لعبة «بيوند: تو سولز» تمزج أفضل عناصر الأفلام والألعاب الإلكترونية

قصة تفاعلية غامضة ومثيرة تخاطب المشاعر

لعبة «بيوند: تو سولز» تمزج أفضل عناصر الأفلام والألعاب الإلكترونية
TT

لعبة «بيوند: تو سولز» تمزج أفضل عناصر الأفلام والألعاب الإلكترونية

لعبة «بيوند: تو سولز» تمزج أفضل عناصر الأفلام والألعاب الإلكترونية

طرحت أخيرا لعبة «بيوند: تو سولز» Beyond: Two Souls المميزة على جهاز «بلايستيشن 3»، والتي تعتبر قصة درامية تفاعلية يختبر من خلالها اللاعب مشاعر مختلفة خلال مراحل مختلفة من حياة الشخصية الرئيسية، وتروي معاناتها مع قوة خارقة لا يمكن تفسيرها تجعلها موضع اهتمام العلماء والحكومة. وتقدم اللعبة رسومات متطورة وأداء صوتيا مبهرا من ألمع ممثلي «هوليوود»، في جو مشوق من اللعب. * قصة غامضة وتقص اللعبة قصة الطفلة الفريدة «جودي» Jodie التي لديها قدرة غريبة على التواصل مع قوة خارقة اسمها «آيدن» Aiden لا تظهر لأي شخص وتلازم «جودي» منذ ولادتها. وتستطيع هذه القوة تحريك العناصر من حولها والتأثير في الأشخاص، والتي تستفيد منها «جودي» لحماية نفسها في الكثير من المواقف التي تتعرض لها. وتواكب القصة مراحل مختلفة من حياة «جودي» من دون ترتيب مسبق (بدءا من عمر 6 سنوات، ووصولا إلى أوائل ثلاثينات عمرها)، حيث يعرضها أهلها وهي طفلة على الأطباء لدراسة حالتها التي تصبح محور اهتمام الحكومة، وصولا إلى عمل «جودي» مع وكالة الاستخبارات الأميركية وبحثها عن الكثير من الإجابات، وهروبها من القوات الخاصة وتشردها في الطرقات. ولن نذكر المزيد من تفاصيل قصة اللعبة، ونتركها للاعب ليكتشفها بنفسه، ولكن النهاية ستكون مؤثرة جدا، وخصوصا أن اللاعب سيكون مضطرا لاتخاذ قرارات لا يمكن تغيير أثرها، ولا يمكن نسيانها بسهولة. * تفاصيل مشوقة وسيتعرض اللاعب إلى الكثير من المواقف التي تخاطب مشاعره مباشرة بشكل متناقض، مع تقديم بعض عناصر الذعر والترقب. ويمكن للاعب التحكم بقدرات القوة الخارقة بالضغط على زر خاص في أداة التحكم، والتأثير في البيئة من حوله لمساعدة «جودي»، من مجرد بعثرة بعض الأوراق وتحطيم بعض الأشياء للفت انتباهها، وصولا إلى القدرة على جعل سيارة تطارد «جودي» تنقلب، وتكوين درع واق من الطاقة حولها، أو التحكم بالشخصيات المختلفة الموجودة حول «جودي»، أو حتى شفاء بعض إصاباتها! ويجب على اللاعب تجاوز الكثير من التحديات بالتنسيق بين «جودي» و«آيدن»، مثل التحكم بـ«آيدن» للتسلل من ثقب في باب ما لتعطيل كاميرات المراقبة الموجودة في الغرفة المجاورة، الأمر الذي يسمح للاعب التحكم بـ«جودي» مرة أخرى وعبور تلك المنطقة بأمان. ويمكن للاعب اختيار مجريات الأحداث والتأثير على المجريات المقبلة وفقا لذلك، الأمر الذي يفسح المجال أمام اللاعبين لتجربة اللعبة أكثر من مرة لتجربة تغير تفاعل الشخصيات مع «جودي»، وتغير مجريات الأحداث. هذا، ويستطيع لاعبان التحكم بالشخصيتين الرئيسيتين لإثراء تجربة المشاركة، مع القدرة على التفاعل مع عالم اللعبة من خلال تطبيق خاص يمكن تحميله من المتاجر الإلكترونية في الهواتف الجوالة والأجهزة اللوحية اسمه «بيوند تاتش» Beyond Touch. * مزايا إخراج احترافية وسيشعر اللاعب بأنه يشاهد فيلما سينمائيا من الدرجة الأولى بسبب المزايا الاحترافية العالية التي تقدمها اللعبة، مثل توفير بيئة غنية حول اللاعب، وشخصيات تظهر مشاعرها في عيونها وتعابير وجهها ولغة جسدها، بالإضافة إلى رسومات تحرك مصورة من ممثلين حقيقيين، ونص يركز على الانغماس يبلغ طوله أكثر من 2000 صفحة، وموسيقى تصويرية مذهلة. هذا، واستخدمت الشركة المبرمجة ممثلين معروفين لأداء حركات وأصوات شخصيات اللعبة، مثل «ويليام دافو» Willem Dafoe (مثّل في مجموعة من الأفلام المميزة، مثل Spider - Man وThe Aviator) الذي يجسد شخصية الطبيب «نيثان هوكنز»، و«إيلين بيج» (مثلت في أفلام X - Men: The Last Stand وInception) التي تجسد شخصية «جودي». ورغم أن اللعبة تقدم الكثير من المواقف والمشاهد التي قد تجعل بعض اللاعبين يظنون أنهم مجرد مشاهدين، فإن عنصر الترقب والغموض الذي يشوب مجريات أحداث اللعبة سيجعل اللاعبين منغمسين في القصة الغريبة ويقدرون تجربة مشاهدة فيلم درامي تفاعلي. ولا يجب اعتبار أن هذه اللعبة هي عبارة عن فيلم مدته 10 ساعات أو أكثر، بل يمكن التفاعل مع الشخصيات المحيطة باللاعب بكل حرية وفي أي وقت أو ترتيب يرغب فيه اللاعب. ولن يجد اللاعب العناصر التقليدية الموجودة في الألعاب الأخرى، مثل عداد للطاقة ونقاط التطور ومواقع تواجد الأسلحة أو وحدات تطوير الطاقة، وغيرها، بل سيجد مزيجا من عناصر الإنتاج السينمائي عالي الجودة وقابلية التفاعل مع القصة من عالم الألعاب الإلكترونية، الأمر الذي يقدم نهايات متعددة للعبة. وتجدر الإشارة إلى أن الشركة المبرمجة للعبة كانت قد طرحت في السابق لعبة «هيفي رين» Heavy Rain، ولكن هذه اللعبة أكثر بديهية مقارنة بـ«هيفي رين» التي كانت تقدم إشارات كثيرة على الشاشة تؤثر على انغماس اللاعبين في القصة، حيث استعاضت الشركة عن ذلك بتقديم نقاط مضيئة باللونين الأزرق والأبيض للدلالة على القدرة على التفاعل مع عناصر البيئة من حول «جودي». وتقدم اللعبة كذلك أسلوب قتال مبسط يجب فيه على اللاعب تحريك عصا التحكم اليمنى في الاتجاه الصحيح لجعل «جودي» تنفذ مجموعة من الحركات الدفاعية أو الهجومية، وفقا للحاجة، مع القدرة على تشتيت انتباه الأعداء من خلال استخدام قدرات «آيدن». هذا، وتقدم بعض «المشاهد» القدرة على التعرف على القصة والتفاعل معها لفترات مختلفة تصل مدة بعضها إلى 5 دقائق فقط، بينما يتطلب البعض الآخر أكثر من ساعة ونصف لإتمام مشهد واحد. * مواصفات تقنية رسومات اللعبة مذهلة، وخصوصا الشخصيات الرئيسية فيها، حيث يمكن مقارنتها بمستوى رسومات ألعاب أجهزة الجيل المقبل، وخصوصا رسومات تحرك الشخصيات وتعابير وجهها والمؤثرات البصرية الخاصة بالمياه والضباب والأمطار، وغيرها. وركز مبرمجو اللعبة على جميع تفاصيل البيئة المحيطة باللاعب، مثل غرفة «جودي» التي سيتغير محتواها مع تقدمها في السن خلال مجريات القصة. وبالنسبة للصوتيات، يقدم طاقم العمل أداء مذهلا ومبهرا، ومن الواضح أن الممثلين بذلوا جميع جهودهم في تسجيل المحادثات للشخصيات، ولم يعتبروا هذا العمل كمشروع هامشي. ويعتبر بعض النقاد التقنيين أن شخصية «جودي» هي أفضل شخصية تم تقديم أداء لها في تاريخ هذا الجيل من الألعاب الإلكترونية، وذلك نظرا للتقنيات المختلفة المتقدمة التي تخدم هذه الشخصية وتجعلها أكثر واقعية. * معلومات عن اللعبة * الشركة المبرمجة: «كوانتيك دريم» Quantic Dream http://www.quanticdream.com * الشركة الناشرة: «سوني كومبيوتر إنترتينمنت» Sony Computer Entertainment http://www.scei.co.jp/index_e.html * موقع اللعبة على الإنترنت: www.beyond - twosouls.com * نوع اللعبة: دراما تفاعلية ومغامرات قتالية Interactive drama & action advernture * جهاز اللعب: «بلايستيشن 3» حصريا * تاريخ الإصدار: 10-2013 * تقييم مجلس البرامج الترفيهية ESRB: لمن تبلغ أعمارهم 16 عاما أو أكثر * دعم للعب الجماعي: نعم (بشكل مبسط)



خبراء يحذرون: الذكاء الاصطناعي قد ينفذ هجمات إلكترونية بمفرده

صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
TT

خبراء يحذرون: الذكاء الاصطناعي قد ينفذ هجمات إلكترونية بمفرده

صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)
صورة مركبة عن الذكاء الاصطناعي (رويترز)

حذرت مجموعة من الخبراء من قيام نماذج الذكاء الاصطناعي بتحسين مهاراتها في الاختراق، مشيرين إلى أن قيامها بتنفيذ هجمات إلكترونية بشكل كامل بمفردها يبدو أنه «أمر لا مفر منه».

وبحسب موقع «أكسيوس»، سيُدلي قادة من شركتي «أنثروبيك» و«غوغل» بشهادتهم اليوم أمام لجنتين فرعيتين تابعتين للجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب الأميركي، حول كيفية إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى لمشهد التهديدات الإلكترونية.

وكتب لوغان غراهام، رئيس فريق اختبار الذكاء الاصطناعي في «أنثروبيك»، في شهادته الافتتاحية التي نُشرت حصرياً على موقع «أكسيوس»: «نعتقد أن هذا هو المؤشر الأول لمستقبل قد تُمكّن فيه نماذج الذكاء الاصطناعي، على الرغم من وجود ضمانات قوية، الجهات المُهدِّدة من شنّ هجمات إلكترونية على نطاق غير مسبوق».

وأضاف: «قد تصبح هذه الهجمات الإلكترونية أكثر تعقيداً من حيث طبيعتها وحجمها».

وحذرت شركة «أوبن إيه آي»، الأسبوع الماضي، من أن نماذج الذكاء الاصطناعي المستقبلية ستمتلك على الأرجح قدرات سيبرانية عالية الخطورة، مما يقلل بشكل كبير من المهارة والوقت اللازمين لتنفيذ أنواع معينة من الهجمات السيبرانية.

بالإضافة إلى ذلك، نشر فريق من الباحثين في جامعة ستانفورد ورقة بحثية توضح كيف اكتشف برنامج ذكاء اصطناعي يُدعى أرتميس ثغرات في إحدى الشبكات التابعة لقسم الهندسة بالجامعة، متفوقاً على 9 من أصل 10 باحثين بشريين شاركوا في التجربة.

كما أفاد باحثون في مختبرات Irregular Labs، المتخصصة في اختبارات الضغط الأمني ​​على نماذج الذكاء الاصطناعي الرائدة، أنهم لاحظوا «أدلة متزايدة» على تحسن نماذج الذكاء الاصطناعي في مهام الهجوم السيبراني.

ويشمل ذلك تحسينات في الهندسة العكسية، وبناء الثغرات، وتسلسل الثغرات، وتحليل الشفرات.

وقبل ثمانية عشر شهراً فقط، كانت تلك النماذج تعاني من «قدرات برمجية محدودة، ونقص في عمق الاستدلال ومشكلات أخرى»، كما أشارت شركة Irregular Labs.

وأضافت الشركة: «تخيلوا ما ستكون قادرة عليه بعد ثمانية عشر شهراً من الآن».

لكن، على الرغم من ذلك، لا تزال الهجمات الإلكترونية التي تعتمد كلياً على الذكاء الاصطناعي بعيدة المنال. ففي الوقت الراهن، تتطلب هذه الهجمات أدوات متخصصة، أو تدخلاً بشرياً، أو اختراقاً لأنظمة المؤسسات.

وقد تجلى ذلك بوضوح في تقرير «أنثروبيك» الصادم الشهر الماضي، إذ اضطر قراصنة الحكومة الصينية إلى خداع برنامج كلود للذكاء الاصطناعي والتابع للشركة ليقنعوه بأنه يُجري اختبار اختراق عادي قبل أن يبدأ باختراق المؤسسات.

وسيُخصص المشرعون جلسة الاستماع اليوم (الأربعاء) للبحث في الطرق التي يستخدم بها قراصنة الدول ومجرمو الإنترنت الذكاء الاصطناعي، وما إذا كانت هناك حاجة إلى أي تغييرات في السياسات واللوائح التنظيمية لتحسين التصدي لهذه الهجمات.


5 توقعات لدور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الإعلام عام 2026

5 توقعات لدور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الإعلام عام 2026
TT

5 توقعات لدور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الإعلام عام 2026

5 توقعات لدور الذكاء الاصطناعي المتنامي في الإعلام عام 2026

يدخل قطاع الإعلام مرحلة محورية في علاقته بالذكاء الاصطناعي، تتسم بتسارع تبنيه وازدياد التحديات. وفيما يلي خمسة توقعات رئيسية لعام 2026، تسلط الضوء على كيفية إعادة تشكيل الذكاء الاصطناعي للصحافة والنشر والعلاقات العامة، كما كتب بيت باشال (*):

حقوق النشر

1.تفاقم نزاعات حقوق النشر

من المتوقع أن يتفاقم الجدل العالق حول حقوق النشر بين الناشرين وشركات الذكاء الاصطناعي قبل أن يتحسن. ورغم وجود اتفاقيات ترخيص، فإن التوتر الأساسي لا يزال قائماً: إذ يطالب الناشرون بتعويضات مقابل استخدام المحتوى، بينما تدافع شركات الذكاء الاصطناعي عن مبدأ الاستخدام العادل.

يلجأ كثير من الناشرين حالياً إلى حظر برامج زحف الذكاء الاصطناعي، ما يحد من الوصول إلى البيانات الحديثة، ويجعل أدوات الذكاء الاصطناعي أقل تنافسية. ومع ذلك، تتمتع «غوغل» بميزة فريدة نظراً لتوحيد محرك البحث وبرامج زحف الذكاء الاصطناعي لديها، فلا يمكن لأي ناشر حظر محرك بحث «غوغل».

ويضع هذا الوضع المنافسين، مثل «أوبن إيه آي» و«بيربليكسيتي»، في موقف غير مواتٍ، ويتوقع باشال أن تُعطي شركات الذكاء الاصطناعي الأولوية للتنافسية على حساب الامتثال لأوامر الآخرين.

غرفة الأخبار

2. تحوّل غرف الأخبار نحو منتجات الذكاء الاصطناعي لجني الإيرادات

يتطور دور الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار من مجرد أدوات لرفع الكفاءة إلى منتجات مُدرّة للدخل.

ويعكس تبني صحيفة «نيويورك تايمز» للذكاء الاصطناعي في مجال النسخ وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي ازدياد الثقة بهذه التقنية. والأهم من ذلك، أن مبادرات مثل «Times AI Agent»، التي تُحوّل الأرشيفات إلى مجموعات بيانات جاهزة للذكاء الاصطناعي، تُشير إلى توجه نحو منتجات الذكاء الاصطناعي القابلة للاستثمار.

وبينما لا تزال الربحية غير مؤكدة، فإن الناشرين يُبدون استعداداً كبيراً للتجربة، على الرغم من الجدل الدائر، مثل ردة فعل نقابة «بوليتيكو» (Politico) على أداة ذكاء اصطناعي لقسمها المتميز. ويُشير هذا التوجه إلى أن الذكاء الاصطناعي سيُصبح جزءاً لا يتجزأ من استراتيجيات المنتجات التي تهدف إلى تحسين الأرباح.

انتعاش قطاع العلاقات العامة

3. نهضة العلاقات العامة «الرشيقة»

على عكس التوقعات بتراجعها، تشهد العلاقات العامة انتعاشاً مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي. يُولي الذكاء الاصطناعي التوليدي أهميةً بالغةً للمصداقية عبر منصات متعددة، ما يجعل الاستشهاد الواسع النطاق أكثر أهمية من أي وقت مضى. تُعزز هذه الديناميكية أهمية العلاقات العامة، حيث يُسهم تأمين التغطية - حتى على المواقع الصغيرة - في تعزيز الظهور في الأنظمة البيئية القائمة على الذكاء الاصطناعي.

مع ذلك، يواجه القطاع ضغوطاً لتبني الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى لخفض التكاليف، ما يُجبر شركات العلاقات العامة على أن تُصبح أكثر رشاقةً وذكاءً. والنتيجة هي قطاع علاقات عامة مُعزز ولكنه مُتحول، يتكيف مع تأثير الذكاء الاصطناعي على المحتوى والمصداقية.

أصالة الكتابة البشرية

4. الأصالة تُعيد تأكيد ذاتها

على الرغم من المخاوف من هيمنة الذكاء الاصطناعي على الصحافة، فإن الكتابة البشرية تظل أساسية. فبينما يُمكن للذكاء الاصطناعي البحث والكتابة، فإن استخدامه يُغير ثقة الجمهور وعلاقاته.

استعادت الأصالة أهميتها، حيث يُنظر إلى سرد القصص الذي يقوده الإنسان كأنه عامل تمييز. لا يزال الذكاء الاصطناعي يلعب دوراً داعماً، ما يُتيح التوسع الفعّال من حيث التكلفة في صيغ، مثل مقاطع الفيديو التوضيحية القصيرة. وفي نهاية المطاف يعمل الذكاء الاصطناعي بوصفه مُسرِّعاً وليس بديلاً، ما يُساعد وسائل الإعلام على التنويع دون التضحية بالأصالة.

التوجه المباشر إلى الجمهور

5. التركيز على الجماهير مباشرة

يستعد الناشرون لعالم يسمى «غوغل الأصغر»، حيث يُعد الاعتماد على ما تقدمه محركات البحث المحسنة أمراً محفوفاً بالمخاطر؛ لذا تتجه الأولوية نحو بناء علاقات مباشرة مع الجمهور من خلال التطبيقات الخاصة والنشرات الإخبارية والفعاليات المباشرة، وهي قنوات تتميز بتفاعل وولاء أكبر.

ومع ذلك، مع تبني مزيد من الناشرين لهذه الاستراتيجيات، ستشتد المنافسة على جذب الانتباه.

الصورة الأكبر

لم يعد تبني الذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام خياراً. مع استخدام 34 في المائة من الأشخاص للذكاء الاصطناعي في البحث عن المعلومات - أي بارتفاع من 18 في المائة قبل عام - وإدراج أكثر من نصف الصحافيين للذكاء الاصطناعي في سير عملهم أسبوعياً، يتكيف القطاع الإعلامي بسرعة. وبينما لا تزال مسائل حقوق النشر وتحقيق الربح عالقة، يُتوقع أن يكون عام 2026 هو العام الذي تُعدّ فيه شركات الإعلام دليلها الخاص للبقاء في عصر الذكاء الاصطناعي.

*مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا»


هيمنة شركة «أوبن إيه آي» على سوق الذكاء الاصطناعي تهتز بعد 3 سنوات صدارة

ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
TT

هيمنة شركة «أوبن إيه آي» على سوق الذكاء الاصطناعي تهتز بعد 3 سنوات صدارة

ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)
ستبقى شركة «أوبن إيه آي» اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق (رويترز)

حقق برنامج «تشات جي بي تي» نجاحاً باهراً ارتقى بشركة «أوبن إيه آي» سريعاً إلى مصاف عمالقة التكنولوجيا. لكن بعد ثلاث سنوات من الصدارة، بات هذا الموقع الريادي مهدداً بفعل اشتداد المنافسة، ما يثير انتقادات وشكوكاً في أوساط القطاع الرقمي والمستثمرين.

كتب المستثمر مايكل بوري الذي اشتُهر بفضل فيلم «ذي بيغ شورت»، على منصة «إكس» مطلع ديسمبر (كانون الأول): «(أوبن إيه آي) هي (نتسكيب) المقبلة، مصيرها الفشل وتستنزف أموالها»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ويشير بوري في هذا المنشور إلى بوابة «نتسكيب» الإلكترونية التي كانت تسيطر على ما يقرب من 90 في المائة من سوق متصفحات الإنترنت في أوائل عام 1996، لكنها لم تعد تستحوذ إلا على أقل من 1 في المائة من هذه السوق بعد تسع سنوات.

حقق برنامج «تشات جي بي تي» نجاحاً باهراً ارتقى بشركة «أوبن إيه آي» سريعاً إلى مصاف عمالقة التكنولوجيا (رويترز)

وقال غاري ماركوس، الباحث المعروف بتشكيكه في هيكلية منظومة الذكاء الاصطناعي: «كان هذا حتمياً. فقدت (أوبن إيه آي) ريادتها وبالغت كثيراً في خطواتها».

ستبقى هذه الشركة اليافعة من سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة، رمزاً للعبقرية التي أطلقت الذكاء الاصطناعي التوليدي وأتاحته على أوسع نطاق.

حقق برنامج الدردشة الآلي الشهير «تشات جي بي تي» التابع لشركة «أوبن إيه آي» نمواً قياسياً غير مسبوق، إذ ارتفع عدد مستخدميه من الصفر تقريباً في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 إلى أكثر من 800 مليون مستخدم أسبوعياً حالياً.

وبلغت قيمته السوقية 500 مليار دولار، وهو رقم أتاح البقاء في موقع الريادة بفارق كبير إلى أن نجحت «سبايس إكس» في التفوق عليه قبل أيام.

لكن في المقابل، من المتوقع أن تنهي «أوبن إيه آي» العام بخسارة بمليارات الدولارات، ولا تتوقع تحقيق أرباح قبل عام 2029.

وقد التزمت الشركة نفسها بدفع أكثر من 1.4 تريليون دولار لشركات تصنيع الرقائق الإلكترونية وجهات معنية ببناء مراكز البيانات لزيادة قدرتها الحاسوبية بشكل كبير، وهو أمر بالغ الأهمية لتطوير الذكاء الاصطناعي.

ويثير مسارها المالي تساؤلات، خصوصاً في ظل إعلان «غوغل» أن واجهتها للذكاء الاصطناعي «جيميناي» Gemini AI باتت تضم 650 مليون مستخدم شهرياً.

باتت منصة «غوغل» للذكاء الاصطناعي «جيميناي» Gemini AI تضم 650 مليون مستخدم شهرياً (رويترز)

«حصة من الكعكة»

وأظهر الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي» سام ألتمان، وهو رجل بارع في مجال التجارة وصاحب شخصية جذابة، علامات استياء لأول مرة في أوائل نوفمبر عندما سُئل عن هذه العقود الضخمة بأكثر من ألف مليار دولار.

بعد أيام قليلة، حذّر في رسالة داخلية من أن الشركة تواجه خطر «بيئة مضطربة» و«مناخاً اقتصادياً غير موات»، متحدثاً عن تقدّم «غوغل» في المنافسة.

ثم أصدر إنذاراً عاجلاً حثّ فيه فرقه على تركيز جهودهم على «تشات جي بي تي».

الخميس، كشفت «أوبن إيه آي» عن نموذجها الجديد للذكاء الاصطناعي «جي بي تي 5.2» الذي يُصنّف أداؤه من بين الأفضل في معايير عدة، وأعلنت في اليوم نفسه عن شراكة رئيسية مع «ديزني».

يقول الشريك في شركة الاستثمار المباشر «فاونديشن كابيتال» Foundation Capital آشيو غارغ إن «(أوبن إيه آي) تستثمر مبالغ طائلة في تطوير نماذجها، لكن من غير الواضح كيف سينعكس ذلك اقتصادياً».

بالنظر إلى الخسائر المالية التي تتكبدها والتزاماتها الكبيرة، تُطرح علامات استفهام وفق آشيو غارغ عن تقييم «أوبن إيه آي» التي «تجمع حالياً أموالاً بأسعار تُثير تساؤلات حول عائد الاستثمار».

يقول إسبن روباك، الخبير المرموق في تقييم الأصول غير المدرجة لدى شركة بلوريس للاستشارات المالية: «لطالما توقعتُ انخفاض قيمة (أوبن إيه آي) السوقية نظراً لتزايد حدة المنافسة وعدم ملاءمة هيكلها الرأسمالي، لكنها تستمر في الارتفاع».

ويرى البعض أن هذه الفترة المضطربة قد تدفع «أوبن إيه آي» إلى تأجيل طرحها الأولي للاكتتاب العام، أو على العكس، تسريعه لجذب المستثمرين الأفراد الذين لا يزال ملايين منهم مهتمين بها.

كما ينتقد البعض شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة لتنويعها المفرط لأنشطتها، بدءاً من البنية التحتية وصولاً إلى شبكة «سورا» الاجتماعية للفيديوهات، وحتى تصميم جهاز متصل بالإنترنت.

لكن باستثناء بعض المعلقين المتشددين، لا تتوقع سوى قلة قليلة انهيار «أوبن إيه آي».

ويتوقع المحلل في مركز البحوث والتحليلات المالية CFRA أنجيلو زينو أنه «لن يكون هناك فائز» في سباق الذكاء الاصطناعي، «لكن لا بد من وجود عدة مزودين لنماذج عالية الجودة»، ومن بينهم «أوبن إيه آي» التي يرى أنها قادرة على النجاح من دون أن تبقى في الصدارة.

ويبدو أيضاً أن العديد من الاتفاقيات المبرمة مع مزودي خدمات الحوسبة والمعالجات والحوسبة السحابية تتضمن شروطاً مرنة إلى حد كبير.

في هذه الأوقات المضطربة، يُعدّ وجود مساهم رئيسي مثل «مايكروسوفت» (27 في المائة من رأس المال) أمراً بالغ الأهمية، لا سيما أن الشراكة الوثيقة مع مُبتكر نظام «ويندوز» تضمن لـ«أوبن إيه آي» إيرادات متكررة وكبيرة.

ويؤكد أنجيلو زينو أن «كل هذه الشركات ستحصل على حصتها من الكعكة، وسيزداد حجم الكعكة بشكل كبير».