رحلات العمل الطويلة تسبب القلق وارتفاع الضغط

تؤدي إلى مشكلات بدنية وعقلية

رحلات العمل الطويلة تسبب القلق وارتفاع الضغط
TT

رحلات العمل الطويلة تسبب القلق وارتفاع الضغط

رحلات العمل الطويلة تسبب القلق وارتفاع الضغط

يمكن للذهاب والإياب اليومي من العمل أن يسبب القلق وارتفاع ضغط الدم ونوبات الفزع، وغيرها من مشكلات الصحة البدنية والعقلية، للذين يقضون ما متوسطه 80 دقيقة في فعل هذا يوميا.
ويقول إندريا هويزلر، وهو متخصص في علم النفس المتعلق بالمرور في منظمة «توف زود» الألمانية المعنية بالمستهلك: «كلما طالت المسافة التي ستقطعها، زاد حجم الإشكالية».
وأظهرت الدراسات أنه كلما كانت عملية الذهاب والعودة من العمل طويلة، زادت إمكانية أن تؤدي إلى مشكلات صحية بدنية وعقلية، وأن الأشخاص الذين يقطعون مسافات طويلة إلى العمل والعودة منه، يميلون إلى أن يكونوا أقل رضا بحياتهم.
ويقول هايكو روجر، من المعهد الألماني الاتحادي لأبحاث السكان: «بالنسبة للأشخاص أصحاب رحلات الذهاب والعودة الطويلة من العمل، أظهرت دراسة أجريت مؤخرا أن هناك خطرا مرتفعا للإصابة بضغط الدم والسمنة والسكري والصداع النصفي». وهناك أيضا صلة بالشكوى النفسية، مثل الإجهاد، وتوتر العضلات، واضطرابات النوم، وحتى الإحباط.
لكن الجميع لا يعانون من الإجهاد بسبب رحلة الذهاب إلى العمل والعودة منه. يقول الطبيب النفسي هويزلر، إن الموظفين الذين يحبون عملهم عادة يكونون أكثر استرخاء بشأن الرحلة إلى العمل.
وهناك نصيحة أخرى، وهي أن يتوقف المرء عن التفكير، بالاستماع إلى بعض الموسيقى الجيدة أو بقراءة كتاب ممتع. ويقول الخبير: «فلتجرب ما يساعدك على الاسترخاء. مثل موسيقى الميتال الثقيلة، أو كتب سمعية في السيارة، أو ممارسة لعبة على هاتفك الجوال بينما أنت في القطار. أهم شيء هو ألا تفكر في الوقت الذي تمضيه خلال الذهاب والعودة من العمل على أنه منهك أو مهدور».
وتلعب أيضا وسيلة النقل دورا. فإذا كانت وسائل النقل العامة إلى العمل جيدة، فهنيئا لك. غير أنه إذا مكثت طويلا في قطار أو حافلة، أو اضطررت للتبديل كثيرا بين وسائل النقل، أو اضطررت للتعامل مع قطارات ألغيت أو مؤجلة بشكل دائم، فربما تكون السيارة خيارا جيدا. وهنا يتعين على قائدي السيارات ألا يفكروا في أي شيء ذي صلة بالعمل.
وينصح هويزلر «بترك توتر العمل خلفك، والتنفس والاسترخاء. وإلا فإن خطر التعرض لحادث يمكن أن يزيد».
وتقول إنيته فال - فاخندورف، نائبة رئيس رابطة أطباء الصحة المهنية الألمانية، إن الإجازات المنتظمة والأكل الصحي مهمان، «والفواكه والمياه والشاي صحية عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية».


مقالات ذات صلة

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

صحتك إضافة الملح لطبق من البطاطس المقلية

ما تأثير الملح على معدتك؟ وكيف تخفف أضراره؟

كان الملح جزءاً أساسياً من الحضارة لآلاف السنين. وأثبت أنه ذو قيمة كبيرة بصفته مادة حافظة للأغذية، واستُخدم سابقاً عملةً في التجارة. 

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك انقسام طبي حول إلزامية الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد (رويترز)

انقسام علمي... هل لا يزال من الضروري الاستمرار في إجراء اختبارات كوفيد؟

تحوّل «كوفيد-19» على مر السنوات الماضية من جائحة عالمية إلى فيروس «مستوطن» وفق خبراء الصحة، ما يعني أن وجوده سيصبح مستمراً، فكيف يجب أن نتعامل معه؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الناس يشعرون بعدم الثقة جرّاء ضغوط في العمل (أ.ف.ب)

نصائح لتعزيز الثقة بالنفس وزيادة القدرات الذهنية

يُعدّ الشعور بعدم الثقة بالنفس من المشاعر التي يصعب التعامل معها، وقد نشعر بها جرّاء عوامل خارجية، مثل اجتماع سيئ مع المدير في العمل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

«أوزمبيك»... «نافورة شباب» تبطئ الشيخوخة

وجد باحثون أن دواء إنقاص الوزن الشهير «أوزمبيك» قد يبطئ الشيخوخة وله «فوائد بعيدة المدى» تتجاوز ما كان متصوراً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أفريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (رويترز)

منظمة الصحة: تفشي جدري القردة في أفريقيا قد ينتهي خلال 6 أشهر

أعرب رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن اعتقاده أن تفشي فيروس جدري القردة في أفريقيا قد يتوقف في الأشهر الستة المقبلة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
TT

خطر احتراري يهدّد الحياة البحرية في «منطقة الشفق»

منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)
منطقة الشفق موطن حيوي للحياة البحرية (غيتي)

يُحذر العلماء من أن تغير المناخ يمكن أن يقلل بشكل كبير من الحياة في أعمق أجزاء محيطاتنا التي تصل إليها أشعة الشمس، حسب (بي بي سي).
ووفقا لبحث جديد نُشر في مجلة «نيتشر كوميونيكشنز». فإن الاحترار العالمي يمكن أن يحد من الحياة فيما يسمى بمنطقة الشفق بنسبة تصل إلى 40 في المائة بنهاية القرن.
وتقع منطقة الشفق بين 200 متر (656 قدماً) و1000 متر (3281 قدماً) تحت سطح الماء.
وجد الباحثون أن «منطقة الشفق» تندمج مع الحياة، ولكنها كانت موطناً لعدد أقل من الكائنات الحية خلال فترات أكثر دفئاً من تاريخ الأرض.
وفي بحث قادته جامعة إكستر، نظر العلماء في فترتين دافئتين في ماضي الأرض، قبل نحو 50 و15 مليون سنة مضت، وفحصوا السجلات من الأصداف المجهرية المحفوظة.
ووجدوا عدداً أقل بكثير من الكائنات الحية التي عاشت في هذه المناطق خلال هذه الفترات، لأن البكتيريا حللت الطعام بسرعة أكبر، مما يعني أن أقل من ذلك وصل إلى منطقة الشفق من على السطح.
وتقول الدكتورة كاثرين كريشتون من جامعة إكستر، التي كانت مؤلفة رئيسية للدراسة: «التنوع الثري لحياة منطقة الشفق قد تطور في السنوات القليلة الماضية، عندما كانت مياه المحيط قد بردت بما يكفي لتعمل مثل الثلاجة، والحفاظ على الغذاء لفترة أطول، وتحسين الظروف التي تسمح للحياة بالازدهار».
وتعد منطقة الشفق، المعروفة أيضاً باسم المنطقة الجائرة، موطناً حيوياً للحياة البحرية. ويعد التخليق الضوئي أكثر خفوتاً من أن يحدث إلا أنه موطن لعدد من الأسماك أكبر من بقية المحيط مجتمعة، فضلاً عن مجموعة واسعة من الحياة بما في ذلك الميكروبات، والعوالق، والهلام، حسب مؤسسة «وودز هول أوشيانوغرافيك».
وهي تخدم أيضاً وظيفة بيئية رئيسية مثل بالوعة الكربون، أي سحب غازات تسخين الكواكب من غلافنا الجوي.
ويحاكي العلماء ما يمكن أن يحدث في منطقة الشفق الآن، وما يمكن أن يحدث في المستقبل بسبب الاحتباس الحراري. وقالوا إن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن تغيرات معتبرة قد تكون جارية بالفعل.
وتقول الدكتورة كريشتون: «تعدُّ دراستنا خطوة أولى لاكتشاف مدى تأثر هذا الموطن المحيطي بالاحترار المناخي». وتضيف: «ما لم نقلل بسرعة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد يؤدي ذلك إلى اختفاء أو انقراض الكثير من صور الحياة في منطقة الشفق في غضون 150 عاماً، مع آثار تمتد لآلاف السنين بعد ذلك».