الربيعة: مركز الملك سلمان يعمل محايداً في اليمن

عزا تزايد «الكوليرا» في مناطق الميليشيات إلى رفضها دخول المساعدات

عقيل الغامدي (يمين) والسفير محمد آل جابر ود. عبد الله الربيعة والسفير عبد الله المعلمي لدى تدشين معرض «إنسانية بلا حدود» الذي يقيمه «مركز الملك سلمان» بمقر الأمم المتحدة في نيويورك لإبراز الجهود الإنسانية السعودية («الشرق الأوسط»)
عقيل الغامدي (يمين) والسفير محمد آل جابر ود. عبد الله الربيعة والسفير عبد الله المعلمي لدى تدشين معرض «إنسانية بلا حدود» الذي يقيمه «مركز الملك سلمان» بمقر الأمم المتحدة في نيويورك لإبراز الجهود الإنسانية السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

الربيعة: مركز الملك سلمان يعمل محايداً في اليمن

عقيل الغامدي (يمين) والسفير محمد آل جابر ود. عبد الله الربيعة والسفير عبد الله المعلمي لدى تدشين معرض «إنسانية بلا حدود» الذي يقيمه «مركز الملك سلمان» بمقر الأمم المتحدة في نيويورك لإبراز الجهود الإنسانية السعودية («الشرق الأوسط»)
عقيل الغامدي (يمين) والسفير محمد آل جابر ود. عبد الله الربيعة والسفير عبد الله المعلمي لدى تدشين معرض «إنسانية بلا حدود» الذي يقيمه «مركز الملك سلمان» بمقر الأمم المتحدة في نيويورك لإبراز الجهود الإنسانية السعودية («الشرق الأوسط»)

أكدت السعودية على لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله المعلمي على أهمية مقترحات المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بشأن الأزمة اليمنية. وشدد المعلمي على أن الطرف الانقلابي هو الذي رفض تلك المقترحات والتي تتعلق بوضع ميناء الحديدة تحت إشراف الأمم المتحدة.
من جانبه قال الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة المستشار بالديوان الملكي السعودي، المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والشؤون الإنسانية، أن المركز يعمل بشكل محايد في اليمن.
وذكر أن المركز، أسس لجنة عمل مكونة من مسؤولين من وزارة الصحة السعودية ونظيرتها اليمنية ومسؤول من اليونيسيف وآخر من منظمة الصحة العالمية للتصدي لانتشار مرض الكوليرا في اليمن.
وأكد الربيعة، في مؤتمر صحافي مع السفير المعلمي بمقر الأمم المتحدة على أن المؤشرات الأممية تلفت إلى أن مرض الكوليرا في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية أقل بكثير من تلك التي يسيطر عليها الطرف الانقلابي. وعزا ذلك إلى رفض ذلك الطرف وصول المساعدات الإنسانية للمشافي التي تقع تحت سيطرته.
وأكد أن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن نسبة شفاء المصابين من المرض تمثل 99 في المائة وأن نسبة الإصابة قلت من 1.2 في المائة إلى 0.4 في المائة، وقال: «إنه أمر غاية في الأهمية».
وشدد الربيعة على أن عمل مركز الملك سلمان للإغاثة محايد ويعمل مع شركائه مثل الأمم المتحدة ومنظمات دولية غير حكومية أخرى، وأشار إلى أن المركز تبرع بالمعدات الطبية وقدم الأموال إلى كافة مناطق اليمن بغض النظر عن وجودها في جنوب البلاد أو شمالها.
وشارك الربيعة في جلسة غير رسمية عقدها مجلس الأمن أمس الاثنين بمقر الأمم المتحدة تحت ما يسمى صيغة «أريا» حول «الدور الحيوي لشركاء المساعدات الإنسانية للأمم المتحدة في الأزمة في اليمن».
وأكد الربيعة في تصريحاته أن تواجد المركز في اليمن ليس لمكافحة الكوليرا وحسب.
واستمع أعضاء المجلس إلى إحاطتين من رئيس الشؤون الإنسانية الأممي، ستيفن أوبراين ومن الربيعة حول ما يمكن عمله لتخفيف معاناة الناس في اليمن.
وكانت السنغال، عضو مجلس الأمن غير الدائم قد وزعت على الأعضاء الآخرين، مذكرة مفاهيمية حول الاجتماع من أجل التفكير في سبل التغلب على التحديات التي تواجهها الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني، وكذلك بهدف تعزيز تقديم المساعدة ومحاولة منع تسريب المعونة وضمان التمويل الكافي.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.