نشطاء الحسيمة يلجأون إلى أشكال احتجاجية جديدة يوم عيد الأضحى

احتجاجاً على صدور أحكام اعتبروها قاسية في حق معتقلين

TT

نشطاء الحسيمة يلجأون إلى أشكال احتجاجية جديدة يوم عيد الأضحى

عاد التوتر إلى مدينة الحسيمة بعد أسابيع من الهدوء، وعادت دعوات الاحتجاج إلى الصدارة بعد صدور أحكام يوم الثلاثاء اعتبرها النشطاء قاسية في حق مجموعة من المعتقلين الذين يحاكمون في الحسيمة، والتي وصلت أقصى عقوبة فيها إلى 20 سنة.
وأكد مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط»، أن دعوات الاحتجاج لم تعد تتم على شبكات التواصل الاجتماعي، وإنما عبر الاتصالات الشخصية بين النشطاء لتجنب الاعتقال. وأشار إلى أن يوم عيد الأضحى (اليوم) سيعرف احتجاجات في الحسيمة على الأحكام القاسية التي صدرت الثلاثاء، مشيرا إلى أن العديد من العائلات قررت عدم الاحتفال بالعيد.
ودعا المحامي عبد الصادق البوشتاوي، عضو هيئة دفاع المعتقلين، إلى ضبط النفس، محذرا من إمكانية انزلاق الاحتجاجات إلى دائرة العنف. وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن الأحكام الأخيرة خلفت شعورا بالإحباط والغضب لدى السكان. وقال: «الجو مشحون جدا، خصوصا مع استمرار الاعتقالات، إضافة إلى صدور تلك الأحكام القاسية وغير العادلة. ونخشى أن تكون مواجهات عنيفة كرد فعل عن هذه الوضعية».
وأشار البوشتاوي إلى اعتقال شخصين أمس من مكان عملهما، ليرتفع عدد المعتقلين خلال شهر أغسطس (آب) وحده إلى 150 معتقلا. وحول العدد الإجمالي لمعتقلي احتجاجات الحسيمة، أشار البوشتاوي إلى أنه ناهز 400 معتقل، منهم نحو 340 معتقلا يحاكمون في الحسيمة، و53 في الدار البيضاء. وقال: «حذرنا من أن اعتقال النشطاء لن يؤدي إلى التهدئة. بل سيعطي نتيجة عكسية»، مضيفا أن المنهجية التي يتبعها المسؤولون السياسيون والأمنيون في التعامل مع احتجاجات الحسيمة تذكّر بـ«سنوات الرصاص»، وتقلب الجراح القديمة لسكان الريف في علاقتهم الصدامية مع الدولة. وطالب المحامي بانتهاج مقاربة تصالحية والبحث عن حلول توافقية تحفظ الكرامة وتصون استقرار المنطقة.
من جانبه، دعا الناشط الإسلامي المرتضى إعمراشا إلى تجنب التجمهرات والمظاهرات والبحث عن أساليب احتجاجية جديدة لا تعطي لقوات الأمن فرصة للتدخل. ودعا إعمراشا، الذي اعتقل في إطار احتجاجات الحسيمة وأحيل إلى محكمة الإرهاب التي قررت محاكمته في حالة سراح، إلى شكل احتجاجي جديد عبر ارتداء قميص مغربي أزرق شبيه بالذي ظهر به ناصر الزفزافي في شريط الفيديو المسرب خلال التحقيق معه، والذي أثار جدلا حقوقيا كبيرا في المغرب، بسبب تضمنه لمشاهد يظهر فيها الزفزافي شبه عار. كما دعا إعمراشا إلى تشغيل أشرطة خطب الزفزافي على أجهزة الكومبيوتر والتلفزيون والهواتف، في البيوت والشوارع والمقاهي خلال يوم العيد كأسلوب للاحتجاج والمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين.
وأصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالحسيمة، حكما بالسجن مدة 20 سنة نافذة في حق جمال أولاد عبد النبي، البالغ من العمر 18 سنة، بعد مؤاخذته بتهمة إضرام النار في مبنى مسكون وناقلات بها أشخاص وارتكاب أفعال المس بالأمن العام. وأدانت المحكمة نفسها ثمانية معتقلين آخرين بعقوبات تتراوح بين سنة و3 سنوات حبسا نافدا. وأجلت النظر في ملفات باقي المعتقلين المعروضين عليها، والبالغ عددهم 21 شخصا، إلى شهر سبتمبر (أيلول).


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».