متجر أثري للمسك والعطور في تركيا تاريخه ألف عام

يقع في منطقة حران عاصمة الآشوريين والأمويين

اكتشاف متجر للمسك والعطور عمره ألف عام
اكتشاف متجر للمسك والعطور عمره ألف عام
TT

متجر أثري للمسك والعطور في تركيا تاريخه ألف عام

اكتشاف متجر للمسك والعطور عمره ألف عام
اكتشاف متجر للمسك والعطور عمره ألف عام

عثر فريق بحثي تركي على متجر للمسك وأوعية عطور مزينة يعتقد أن تاريخها يعود إلى ما قبل ألف عام خلال أعمال حفر في منطقة «حران» الأثرية بمحافظة شانلي أورفا جنوب البلاد.
وقال محمد أونال، المسؤول عن فرق البحث بمنطقة حران في تصريح أمس الاثنين إن الفرق المعنية بأعمال الحفر، عثرت مؤخرا على متجر تاريخي مربع الشكل لبيع المسك، ومئات الأواني المخروطية والكروية المخصصة لوضع العطور بداخل كلية «أولو جامع».
وتشتهر منطقة حران بمنازلها ذات القباب المخروطية وتعد من أقدم المناطق المأهولة بالسكان حول العالم، ويرجع تاريخ الحياة البشرية عليها إلى الألفية السادسة قبل الميلاد، وكانت عاصمة للآشوريين والأمويين.
وتواصل السلطات التركية أبحاثها في هذه المنطقة الأثرية التي تحتضن بقايا أول جامعة إسلامية، ومرصدا فلكيا أثريا، إضافة إلى المسجد الكبير من العهد الأموي، وغيرها من المعالم التاريخية الهامة.
وأوضح أونال أن المنطقة الأثرية في حران تتمتع بإمكانات مهمة للغاية، ولذلك توليها السلطات اهتماما كبيرا.
يعد مسجد وكلية «أولو جامع» من أقدم المساجد في مدينة شانلي أورفا، المعروفة باسم «مدينة الأنبياء»؛ حيث احتضن على مر تاريخه أتباع الأديان السماوية الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام).
ويعد أولو جامع من أقدم المساجد في شانلي أورفا، حيث بنى في الأساس ك«كنيس يهودي»، وفي 435 ميلادية تحول إلى كنيسة للمسيحيين على يد الراهب رابولا.
واستخدمت في بناء الكنيس صخور حمراء غير موجودة في المنطقة؛ لذلك حمل عند تحوله إلى كنيسة لقب «الكنيسة الحمراء».
وفي 1170 ميلادية، تحولت «الكنيسة الحمراء» على يد الزنكيين إلى مسجد باسم «أولو جامع»، وقد جرى ترميمه 4 مرات في تاريخه؛ حيث يعد من أكثر المساجد التي يقصدها المصلون في شانلي أورفا.
ويطلق على «شانلي أورفا» (مدينة الأنبياء)، وتقع على الحدود التركية السورية وتعد المدينة التاسعة في البلاد من حيث عدد السكان والمساحة، وترجع أصول سكانها إلى قوميات عدة مثل العربية والكردية والتركية والشركسية والفارسية، ويتحدث أغلب سكانها الأصليين اللغة العربية.
ومرت على شانلي أورفا حضارات قديمة عدة أطلقت عليها أسماء كثيرة منها «أور» و«وأورهوي» و«أورهايي» و«روهايي» و«روها» و» أداسا» و«الرها»، وهو الاسم الذي عرفت به في التاريخ العربي، وبعد تأسيس الجمهورية التركية استقر اسمها على «شانلي أورفا».
وبحسب الكثير من المصادر فإن «شانلي أورفا» هي المدينة التي شهدت ميلاد وحياة النبيين إبراهيم الخليل وأيوب عليهما السلام، وهناك كثير من المعالم التي تبين مكوث سيدنا إبراهيم فيها، وأن يعقوب عليه السلام أيضاً عاش وتزوج بها، كما يوجد ضريح في أحد الكهوف يعتقد أنه لنبي الله شعيب.
وتعد «شانلي أورفا» البوابة التي دخل منها الإسلام إلى منطقة الأناضول التركية، وانتشر فيها بعد فتحها، لذلك تعد مدينة مهمة بالنسبة للمسلمين وتشتهر بأماكن تاريخية وسياحية مميزة، أشهرها بحيرة الأسماك التي يعتقد الأتراك أن النمرود أشعل فيها النيران وأمر بإلقاء نبي الله إبراهيم عليه السلام فيها، قبل أن يأتي الأمر الإلهي لتتحول النيران إلى مياه، ويتحول الحطب إلى أسماك ويعتقد كثير ممن يزورون البحيرة ويطعمون أسماكها بصحة هذه الرواية.
ويوجد في «شانلي أورفا» أيضاً مقام أيوب عليه السلام وقبره، حيث يروى أنه مكث داخله وصبر على ابتلائه وعاش وتوفي فيه، وتحتوي المدينة كذلك على جامع صلاح الدين الأيوبي الذي أشرف على بنائه ودعمه صلاح الدين بنفسه.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».