انطلاق «اجتماعات الرياض» اليوم... و«الهيئة العليا» تعوّل على تبدّل الموقف الروسي

تبحث مصير الأسد وتشكيل وفد واحد للمعارضة إلى مفاوضات جنيف

طفلة تدفع أمس عربة فيها طوب بدرعا حيث تسري هدنة بموجب اتفاق روسي - أميركي (رويترز)
طفلة تدفع أمس عربة فيها طوب بدرعا حيث تسري هدنة بموجب اتفاق روسي - أميركي (رويترز)
TT

انطلاق «اجتماعات الرياض» اليوم... و«الهيئة العليا» تعوّل على تبدّل الموقف الروسي

طفلة تدفع أمس عربة فيها طوب بدرعا حيث تسري هدنة بموجب اتفاق روسي - أميركي (رويترز)
طفلة تدفع أمس عربة فيها طوب بدرعا حيث تسري هدنة بموجب اتفاق روسي - أميركي (رويترز)

تنطلق اليوم اجتماعات الرياض بين «الهيئة العليا التفاوضية» ومنصتي «القاهرة» و«موسكو» التي كانت مقررة يوم أمس للبحث في الحل السياسي وبالتحديد مسألة مصير رئيس النظام بشار الأسد، تمهيدا لتشكيل وفد واحد للمعارضة في مؤتمر «الرياض 2» للمشاركة في مفاوضات جنيف.
وستستكمل اجتماعات الرياض التي كانت مقررة أمس، وتم تأجيلها لأسباب تقنية مرتبطة بتأخر وصول وفد «منصة موسكو» إلى الرياض، البحث في مسائل الحوكمة والانتخابات والإرهاب والدستور، بحسب المتحدث باسم «الهيئة» يحيى العريضي، الذي لفت إلى أن الأطراف الثلاثة سبق لها أن توصلت إلى أوراق مشتركة بشأن هذه القضايا بينما سيكون تركيز البحث على الموقف المتعلق بمصير الأسد الذي لا يزال الخلاف قائما حوله.
وفي حين تعوّل المعارضة على تبدّل في الموقف الروسي الذي من شأنه أن يسهّل عملية تشكيل وفد واحد للمعارضة، بحسب العريضي، لفت مصدر في «الائتلاف الوطني» وآخر في «الهيئة» لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه قد يتم طرح حل وسطي يرضي المجتمعون يقضي ببقاء الأسد فترة محددة بستة أشهر قبل إجراء الانتخابات الرئاسية.
وقال العريضي لـ«الشرق الأوسط»: «لغاية الآن لم يتبدّد الخلاف بيننا وبين (منصة موسكو) بشأن مصير الأسد لكننا نعول على تبدل في الموقف الروسي الذي قد يظهر في اجتماعات الرياض من خلال (منصة موسكو) بعدما كانت أعلنت رفضها القاطع للذهاب إلى الرياض وعادت وتراجعت عن موقفها»، موضحاً «ومما لا شك فيه أن هذا التراجع مرتبط بموقف روسيا».
وتعلن «الهيئة» رفضها القبول باستمرار الأسد في السلطة حتى في المرحلة الانتقالية وتعبر «منصة القاهرة» عن موقفها الرافض لأي دور للنظام ورئيسه في مستقبل سوريا، بينما كان رئيس منصة موسكو قدري جميل قد طرح حلا يقضي ببقاء الأسد في السلطة وتعيين خمسة نواب له، وهو ما ترفضه المعارضة. وهو ما لفت إليه أيضا المتحدث باسم «الهيئة العليا» سالم المسلط في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، عندما قال إن «الهيئة» ترفض أي دور لرأس النظام في سوريا خلال فترة الحكم الانتقالي أو في مستقبل سوريا، وإن الخلاف يكمن في توقيت رحيل رأس النظام السوري، وما إذا كان رحيل بشار الأسد في بداية فترة الحكم الانتقالي أو في نهايتها.
وأشار المسلط إلى أن الاجتماعات ستنتهي بإعلان أسماء ممثلي المعارضة إلى مفاوضات جنيف، بينما أكد العريضي أن المهم في تشكيل وفد واحد، هو الجوهر الذي من شأنه إسقاط الذرائع التي يحملها البعض ضد المعارضة والقول: إنها مشتّتة، مضيفا أن «المشكلة الأساسية لا تزال عند النظام وداعميه وكل الأمور الأخرى ذرائع ليس أكثر».
ورأى العريضي أن «الهيئة» تتصرف بمسؤولية وتفتح الباب أمام كل الأطراف الأخرى بهدف تقريب وجهات النظر وتشكيل وفد واحد مع التمسك بمبادئ الثورة وعدم التنازل عنها.
وحول تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا المتعلقة بمستقبل سوريا وأن الأشهر المقبلة ستكون حاسمة، بيّن المسلط أن الهيئة تدعم توجهاته، إلا أن القرار في الأخير سيتخذ من قبل السوريين، مشيراً إلى أن التكتلات والصراعات الدولية هي التي تتحكم في الوضع بسوريا وبمسألة الانتقال السياسي. وتابع بقوله: «المبعوث الأممي يبني على معطيات دولية في حواراته»، متمنياً إنجاز حل سياسي يرضي جميع السوريين في اجتماعات اليوم.
وبعدما كان رئيس منصة موسكو قدري جميل قد قال لـ«الشرق الأوسط» في تصريح سابق إن المنصة وافقت على المشاركة في «الرياض»، بشروط، أعلنت الأخيرة في بيان لها يوم أول من أمس، تلبية الدعوة «تسهيلا لعقد مفاوضات جنيف».
وقالت في بيان لها: «رغم أن منصة موسكو أكدت مراراً بأن جنيف هي المكان الأنسب، للقاء قوى المعارضة في إطار محاولات تشكيل الوفد الواحد، ولكن، وبعد أن أعلن المبعوث الدولي تأجيل الاجتماعات التقنية بين قوى المعارضة إلى أجل غير مسمى، بانتظار اتفاق المعارضة، قررت قيادة المنصة قبول الدعوة، لأن تأخير اجتماعات المعارضة لتشكيل الوفد الواحد، يعني تأخير استئناف المفاوضات المباشرة بين المعارضة والوفد الحكومي، وبالتالي استمرار نزيف الدم السوري، واستمرار الكارثة الإنسانية، والمخاطر المحتملة على وحدة البلاد».
وأضافت أن «منصة موسكو إذ تتنازل عن شرطها فيما يتعلق بمكان انعقاد الاجتماع، في إطار إزالة العراقيل أمام استئناف التفاوض، وقطع الطريق على محاولات عرقلة الحل السياسي، تؤكد في الوقت نفسه، أنها لن تتخطى الثوابت التي تشكلت على أساسها، وستبذل جهدها لتشكيل وفد واحد، للإسراع بالحل السياسي التوافقي على أساس القرار الدولي 2254 من دون اجتهادات وتفسيرات من أحد، باعتباره المرجعية الوحيدة لحل الأزمة السورية، والاستفادة القصوى من الظرف الدولي والإقليمي الناشئ، بعد انحسار قوى الإرهاب، وتراجع الكثير من القوى الدولية والإقليمية عن مواقفها السابقة».
ومن المتوقع أن يشارك في اجتماعات الرياض التي قد تستمر ليومين، نحو 20 شخصا ممثلين عن المنصات الثلاث، سبعة منهم من «الهيئة» وسبعة آخرون من «منصة موسكو»، بحسب ما أشارت مصادر مشاركة في المباحثات، في الوقت الذي لمح فيه المسلط، إلى أن الاجتماعات قد تمتد إلى ثلاثة أيام، مشدداً على أن «الهدف من الاجتماع الوصول إلى اتفاق على النقاط الأساسية، وهناك ثوابت لا يمكن التراجع عليها وهي ضرورة رحيل رأس النظام السوري».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.