هجوم بروكسل نفّذه صومالي «بلا سوابق إرهابية»

تواجد أمني في وسط بروكسل بعد الهجوم الإرهابي أول من أمس (أ.ف.ب)
تواجد أمني في وسط بروكسل بعد الهجوم الإرهابي أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

هجوم بروكسل نفّذه صومالي «بلا سوابق إرهابية»

تواجد أمني في وسط بروكسل بعد الهجوم الإرهابي أول من أمس (أ.ف.ب)
تواجد أمني في وسط بروكسل بعد الهجوم الإرهابي أول من أمس (أ.ف.ب)

بعد ساعات من الإعلان عن مقتل الشخص الصومالي الذي نفذ عملية الاعتداء على جنود في العاصمة البلجيكية بروكسل، أعلنت النيابة الاتحادية البلجيكية، أمس، أن المهاجم المولود في 1987، كان يمتلك منزلا في بورغ، شمال غربي بلجيكا، وقد أجريت فيه عملية دهم وتفتيش خلال الليل. وفتحت تحقيقا حول «محاولة قتل إرهابية». وأفادت التفاصيل التي قدمها المحققون، بأن المهاجم الذي كان مسلحا بسكين «هاجم من الخلف» العسكريين الثلاثة في وسط بروكسل «وطعنهم» بسكين «وهو يهتف الله أكبر». عندئذ رد أحد العسكريين بإطلاق النار. وقالت النيابة إن «الرجل قد أصيب بطلقتين، وتوفي بعد قليل في المستشفى متأثرا بجروحه»، موضحة أن المهاجم كان يحمل بالإضافة إلى السكين «سلاحا ناريا وهميا ومصحفين». وأضاف المصدر، أن «الرجل من الجنسية البلجيكية، صومالي الأصل»، موضحا أنه «وصل إلى بلجيكا في 2004 وحصل على الجنسية البلجيكية في 2015». وأوضحت النيابة الاتحادية التي استعانت بقاضي تحقيق في بروكسل متخصص بشؤون الإرهاب، أنه «لم يكن معروفا بأعمال إرهابية، بل بحادثة ضرب والتسبب بجروح في فبراير (شباط) 2017». وعاد الإرهاب من جديد، يضرب بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي، وبعد أسابيع قليلة من محاولة وصفتها السلطات الإرهابية بأنها إرهابية، لتفجير محطة وسط بروكسل، يهاجم شخص يحمل سكينا مساء أول من أمس، الجنود المكلفة بتسيير دوريات أمنية في أحد شوارع وسط العاصمة البلجيكية في إطار تحركات أمنية لمواجهة أي تهديدات إرهابية.
ولم يتم رفع حالة التأهب الأمني في بلجيكا عقب الحادث واكتفت السلطات بالدرجة الثالثة، وهي الدرجة الأقل من حالة الطوارئ التي تعتبر الدرجة الرابعة. وقالت السلطات إن التأهب الأمني من الدرجة الثالثة، يعني أن هناك هجوما محتملا، أو وشيكا، وبالتالي تكفي الإجراءات المتبعة في هذه الحالة لمواجهة أي تهديدات.
وإثر الهجوم، قال رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال في تغريدة «كل دعمنا لجنودنا. أجهزتنا الأمنية تبقى يقظة. نتابع الوضع عن كثب مع خلية الأزمة».
وتسبب الحادث في حالة من الحزن والقلق في أوساط الجاليات الأجنبية وبخاصة من المهاجرين العرب والأفارقة، في ظل تكرار الحوادث التي ترتكب مؤخرا في مدن أوروبية من شباب من أصول عربية وأفريقية، ويخشى البعض من المهاجرين من تداعيات هذه الهجمات، ولكن شابا صوماليا يدعى علي في العشرينات من عمره قال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نرفض مثل هذه الهجمات؛ لأن بلجيكا فتحت أبوابها للاجئين، ويحصلون على فرص للعمل ومساعدات اجتماعية، ولا يجب أن نتصرف بهذه الطريقة التي تسيء للمهاجرين». وقال شخص آخر يدعى حسن إن «مثل هذه الهجمات مرفوضة منا كصوماليين وهذا حادث فردي، ولا ذنب لنا في خطأ ارتكبه شخص واحد».
وأعلنت النيابة العامة البلجيكية، مساء أول من أمس، مقتل المهاجم. وتحدثت التقارير الأولية عن إصابة المسلح الصومالي، قبل أن تعلن النيابة العامة مقتله متأثرا بجروحه، وأنها تتعامل مع الحادث باعتباره هجوما إرهابيا. وقال متحدث باسم سلطات الادعاء «بناء على الهوية التي لدينا الآن فهو رجل في الثلاثين من عمره، ومن غير المعروف أن له أنشطة إرهابية».
ويقوم جنود بحراسة شوارع بروكسل إلى جانب الشرطة بسبب ارتفاع مستوى الخطر الأمني، بعد هجمات لمتشددين في باريس وفي العاصمة البلجيكية في 2015 و2016. وفي يونيو (حزيران) الماضي، أطلق جنود النار على شخص يشتبه في كونه انتحاريا فقتلوه في محطة قطارات وسط بروكسل. ولم يسقط ضحايا آخرون في الهجوم الذي تعاملت معه السلطات باعتباره حادثا إرهابيا.
في حين ذكر متحدث باسم شرطة بروكسل، أن شخصا ألقى زجاجة حارقة (مولوتوف) على باب مركز شرطة الفرقة الرابعة في مارول بالعاصمة البلجيكية بروكسل. وأفادت الشرطة البلجيكية بأن الفاعل تمكن من الفرار. إلى ذلك، صرح فيليب كلوز، عمدة مدينة بروكسل، بأن لا علاقة بين حادثة الطعن التي استهدفت مجموعة من العسكريين وسط العاصمة بروكسل وهجوم المولوتوف.
وقبل ساعات من الأحداث التي وقعت مساء أول من أمس، تلقت أجهزة الاستخبارات الأمنية في بلجيكا، تقارير تفيد بوجود تهديدات تتمثل في هجوم إرهابي محتمل سيقوم عناصر من تنظيم داعش بتنفيذه، ويستهدف وسط العاصمة بروكسل وبخاصة الشوارع التجارية المكتظة بالمارة. وقال مكتب وزير الداخلية جان جامبون: إن بالفعل هناك تقارير تحدثت عن تهديدات وجرى التعامل مع هذا الأمر بجدية، وأضاف المتحدث أوليفيير فان ريمدونك: إن مركز تحليل المخاطر الإرهابية تعامل بجدية مع هذا الأمر، ووجد أنه لم تتوفر حتى الآن المعلومات التي تؤكد قرب وقوع الهجوم، وبالتالي لا داعي لاتخاذ أي تدابير إضافية.
وتعيش بلجيكا منذ فترة حالة التأهب الأمني من الدرجة الثالثة، أي الدرجة التي تقل عن حالة التأهب القصوى وهي الدرجة الرابعة. وكانت بروكسل تعرضت لتفجيرات في مارس (آذار) من العام الماضي وأسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة 300 آخرين.
وتحدثت التقارير التي تلقتها الأجهزة الاستخباراتية، عن أن التهديد يستهدف شارع نيوسترات، وهي منطقة مكتظة بالمارة والمحال التجارية وقريبة من محطة قطار شمال بروكسل، وهي أيضا قريبة من منطقة وسط بروكسل، حيث يوجد أكبر الميادين السياحية في العاصمة البلجيكية الميدان الكبير.


مقالات ذات صلة

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
المشرق العربي إردوغان وإلى جانبه وزير الخارجية هاكان فيدان خلال المباحثات مع بيلنكن مساء الخميس (الرئاسة التركية)

إردوغان أبلغ بلينكن باستمرار العمليات ضد «الوحدات الكردية»

أكدت تركيا أنها ستتخذ إجراءات وقائية لحماية أمنها القومي ولن تسمح بالإضرار بعمليات التحالف الدولي ضد «داعش» في سوريا. وأعلنت تعيين قائم بالأعمال مؤقت في دمشق.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

نيجيريا: نزع سلاح نحو 130 ألفاً من أعضاء جماعة «بوكو حرام»

قال رئيس هيئة أركان وزارة الدفاع النيجيرية الجنرال كريستوفر موسى، في مؤتمر عسكري، الخميس، إن نحو 130 ألف عضو من جماعة «بوكو حرام» الإرهابية ألقوا أسلحتهم.

«الشرق الأوسط» (لاغوس)
المشرق العربي مئات السوريين حول كالين والوفد التركي لدى دخوله المسجد الأموي في دمشق الخميس (من البثّ الحرّ للقنوات التركية)

رئيس مخابرات تركيا استبق زيارة بلينكن لأنقرة بمباحثات في دمشق

قام رئيس المخابرات التركية، إبراهيم فيدان، على رأس وفد تركي، بأول زيارة لدمشق بعد تشكيل الحكومة السورية، برئاسة محمد البشير.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.