تركيا توقف «داعشياً» عراقياً هارباً شارك في محاولة اغتيال المالكي

التعاون الأمني بين أنقرة وبرلين يتأثر سلباً

TT

تركيا توقف «داعشياً» عراقياً هارباً شارك في محاولة اغتيال المالكي

قررت محكمة تركية حبس أحد العراقيين من العناصر القيادية في تنظيم داعش الإرهابي أوقفته قوات مكافحة الإرهاب في حملة على مواقع التنظيم في محافظة إسكشهير بوسط البلاد، وتبين تورطه سابقا في محاولة لاغتيال رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، كما سلمت السلطات التركية 3 تونسيين من «داعش».
وقالت مصادر أمنية تركية: إنه تم القبض على العراقي (ج.إ. ت) (41 عاما) أمس في أحد الفنادق في إسكشهير بناء على أمر اعتقال صدر عن مكتب المدعي العام للمدينة. وأضافت المصادر، أن التحقيقات كشفت عن أن الشخص نفسه كان قد سجن لفترة بالعراق لتورطه في محاولة لاغتيال رئيس الوزراء السابق نوري المالكي قبل أن يهرب من السجن بمساعدة عناصر التنظيم الإرهابي.
وأشارت المصادر إلى أنه تم القبض على 4 آخرين على صلة بالإرهابي المذكور تم إيداعهم أحد مراكز الترحيل؛ تمهيدا لإبعادهم إل خارج تركيا.
في سياق متصل، سلمت السلطات التركية 3 عناصر خطيرة من تنظيم داعش إلى نظيرتها التونسية، وتم إيداعهم السجن بحسب المتحدث باسم المحكمة الابتدائية بتونس، سفيان السليطي. وقال مصادر أمنية تركية: إن الإرهابيين الثلاثة مصنفون على أنهم من العناصر الخطيرة جدا، وصدر بحقهم الكثير من أوامر الضبط وإن السلطات قامت بترحيلهم إلى تونس في 13 أغسطس (آب) الحالي.
على صعيد آخر، شهد التعاون الأمني بين تركيا وألمانيا تراجعا نتيجة التوترات السياسية المستمرة على خلفية عدد من القضايا السياسية والأمنية. وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، أمس: إن «التعاون مع السلطات الأمنية التركية ساء بصورة ملحوظة عن ذي قبل، وإن ألمانيا لا تتوافق مع الحكومة التركية في تعريفها للإرهاب». وأكد دي ميزير، أن ألمانيا لديها مصلحة في التعاون مع الجانب التركي، في إطار ما يفهمه الجانب الألماني تحت مصطلح الإرهاب، و«لدينا مصلحة في تبادل المعلومات عن مسار سفر الجهاديين، أو في إبلاغ تركيا لنا عند عودة أنصار لـ(داعش) عبر أراضيها».
وأضاف، أن تركيا نفسها كانت ضحية للإرهاب على نحو كبير خلال العام الماضي، وقال: «لهذا نتعاون، وهذا هو الأمر السليم». وأضاف دي ميزير: «لكننا لن نُجبر على تبني تعريف الجانب التركي للإرهاب... لا نرى أيضا أن معارضا كرديا يمكن تصنيفه بصورة جزافية على أنه إرهابي. الجانب التركي يفعل ذلك. لذلك؛ لا يوجد تعاون تحت شعار (مكافحة الإرهاب)». وتوترت العلاقات بين ألمانيا وتركيا بشدة منذ فترة طويلة. ومن النقاط الخلافية المحورية اعتقال مواطنين ألمان في تركيا واتهامهم بدعم الإرهاب، كما تتهم تركيا ألمانيا بحماية انقلابيين وأفراد مشتبه في صلتهم بالإرهاب. ويوجد 10 ألمان في السجون التركية بسبب اتهامات سياسية بحقهم من جانب السلطات التركية، وذلك من أصل 54 ألمانيا معتقلين في تركيا.


مقالات ذات صلة

بهشلي جدد دعوة أوجلان للبرلمان وأكد عدم وجود خلاف مع إردوغان

شؤون إقليمية يسود جدل واسع في تركيا حول خلافات غير معلنة بين إردوغان وحليفه دولت بهشلي (الرئاسة التركية)

بهشلي جدد دعوة أوجلان للبرلمان وأكد عدم وجود خلاف مع إردوغان

جدد رئيس حزب الحركة القومية دولت بهشلي تمسكه بدعوته لحضور زعيم حزب العمال الكردستاني السجين للحديث أمام البرلمان مشدداً على عدم وجود خلاف مع إردوغان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أوروبا استنفار أمني ألماني في شوارع برلين (أرشيفية - د.ب.أ)

توقيف فتى بألمانيا بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم في فترة الأعياد

تفيد السلطات الألمانية بأنها أحبطت هجمات عدة، لكن 3 أشخاص قُتلوا، وجُرح 8 في عملية طعن أثناء مهرجان في أحد شوارع مدينة زولينغن في أغسطس (آب) الماضي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية مواجهات بين الشرطة ومحتجّين على عزل رؤساء بلديات جنوب شرقي تركيا (إعلام تركي)

إردوغان: لن نسمح باستغلال إرادة الأمة وموارد السلطة المحلية لدعم الإرهاب

أكّد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أنه لن يتم السماح بالسياسة المدعومة بالإرهاب، بينما اعتقل العشرات في احتجاجات على عزل رؤساء بلديات بجنوب شرقي البلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية قوات الشرطة تمنع نائب حزب الشعب الجمهوري المعارض دنيز ياووز يلماظ من دخول مبنى بلدية إسنيورت في إسطنبول الجمعة (إعلام تركي)

حرب شوارع في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل رؤساء بلديات

اندلعت أعمال عنف وشغب تخللتها أعمال حرق ونهب لمحال تجارية في جنوب شرقي تركيا احتجاجاً على عزل 3 رؤساء بلديات منتخبين.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
أفريقيا اجتماع مجلس الأمن القومي يبحث ملفات التهريب والجريمة المنظمة والمهاجرين غير النظاميين (موقع الرئاسة التونسية)

تونس: «عملية بيضاء» ضد الهجمات الإرهابية والتهريب على حدود ليبيا

كشفت المواقع الرسمية للداخلية التونسية أن وزير الدولة للأمن وعدداً من كبار المسؤولين أشرفوا في المنطقة الحدودية التونسية - الليبية على «عملية أمنية».

كمال بن يونس (تونس)

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
TT

مدارس لبنانية تفتح أبوابها للتلاميذ لتلقي العلم وسط النازحين

المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)
المدارس الحكومية في عمشيت تستأنف مهمتها التعليمية (رويترز)

في بلدة عمشيت الساحلية الهادئة التي تبعد 45 دقيقة بالسيارة شمالي بيروت، استأنفت المدارس الحكومية أخيراً مهمتها التعليمية وسط عشرات الآلاف من النازحين الذين اتخذوا من بعض المدارس مأوى مؤقتاً.

وحسب «رويترز»، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه مع تصاعد الصراع بين إسرائيل و«حزب الله» في سبتمبر (أيلول) لحق الدمار بمئات المدارس في لبنان أو اضطرت لغلق أبوابها بسبب الأضرار أو المخاوف الأمنية.

وقالت وزارة التربية والتعليم العالي اللبنانية إنه تم تحويل 505 مدارس من بين نحو 1250 مدرسة حكومية في لبنان إلى ملاجئ مؤقتة لبعض النازحين الذين يبلغ عددهم 840 ألف شخص.

وبدأت الوزارة، الشهر الماضي، إعادة فتح المدارس على مراحل، مما سمح بعودة 175 ألف طالب منهم 38 ألف نازح إلى بيئة تعليمية لا تزال بعيدةً عن وضعها الطبيعي.

وفي مدرسة عمشيت الثانوية الحكومية، التي تضم الآن 300 طالب مسجل ويُتوقع انضمام المزيد منهم مع استمرار وصول العائلات النازحة، تحولت المساحات المألوفة ذات يوم إلى مكان مخصص لاستيعاب الواقع الجديد.

وقال مدير المدرسة، أنطوان عبد الله زخيا، إنه قبل شهرين ونصف الشهر اختيرت المدرسة كملجأ.

واليوم، تتدلى الملابس المغسولة من نوافذ الفصول الدراسية، وتملأ السيارات ساحة اللعب التي كانت ذات يوم منطقةً صاخبة، والممرات التي كان يتردد فيها صوت ضحكات التلاميذ أصبحت الآن استراحةً للعائلات التي تبحث عن ملجأ.

وأعربت فادية يحفوفي، وهي نازحة تعيش مؤقتاً في المدرسة، عن امتنانها الممزوج بالشوق. وقالت: «بالطبع، نتمنى العودة إلى منازلنا. لا أحد يشعر بالراحة إلا في المنزل».

كما أعربت زينة شكر، وهي أم نازحة أخرى، عن قلقها على تعليم أطفالها.

وقالت: «كان هذا العام غير عادل. بعض الأطفال يدرسون بينما لا يدرس آخرون. إما أن يدرس الجميع، أو يجب تأجيل العام الدراسي».

التعليم لن يتوقف

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الخطة المرحلية لاستئناف الدراسة ستشمل تسجيل 175 ألف طالب من بينهم 38 ألف طفل نازح في 350 مدرسة عامة غير مستخدمة كملاجئ. وقال وزير التربية والتعليم العالي، عباس الحلبي، لـ«رويترز»: «العملية التعليمية هي أحد مظاهر مقاومة العدوان الذي يواجهه لبنان». وأضاف الحلبي أن قرار استئناف العام الدراسي كان صعباً لأن العديد من الطلاب والمدرسين النازحين لم يكونوا مستعدين نفسياً للعودة إلى المدرسة. وفي مبنى مجاور في مدرسة عمشيت الثانوية الرسمية، يتأقلم المعلمون والطلاب مع أسبوع مضغوط مدته 3 أيام ويشمل كل يوم 7 حصص دراسية لزيادة وقت التعلم إلى أقصى حد.

ولا تزال نور قزحيا (16 عاماً)، وهي من سكان عمشيت، متفائلة. وقالت: «لبنان في حالة حرب، لكن التعليم لن يتوقف. سنواصل السعي لتحقيق أحلامنا». ويتأقلم المعلمون مع الظروف الصعبة. وقال باتريك صقر وهو مدرس فيزياء (38 عاماً): «الجميع مرهقون ذهنياً... في نهاية المطاف، هذه الحرب تطولنا جميعاً». وبالنسبة لأحمد علي الحاج حسن (17 عاماً) النازح من منطقة البقاع، يمثل الأسبوع الدراسي الذي يدوم 3 أيام تحدياً لكنه ليس عائقاً. وقال: «هذه هي الظروف. يمكننا أن ندرس رغم وجودها».