البرامج الغربية الوافدة تملأ فراغاً صنعناه بأنفسنا

بعض البرامج الدولية لاقى نجاحاً في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن (غيتي)
بعض البرامج الدولية لاقى نجاحاً في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن (غيتي)
TT

البرامج الغربية الوافدة تملأ فراغاً صنعناه بأنفسنا

بعض البرامج الدولية لاقى نجاحاً في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن (غيتي)
بعض البرامج الدولية لاقى نجاحاً في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن (غيتي)

تجتاح العالم العربي عشرات البرامج التعليمية التي تأتي بها منظمات دولية، وهيئات ومؤسسات غربية بهدف المساعدة في تحديث المناهج التي لا تزال تخضع لكلاسيكية تجاوزها الزمن. من هذه البرامج ما يعنى ببناء الشخصية، أو تعزيز الثقة بالنفس، وربما تقوية تعلم اللغة الإنجليزية، وتطوير استخدام الرياضيات والعلوم، والأغرب هي تلك التي تصلنا لتوثيق علاقتنا باللغة العربية.
تتعدد الأهداف ويبقى السؤال واحداً: ما مدى الفائدة التي يجنيها التلامذة العرب من هذه البرامج الوافدة؟ وهل هي بريئة الأهداف والغايات؟ ولماذا تصرف دول أجنبية عشرات ملايين الدولارات دون حتى أن نطلب منها ذلك، لترسل لنا خبراءها وتجاربها، لتحسين التعليم، وتوعية الأطفال، وتحديث المدرسة؟ وما دور وزارات التربية؟ وما فائدة برامج تكاد تكون فائضة عن الحاجة، ومعدومة الزبد تغرق بها مخيمات النازحين السوريين، في بلد اللجوء دون أي تنسيق بينها، كون كل منها له إدارته وتمويله وأهدافه؟
- تجارب ناجحة
«غياب الرؤية التعليمية العامة في البلد الواحد هو بحد ذاته مشكلة. المسؤولية في الأساس تقع على عاتق الجهات المحلية وبالدرجة الأولى وزارات التربية التي تستطيع أن تفرض شروطها على الهيئات الدولية والمنظمات»، تقول الدكتورة هنادا طه، وهي أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة زايد في الإمارات، والمتخصصة في الاستشارات التربوية، كما أنها مستشارة في «مؤسسة الفكر العربي»... د. طه على معرفة وثيقة بهذه البرامج وما يطبق منها في الأردن ولبنان، وبشكل خاص المغرب، حيث تعتبر التجربة هناك ناجحة جداً، «لأنهم عرفوا كيف يشتغلون بشكل صحيح. فالأساس هو أن يكون الفريق الوافد مؤهلاً وعلى دراية عالية بالمكان الآتي إليه».
ومن جهة أخرى، وعلى الجانب المحلي يجب ألا يترك العمل للمدّعين، بل يعين أصحاب الكفاءة والمقدرة. وتشرح د. هنادا: «لا نستطيع أن نقول إن هذه البرامج عظيمة وستغير التعليم في بلد معين، لكن لا بد من عمل كل جهد ممكن للاستفادة منها». ولكن ماذا يحدث في الكواليس، وفق أي معايير يصل هؤلاء الخبراء وكيف يتم اختيار البرامج؟ تجيب: «هي مبادرات تصل إلى الدول الأقل حظاً من الناحية الاقتصادية، حيث ترصد في بعض الدول الغربية والمنظمات مبالغ كبيرة جداً، بحيث يمول أحياناً المشروع الواحد بما يصل إلى 80 مليون دولار. وتقدم اقتراحات أو لنقل مناقصات من قبل شركات كبرى إلى هذه المنظمات كل منها تأتي باقتراحات مفصلة، تكاد تشبه الواحدة منها أطروحة دكتوراه. أي أن الأمور تسير بجدية تامة. لكن رغم ذلك، هؤلاء الخبراء قد يكونون دون دراية كافية بالمنطقة أو طبيعة البلد، لذلك فدور الجهات المحلية - حين يصلون إلى البلد - التي يعملون معها ومدى كفاءتها، أمر مهم للغاية». وتضيف: «لهذا أعتبر أن الأردن والمغرب تمكنا فعلاً من الإفادة من هذه البرامج لتطوير التعليم بشكل جيد».
- عامل الصدفة
أما لماذا تدفع كل تلك الأموال للعناية بتلامذتنا، وهي تصل إلى عشرات ملايين الدولارات؟ فجواب د. هنادا، أن الأمور متداخلة وهناك ما نعلمه وما لا نعلمه. «شخصياً لا أعرف ما الأهداف العميقة. لكن لنا فيما نرى ونعرف. طبعاً هم دائماً يتحدثون أنهم يريدون أن يأتوا لنا بالديمقراطية وحقوق الإنسان، والأشياء الأخرى التي نعرفها. لكن يمكن تصور أن جزءاً من أهداف هذه البرامج له علاقة بالتطرف أو مسحات تدين فائضة». وتشرح بعض البرامج التي عرفتها عن كثب: «لم تأتِ جاهزة أبداً، وإنما كتبت محلياً. وأنا عملت مع المغرب وساعدت في الكتابة. لم يكن برنامجاً معلباً، وهذا هو فهمي لما يحدث في الأردن ومصر واليمن. كلنا طبعاً من أنصار التعليم الحديث وأن يحض المنهج على التفكير والخلق ويشجع على المحاججة. وهذا لا يختلف عما درسناه في لبنان».
«المشكلة الكبيرة تقع حين تكون هذه البرامج كثيرة ولا تتبع الجهة نفسها ولا الفلسفة نفسها، ولا التوجه والمنحى ذاته»، تقول د. طه حين نسألها عما يحدث في مخيمات النزوح السوري من قبل الهيئات المعنية بهم: «في هذه الحالة، تصبح مجرد برامج تطرح والنتائج متروكة للصدفة. أعان الله من عليه أن يتحمل هذا العبء».
- تقصير حكومي
ما يهم الدكتورة طه هو التعليم الحكومي العام، وهي معنية بهذا المجال. وتركيزها بشكل أساسي على اللغة العربية التي تقول عن تعليمها إنه «في غاية الفظاعة والدمامة في المدارس العربية الحكومية في غياب الاعتناء الحقيقي بالطفل لغة ونفسية وإنساناً، وكذلك المعلم». تكمل بالقول: «لا أعرف كيف صار المعلم معلماً بهذه المواصفات. نتحدث عن دول كثيرة، التعليم العام فيها باللغة العربية ولا أسوأ. فعلاً أي شيء يأتي من الخارج سيكون أفضل. الحد الأدنى الذي يتوقعه الإنسان في صف اللغة العربية غير موجود. كأن يتحدث المدرس مع تلامذته باللغة الفصحى. هذا غير متوفر. اختاري البلد الذي تريدين وسترين غياباً كاملاً للقدرة على التحدث بالفصحى، غياباً كاملاً لتعليم القراءة وفقاً للمنهج الجديد، وكذلك تعليم التفكير والكتابة الجيدة. لذلك فنحن بحاجة إلى كل ما يأتينا». تتحدث عن هيئة وزعت مئات الآلاف من كتب أدب الأطفال المترجمة عن الأدب الإنجليزي. «والحقيقة أنني اطلعت على هذه الكتب واحداً واحداً، لم أرَ في أي منها بروباغندا. هي كتب تتحدث عن الحياة الحديثة، لكن طبعاً هم يترجمون أدبهم، أدب لغتهم. حتى لبنان استفاد من هذه الكتب بكميات كبيرة، ووزعت في ليبيا والأردن والبحرين والمغرب. أنا وجدتها هدية من السماء لأطفال لم يسبق لهم أن قرأوا كتاباً واستمتعوا به».
- غياب اللغة العربية
نحن في مأزق، بحسب د. طه، «حين تصرف ميزانيات الوزارات على رواتب الأساتذة لا على التدريب، وهم أنفسهم لا يجيدون التعليم فهذه مشكلة كبيرة. هناك فراغ كبير، وللأسف لا بد أن ثمة من سيأتي ليملأه. قد يملأ بشكل صحيح أو خاطئ، لكن الفراغ لا يبقى فراغاً، هذا حال الدنيا. نحن في وضع لا نحسد عليه في التعليم العام، وهنا يأتي دور الوزارات في أن تختار البرامج الوافدة الأفضل، وتعرف ما يجب أن تتبناه وما الذي ترفضه».
تعليم اللغة العربية ليس أمراً هيناً، تعلق د. طه في الختام: «الكل سعيد باللغات الأجنبية ولكن على الطريق إلى هذه اللغات، ضيعنا أنفسنا. مهما درسنا وتعلمنا اللغات سنبقى نسأل عن هويتنا. فإذا لم نتقن العربية فهذه مصيبة. كل الدراسات تقول مستحيل لإنسان أن يبدع بغير لغته، وأشدد على يبدع. لأن الإنسان قد يتفوق، قد يصبح طبيباً، ولكن الابتكار أمر آخر، وهذا لا يتم إلا باللغة الأم. لهذا نحن في العالم العربي تكاد تغيب براءات الاختراع». بالطبع هناك أسباب أخرى. لكن اللغة مسألة أساسية. «الامتحانات المقننة العالمية يشارك فيها 50 بلداً كل 4 سنوات، تقيس اكتساب العلوم والرياضيات واللغة الأم. دول عربية كثيرة تشترك، وكلها دول تنال ما تحت المعدل العالمي ودائماً سنغافورة وهونغ كونغ وكوريا وفنلندا تأتي في المقدمة طبعاً».


مقالات ذات صلة

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

الولايات المتحدة​ دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

دراسة تكشف: مدرستك الثانوية تؤثر على مهاراتك المعرفية بعد 60 عاماً

أظهر بحث جديد أن مدى جودة مدرستك الثانوية قد يؤثر على مستوى مهاراتك المعرفية في وقت لاحق في الحياة. وجدت دراسة أجريت على أكثر من 2200 من البالغين الأميركيين الذين التحقوا بالمدرسة الثانوية في الستينات أن أولئك الذين ذهبوا إلى مدارس عالية الجودة يتمتعون بوظيفة إدراكية أفضل بعد 60 عاماً، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز». وجد الباحثون أن الالتحاق بمدرسة مع المزيد من المعلمين الحاصلين على تدريب مهني كان أوضح مؤشر على الإدراك اللاحق للحياة. كانت جودة المدرسة مهمة بشكل خاص للمهارات اللغوية في وقت لاحق من الحياة. استخدم البحث دراسة استقصائية أجريت عام 1960 لطلاب المدارس الثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
العالم العربي مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

مصر: نفي رسمي لـ«إلغاء مجانية» التعليم الجامعي الحكومي

نفت الحكومة المصرية، أمس السبت، عزمها «إلغاء مجانية التعليم الجامعي»، مؤكدة التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي. وتواترت أنباء خلال الساعات الماضية حول نية الحكومة المصرية «إلغاء مجانية التعليم في الجامعات الحكومية»، وأكد مجلس الوزراء المصري، في إفادة رسمية، أنه «لا مساس» بمجانية التعليم بكل الجامعات المصرية، باعتباره «حقاً يكفله الدستور والقانون لكل المصريين».

إيمان مبروك (القاهرة)
«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

«تشات جي بي تي»... خصم وصديق للتعليم والبحث

لا يزال برنامج «تشات جي بي تي» يُربك مستخدميه في كل قطاع؛ وما بين إعجاب الطلاب والباحثين عن معلومة دقيقة ساعدهم «الصديق (جي بي تي)» في الوصول إليها، وصدمةِ المعلمين والمدققين عندما يكتشفون لجوء طلابهم إلى «الخصم الجديد» بهدف تلفيق تأدية تكليفاتهم، لا يزال الفريقان مشتتين بشأن الموقف منه. ويستطيع «تشات جي بي تي» الذي طوَّرته شركة الذكاء الصناعي «أوبن إيه آي»، استخدامَ كميات هائلة من المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت وغيرها من المصادر، بما في ذلك حوارات ومحادثات بين البشر، لإنتاج محتوى شبه بشري، عبر «خوارزميات» تحلّل البيانات، وتعمل بصورة تشبه الدماغ البشري. ولا يكون النصُّ الذي يوفره البرنامج

حازم بدر (القاهرة)
تحقيقات وقضايا هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

رغم ما يتمتع به «تشات جي بي تي» من إمكانيات تمكنه من جمع المعلومات من مصادر مختلفة، بسرعة كبيرة، توفر وقتاً ومجهوداً للباحث، وتمنحه أرضية معلوماتية يستطيع أن ينطلق منها لإنجاز عمله، فإن للتقنية سلبيات كونها قد تدفع آخرين للاستسهال، وربما الاعتماد عليها بشكل كامل في إنتاج موادهم البحثية، محولين «تشات جي بي تي» إلى أداة لـ«الغش» العلمي.

حازم بدر (القاهرة)
العالم العربي بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

بن عيسى يشدد على أهمية التعليم لتركيز قيم التعايش

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، ووزير الخارجية المغربي الأسبق، أن مسألة التعايش والتسامح ليست مطروحة على العرب والمسلمين في علاقتهم بالأعراق والثقافات الأخرى فحسب، بل أصبحت مطروحة حتى في علاقتهم بعضهم ببعض. وقال بن عيسى في كلمة أمام الدورة الحادية عشرة لمنتدى الفكر والثقافة العربية، الذي نُظم أمس (الخميس) في أبوظبي، إن «مسألة التعايش والتسامح باتت مطروحة علينا أيضاً على مستوى بيتنا الداخلي، وكياناتنا القطرية، أي في علاقتنا ببعضنا، نحن العرب والمسلمين».

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب
TT

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

وسائل التواصل الاجتماعي... روابط مباشرة بين الجامعات والطلاب

لا يخفى على أحد أهمية وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام الاجتماعية على شبكة الإنترنت بالنسبة للأفراد والمؤسسات الخاصة والعامة والشركات التجارية والحكومات وأجهزة الأمن المحلية والدولية والمراكز الطبية هذه الأيام. إذ يتزايد استخدام هذه الوسائل بوتيرة مثيرة للاهتمام ويتعدد استخدامات هذه الوسائل في كثير من الحقول الهامة لتحسين أدائها وتطويرها وربط ما أمكن من معلومات ببعضها بعضا وتوفيرها لجميع المعنيين بأسرع وأوضح صورة ممكنة. ومن هذه الحقول بالطبع الحقل التعليمي، إذ كان من أول الحقول التي عملت على استغلال شبكة الإنترنت وحاولت الاستفادة من تقنياتها وقدراتها على التحفيز وتطوير أداء المعلمين والطلاب على حد سواء. وقد بدأت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا تلعب دورا جوهريا كبيرا في الحياة التعليمية، أكان ذلك في المدارس العادية أم في الجامعات الهامة.

تفوق في التواصل والأكاديميا
تشير الأرقام الأخيرة إلى أن نصف سكان المعمورة يستخدمون شبكة الإنترنت هذه الأيام، وأن عدد الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي على الشبكة ارتفع بنسب 21 في المائة من عام 2015 أي منذ عامين فقط. وقد وصل عدد الذين يستخدمون هذه الوسائل الاجتماعية إلى 2.8 مليار مستخدم العام الماضي.
وأظهرت آخر الدراسات لمؤسسة «يوني شوتس» الطلابية لإنتاج الفيديو، أن جامعة تتربع على عرش الجامعات البريطانية من ناحية عدد المتابعين لوسائلها الخاصة بالتواصل الاجتماعي. وأن جامعة كامبردج في المرتبة الثانية في هذا المجال.
أما في المرتبة الثالثة فقد جاءت كلية لندن للاقتصاد التي تعتبر من الجامعات الهامة على الصعيد العالمي في مجال العلوم الإنسانية. وقد حاولت شركة إنتاج الفيديو هذه التي أسسها بعض الخريجين التعرف عما إذا كان أي ترابط بين ترتيب صحيفة الـ«غارديان» البريطانية لأفضل الجامعات لعام 2018 وبين النتائج التي توصلت إليها حول عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لهذه الجامعات.
وكما تقول تقول سيتا فارداوا في مقال خاص على موقع مؤسسة «ذا»، إن العلاقة بين ترتيب أفضل الجامعات وترتيب الجامعات من ناحية عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي لديها متنوع جدا وغير واضح وليس مشروطا. ففيما كان هناك ترابط في حالة جامعتي أكسفورد وكامبردج اللتين تحتلان المركزين الأول والثاني في كل من التصنيفين، جاءت جامعة لندن متروبوليتان (جامعة لندن الحضريةLondon Metropolitan University - وهي جامعة بحثية عامة) في المركز الرابع في ترتيب المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعية، بينما كانت في الترتيب 117 على لائحة صحيفة الـ«غارديان» لأفضل الجامعات.
لا بد من التذكير هنا بأن مؤسسة «ذا» أو موقع «ذا»، يهتم بتأمين المعلومات تزويد البيانات التي تدعم التميز الجامعي في كل قارة في جميع أنحاء العالم. وهي من المراجع الهامة والرائدة «في تصنيف الجامعات الأكثر تأثيرا في العالم، ولديها خبرة تقارب خمسة عقود كمصدر للتحليل والبصيرة في التعليم العالي»، كما لديها خبرة «لا مثيل لها في الاتجاهات التي يقوم عليها أداء الجامعة عالميا. وتستخدم بياناتنا وأدوات قياسها من قبل كثير من الجامعات المرموقة في العالم لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم الاستراتيجية».

{فيسبوك» نافذة للجامعات
وبالعودة لـ«يوني شوتس»، فقد أظهرت نتائج الدراسة الأخيرة أن الـ«فيسبوك» كان المنصة الأكثر اختيارا من قبل المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي والتي فضلوا استخدامها لمتابعة جميع الجامعات، وحصدت على أعلى الأرقام مقارنة مع بقية وسائل التواصل الأخرى.
ويقول مؤسس «يوني شوتس» روس ليندغرين، في هذا الإطار إنه «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». وقال روس ليندغرين، مؤسس «يوني شوتس»: «قررنا التركيز على (فيسبوك) و(إنستغرام) و(يوتيوب) في بحثنا الأولي لأن المحادثات التي أجريناها مع الطلاب تشير إلى أن هذه هي أكثر المنصات استخداما في السنوات الأخيرة». ويبدو أن وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، التي ارتفع استخدامها في السنوات الأخيرة في بال ليندغرين، إذ أضاف أن المؤسسة تخطط في المستقبل للبحث في حجم استخدامات ومتابعات «تويتر» واستخدام «سناب شات». ومن النتائج التي أظهرتها الدراسة التي شملت 121 جامعة أيضا، أنه كان للجامعات التي كانت الأكثر نشاطا على وسائل التواصل الاجتماعي، أيضا أكبر عدد من الأتباع على جميع المنصات. وخصوصا في منصة حجم استخدام الـ«يوتيوب».
وتشمل هذه المنصات، عدد المتابعين لوسائل التواصل الاجتماعي، عدد زيارات موقع الجامعة (بالملايين) خلال الأشهر الستة الأخيرة لعام 2017، وعدد المتابعين لـ«فيسبوك» في كل جامعة، عدد المتابعين لـ«إنستغرام» في كل جامعة، وعدد المتبعين لـ«يوتيوب» في كل جامعة.

وسيلة للطلاب الأجانب
وعلى صعيد آخر، أكد المدير الإداري في مؤسسة «هوبسونز» الخاصة بالتعليم العالي جيرمي كوبر أن الطلاب حول العالم يستخدمون مواقع الشبكات الاجتماعية للبحث واختيار كلياتهم هذه الأيام وأكثر من أي وقت مضى، وذلك في تعليق خاص حول كيفية استخدام الطلاب الأجانب لوسائل الإعلام الاجتماعية لاختيار إحدى الجامعات البريطانية للدراسة.
وقد كشف «المسح الدولي للطلاب - ISS» السنة الحالية أن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي تتزايد وتنمو باطراد بالنسبة للطلاب الدوليين أو الأجانب. كما أظهر المسح أن «حملات وسائل الإعلام أو التواصل الاجتماعي تشكل كيف ينظر هؤلاء الطلاب المحتملون إلى المملكة المتحدة كمكان للدراسة».
ويقول كوبر، إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن بالنسبة للشباب الوسيلة الرئيسية لجمع المعلومات والتواصل مع أصدقائهم ومعارفهم. ويبدو من النتائج التي حصل عليها «المسح الدولي»، أن «83 في المائة من الطلاب المحتملين يستخدمون قنوات اجتماعية للبحث عن الجامعات، أي بزيادة قدرها 19 في المائة بين عامي 2016 و2017». وفيما «تختلف التفضيلات من بلد إلى آخر، فإن مواقع التواصل الاجتماعي الرئيسية (فيسبوك) و(يوتيوب) و(إنستغرام) تهيمن على استخدام الشبكات الاجتماعية الأخرى والمعروفة».
ويبدو أن الطلاب يبدأون باستخدام وسائل الاتصال هذه قبل إجراء أي تحقيق حول مستقبلهم التعليمي وأين سيدرسون، الأمر الذي يشير إلى أهمية المشاركة المبكرة على هذه الوسائل. ويترافق هذا مع ارتفاع في نسبة عدد الطلاب والمهتمين باستخدام «واتساب» للتواصل مع الجامعات التي يهتمون بها ووصلت نسبة الارتفاع إلى 42 في المائة، بينما فضل 35 في المائة استخدام «فيسبوك».
وأهم ما كشفه بحث «المسح الدولي» هو أن هناك رابطا مباشرا وهاما وإيجابيا أيضا بين شعبية قنوات وسائل التواصل الاجتماعي للجامعات وعدد الطلاب الدوليين الذين تجذبهم هذه الجامعات.
ويبدو أيضا هناك دور كبير لطبيعة اللغة المستخدمة لقنوات التواصل الاجتماعي للجامعات، وطبيعة الترحيب بالطلاب الأجانب، في جذب الطلاب. إذ إن هذه القنوات قادرة على تكوين وتشكيل الكيفية التي ينظر بها الطلاب إلى الجامعات البريطانية بشكل عام.
ويتبين من نتائج «المسح الدولي» أن 84 في المائة من الطلاب الدوليين المحتملين يقولون إن حملات مثل حملتي «كلنا دوليون - #WeAreInternational» و«لندن مفتوحة - #LondonIsOpen» - بالإضافة إلى حملة عمدة لندن - تؤثر بشكل إيجابي على تصورهم عن المملكة المتحدة.

ترحيب إلكتروني
لاستقطاب الدارسين
يؤكد جيرمي كوبر في هذا المضمار، أن ترحيب الجامعات مهم جدا في عملية استقطاب الطلاب ومنحهم الشعور الإيجابي نحو الجامعة، إذ إن 31 في المائة من الطلاب الذين تم استطلاعهم يعتبرون عملية الترحيب العامل الرئيسي في اختيارهم للجامعة التي يريدون الدراسة فيها.
وعندما سأل الطلاب: ما إذا كانوا يستخدمون وسائل الاتصال الاجتماعي كجزء من عملية البحث عندما يقررون المكان الذين سيدرسون فيه، 90 في المائة من الطلاب الصينيين قالوا إنها جزء ضرورة في عملية البحث واتخاذ القرار، بينما جاء طلاب تايلاند في المرتبة الثانية بنسبة 86 في المائة ومن ثم طلاب ماليزيا بنسبة 80 في المائة وثم طلاب هونغ بنسبة 79 في المائة وبعدها طلاب الهند بنسبة 78 في المائة وثم نيجيريا بنسبة 72 في المائة وبعدها طلاب المملكة العربية السعودية بنسبة 68 في المائة وبعدها سنغافورة وكندا والولايات المتحدة الأميركية.