التحالف يدمر منصة انقلابية في حجة «رغم محاولات التمويه الحوثية»

الميليشيات تقصف جنوداً أثناء صلاة العيد في مأرب

عنصر أمني تابع للحكومة اليمنية يساعد والده لأداء صلاة العيد في عدن أمس (إ.ب.أ)
عنصر أمني تابع للحكومة اليمنية يساعد والده لأداء صلاة العيد في عدن أمس (إ.ب.أ)
TT

التحالف يدمر منصة انقلابية في حجة «رغم محاولات التمويه الحوثية»

عنصر أمني تابع للحكومة اليمنية يساعد والده لأداء صلاة العيد في عدن أمس (إ.ب.أ)
عنصر أمني تابع للحكومة اليمنية يساعد والده لأداء صلاة العيد في عدن أمس (إ.ب.أ)

دمرت طائرات تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، منصة لإطلاق صواريخ باليستية، ونقلت قناة «العربية» أن المنصفة «تابعة لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح في محافظة حجة الحدودية شمال غربي اليمن»، ونقلت عن مصدر عسكري ميداني قوله «إن طائرات التحالف استهدفت منصة إطلاق الصواريخ الباليستية، بعد رصدها في منطقة ريفية، تقع بين مديرية حيران ومديرية حرض الحدودية شمال غربي محافظة حجة»، لافتا إلى شن التحالف «غارات عدة على أهداف للانقلابيين في المنطقة؛ ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية للميليشيات، بينها منصة إطلاق الصواريخ ومقتل وجرح عدد من المتمردين».
ولفت المصدر ذاته إلى أن «تدمير المنصة تم بعد أن أطلقت الميليشيات صاروخاً باليستياً باتجاه الحدود السعودية، وتم رصد المنصة ومتابعتها واستهدافها بشكل ناجح، رغم محاولات التمويه التي لجأ إليها الحوثيون حديثا لتجنب ضربات طائرات التحالف».
يأتي ذلك في الوقت الذي استقبل فيه اليمنيون أول أيام عيد الأضحى المبارك لهذا العام والحزن يخيم عليهم جراء استمرار ميليشيات الحوثي وصالح انقلابها، وارتكاب جرائمها بحق اليمن واليمنيين.
وكسائر أيام الحرب، عاش كثير من اليمنيين تحت قصف ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية بمختلف الأسلحة ومحاولات التسلل لاختراق مواقع الجيش الوطني لاستعادة مواقع خسرتها في معاركها.
وخلال الـ48 ساعة الماضية، تكبدت الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية والمادية الكبيرة جراء تجدد المواجهات في مختلف الجبهات وغارات مقاتلات التحالف.
ولم تراعِ ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية حُرمة العيد أو صلاة العيد، حيث واصلت جرائمها وانتهاكاتها الإنسانية ضد المواطنين العزل بقصف مصليين أثناء صلاة العيد. وبحسب مصدر ميداني، فقد قتلت الميليشيات الانقلابية «سبعة جنود وأصيب 11 آخرون، ثلاثة منهم وصفت جراحهم بالبليغة؛ وذلك جراء قصف صاروخي للميلشيات الانقلابية التي استهدفت المرابطين في جبهة صرواح بمحافظة مأرب، شرق صنعاء، أثناء صلاة العيد»، طبقا لما نقله الموقع الإلكتروني للجيش الوطني «سبتمبر نت».
وقال المصر، إن «عناصر الميليشيات الانقلابية المتمركزة في جبل الزقم قصفت بصاروخ موجه مؤخرة شرطة اللواء 81، وهم يؤدون صلاة العيد؛ ما أدى إلى مقتل وإصابة جنود، وأن السيارات الطبية قامت بنقل المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، وأن ثلاثة من المصابين جراحهم بليغة».
وفي جبهة البيضاء، تواصل عناصر المقاومة الشعبية من أبناء المحافظة والجيش الوطني هجماتها ضد مواقع الميليشيات الانقلابية في مختلف المناطق، بما فيها منطقة كعواش بمديرية ذي ناعم، في حين سقط على إثره قتلى وجرحى من الجانبين. وتمكنت المقاومة الشعبية في ذي ناعم، الخميس، من نصب كمين استهدف موكب القيادي الحوثي المدعو أبو هاشم الريامي، المشرف الأول للميليشيات الانقلابية في جبهة ذي ناعم.
وقال الناطق باسم مقاومة البيضاء، مصطفى البيضاني، بحسب موقع الجيش، إن «الشاب أحمد الصبري، والشاب عبد رب محمد الغشمي الوحيشي من المقاومة في ذي ناعم قاما بنصب الكمين عندما وصل أبو هاشم إلى منطقة كعواش مديرية ذي ناعم في جولة تفقدية لأحد مواقعهم يرافقه عدد من الطقوم المحشورة بعناصرهم المسلحة، وأن منفذَي الكمين قتلا بعد أن خاضا مواجهة عنيفة مع عناصر الميليشيات الانقلابية موقعين في صفوفهم الكثير من القتلى والجرحى، وأن مصير المدعو أبو هاشم مجهولا حتى اللحظة».
كما شهدت جبهات القتال في مديرية نهم، البوابة الشرقية، تبادلا للقصف المدفعي، حيث استهدف الجيش الوطني مواقع للميلشيات الانقلابية في مناطق متفرقة في بارق والمجاوحة ومسورة، وقصف مماثل من قبل الانقلابيين باتجاه شرق وادي الالتماس، بالتزامن مع مواجهات أخرى شهدتها المدفون.
وأفادت مصادر لـ«الشرق الأوسط» بأن مقاتلات التحالف ساندت الجيش الوطني واستهدفت خلال الـ48 ساعة الماضية مواقع ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في منطقة السلطاء ومحيطها بمديرية نهم، وغارات أخرى في صرواح بمحافظة مأرب، علاوة على غارات أخرى على التبة الرملية في محافظة شبوة، وتدمير منصة صواريخ باليستية في منطقة واقعة بين مديرتي حيران وحرض، شمال محافظة حجة المحاذية للسعودية، وغارات مماثلة غرب موزع، غرب مدينة تعز.
وفي تعز، تواصل قوات الجيش الوطني تصديها لهجمات الانقلابيين إلى مواقعها غرب المدينة وريف المحافظة جنوبا، بينما شهدت الأحياء الشرقية قصف عنيف بمختلف الأسلحة من قبل الميليشيات الانقلابية مخلفة وراءها خسائر مادية، ولم يتم إحصاء خسائر بشرية، طبقا لما أكده مصدر عسكري في محور تعز العسكري لـ«الشرق الأوسط».
وأكد المصدر ذاته، أن «الحملة الأمنية في تعز في متابعة مثيري الشغب مستمرة، وأنه تم القبض على 9 من مثيري الشغب والفوضى في مديرية المسراخ، جنوب المدينة».
يأتي ذلك في الوقت الذي تجددت المواجهات شمال مديرية موزع، إثر محاولات مستمرة من قبل الانقلابيين التسلل إلى مواقع الجيش الوطني شمال منطقة الهاملي، تبادلها القصف المتبادل.
المحلل السياسي اليمني الدكتور عبده البحش، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» «استقبل اليمنيون مع الأسف الشديد عيد الأضحى المبارك هذه السنة والحزن والأسى يخيمان على ربوع البلاد نتيجة الأعمال الإجرامية الدموية البشعة التي تمارسها الميليشيات الحوثية السلالية الطائفية بحق المواطنين اليمنيين الأبرياء، ومواصلة قصفهم العشوائي العنيف للأحياء السكنية في مدينة تعز بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بما فيها الصواريخ والدبابات والمدفعية الثقيلة، مما يعد انتهاكا صارخا لقوانين الحرب التي تحضر قصف الأعيان المدنية، حيث تظهر عدم اكتراثها لحياة المدنيين الأبرياء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن».
وأضاف، أن «الميلشيات الحوثية تصر على سرقة البسمة والفرحة من وجوه المواطنين اليمنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وفي تعز بشكل خاص، من خلال أساليب عدة، أولها إيقاف صرف المرتبات عمدا وعدوانا بهدف إذلال الناس وتجويعهم لإجبارهم على الخضوع لها ولسياساتها الطائفية الرعناء، وثانيها ممارسة القمع وتكميم الأفواه ومصادرة حرية الناس، ومنعهم من انتقاد الممارسات الخاطئة وفساد الميليشيات الذي تجاوز الخطوط الحمراء وعرّض اليمن لأكبر كارثة إنسانية عرفها التاريخ، وثالثها تصر الميليشيات الحوثية على التصعيد ورفع وتيرة القصف العشوائي على المدن والقرى اليمنية في مختلف مناطق التماس مثل (البيضاء وصرواح والجوف وميدي وشبوة والضالع ولحج) كنوع من الانتقام المتعمد ضد السكان المحليين؛ كونهم ينبذون هذه الميليشيات الطائفية العميلة لإيران».
وتابع القول: إن «هذه السياسة الحشية تسببت في الكثير من المآسي والآلام للمواطنين اليمنيين تمثلت في عدم قدرتهم على شراء الملابس الجديدة، وشراء الأضاحي وعدم القدرة على توفير احتياجات العيد الأخرى، وهذا ما دفع الكثير للانتحار بسبب الواقع المزري الذي فرضته الميليشيات على المواطنين». مؤكدا، أن «إصرار الميليشيات الحوثية على تحويل فرحة العيد إلى مآس كارثية على اليمنيين ينم عن الحقد الدفين التي تضمره تلك الميليشيات لكافة المواطنين اليمنيين، حيث إنها لم تكتفِ بفرض أجواء الرعب والقلق النفسي على السكان المحليين، وكذلك التجويع والتنكيل ونشر الأمراض الوبائية، وإنما عمدت تلك الميليشيات إلى أساليب أكثر وحشية تتمثل في القصف العنيف وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها دون تفريق بين ما هو مدني أو عسكري؛ لأن كل ما يهم تلك الميليشيات هو بسط السيطرة على أكبر قدر من المناطق وإخضاعها بقوة السلاح كما فعل النازيون والفاشيون وغيرهم من الديكتاتوريين». إلى ذلك، شهدت عدد من أحياء العاصمة صنعاء انتشارا أمنيا كثيف لميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية؛ ما يشير إلى تصاعد وتيرة الخلاف بين الانقلابين، الحوثيين وصالح، وذلك بعد التوتر الشديد الذي شهدته العاصمة صنعاء في الأيام الماضية القليلة بعد سقوط قتلى في اشتباكات بين الانقلابيين؛ ما كشف حدة الخلاف الكبيرة بين الانقلابيين.
وتعليقا على ذلك، قال الدكتور البحش لـ«الشرق الأوسط» إن «صالح أدرك أن حليفه الحوثي يعمل على تجريده من كل مصادر القوة؛ تمهيدا للانقضاض عليه وتصفيته كونه العقبة الرئيسية المتبقية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، حيث يزمع الحوثي التخلص من صالح نهائيا، ومن ثم إعلان اليمن مقاطعة تابعة لولاية الفقيه في طهران، ومن ثم التفرغ للقيام بدور الشرطي الإيراني في المنطقة لتهديد الملاحة الدولية في باب المندب والبحر الأحمر، وتهديد أمن جيران اليمن وبخاصة الدول الخليجية».
وأضاف: «لكن حدة الخلاف بين الشريكين الحوثي وصالح جعلت الأخير يفكر مليا ويعيد حساباته بخصوص التحالف كون صالح بات يشعر بالورطة التي وقع فيها وهو ما ينذر بصراع دموي وشيك بين الحليفين، وربما يكون الصراع المرتقب بين الطرفين بمثابة القشة التي ستقصم ظهر الانقلاب وتقود إلى انتصار الحكومة الشرعية سواء بالوسائل العسكرية أو التفاوضية».


مقالات ذات صلة

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)
شؤون إقليمية أرشيفية لبقايا صاروخ بالستي قال الجيش الإسرائيلي إنه أطلق من اليمن وسقط بالقرب من مستوطنة تسور هداسا (إعلام إسرائيلي)

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن

قال الجيش الإسرائيلي في ساعة مبكرة من صباح اليوم (السبت)، إن الدفاعات الجوية الإسرائيلية اعترضت صاروخاً أطلق من اليمن.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج جانب من مؤتمر صحافي عقده «فريق تقييم الحوادث المشترك» في الرياض الأربعاء (الشرق الأوسط)

«تقييم الحوادث» في اليمن يفنّد عدداً من الادعاءات ضد التحالف

استعرض الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عدداً من الادعاءات الموجهة ضد التحالف، وفنّد الحالات، كلٌّ على حدة، مع مرفقات إحداثية وصور.

غازي الحارثي (الرياض)

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.