بهمن قوبادي متفائل بنجاح مهرجان الفيلم الكردي في لندن

المخرج الكردي: نوعية الأفلام ومستوياتها وموضوعاتها تبشر بذلك

جانب من حفل افتتاح مهرجان الفيلم الكردي في لندن (تصوير: جيمس حنا)
جانب من حفل افتتاح مهرجان الفيلم الكردي في لندن (تصوير: جيمس حنا)
TT

بهمن قوبادي متفائل بنجاح مهرجان الفيلم الكردي في لندن

جانب من حفل افتتاح مهرجان الفيلم الكردي في لندن (تصوير: جيمس حنا)
جانب من حفل افتتاح مهرجان الفيلم الكردي في لندن (تصوير: جيمس حنا)

افتتحت يوم الجمعة الماضي الدورة الثامنة من مهرجان الفيلم الكردي في لندن، بحفل استقبال دعي إليه جمع من الشخصيات الكردية والعربية والبريطانية ومن أبناء الجالية الكردية في لندن. وسيستمر المهرجان الذي يشارك فيه 121 فيلما بين أفلام طويلة وأخرى قصيرة، ومنها أفلام وثائقية أيضا، حتى يوم 24 من الشهر الحالي. والمهرجان الذي يشمل أعمالا لمخرجين من كل أجزاء كردستان الأربعة (تركيا وإيران والعراق وسوريا) ومن أكراد يعيشون في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم، درج على تخصيص جائزة باسم المخرج الكردي - التركي الراحل يلماز غوناي الذي توفي في عام 1984 في المنفى بباريس حيث فر إليها بعد صراع طويل مع السلطات التركية، وبعد سجنه مرات كثيرة على مواقفه السياسية والقومية، والذي أخرج 110 أفلام حصل بعضها على جوائز تقديرية عالمية أهمها «السعفة الذهبية» في مهرجان «كان» على فيلمه «الطريق» عام 1982. وقد عبر بعض الحضور من خلال كلمات ألقوها على الحضور عن إعجابهم وتقديرهم لهذا المهرجان والقائمين عليه، منهم جولس بايب عمدة منطقة هاكني اللندنية، حيث تعرض بعض أفلام المهرجان في إحدى صالاتها، والذي عبر عن سروره لإقامة مثل هذا المهرجان في المنطقة، وأبدى استعداده لكل أنواع الدعم والمساعدة لإنجاح هذه التظاهرة الفنية. وبدورها قالت بيان سامي عبد الرحمن ممثلة حكومة إقليم كردستان العراق في بريطانيا لـ«الشرق الأوسط» إنها فخورة بكون هذا المهرجان يقام في لندن وبكونه يتطور عاما بعد آخر من حيث التنظيم ونوعية الأفلام ومستواها الفني. وأضافت بيان عبد الرحمن أن «هذا المهرجان خير تمثيل للثقافة والفن الكرديين، الذي عن طريقه كمنبر إعلامي يمكننا أن نوصل صوتنا نحن الكرد إلى العالم، ونبرز معاناة الشعب الكردي وكردستان بكل أجزائها». وقد عبرت فلكناز أوجا عضو البرلمان الأوروبي على قائمة حزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني، وهي من أصل كردي (تركيا)، عن مدى فخرها واعتزازها وسرورها بالمهرجان، وتمنت أن يكون بمقدور القائمين عليه تنظيمه كل عام، ودعت إلى تقديم الدعم والمساندة إليهم لاستمراره بشكل دائم وسنوي. وعلى هامش حفل الافتتاح، سألت «الشرق الأوسط» بهمن قوبادي المخرج الكردي المشهور والحاصل على جوائز عالمية، عن توقعاته للمهرجان وحول فيلمه الذي سيعرض في المهرجان، فقال إنه يأمل خيرا، ومع أنه لم يتسن له مشاهدة الأفلام بعد فإن نوعية الأفلام وعددها ومستوياتها وموضوعاتها تبشر بنجاح باهر للمهرجان هذا العام. وعن فيلمه «موسم وحيد القرن» قال إنه انتهى من تصويره وإخراجه في تركيا قبل سنتين، وقد عرض في مهرجان تورونتو السينمائي في سبتمبر (أيلول) الماضي، وهو بانتظار حكم النقاد والمشاهدين عليه، وهذا هو سبب وجوده في المهرجان. وفي اختتام حفل الافتتاح قامت فرقة من الفتيات الكرديات بأزياء كردية بدبكة جميلة جذبت إليها أنظار الحضور وحصلت على إعجاب الجميع. ثم في النهاية انتقل الحضور إلى صالة سينما «ويسبورن ستوديوز» بمنطقة هاكني، لمشاهدة فيلم الافتتاح «قبل سقوط الثلوج» من إخراج هشام زمان وتمثيل عبد الله طاهر وسوزان إلر وبهار أوزن. وسبق أن كتبت «الشرق الأوسط» عن هذا الفيلم.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».