يعاني نصف الأميركيين تقريبا في الفئة العمرية بين 60 إلى 80 عاما من التهاب التهاب الحويصلات (الرتوج) في القولون diverticulosis. ويعاني المصابون بهذه الحالة من ظهور بعض الأكياس الناتئة من القولون بحجم حبة الفول السوداني، وهي حالة تصيب تقريبا كل من هم فوق سن الثمانين.
في أغلب الأحيان، لا تتسبب تلك الأكياس في أي مشكلات، لكن في حال تعرضها للالتهاب أو العدوى، تظهر أعراض مثل الحمى والغثيان والقيء، أو إحساس بالألم أسفل البطن. لكن سبب حدوث ذلك غير معروف، ويعتقد بصفة عامة أن الأكياس تصاب بالعدوى من البراز أو البكتريا التي تعلق بداخلها.
ويقول الدكتور جويل غولدبرغ، أستاذ الجراحة المساعد بمستشفي برمنغهام وأمراض النساء التابعة لجامعة هارفارد، بأنه «مع تقدم الرجال في العمر، فإنهم يشعرون بألم مع أي حركة للأمعاء، ولذلك يتعين عليهم الانتباه لصحة جهازهم الهضمي». ويضيف أن «الانتباه للحالة الطبيعية لأمعائك وكيفية تغيرها من وقت لآخر من شأنه أن يساعدك على ملاحظة حدوث أي طارئ. وعندئذ عليك مراجعة الطبيب».
التشخيص والعلاج
على الطبيب أن يحدد وجود الأكياس باستخدام الأشعة الطبقية المقطعية لأن الأعراض قد تتشابه مع حالات أخرى مثل التهاب الأمعاء inflammatory bowel disease أو النزلات المعوية stomach flu. وتستمر الأعراض ما بين عدة ساعات إلى عدة أيام لتعيد الظهور مجددا على فترات منتظمة أو بعد فترة طويلة.
وأضافة إلى المشكلات الجسدية، قد تتسبب الأكياس في حدوث مشكلات أخرى تتعلق بالعاطفة، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2015 عن نمط الحياة أن الأشخاص الذين يعانون من هذه الأعراض غالبا ما ينتابهم الخوف والقلق والشعور بالاكتئاب.
* العلاج بالمضادات الحيوية. تعتبر المضادات الحيوية العلاج التقليدي حتى في الحالات المتوسطة، لكن الاتجاه الجديد يقول إنه لا يجب علاج جميع حالات التهاب حويصلات القولون بطريقة واحدة. وبحسب الدكتور غولدبرغ: «إن لم يكن هناك ارتفاع في درجة حرارة الجسم، فالعلاج المفضل لنوبات الألم الصغيرة يكون بالحصول على قسط من الراحة وتناول الكثير من السوائل، والابتعاد عن تناول مسكنات الألم».
تستخدم المضادات الحيوية حاليا فقط لعلاج الأشخاص الذين يعانون من ألم شديد ومن ارتفاع في درجات الحرارة ومن ارتفاع في نسبة كريات الدم البيضاء وأيضا في علاج من يعانون من تكون الخراج في الأمعاء أو من ثقب في التجويف البطني.
أحيانا تكون الجراحة ضرورية لإزالة الأجزاء المصابة من القولون في حالة كانت الإصابة مزمنة أو حادة، أو في حال تكرر الإحساس بنوبات الألم.
يستطيع المريض تجنب الإصابة بالتهاب حويصلات القولون عن طريق تناول كميات كبيرة من السوائل واتباع نظام غذائي يحتوي على نسب مرتفعة من الألياف، حيث أظهرت الدراسات وجود صلة وثيقة بين انخفاض الألياف في الطعام والتهاب حويصلات القولون، وذلك استنادا إلى ندرة تلك الأعراض في مناطق مثل آسيا وأفريقيا، حيث يتناول الناس أطعمة غنية بالألياف مثل الخضراوات، مقارنة بنسب الألياف المنخفضة في الأطعمة في الولايات المتحدة وبريطانيا.
تساعد الألياف على تليين البراز مما يسهل من مروره داخل الأمعاء. وفي حال كان البراز جافا، سيحدث الإمساك، ومن المعروف أن جفاف البراز يتسبب في الضغط على القولون، مما يتسبب في ظهور نتوءات في المناطق الضعيفة.
وتوصي مجلة «دياتري غايد لاينز فور أميركانز»، التي تعنى بالإرشادات الغذائية للأميركيين، بتناول 38 غراما من الألياف يوميا بالنسبة للرجال، وذلك لأن غالبية الرجال لا يتناولون سوى 15 غراما فقط. وتعتبر الفاكهة الطازجة والخضراوات والفاصوليا والفول السوداني والذرة والأطعمة التي تحتوي على القمح المصادر المثالية للألياف.
ويضيف لدكتور غولدبرغ أنه في حال وجد الإنسان صعوبة في الحصول على ألياف كافية، يمكنه اللجوء إلى مكملات غذائية مثل «بينفايبر» Benefiber أو «متاموسيل» Metamucil، حيث إن ملء ملعقة كبيرة واحدة من أي من هذه المكملات يعتبر كافيا لإضافة 5 إلى 6 غرامات من الألياف إلى غذائك، بيد أنه يشدد على ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول المكملات الغذائية لأن إضافة كميات زائدة منها فجأة قد تتسبب في تكون الغازات والإحساس بالانتفاخ.
* رسالة هارفارد «مراقبة صحة الرجل»، خدمات «تريبيون ميديا».