للرفاهية في النمسا وجوه باهرة

بلاد تجمع ما بين العراقة والحداثة

للنمسا سحر خاص
للنمسا سحر خاص
TT

للرفاهية في النمسا وجوه باهرة

للنمسا سحر خاص
للنمسا سحر خاص

عندما يتعلق الأمر بالرقي الساحر فليس هناك أفضل من النمسا وجهة نشد إليها الرحال. هنا، حيث تمتزج العراقة مع الحداثة، يجد الزوار أنفسهم أمام وجوه متعددة من الرفاهية، بدءاً من مموني البلاط الإمبراطوري الذين لا يزالون يقومون بتصنيع منتجاتهم الراقية إلى اليوم ومروراً بالمتاجر الرائدة والعلامات التجارية العالمية الشهيرة ووصولاً إلى الفنادق الفاخرة التي لا تمثل فقط أماكن رائعة للمبيت، بل صروح معمارية وواحات صحية ذات أجواء جذابة. وبالطبع، فإن كل ذلك يترافق مع مناظر طبيعية ساحرة تحيط بالزوار أينما ذهبوا أو حلوا.
- عراقة لا يخبو بريقها!
في الماضي، لم تكن العلامة الإمبراطورية والملكية المعروفة بـ«كيـه يو كيه» تُمنح إلا لأفضل الشركات كي تصبح من مموني البلاط «هوفليفيرانتن»، حيث أتاح لها هذا التكريم الحق بتزويد البلاط الإمبراطوري بالبضائع والخدمات حين ذاك، وكان هنالك موردون من شتى مناحي العمل. وتشمل الأمثلة اثنين من أشهر محلات الحلويات في المدينة، وهما فندق زاخر ومتجر الحلويات «ديميل» اللذان يواصلان حتى اليوم تزويد سكان فيينا بالحلويات المميزة مثل كعكة زاخر «زاخر تورته» وملبس البنفسج.
وحتى الوقت الراهن لم تفقد الشركة المصنّعة للزجاج والثريات «جيه. آند إل. لوبماير» في شارع «كيرنتنر شتراسه» شيئا من بريقها منذ الأيام التي كانت تزود فيها البلاط بأواني المائدة. فهي تبيع في الوقت الراهن أرفع أنواع الزجاج والثريات البراقة.
واليوم، يقوم أيضاً متجر «إيه إي كوشرت»، الذي كان يصنع في السابق المجوهرات الجميلة للإمبراطورة إليزابيث، بإنتاج الألماس المرصع بالنجوم بالاعتماد على التصاميم الإمبريالية الأصلية. بينما لا يجد السكان المحليون الأثرياء ضيراً في دفع مبلغ إضافي من أجل الحصول على ملابس مصممة يدوياً وحسب الطلب في متجر الملابس الرجالية «كنيزه» ومتجر الأحذية التقليدي «رودولف شير وأولاده» وغيرها من الخيارات الرفيعة. ولكن مهارة الصناعة اليدوية الفيينية ما هي إلا جانب واحد من جوانب القصة، فجميع العلامات التجارية الفاخرة والشهيرة في العالم أسست متاجر في العاصمة النمساوية، حيث استوطنت أرقى الماركات الدولية في شوارع التسوق الحصرية بالمنطقة الأولى التاريخية، وبشكل خاص «كولماركت» و«غرابن» و«توخلاوبن». ويعتبر الحي الذهبي «غولدن كوارتر»، الذي تم الانتهاء منه في صيف 2014 نقطة ترحيبية أخرى في مشهد التسوق الفاخر المزدهر في العاصمة النمساوية.
- ذوق رفيع ونمط عالمي
وبالواقع فإن أكثر المتاجر أناقة وترفاً في فيينا تقع في مركز البلدة القديمة، حيث اعتاد الأرستقراطيون أن يعيشوا في قصورهم ويقوموا بالتسوق من أجل شراء الأزياء والمجوهرات والمواد اليومية من المتاجر الواقعة في الشوارع الضيقة المرصوفة بالحجارة والتي تحيط بهذه القصور. واليوم، لا تزال هذه المتاجر الأنيقة موجودة هناك، فبالكاد قد تغير البعض منها على مر القرون، كذلك لا تزال القصور موجودة هناك، حيث يضم البعض منها الآن فنادق فاخرة أو مكاتبَ حكومية، بينما تحول البعض الآخر إلى بيوت لعلامات تجارية مترفة من جميع أنحاء العالم. ولا يزال بالإمكان الشعور بالذوق الأرستقراطي بكل سهولة في جميع أنحاء هذا الجزء من فيينا، وخصوصاً حول شوارع «غرابن»: «كولماركت» و«كيرنتنر»، التي تعرف أيضاً باسم «المنعطف الذهبي». كما تضفي المتاجر الواسعة التابعة للصائغ فاغنر نمطاً دولياً على مدينة فيينا، ويتجلى أسلوب التصميم الخاص والجذاب للمتاجر في حضور قوي لعلامات تجارية شهيرة عالمياً مثل «رولكس»: «بولغاري» و«كارتييه». يقع المتجر الرئيسي للصائغ فاغنر في شارع «كيرنتنر شتراسه 32». أما المتجر الثاني فيقع في شارع «غرابن 21- توخلاوبن 2»، أي في قلب فيينا أيضاً.
- وجهات تسوق شعبية
وبالقرب من العاصمة النمساوية فيينا، وتحديداً في مدينة «بارندورف»، يعتبر مركز «ديزاينر أوتليت بارندورف» التابع لـ«مكارثرغلن» وجهة مصممة خصيصاً لأولئك الذين يعشقون التسوق، تجمع بين سهولة الوصول والأجواء المريحة. هنا، سيجد المتسوقون مجموعة رائعة من العلامات التجارية الرفيعة والرائدة والفاخرة في مجال الموضة وأسلوب الحياة بأسعار مخفضة تتراوح بين 30 و70 في المائة طوال العام. ويتمتع مركز «ديزاينر أوتليت بارندورف» بهندسة معمارية جميلة وتشكيلة من المطاعم المتنوعة تدعو الضيوف لإمضاء وقت أطول في أرجائه. وتحولت زيارة هذا المركز منذ فترة طويلة إلى نشاط ترفيهي شعبي لدى المسافرين من عشاق الموضة القادمين إلى النمسا كما أنه يعتبر وجهة للعائلات، حيث يوفر ملعباً للأطفال وبرامج ترفيهية منتظمة في منشأة رعاية الأطفال الخاصة بالمركز «دينولاند». ومن خلال وجود مناطق مريحة للاسترخاء وتسوق معفى من الضرائب على جميع العلامات التجارية الشهيرة وغرفة تأمل ترحيبية، يصبح التسوق في مركز «ديزاينر أوتليت بارندورف» مغامرة مثالية يمضي خلالها الوقت مسرعاً.
يُذكر أنه تتوفر خدمة نقل يومية بواسطة الحافلة من فيينا (عند دار الأوبرا الوطنية) إلى «ديزاينر أوتليت بارندورف» تتيح للمرء رحلة مريحة.
ولدى «مكارثرغلن» مركز آخر في مدينة سالزبورغ، وهو مركز «ديزاينر أوتليت سالزبورغ»، الذي لا يبعد عن مطار سالزبورغ سوى خمس دقائق سيراً على الأقدام أو عشر دقائق بواسطة السيارة من سالزبورغ. يحتوي المركز على علامات تجارية رائدة بأسعار مخفضة طوال العام تتراوح بين 30 في المائة إلى 70 في المائة، بدءاً من ماركات الأزياء الشهيرة مثل «هوغو بوس» و«مايكل كورس» أو الماركات الخاصة بالنشاطات في الهواء الطلق مثل «كولومبيا» و«نورثلاند» وحتى الموضة الشعبية مثل «ديسيغوال» و«غيس».
ويمكن لزوار المركز التمتع بأجوائه المريحة، وبما يضمه من مقاهٍ ومطاعم دولية تناسب كل ذوق، منطقة ألعاب للأطفال، مواقف مجانية لركن السيارات ومكتب الاسترجاع الفوري للضريبة على التسوق والكثير غيرها.
- تسوق بنكهة خاصة
أما مدينة سالزبورغ فهي توفر بكل تأكيد خيارات تسوق أخرى كثيرة، إذ تتميز المدينة بأسواقها العريقة، والتي تحمل في كل جزء منها الطابع التقليدي المميز. من أشهر شوارع التسوق يبرز شارع «غيترايده غاسه» الذي يضم الكثير من المتاجر التي تعرض مختلف أنواع الحلي والمجوهرات، ومتجر «تراختن» الذي يبيع الأزياء التقليدية والتحف والجلود والبضائع الورقية والعطور والمأكولات اللذيذة. في حين تغص السوق الشعبية «غرون ماركت»، التي تقع أمام الكنيسة الجامعية الرائعة، بكل أنواع الفاكهة والخضراوات المحلية الطازجة، وكذلك اللحوم والدواجن والأسماك والمأكولات البحرية والخبز والمعجنات والأجبان. كما تشتهر المدينة أيضاً بـ«موزارت كوغيل»، وهي عبارة عن كرات من الشوكولاته ذات نكهة لذيذة.
- بين الكلاسيكي والعصري
كما تحتوي مدينة إنسبروك بدورها على متاجر ومحلات ذات طابع كلاسيكي عصري. أما أبرز أماكن التسوق فهي تتمثل في جادة إنسبروك الرئيسية: شارع «ماريا تيريزا» الذي خضع لعملية «تجميل كبيرة» في العام 2009. وتم على إثرها تحويله إلى منطقة للمشاة رصفت بقطع فاخرة من الغرانيت، ومقاهٍ متنوعة وديكوراتٍ متفردة يتداخل فيها النحاس والخشب المزخرف. ويتميز شارع «ماريا تيريزا» أيضاً بوجود عدد من المحال التجارية الجديدة، والتي تضفي على المكان بعداً جمالياً آسراً، وتجعل منه وجهة مثلى لمحبي التسوق على اختلاف أذواقهم ومتطلباتهم. ويقع محل مصمم المجوهرات الشهير «ثوماس سابو» بالقرب من مدخل مركز تسوق «تاون هاوس شوبينغ مول»، ويزخر هذا المحل بتشكيلة مميزة من المجوهرات الفضية.
- عالم الكريستال البراق
وبالنسبة لأولئك الزوار الذين يعشقون الكريستال، فما عليهم سوى التوجه إلى قرية «فاتنز» الصغيرة القريبة من إنسبروك، وذلك لأنها تمثل موطن كريستال سواروفسكي العريق. فهنا شقّت سواروفسكي، التي أسست قبل أكثر من مائة سنة، طريقها لتصبح واحدة من أكثر العلامات التجارية العالمية رواجاً على مستوى العالم. وهناك مقران اثنان لسواروفسكي في النمسا تعرض فيهما الشركة مجموعة من أرقى منتجاتها، أحدهما: عالم سواروفسكي للكريستال الموجود مباشرة بالقرب من المقر العام للشركة والمصنع في «فاتنز»، وهو أكبر متجر لبيع منتجات سواروفسكي في العالم. أما الآخر فهو: سواروفسكي فيينا، الموجود في مركز مدينة فيينا، ويسمى تارة «المتجر الرئيسي»، وتارة أخرى «معرض الفنون»، وأحياناً «مركز الإلهام لعلامة سواروفسكي التجارية». وفي الواقع، فهو يُعَبِّرُ عن كلّ ذلك. ويعلم المُتبصِّرونَ بالكريستال أنّه ما من مكان آخر على وجه الأرض يعرضُ سلسلة مشابهة من مجوهرات وإكسسوارات وتماثيل صغيرة من سواروفسكي كهذين المكانين المذهلين.


مقالات ذات صلة

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق أشخاص يسيرون أمام بوابة توري في ضريح ميجي بطوكيو (أ.ف.ب)

اليابان: اعتقال سائح أميركي بتهمة تشويه أحد أشهر الأضرحة في طوكيو

أعلنت الشرطة اليابانية، أمس (الخميس)، أنها اعتقلت سائحاً أميركياً بتهمة تشويه بوابة خشبية تقليدية في ضريح شهير بطوكيو من خلال نقش حروف عليها.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
يوميات الشرق سياح يصطفون للدخول إلى معرض أوفيزي في فلورنسا (أ.ب)

على غرار مدن أخرى... فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

تتخذ مدينة فلورنسا الإيطالية التاريخية خطوات للحد من السياحة المفرطة، حيث قدمت تدابير بما في ذلك حظر استخدام صناديق المفاتيح الخاصة بالمستأجرين لفترات قصيرة.

«الشرق الأوسط» (روما)
سفر وسياحة  نيرفي... إطلالات رائعة على المتوسط (أدوبيستوك)

«نيرفي»... تحفة فنية إيطالية وادعة على المتوسط

الصفات المشتركة التي تربط ما بين مدن إيطاليا وأرجائها كافة هي الجمال وروعة الطبيعة ولذة الطعام، لكن إذا أردنا التعرف على الفوارق فهي كثيرة

جوسلين إيليا (نيرفي - إيطاليا)
سفر وسياحة وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب يفتتح الجناح السعودي في «سوق السفر العالمي» بلندن (واس)

«سوق السفر العالمي» ينطلق في لندن والعيون على السعودية

انطلقت فعاليات معرض «سوق السفر العالمي» (WTM) في نسخته الـ44 في المركز الدولي للمؤتمرات والمعارض في إكسيل في شرق لندن وتستمر لغاية الخميس.

جوسلين إيليا (لندن)

جولة على أجمل وأشهر أسواق القاهرة الشعبية

زوار بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية في سوق "ديانا" بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
زوار بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية في سوق "ديانا" بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

جولة على أجمل وأشهر أسواق القاهرة الشعبية

زوار بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية في سوق "ديانا" بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)
زوار بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية في سوق "ديانا" بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

توفر أسواق القاهرة الشعبية، فرصة لزائرها أن يستكشف جانباً آخر في رحلته إلى العاصمة المصرية؛ فزيارة الأسواق المحلية تعد فرصة للتسوق بين بضاعتها التقليدية، وتجربة فريدة لاستكشاف ثقافة وتراث وتاريخ القاهرة النابضة بالحياة، والتعرف على ملمح من الأجواء المحلية والعادات والتقاليد عن قرب.

وما بين أسواق السلع المُصّنعة يدوياً على أيدي الحرفيين والصناع المهرة، وتلك المخصصة لبيع السلع المستعملة والمقتنيات القديمة، يمكنك العثور على ما يمكنك أن تهادي به أحبابك وتخلِّد به ذكرى رحلتك، سواء من التحف والأزياء والإكسسوارات والمنسوجات وغيرها.

في السنوات الأخيرة، أصبحت هذه الأسواق جزءاً من الجولات السياحية لكثير من السياح من جنسيات مختلفة، لأنها توفر العديد من المنتجات النادرة وبأسعار تناسب الجميع، ولكونها مكاناً يجمع بين التسوق والمتعة والمعرفة والتفاعل الاجتماعي. «الشرق الأوسط» تستعرض بعض هذه الأسواق، التي يمكنك إضافتها إلى برنامج زيارتك إلى القاهرة.

قطع ديكورية من الخوص في سوق الفسطاط للفنون والحرف اليدوية بالقاهرة (الهيئة العامة للتنمية السياحية)

خان الخليلي

هو السوق الأشهر على الإطلاق لكل السياح من مختلف الجنسيات، وهو أحد أقدم وأشهر أسواق القاهرة، في قلب ما تعرف بـ«القاهرة الإسلامية»، وهو عبارة عن أزقَّة ضيقة تصطف على جانبيها بازارات بيع التحف والأنتيكات والمجوهرات والمنسوجات المصرية المصنوعة يدوياً، إلى جانب الشيشة والأواني الزجاجية والأطباق النحاسية، والفضيات والإكسسوارات، والبرديات، والإكسسوارات ذات الطابع الفرعوني، لذا إن كنت تبحث عن تجربة تسوُّق فريدة لشراء الهدايا التذكارية الصغيرة، فلا بد لك من زيارة خان الخليلي.

"خان الخليلي" السوق الأشهر على الإطلاق في القاهرة (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

يعود تاريخ خان الخليلي إلى عام 1382، حاملاً رائحة العصر المملوكي، بما يجعل زيارتك له انتقالاً إلى الماضي البعيد، خصوصاً عندما تأخذك قدماك من زقاق إلى آخر، وفي كل خطوة تستكشف تراثاً غنياً، وتأسرك جماليات عمرانه، التي يزيد منها الألوان والإضاءات المنبعثة من وحدات الإضاءة ومن المتاجر.

قطع ديكورية من الخوص في سوق الفسطاط للفنون والحرف اليدوية بالقاهرة (الهيئة العامة للتنمية السياحية)

ولا يعد الخان مجرد سوق سياحية، فهو من أجمل الأماكن للتجول حتى إن لم تشترِ الهدايا، ففيه يمكنك أن تلتقط صوراً رائعة، كما سيكون محبباً لك الاسترخاء في العديد من المقاهي وأشهرها «مقهى الفيشاوي» التاريخي الشهير، الذي لا يغلق أبوابه على مدار الـ24 ساعة.

يمكن الوصول إلى خان الخليلي بسهولة من خلال المواصلات العامة، التي تعمل على مدار اليوم.

سوق الفسطاط

تعد سوق الفسطاط للفنون والحرف اليدوية أكبر تجمع لحرف التراث المصري والحرف اليدوية تحت سقف واحد، فالسوق المقامة على مساحة 3 آلاف متر في منطقة مصر القديمة (حي مجمع الأديان)، تضم 40 محلاً تجارياً تجمع الفنانين والمصممين والحرفيين لعرض إبداعاتهم، التي تتسم بالذوق والتناسق. ويمكن من خلال زيارة السوق شراء منتجات الخوص والخزف والفخار، والمنسوجات اليدوية والجلدية، والقطع الديكورية ووحدات الإضاءة، والأعمال النحاسية والفضية، والكليم والسجاد.

أحد صّانع الخیامية يعكف على قطع القماش لحیاكتھا وتطريزها (الهيئة العامة للاستعلامات)

لا تتوقف تجربة الفسطاط على التسوق، بل تتسع لخلق مناخ ثقافي لتشجيع تعلم الحرف اليدوية، بهدف عدم اندثارها واكتساب المهارات الحرفية، وهو ما تمكن مشاهدته عن قرب عند زيارة السوق.

تعمل السوق من الساعة 11 صباحاً حتى 7 مساءً. ويسهل الوصول إلى موقعها كونه ملاصقاً لمحطة الأوتوبيس العام الرئيسية بمصر القديمة، وكذلك يسهل الوصول إليها عبر محطة مترو «مارجرجس».

سوق الخيامية

الخيامية هي حرفة مصرية أصيلة اشتقَّت صناعتها من صناعة قماش الخيام، وتطورت لجعل الخيام أكثر جمالاً وفخامةً، وبمرور الوقت أصبحت من أجمل النقوش في الفن المصري، لتتحول حديثاً تلك الأقمشة المزينة إلى استخدامات أخرى مثل دخولها في المفروشات المتنوعة والقطع الديكورية واللوحات التشكيلية.

تُنسب السوق إلى حي «الخيامية»، وهي كلمة مشتقة من «خيمة»، وفيها تباع أقمشة الخيام الملونة والمفروشات المبهرة المصنوعة يدوياً بجودة عالية، وهي مزار لعشاق الفنون والمشغولات اليدوية على مدار العام سواء من السياح الأجانب أو من المصريين، بينما يكون شهر رمضان موسمها السنوي الأكبر إقبالاً.

تقع السوق العتيقة بالقرب من باب زويلة بالقاهرة الفاطمية، وتحتفظ بطابعها التراثي العتيق، فهي مشيدة على الطراز العربي والإسلامي، حيث تجد الورش متراصَّة، والسوق مسقوفة بألواح خشبية مغطاة بالزخارف، وداخل الورش أو أمامها یجلس صنّاع الخیامية، معتكفين على قطع القماش لحیاكتھا وتطريزها، حيث تحتاج الحرفة إلى مھارة عالیة في حیاكة الأقمشة، ومن ثم يمكن التعرف على مهارتهم، أو التجول بين بضاعتهم، لشراء ما يناسب حاجتك، وفق ذوقك، سواء كان يميل إلى الزخارف العربية القديمة أو الإسلامية أو النباتية أو الهندسية.

يسهل الوصول إلى السوق إذا قصدت منطقة الغورية بوسط القاهرة، ومنها تبدأ جولة سيراً على الأقدام مروراً بشارع المعز وباب زويلة، حتى الوصول إلى السوق.

إقبال من محبي القراءة على سوق "سور الأزبكية" بالقاهرة (الصفحة الرسمية لسور الأزبكية)

سوق ديانا

تعد تلك السوق بمثابة جوهرة خفية في وسط القاهرة، وباتجاهك نحوها فأنت تسافر عبر الزمن إلى عهد آخر، وستجد نفسك محاطاً بجمال وتنوع المنتجات، التي تتعدد بين التحف والأنتيكات والقطع الفنية النادرة، والعملات المعدنية القديمة، والأوراق النقدية القديمة، والطوابع والكتب النادرة، وأسطوانات التسجيلات القديمة وأشرطة الكاسيت، والأثاث الخشبي المنحوت يدوياً، والتماثيل والمشغولات النحاسية، والمجوهرات والإكسسوارات الفريدة، والمصنوعات اليدوية من النحاس والفضة.

ستكون «سوق ديانا»، الشهيرة أيضاً بـ«سوق السبت» نسبةً إلى اليوم الأسبوعي الوحيد الذي تستقبل جمهورها فيه، وجهةً محبَّبة لك إن كنت من محبي اقتناء الأشياء القديمة، التي يفترشها الباعة على الأرض بكميات كبيرة، وحتى إن لم ترغب في الشراء سيكون التجول بين تلك المعروضات في حد ذاته ضرباً من المتعة.

ما يميز سوق ديانا هي جودة المنتجات، وأسعارها المناسبة التي تناسب جميع الميزانيات، مما يجعلها مكاناً مثالياً لشراء الهدايا التذكارية، كما يمكن فيها مصادفة عشاق التحف والأنتيكات والتعرف على ما لديهم من مقتنيات نادرة.

يسهل الوصول إلى السوق لكونها في وسط القاهرة، ويسهل الوصول إليها عبر محطات مترو محطة مترو «جمال عبد الناصر»، و«أحمد عرابي»، و«العتبة».

منسوجات يدوية بأيادي مصرية في سوق خان الخليلي (الهيئة المصرية لتنشيط السياحة)

سوق الجُمعة

تعد من أقدم وأشهر الأسواق بمنطقة السيدة عائشة بالقاهرة، وتشتهر ببيع كل ما هو نادر ومستعمَل، وستجد فيها كل ما يخطر ببالك وأكثر، أما ما يميزها فهو بيع الحيوانات الأليفة والطيور والزواحف، حيث يتردد عليها الزوار من مختلف الأعمار بحثاً عن الشراء أو مشاهدة الطيور الجارحة، مثل الصقور والبوم، والزواحف مثل الثعابين والسلاحف والسحالي، كما يمكن العثور في السوق على أنواع مختلفة من العصافير الملونة وأسماك الزينة.

استقت السوق مسماها من اليوم الذي تُعقد فيه، رغم أنها تقام يومَي الجمعة والأحد من كل أسبوع، لكن يوم الجمعة هو الذي يحظى بعدد ضخم من الزوار، الذين يترددون عليها لشراء ما يلزمهم من احتياجات بنصف الثمن.

عند زيارة السوق سوف تغوص في عالم نابض بالألوان والأصوات والروائح، لذا كن مستعداً لقضاء اليوم بأكمله دون ملل، حيث ستستمتع بتجربة تسوّق فريدة من نوعها، وستكتشف كنوزاً لا حصر لها، وتتعرف على ثقافات جديدة.

أسواق العطارة

يستولي عليك مزيج من الروائح المختلفة، تختلط فيها التوابل مع الأعشاب، وأدخنة البخور مع العطور والزيوت، إذا قصدت شارع «العطارين» القريب من شارع المعز لدين الله الفاطمي، في القاهرة التاريخية، حيث تكثر محال بيع العطارة، التي تجد فيها مرادك من الأعشاب والبهارات، والوصفات الطبية الطبيعية التي أساسها الأعشاب المجففة، بعيداً عن المواد الكيميائية.

كما تكثر مستحضرات العناية بجمال السيدات والفتيات؛ فهذه وصفة سحرية لعلاج السمنة وأخرى لعلاج النحافة، وتلك خلطة لتساقط الشعر وأخرى لتقويته وفرده، إلى جانب الزيوت والدهانات والكريمات وأصناف الحناء وماسكات الوجه والعطور، وجميعها تزيد من الإقبال عليها أسعارها الرخيصة التي تعد في متناول الجميع.

عند زيارة السوق ستجد الأعشاب والبهارات المصرية والمستوردة القادمة من الهند وسنغافورة وسريلانكا والمغرب، لكن الأغلبية تُزرع في مصر، مثل الكركديه والنعناع والكزبرة والسمسم، والحلبة والبردقوش، وزهر البابونغ، والكمون، وجميعها أصناف يمكنك حملها معك لاستخدامها عند الحاجة.

سور الأزبكية

بعكس الأسواق السابقة تأتي هذه السوق حاملة ملمح الأدب والثقافة، فالجمهور الزائر لـ«سور الأزبكية»، الواقع بالقرب من ميدان العتبة في القاهرة، سيجد العارضين وأصحاب المكتبات المتخصصين في بيع الكتب القديمة أو النادرة ذات الأسعار الرخيصة، والخرائط والمطبوعات والصحف، في أكبر معرض مفتوح ودائم للكتاب في مصر، مما يجعله وجهة محببة لعشاق الكتب والمهتمين بالثقافة.

إقبال من محبي القراءة على سوق "سور الأزبكية" بالقاهرة (الصفحة الرسمية لسور الأزبكية)

بزيارة السور ستجد إقبالاً لافتاً من محبي القراءة، وجامعي المخطوطات النادرة، وسيحكي لك أصحاب المكتبات عن زبائنهم من الأدباء حديثاً وقديماً، الذين كان أبرزهم أديب نوبل نجيب محفوظ، حيث ستجد رواياته على الأرفف، تجاورها روايات عالمية لكبار كتاب العالم، مثل تشارلز ديكنز وإرنست همنغواي وغابرييل غارسيا ماركيز، وجميها بأسعار رخيصة.

تأسس «سور الأزبكية» عام 1907، ويصنفه البعض بأنه من أهم ثلاثة أسوار ثقافية بارزة في العالم. ويمكن الوصول إليه باستقلال مترو الأنفاق إلى محطة «العتبة»، حيث يوجد السور أعلاها مباشرةً.