«المصداقية» و«وسائل التواصل الاجتماعي» تتسيدان مناقشات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي

الشيخ محمد بن راشد يتوج 15 إعلاميا بجوائز الصحافة العربية

الشيخ محمد بن راشد يتوسط الفائزين بجائزة الصحافة العربية أمس  (المكتب الإعلامي لحكومة دبي)
الشيخ محمد بن راشد يتوسط الفائزين بجائزة الصحافة العربية أمس (المكتب الإعلامي لحكومة دبي)
TT

«المصداقية» و«وسائل التواصل الاجتماعي» تتسيدان مناقشات اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي

الشيخ محمد بن راشد يتوسط الفائزين بجائزة الصحافة العربية أمس  (المكتب الإعلامي لحكومة دبي)
الشيخ محمد بن راشد يتوسط الفائزين بجائزة الصحافة العربية أمس (المكتب الإعلامي لحكومة دبي)

توج 15 إعلاميا عربيا بـ«جائزة الصحافة العربية» في دورتها الثالثة عشرة، التي اختتمت أعمالها أمس، حيث تنافسوا ضمن 4532 عملا تقدم بها صحافيون من مختلف أقطار الدول العربية، بارتفاع 9.3 في المائة عن العام الماضي، حيث جرى إعلان أسماء الفائزين خلال حفل «جائزة الصحافة العربية»، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على هامش منتدى الإعلام العربي الذي اختتم أعماله يوم أمس.
وكرم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفائزين بجائزة كاتب العمود الصحافي، التي حصدها الكاتب المصري الساخر أحمد رجب عن مجمل أعماله ومقالاته التي نشرها، وأعلنت جائزة الصحافة العربية عن الشخصية الإعلامية لهذا العام، والتي منحت لإبراهيم العابد، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، ومدير وكالة أنباء الإمارات، نظير جهوده وإسهاماته في تطوير الإعلام الإماراتي.
وتسلم الصحافيون الفائزون جوائزهم من أعضاء مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، وذلك عن 13 قطاعا في الصحافة العربية المكتوبة والإلكترونية.
وقد فاز عن فئة الصحافة السياسية الصحافي المصري عمرو بيومي من صحيفة «الإمارات اليوم»، أما فئة الصحافة الاستقصائية ففازت بها الصحافية المصرية إيمان الوراقي من صحيفة «اليوم السابع»، وعن فئة الصحافة الاقتصادية فاز مصطفى عبد العظيم من صحيفة «الاتحاد» الإماراتية، أما فئة الصحافة التخصصية ففازت مجلة «لغة العصر» من مصر المتخصصة في مجال التقنية والتكنولوجيا، أما عن فئة الحوار التخصصي ففاز الصحافي المصري ياسر رزق من صحيفة «المصري اليوم».
وتوج شريف صالح من جريدة «النهار» الكويتية بجائزة الصحافة الثقافية، وفاز مسعد عبد الوهاب من صحيفة «الخليج» الإماراتية عن فئة الصحافة الرياضية، أما عن فئة الصحافة الإنسانية ففاز أحمد مدياني من مجلة «مغرب اليوم» المغربية.
وفي فئة الصحافة الشبابية فاز كل من سامي المودني من صحيفة «المساء» المغربية، وعزيز الحوار من صحيفة «الأخبار» المغربية، ومحمد أحداد من صحيفة «المساء» المغربية. وفي فئة الصورة الصحافية فاز عمار عوض من وكالة «رويترز»، ومن فئة الرسم الكاريكاتيري فاز عامر الزعبي من صحيفة «البيان» الإماراتية.
وكان منتدى الإعلام العربي قد اختتم أعماله يوم أمس في مدينة دبي، من خلال عدد من الجلسات تناولت مستقبل الإعلام والتحديات التي تواجه الصناعة الإعلامية.
وكان منتدى الإعلام العربي قد اختتم أعماله يوم أمس وسط حضور واسع من الإعلاميين العرب، طرح من خلالها محاور متعددة تندرج تحت شعار الدورة الثالثة عشرة «مستقبل الإعلام يبدأ اليوم»، في الوقت الذي أكد فيه أغلب المشاركين أن الإعلام يشهد في الوقت الحالي تغيرات غير مسبوقة تصور شكل المستقبل.
وركز أغلب المشاركين في المنتدى على تأثير الإعلام في الصراعات الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك المرتبطة بتصنيف الأشخاص، في حين تناول المنتدى شكل الإعلام الجديد وما سيكون عليه خلال الفترة المقبلة.
من جهته كشف الشيخ وليد بن إبراهيم آل إبراهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة قنوات «إم بي سي» أن المجموعة تتجه في المستقبل القريب إلى افتتاح محطات محلية للدول العربية أسوة بمحطة «إم بي سي مصر»، مؤكدا أنه لا توجد نية حاليا للتوجه إلى المجتمع الغربي أو تقديم قنوات باللغة الإنجليزية.
وفي الجلسة الحوارية الرئيسة لليوم الثاني ضمن فعاليات منتدى الإعلام العربي، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أكد آل إبراهيم أن فكرة وجود قناة تلفزيونية تبث للعالم العربي بأكمله بدأت بالتقلص، مشيرا إلى أن الانتشار والتوسع يعتمد على الطرح المحلي والإقليمي، فالمنافسة بين القنوات الفضائية والقنوات المحلية أكثر، وأضاف: «مستقبلا يمكن أن تظهر قنوات محلية مثل (إم بي سي الكويت)، أو (إم بي سي العراق) وحتى (إم بي سي المغرب) تختص بالشأن المحلي لكل دولة».
وفي سياق حديثه في الجلسة الحوارية التي أدارها الدكتور عادل الطريفي رئيس تحرير صحيفة «الشرق الأوسط»، أوضح آل إبراهيم أن المرحلة الحالية تشهد تغيرات كبرى في المشهد الإعلامي حيث اختلفت الكثير من الموازين واختلت، خصوصا بعد الاضطرابات التي شهدتها المنطقة، وأحداث ما يعرف اليوم باسم «الربيع العربي».
ويشير آل إبراهيم إلى البدايات الأولى التي خلقت فكرة إنشاء قناة «إم بي سي» أثناء دراسته في أميركا، يقول: «خلال اختلاطي بالطلبة الأميركيين، أو الآخرين من جنسيات أخرى، وجدت أنهم لا يعرفون المعلومات الأساسية البديهية عن السعودية ولا عن شعبها أو ثقافتها، بطبيعة الحال ذلك قبل أن تتوفر وسائل الاتصال الحديثة والإنترنت».
وحول قرار انتقال المجموعة من لندن إلى دبي عام 2002، قال الوليد إن هذا القرار كان قرارا مصيريا ومهما بالنسبة للمجموعة، وله دور فاعل في نقلتها الناجحة: «فلا وجه للمقارنة بين دبي ولندن».
وفي معرض رده على أسئلة الدكتور الطريفي أبدى آل إبراهيم اهتماما ملحوظا بالشباب السعودي بوجه خاص والشباب الخليجي والعربي بوجه عام، حيث أكد أن الشباب يملكون طاقات جبارة وعلى الجهات المعنية وصناع القرار في الدول العربية توجيه الشباب ودعمهم وشد أزرهم وتخصيص بعثات دراسية لهم.
إلى ذلك وفي إطار فعاليات اليوم الثاني عقدت جلسة تحت عنوان «الإعلام العربي.. سؤال المصداقية»، حيث سلطت الضوء على واحدة من أهم القضايا التي يعانيها الإعلام العربي منذ ظهور ما يسمى بالربيع العربي، ألا وهي قضية مصداقية وسائل الإعلام، التي كانت ولا تزال المؤشر الرئيس على الالتزام بقواعد المهنة وأخلاقها، وبين واقع متحيز من بعض وسائل الإعلام العربية والمأمول لمهنة يفترض قيامها بالأساس على الموضوعية في الطرح والمعالجة والتناول.
وشارك في الحوار باسم الطويسي، عميد معهد الإعلام الأردني والكاتب بصحيفة «المدينة» السعودية سعود كاتب، إلى جانب ناديا البلبيسي مراسلة قناة «العربية» في واشنطن، والدكتورة نجوى كامل أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وأدارت النقاش الإعلامية فدى باسيل من قناة «بي بي سي» العربية.
وناقش المتحدثون عددا من المحاور أهمها اهتزاز مصداقية وسائل إعلام شهيرة بسبب انحيازها المعلن لأحد أطراف الصراع على السلطة في دول ما يسمى بالربيع العربي، وهل أثر هذا الانحياز في مكانتها وانتشارها؟ وتطرقت إلى التزام وسائل الإعلام بقواعد المهنة وأخلاقياتها في الدول التي تعيش مخاض تحولات ضخمة وصراعات مريرة على السلطة.
وفي كلمتها، قالت فدى باسيل إن المصداقية هاجس العلاقة بين وسائل الإعلام والمتلقين، وإن الإعلام يعد الناس بالحرفية والنزاهة والموضوعية والثقافة والحياد، فيما تعود الناس على تلقي الأخبار من مصادر الإعلام المنتظر أن تتمتع بالمصداقية والمهنية، لكن أمر المصداقية أصبح على المحك وسقط الإعلام في فخ إغراءات التوجيه، وفقد دوره المتوازن الباحث عن الحقيقية.
وفي تعريفه للمصداقية في الإعلام، رأى باسيل الطويسي أن مفهومها نسبي يعتمد على تفسير المتخصصين والممتهنين له، لكنها في النهاية خلاصة التوازن، والدقة، والحرفية، والحياد، مشيرا إلى أن الإعلام العالمي والعربي بشكل خاص يعيش حاليا أزمة أخلاقية تتعلق بالصدق والمهنية، لكن ذلك قد يفسره حالة عدم الاستقرار التي تعم بعض الدول التي تعيش مخاض التحولات السياسية والصراع على السلطة.
وأشار سعود الكاتب إلى أن غياب المصداقية لسنوات أدى إلى تعود الجمهور على غيابها، وأصبحت البرامج والقنوات الأكثر شعبية هي المفتقدة لقواعد المهنية والمصداقية والدقة في نقل المحتوى ومعالجته للجمهور، مضيفا أن سقف الحرية في بلداننا العربية ارتفع، لكن ذلك لم يواكبه ارتفاع لسقف المصداقية وإكساب الناس المعرفة.
ونوه الكاتب بأن المعايير المهنية الصحافية معروفة للجميع، ومع ذلك يشهد الإعلام العربي فترة خطيرة لم يشهد مثيلها منذ نشأة الصحافة والتلفزيون في المنطقة العربية، عنوانها انحطاط الأخلاق المهنية وغياب الموضوعية والهجوم والتلاعب بالمقدرات والأوطان، مسلطا الضوء على انزلاق الإعلاميين والمثقفين للتحدث بما يريده الشارع وليس ما يحتاجه، بحجة «الجمهور عايز كدة»، وهو ما أدى إلى تردي المحتوى وتحيزه في الكثير من الأحداث والتغطيات.
إلى ذلك عقدت جلسة بعنوان «التحريض الإعلامي وفتن بلا حدود»، وناقشت حالة التحريض التي تسيطر على المشهد الإعلامي خلال الأعوام القليلة الماضية.
وشارك في الجلسة علي بن تميم، رئيس تحرير موقع «24 الإخباري»، وعمار بكار المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة «نعم» للإعلام الرقمي، ومصطفى الآغا إعلامي قناة «إم بي سي»، ووسيم يوسف متخصص الشؤون الدينية في قناة «الدار»، وأدارت اللقاء الإعلامية ليليان داود من قناة «أون تي في».
وتناول المتحدثون ما شهده العقد الماضي من موجات متتابعة من المد الأصولي المتشدد عبر القنوات والمنصات الإعلامية بشكل غير مسبوق في الكثير من البلدان العربي، مما جعل الإعلام يقف في قفص الاتهام مسؤولا، أو على الأقل مشاركا في صياغة هذا المشهد المتعصب.
ورأى عمار بكار أن أسبابا كثيرة تقف خلف حالة التنافر السائدة حاليا، وقد بدأت هذه الظاهرة في المنتديات التي ظهرت منذ فترة طويلة قبل وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ كشفت هذه المنتديات عورات الإعلام، حيث سيطر مجموعة من محترفي الصراخ الإلكتروني على المشهد الإعلامي، وازداد الطين بلة مع ظهور شبكات التواصل الاجتماعي؛ إذ ارتفعت وتيرة التطرف وكثر ظهور أصحاب الآراء الحادة.
وأشار بكار إلى أن اهتمام بعض الأشخاص بازدياد أعداد متابعيهم يدفعهم إلى الإكثار من العبارات والجمل الحادة التي تلقى قبولا بين أوساط الشباب غير مباليين بما قد تخلفه تلك العبارات أو الرسائل القصيرة من آثار سلبية.
من جهته اعتقد علي بن تميم أن فكرة التوجيه قد تتعارض مع مبدأ حرية التعبير، بل يجب العمل على توحيد المفاهيم لتجنب حالة الحيرة التي أصابت المتلقي العربي، كما يجب وضع تشريعات تمنع استغلال منابر المساجد للترويج للأفكار المتطرفة.
الإعلامي مصطفى الآغا يؤكد أن الإعلام ابن البيئة التي ينمو فيها وليس مجرد فكرة مطلقة، وأن ميثاق الشرف الإعلامي لن يؤدي إلى تخفيف حدة الصراعات، بل على العكس يجب تكريس مبدأ المساءلة القانونية لمن يسيء ويحرض وينشر الفتنة.
ويرى وسيم يوسف أن الإعلام مسؤول عن انتشار الفتنة، حيث وفر منبرا لدعاة التشدد، مما ساهم بشكل كبير وفعال في زيادة أعداد المتابعين لهؤلاء الأشخاص، ويجب في الوقت الراهن عدم تركيز الضوء على طائفة بعينها وترك الآخرين مثلما يحدث الآن، بل يجب مشاهدة الموقف بشكل واسع حتى لا نسمح بوجود هذه الجماعات في الظل.
وكان جون دانيسزيسكي نائب رئيس تحرير وكالة «أسوشييتد برس» ومدير التحرير المسؤول عن الأخبار العالمية في الوكالة، تحدث ضمن جلسة أدارها الإعلامي فيصل عباس رئيس تحرير «موقع العربية نت» باللغة الإنجليزية، التي تركزت على الواقع الإعلامي الإخباري في المنطقة في ظل التطورات التي ألمت بالكثير من البلدان العربية.
وأكد دانيسزيسكي أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء رحبا للصحافة التقليدية، حيث أصبح تداول ونشر الأخبار أسهل وأسرع من ذي قبل، كما شهد المحتوى الإعلامي زخما كبيرا بسبب وفرة المعلومات والأفكار التي يجري تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومع ذلك ينبغي توخي الحذر عند التعامل مع المواد الإعلامية التي تنشر عبر هذه المواقع.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».