وتسبب الإعصار في إقفال جزء كبير من طاقة التكرير الأميركية الموجودة في منطقة خليج المكسيك، وسيؤدي هذا إلى ضعف الطلب على النفط إضافة إلى بقاء المخزونات عالية. وأدى هذا إلى ارتفاع أسعار البنزين وانخفاض أسعار النفط الأميركي في بورصة نيويورك.
من جهة أخرى، ارتفعت أسعار النفط الأميركي أمس الثلاثاء، بينما هبطت أسعار البنزين مع ارتفاع الطلب على الخام وانحسار المخاوف بشأن حدوث نقص في إمدادات الوقود، بعد استئناف العمل في مصافي خليج المكسيك تدريجيا.
وانخفضت العقود الآجلة للبنزين بنحو 4 في المائة دون سعر الإغلاق السابق إلى 1.68 دولار للغالون، مقارنة مع 2.17 دولار في 31 أغسطس (آب)، وعادت إلى المستويات التي سجلتها قبل إعصار هارفي.
وقفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو ثلاثة في المائة، إلى 48.64 دولار للبرميل، بحلول الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش، مسجلة أعلى مستوياتها في أسبوعين بارتفاع قدره 1.35 سنت، عن سعر التسوية السابقة.
وارتفعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت أيضا بنسبة 0.9 في المائة إلى 53.23 دولار للبرميل، وسط بوادر على أن منظمة «أوبك» قد تمدد خفضها للإنتاج بعد نهاية الربع الأول من 2018.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.