جدل حول اختفاء 33 ألف قطعة أثرية في مصر

95 % منها لم تدخل مخازن المتاحف

TT

جدل حول اختفاء 33 ألف قطعة أثرية في مصر

كشفت وزارة الآثار في مصر عن اختفاء نحو 33 ألف قطعة أثرية على مدار السنوات الماضية، وقالت الوزارة أمس إنها «أعلنت ذلك في تقرير أعدته إدارة المخازن المتحفية، بغرض حصر القطع المفقودة، حتى يمكن تتبعها مع الإنتربول الدولي وغيرها من الجهات ذات الشأن لاستردادها».
وأكد مصدر أثري أن «المفقودات عبارة عن تماثيل نادرة صغيرة الحجم، تعود إلى العصور الفرعونية واليونانية والرومانية»، مضيفا أن «اختفاء هذه القطع يثير الجدل حول كيفية تهريبها؛ خاصة أن أغلبها سرق من المخازن المتحفية، وتم بيعها خارج البلاد».
من جانبه، أشار سعيد شبل، رئيس إدارة المخازن المتحفية بوزارة الآثار، إلى أن «هذا التقرير هو نتاج لأعمال الحصر التي قامت بها الإدارة على مدار شهور، وأن أكثر من 95 في المائة من الرقم المذكور يمثل قطعا أثرية لم تدخل المخازن المتحفية لوزارة الآثار»، مضيفا: «القطع المفقودة فقدت على مدار عقود لأكثر من 50 عاما مضت، وكان آخرها وأحدثها هي تلك القطع التي تمت سرقتها خلال حالة الانفلات الأمني التي سادت البلاد في أعقاب ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك، بالإضافة لحادث سرقة واحد عام 2015». مشيرا إلى أن هذا ثابت بلجان جرد فنية من المجلس الأعلى للآثار على مدار السنوات السابقة، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها مع الجهات القانونية والقضائية المعنية في حينه.
وأكد شبل أن هذه القاعدة من البيانات تهدف إلى حصر كل الآثار المفقودة لتتبع ما لم يتم استرداده حتى الآن، عن طريق مخاطبة الجهات الأمنية محليا ودوليا.
في السياق ذاته، قال الخبير الأثري محمد سعد الدين، إن «فترة ثورة يناير حتى عام 2013، عام الإطاحة بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، تعرضت فيها آثار مصر لعمليات نهب غير مسبوقة، وشهد كثير من الأماكن الحفر خلسة، إضافة إلى سرقة المتاحف»، لافتا إلى أن «الحل في تغليظ العقوبة للسارق والمهرب؛ لأنهما خانا وطنهما».
وأطلقت وزارة الآثار العام الماضي حملة لإنقاذ مقتنيات المخازن المتحفية في مصر وترميمها، في خطوة تعد الأولى في تاريخ عمل الوزارة، بهدف إنقاذ التراث الإنساني وحماية الكنوز الأثرية في مصر من التعديات والسرقات.
وقال المصدر الأثري، إن «تقرير إدارة المخازن المتحفية كشف عن اختفاء 370 قطعة أثرية من مخزن أطفيح جنوب محافظة الجيزة، و35 قطعة من مخزن تل الفراعين بكفر الشيخ، و34 قطعة من المخزن المتحفي بالداخلة بمصر الوسطى، و26 قطعة من مخزن كوم أوشيم بالفيوم، و52 من مخزن أبو الجود بمصر الوسطى، و238 قطعة من مخزن منطقة آثار ميت رهينة بالجيزة، و96 قطعة من مخازن أسوان، و157 من منطقة سقارة الشهيرة بالجيزة». مضيفا: «يبلغ عدد المخازن الأثرية 72 مخزنا، منها 35 مخزنا متحفيا، و20 مخزنا لآثار البعثات، و17 مخزنا فرعيا بالمواقع في كل محافظات مصر»، لافتا إلى أن «هناك الآلاف من القطع الأثرية غير مسجلة داخل وزارة الآثار، فثمة مخازن أثرية كاملة لم يتم جردها من قبل، ومن دون تسجيلها وتوثيقها في سجلات وزارة الآثار لن تستطيع الوزارة استردادها مرة أخرى».



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.