issue16744

هــــددت إيـــــران بــــــ«رد بــالافــعــال ولـيـس شــــــعــــــارات» عـــلـــى «الأعــــــمــــــال الإجــــرامــــيــــة» لإســـرائـــيـــل، نــافــيــة أن تـــكـــون لــديــهــا قـــوات وكيلة فـي المنطقة، أو نيتها إرســـال قـوات مساندة، أو تطوعية إلى لبنان، وذلـك في إشـــــارة إلــــى مـقـتـل أمــــن عــــام «حـــــزب الــلــه» حـــســـن نـــصـــر الـــلـــه وقــــيــــادي فــــي «الـــحـــرس الثوري»، عباس نيلفروشان في بيروت. وقـــــــال المــــتــــحــــدث بــــاســــم الـــخـــارجـــيـــة، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحافي دوري: «ســنــتــعــامــل بـــحـــزم وســنــتــصــرف بـطـريـقـة تجعل (الـعـدو) يندم»، مضيفاً أن إيــران لا تسعى إلى الحرب لكنها لا تخشاها. وأشار إلى أن طهران «تسعى لتعزيز الاســــتــــقــــرار والأمــــــــن فــــي المـــنـــطـــقـــة»، لـكـنـه أضاف: «لن نبقى مكتوفي الأيدي أمام أي مغامرة تمس أمننا القومي، ولـن نتوانى عن الرد». وأضـــــاف: «ســـنـــرد رداً مــؤلمــ عـلـى من يتعدى على مصالحنا الوطنية، وسنقطع أذرع وأرجــــل المـعـتـديـن... نـحـن لا نتحدث بشعارات، بل نفعل، وقد أظهرنا افعالها». وقـــال كنعاني إن «إيــــران ليس لديها قـــــوات وكــيــلــة فـــي المــنــطــقــة»، لافـــتـــ إلــــى أن «لبنان وفلسطي يمتلكان الـقـدرة والقوة الـازمـة، ولا حاجة لإرســال قــوات مساندة أو متطوعي من الجمهورية الإسلمية». وقــــال مـحـمـد مـخـبـر، مـسـاعـد المـرشـد الإيـــــــرانـــــــي، إن إيـــــــــران «لــــديــــهــــا بــالــتــأكــيــد واجــبــات تـجـاه شعب لبنان و(حـــزب الله) وتقوم بها بجدية». وأضــاف في تصريحات للصحافيي عــلــى هـــامـــش حـــضـــوره فـــي مــكــتــب «حـــزب الله»، أن «الكيان الصهيوني ارتكب خطأً فادحاً». وتابع: «رحيل الأشخاص لا يغير شيئاً في (حزب الله)». وذكــــــــرت وســــائــــل إعـــــــام إيــــرانــــيــــة أن الرئيس مسعود بزشكيان توجه إلى مقر المـكـتـب التمثيلي لـــ«حــزب الــلــه» اللبناني في شمال طهران، لتقديم العزاء إلى ممثل الحزب، عبد الله صفي الدين. وقال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي بعد لقائه مع ممثل «حـزب الله» في طهران: « لا ينبغي للعدو الصهيوني أن يـكـون سـعـيـداً بـالـضـربـة الـتـي وجهها، بـــل يــجــب أن يـقـلـق بــشــأن المـسـتـقـبـل الـــذي ينتظره. وأضــاف: لا تـزال إيـران تدافع عن المقاومة وستواصل هذا الطريق، والنصر النهائي قريب». وقال قائد «الحرس الثوري» الإيراني، حسي سـامـي، إن مقتل حسن نصر الله ونيلفروشان «سيحدث تحولاً تاريخياً». من جانبه، قال قائد الجيش الإيراني عــــبــــد الــــرحــــيــــم مـــــوســـــوي إن «بـــــعـــــض مــا يقوله الصهاينة وأسـيـادهـم هـو جــزء من عملياتهم النفسية؛ إذ يحاولون تصوير انـــــتـــــصـــــاراتـــــهـــــم لأســـــيـــــادهـــــم وشـــعـــوبـــهـــم حـتـى يـحـقـق هـــذا نتنياهو المــجــرم بعض الإنجازات». وســئــل عــن رد فـعـل إيــــران وجـمـاعـات «مـحـور المـقـاومـة» على اغتيال نصر الله، فــقــال: «انـــتـــظـــروا»، مضيفاً أن «حـسـابـات إسرائيلية خاطئة استمرت لسنوات، لكن في الواقع تتحرك كل يوم نحو الزوال». وقــال رئيس لجنة الـشـؤون الداخلية في البرلمان، النائب محمد صالح جوكار، إن «المستقبل لجبهة المــقــاومــة»، متحدثاً عن «زوال النظام الإسرائيلي في المستقبل القريب». وأشـــــــــــار جــــــوكــــــار إلــــــــى بـــــيـــــان المــــرشــــد الإيراني. وصرح لوكالة «إيسنا» الحكومية بـأن «مركزية (حــزب الـلـه) (...) فـي مواجهة النظام الصهيوني ذات أهمية كبيرة، وأي تطورات يجب أن تـدور حوله، أي أن جميع أعضاء جبهة المقاومة يجب أن يتحدوا مع (حزب الله) في مواجهة النظام الصهيوني». بــدوره، قـال رئيس لجنة الأمـن القومي والـسـيـاسـة الـخـارجـيـة فــي الــبــرلمــان، النائب إبــراهــيــم عـــزيـــزي، إن «الــهــجــوم الإسـرائـيـلـي عــــلــــى ضــــاحــــيــــة بــــــيــــــروت لا يــــحــــمــــل قـــيـــمـــةً عــســكــريــةً»، لافــتــ إلــــى اســـتـــمـــرار دعــــم بـــاده لـ«جبهة المـقـاومـة»، وقــال إنـه «سيفشَل هذا العمل، ونحن لا نشك في سقوط وهزيمة هذا النظام الصهيوني بشكل حتمي». وقـــــــــال إن «الــــجــــمــــهــــوريــــة الإســــامــــيــــة مـلـتـزمـة بــالأفــعــال، فـهـي تـنـفـذ كــل وعــودهــا، وتـــصـــدق فـــي وعــــودهــــا الـــتـــي قـطـعـتـهـا على نفسها تجاه الشعب وجبهة المقاومة. لكننا نـتـصـرف بـتـدبـيـر وذكـــــاء، ولـــن نخضع لهذا الجو العاطفي».وبشأن احتمالات الاختراق، قـــال: «الــعــدو دائــمــ يــحــاول اسـتـغـال قـــدرات عناصره المتسللة، لكن لم نرصد أي تقارير في هذا الشأن». حـــــــذر رئــــيــــس الـــــــــــــوزراء الإســــرائــــيــــلــــي، بـنـيـامـن نـتـنـيـاهـو، فــي رســالــة مـوجّـهـة إلـى الــشــعــب الإيــــرانــــي، الاثـــنـــن، بــأنــه «لا يـوجـد مكان في الشرق الأوســط لا يمكن لإسرائيل الوصول إليه»، في الوقت الـذي يواصل فيه جيشه غاراته ضد «حزب الله» في لبنان. وخـــاطـــب الإيـــرانـــيـــن فـــي مـقـطـع فـيـديـو محذّراً إياهم بأن حكومتهم تدفع بهم «أقرب فأقرب نحو الهاوية». واتــــهــــم نــتــنــيــاهــو الـــحـــكـــومـــة الإيـــرانـــيـــة بـــدفـــع الـــشـــرق الأوســــــط «بــــدرجــــة أكـــبـــر نحو الحرب» على حساب شعبها، محذراً الشعب الإيـــرانـــي بـــأن نظامهم «يــغــرق منطقتنا في مـزيـد مــن الــظــام والـــحـــرب»، وفـــق مــا أوردت وكالات أنباء. وقال نتنياهو: «لا يوجد مكان فـــي الـــشـــرق الأوســــــط لا تـسـتـطـيـع إســرائــيــل الــــوصــــول إلــــيــــه. لا يـــوجـــد مـــكـــان لــــن نــذهــب إليه لحماية شعبنا وحماية بـلـدنـا». وفي إشـارة إلى الأمـن العام لـ«حزب الله»، حسن نصر الله؛ الذي قُتل في غارات جوية شنتها إسرائيل على بـيـروت يـوم الجمعة الماضي، قـال نتنياهو إنـه يَجري القضاء على «دُمَـى النظام» الإيراني كل يوم. 5 لبنان... بعداغتيالنصرالله NEWS Issue 16744 - العدد Tuesday - 2024/10/1 الثلاثاء عراقجي: ينبغي للعدو الصهيوني ألا يكون سعيداً بل يجب أن يقلق بشأن ما ينتظره ASHARQ AL-AWSAT نتنياهو للإيرانيين: لا مكان في الشرق الأوسط لا يمكننا الوصول إليه طهران: سنرد بالأفعال على إسرائيللا بالشعارات لافتة فيشارع وسططهران تحملصورة القيادي بـ«الحرسالثوري» عباسنيلفروشان بعد تأكيد مقتله (إ.ب.أ) لندن - طهران: «الشرق الأوسط» الاستراتيجية الإقليمية لطهران على المحك بعد مقتل نصرالله مع اشتداد الضربات الإسرائيلية على مــعــاقــل «حـــــزب الـــلـــه» الــلــبــنــانــي، خـصـوصـ مقتل حـسـن نـصـر الــلــه، أبـــرز حـلـفـاء طـهـران فــي «مــحــور المـــقـــاومـــة»، ومـقـتـل الــقــيــادي في «الحرسالثوري» عباسنيلفروشان، اتسعت علمات الاستفهام بشأن الاستراتيجية التي ستتبعها طهران في المرحلة المقبلة. ويـشـكـل مـقـتـل نـصـر الــلــه أقــــوى ضـربـة للستراتيجية الإقليمية الإيرانية، بعد مقتل العقل المدبر لعملياتها الخارجية، وصاحب أعـلـى رتـبـة عسكرية فـي إيـــران، الـلـواء قاسم سليماني، بضربة جوية أميركية، أمـر بها الرئيس السابق والمرشح الحالي للنتخابات .2020 الرئاسية، دونالد ترمب، مطلع ولا تــــــزال طــــهــــران تـــعـــانـــي مــــن الإربــــــاك الــــــذي ســبــبــه مــقــتــل ســلــيــمــانــي، ســــــواء عـلـى صـــعـــيـــد اســـتـــراتـــيـــجـــيـــتـــهـــا الإقــــلــــيــــمــــيــــة، أو الـــســـيـــاســـة الــــداخــــلــــيــــة، رغــــــم أنــــهــــا حـــاولـــت تـقـديـم صــــورة جـــديـــدة، خـــال عـهـد الـرئـيـس الـسـابـق إبـراهـيـم رئـيـسـي، ووزيـــر خارجيته حــســن أمـــيـــر عــبــدالــلــهــيــان، خــصــوصــ بعد «طوفان الأقـصـى»، بوجود سياسة إقليمية مـتـمـاسـكـة، ســــواء عـلـى صـعـيـد دعـــم أنشطة «مـحـور المــقــاومــة»، أو تحسي الـعـاقـات مع دول الجوار، في إطـار استراتيجية «التطلع نحو الشرق». تهدئة مع الغرب ومــــــع انــــتــــخــــاب الــــرئــــيــــس المـــــدعـــــوم مـن الإصلحيي، مسعود بزشكيان، في أعقاب وفاة رئيسي وعبداللهيان في تحطم طائرة مــــروحــــيــــة، مــــايــــو (أيــــــــــار) المـــــاضـــــي، ظـــهـــرت مـؤشـرات على رغبة طهران إلـى التهدئة مع الغرب، خصوصاً القوى الأوروبية. وتـــــــأكـــــــدت هــــــــذه المــــــــؤشــــــــرات مــــــع بـــنـــاء بـزشـكـيـان هـيـكـل سـيـاسـتـه الــخــارجــيــة على أســــاس الــفــريــق الــــذي نـجـح فـــي إبـــــرام اتـفـاق ، وجـرى 2015 نـــووي مـع الـقـوى العالمية فـي بــمــوجــبــه تــجــمــيــد عـــقـــوبـــات أقــــرهــــا مـجـلـس الأمن. لـكـن بـزشـكـيـان يــواجــه تـحـديـات كبيرة للمضي قدماً في خطته لرفع العقوبات، أو خفض التوتر مع القوى الأوروبــيــة، كإجراء اســتــبــاقــي تـحـسـبـ لـــفـــوز دونـــالـــد تـــرمـــب في الانـــتـــخـــابـــات الـــرئـــاســـيـــة، واحـــتـــمـــال إحـيـائـه استراتيجية الضغوط القصوى، إذا رفضت طــهــران شــروطــه لإبــــرام اتــفــاق نـــووي جـديـد، قـد يشمل تعديل سلوكها الإقليمي، ويقيد برنامجها للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة. ويـأمـل فريق الرئيس الإيـرانـي الجديد أن يــكــون تـحـسـن الــعــاقــات مــع الأوروبـــيـــن مؤثراً في التأثير على قرار ترمب، خصوصاً إذا مــا قــــررت الـــولايـــات المـتـحـدة تفعيل آلية لإعــادة العقوبات الأممية المنصوص عليها فـي الاتـفـاق الــنــووي. ومــن غير الــواضــح، إذا مـا كـانـت ستتمكن طـهـران مـن تـكـرار تجربة الـــتـــعـــاون بـــن الأوروبـــــيـــــن وحـــكـــومـــة حسن روحاني. وسيكون ملف الاتـفـاق الـنـووي أولوية الــــعــــاقــــات بــــن إيــــــــران والــــــغــــــرب، مــــع تــولــي الحكومة الأميركية الـجـديـدة، بغض النظر نوفمبر (تشرين 5 عن الفائز في انتخابات الــــثــــانــــي) المــــقــــبــــل. وتـــخـــصـــب إيـــــــــران حــالــيــ في المـائـة، ويكفي 20 و 60 اليورانيوم نسبة مخزونها بالمجموع مـا يصل لعشر قنابل، في المائة. 90 إذا قررت رفع التخصيب إلى وكــــان أكــبــر الــتــحــديــات أمــــام الـحـكـومـة الـــجـــديـــدة قـــد بــــدأ مـــع اغـــتـــيـــال رئـــيـــس حـركـة يـولـيـو 30 «حــــمــــاس» إســمــاعــيــل هــنــيــة، فـــي (تـــــمـــــوز) المـــــاضـــــي، بـــعـــد ســـــاعـــــات فـــقـــط مـن حضوره مراسم اليمي الدستورية للرئيس الجديد. وألــــقــــى اغـــتـــيـــال هــنــيــة وتـــفـــاقـــم الــتــوتــر بظلله على ولادة حكومة بزشكيان، وذلـك وسط مخاوف من أن يقدم «الحرس الثوري» عــلــى شـــن ضـــربـــة مـمـاثـلـة لــهــجــوم منتصف أبـــريـــل (نـــيـــســـان). وتـــحـــدث كــبــار المــســؤولــن الإيـــــرانـــــيـــــن والــــــقــــــادة الـــعـــســـكـــريـــن حـيـنـهـا عـــن «واجـــــب الـــــرد» ومـنـاقـشـة الـخـطـط و«رد مفاجئ». ماذا قال بزشكيان في نيويورك؟ وعـلـى هـامـش أعــمــال الجمعية العامة لـأمـم المتحدة قـدمـت الإدارة الـجـديـدة، على رأسـهـا بزشكيان، تفاصيل لافتة عما جرى خلف الكواليس من اغتيال هنية في أول يوم يتولى منصبه. وقال بزشكيان في لقاء مع صحافيي: «حــاولــنــا عـــدم الـــــرد. لـقـد ظــلــوا يــقــولــون لنا إن اتـــفـــاقـــ لـــوقـــف إطـــــاق الـــنـــار فـــي مــتــنــاول اليد، ربما في غضون أسبوع أو أسبوعي، لكن هـذا الأسـبـوع لم يـأت قط وبــدلاً من ذلك واصلت إسرائيل توسيع هجماتها». واتــهــم إســرائــيــل بـالـسـعـي لـجـر الـشـرق الأوسط إلى الحرب باستفزاز بلده. وتمسك بــــالــــرد عـــلـــى اغـــتـــيـــال هـــنـــيـــة، قــــائــــاً: «ســـنـــرد فـــي الـــوقـــت والمـــكـــان المــنــاســبــن، وبـالـطـريـقـة المناسبة». وقـــــــال: «لا نـــرغـــب فــــي أن نـــكـــون سـبـبـ لـــعـــدم الاســــتــــقــــرار فــــي الــــشــــرق الأوســـــــط لأن عــواقــبــه سـتـكـون لا رجــعــة فــيــهــا». وأضــــاف: «نريد أن نعيش في سلم ولا نريد الحرب». ونقلت وسائل إعـام أميركية قوله إن بلده «مستعدّة لخفض التوترات مع إسرائيل، ما دامت ترى التزاماً مماثلً من الجانب الآخر». وبـــــــعـــــــد نــــــفــــــي الـــــــرئـــــــاســـــــة الإيــــــرانــــــيــــــة لـــتـــصـــريـــحـــات بـــزشـــكـــيـــان، انـــتـــشـــر تـسـجـيـل صـــــوتـــــي مـــــن تــــصــــريــــحــــاتــــه، يـــــقـــــول فــــيــــه إن «إيــران مستعدّة لوضع أسلحتها جانباً إذا وضعت إسرائيل أسلحتها جانباً»، وأضاف: «الإرهابي هو إرهابي، لا فرق إن كان عربياً أو أعجمياً، فارسياً أو إسرائيلياً أو أميركياً، إذا ارتكبوا اغتيالاً فهم إرهابيون». وفي اللقاء نفسه، قال بزشكيان رداً على ســؤال عما إذا كانت إيـــران ستدخل الصراع بي إسرائيل و«حزب الله»: «سندافع عن أي مجموعة تـدافـع عـن حقوقها وعــن نفسها». ولم يجب في شكل مباشر على سؤال يتصل بمعرفة مـا إذا كـانـت طـهـران سـتـرد بصورة مــبــاشــرة عــلــى إســـرائـــيـــل. وفــــي وقــــت لاحـــق، ذهب بزشكيان إلى أبعد من ذلك، عندما قلل من قدرة «حزب الله» على مواجهة إسرائيل. وقـــــــــال: «لا يـــمـــكـــن أن يـــــواجـــــه (حـــــــزب الـــلـــه) بمفرده دولة تدافع عنها وتدعمها وتزودها بـــــــالإمـــــــدادات دول غـــربـــيـــة ودول أوروبــــيــــة والولايات المتحدة». خيبة أمل وبـيـنـمـا أثــــار الــتــرقــب بــشــأن الــــرد على اغتيال هنية خيبة أمـل بـن أنـصـار طهران، وبـرر مسؤولون إيرانيون بـ«خدع الحرب»، و«تــأخــر الـــرد بـأشـد الـعـقـاب»، وتـحـدثـوا عن صــيــانــة رد «دقـــيـــق ومـــحـــســـوب مـــع مـــراعـــاة جميع الجوانب». وأشـــــــــار الــــرئــــيــــس الإيـــــــرانـــــــي، مــســعــود بزشكيان، الأسـبـوع المـاضـي، فـي نيويورك، إلـــــى ضـــغـــوط تــعــرضـــت لــهــا طــــهــــران، بــشــأن احـــتـــمـــال تـــأثـــيـــر ردهـــــــا عـــلـــى جــــهــــود دولـــيـــة للتوصل إلـى هدنة فـي حـرب غــزة. وتعرض بزشكيان لانتقادات داخلية، بسبب تأكيده على رغـبـة طـهـران خفض الـتـوتـر الإقليمي، بما في ذلك مع إسرائيل. وتـــخـــشـــى الـــحـــكـــومـــة الــــجــــديــــدة مــــن أن تـــنـــعـــكـــس أي مــــواجــــهــــة جـــــديـــــة بـــــن إيـــــــران وإســـرائـــيـــل إيــجــابــ عــلــى حــظــوظ تــرمــب في الانتخابات الرئاسية. وكذلك محاولة تبريد التوتر مع الأوروبيي والاقتراب منهم. وعـــــلـــــى ضــــــــوء هــــــــذه المــــــــخــــــــاوف، حــــذر مسؤولون في حكومة بزشكيان من الوقوع في «فخ» رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامي نتنياهو، لجر إيران إلى حرب. وبعد مقتل نصر الله، مع القيادي في «الحرس الثوري» عباس نيلفروشان، عادت تلك التحذيرات بقوة إلى الواجهة. وكـــــــــان بـــــيـــــان المـــــرشـــــد الإيـــــــرانـــــــي عــلــي خـامـنـئـي قـــد تــوعــد إســرائــيــل بـــرد مــؤلــم من «جـــبـــهـــة المـــــقـــــاومـــــة». ويـــقـــصـــد المــــســــؤولــــون الإيــرانــيــون مــن الـجـبـهـة، جـمـاعـات مسلحة، يـقـودهـا فــي الأغــلــب «فـيـلـق الـــقـــدس»، الـــذراع الخارجية في «الحرس الثوري». وقــــــال خــامــنــئــي إن «جـــمـــاعـــات مــحــور المقاومة، بما في ذلك (حزب الله)، سيحددون مصير المنطقة». ودأبــــت طــهــران بـعـد «طــوفــان الأقـصـى» على الـنـأي بنفسها عـن الـتـدخـل فـي قـــرارات الــــجــــمــــاعــــات المـــســـلـــحـــة المــــوالــــيــــة لــــهــــا، رغـــم أنـــهـــا تــعــهــدت بــمــواصــلــة الــعــمــل ودعـــــم تلك الجماعات. وفي الواقع، مثلت الاستراتيجية التي وضــعــهــا سـلـيـمـانـي فـــي تــعــزيــز الــجــمــاعــات المـسـلـحـة وتـنـشـيـط دورهــــا المــيــدانــي الـخـيـار الأول لــــطــــهــــران فـــــي المــــــعــــــادلات الإقـــلـــيـــمـــيـــة والـــدولـــيـــة. وكــــان سـلـيـمـانـي قــبــل أشــهــر من مقتله تعهد بـشـن حـــرب غـيـر متكافئة ضد الــــقــــوات الأمــيــركــيــة فـــي المــنــطــقــة، ومــواجــهــة العقوبات الأميركية. وقـــــال سـلـيـمـانـي حـيـنـهـا إن قـــواتـــه في «فـيـلـق الــقــدس» سـتـواجـه الـــولايـــات المتحدة دون أن يتطلب ذلك دخول إيران في الحرب. السيناريوهات لا يــــزال «الـــحـــرس الـــثـــوري» الــــذي يدير كــــيــــانــــات اقــــتــــصــــاديــــة وثــــقــــافــــيــــة ويـــحـــظـــى بنفوذ سياسي كبير فـي الـبـاد يعول على استراتيجية الحرب عبر الجماعات المسلحة الحليفة دون الدخول في حرب مباشرة. وعليه، فإن السيناريو الأكثر ترجيحاً لـ«الحرس الـثـوري» لا يــزال متمثلً بتفعيل جــبــهــات مـــتـــعـــددة، ومـــواجـــهـــة إســـرائـــيـــل في حرب بالوكالة، وتصعيد وتيرة المواجهة. وكــــشــــفــــت تــــصــــريــــحــــات الـــــقـــــيـــــادي فــي «الحرس الثوري» محسن رضائي، الأسبوع المـاضـي، عـن مـخـاوف فـي طـهـران مـن امتداد الحرب الإسرائيلية لتطول جماعات مسلحة موالية لطهران في سوريا والعراق واليمن، تمهيداً لضرب طهران. أمــــــــا الــــســــيــــنــــاريــــو الـــــثـــــانـــــي، فــــهــــو أن يطلق «الــحــرس الـــثـــوري» مـئـات الـصـواريـخ الباليستية والـطـائـرات المـسـيـرة، فـي ضربة لحفظ ماء الوجه. وكــــان الــحــديــث يــــدور أصــــاً عـــن تـكـرار الــضــربــة لــانــتــقــام مـــن مـقـتـل هــنــيــة، بـعـدمـا تـمـسـكـت طـــهـــران بــــرد لا يـدخـلـهـا فـــي حــرب مباشرة. والآن مـــع مـقـتـل نــصــر الـــلـــه والـــقـــيـــادي فـي «الـحـرس الــثــوري»، عباس نيلفروشان، قـــــال مــحــمــد جــــــواد ظــــريــــف، نـــائـــب الــرئــيــس الإيــــرانــــي فـــي الــــشــــؤون الاســتــراتــيــجــيــة، إن «الـقـرار سيؤخذ من قِبَل أعلى المستويات»، في إشارة إلى المجلس الأعلى للمن القومي الذي يصادق المرشد الإيراني علي خامنئي على قراراته. ويعد نيلفروشان ثاني أكبر قيادي في «الحرس الثوري» يُقتل هذا العام، بعد مقتل الجنرال محمد رضا زاهـدي في قصف طال القنصلية الإيرانية في دمشق. وبـــــــــدأت ســـلـــســـلـــة الـــخـــســـائـــر الـــكـــبـــيـــرة لــ«الـحـرس الـثـوري» بعد «طـوفـان الأقصى» فــي أكـتـوبـر (تـشـريـن الأول) الــعــام المــاضــي، بــمــقــتــل رضـــــي مــــوســــوي مــــســــؤول إمـــــــدادات «الـحـرس الـثـوري» في سوريا ولبنان، وفي يناير (كــانــون الـثـانـي) المــاضــي، قُـتـل حجت الله أميدوار، مسؤول استخبارات «الحرس الـــثـــوري» فــي ســـوريـــا، فــي غــــارة جــويــة على مـبـنـى بــحــي المـــــزة غــــرب دمـــشـــق، حــيــث تقع مـــقـــرات أمــنــيــة وعــســكــريــة وأخـــــرى لــقــيــادات فلسطينية وسفارات ومنظمات أممية. وسيلقي عدم الرد من الجهاز العسكري بـظـال الـشـك بـن أنــصــاره حــول قـدرتـه على التصرف في الأوقات المتأزمة. أما السيناريو الثالث أن يوجه «الحرس الــثــوري» ضـربـةً صـاروخـيـةً واسـعـة النطاق لـلـمـنـشـآت والـبـنـيـة الـتـحـتـيـة الإسـرائـيـلـيـة، وهـــو مستبعد جـــداً لـحـسـابـات الانـتـخـابـات الأميركية، وكذلك احتمال تعرض إيران لرد أميركي، بما يهدد سلمة المنشآت النووية الإيرانية، فضلً عن الرفض الشعبي الواسع لفكرة إدخال إيران في حرب مدمرة. والـــســـيـــنـــاريـــو الـــــرابـــــع، هــــو أن تــدخــل طـهـران فـي مواجهة مـحـدودة مـع إسرائيل، دون المــــــســــــاس بــــحــــســــابــــات الانــــتــــخــــابــــات الأميركية، وذلك في مسعى لتبرير حاجتها إلــى ســاح استراتيجي رادع، أوســـع نطاقاً مـن الـصـواريـخ الباليسيتة، وهــو مـا يعني اتــــخــــاذهــــا قـــــــــراراً حـــاســـمـــ بـــتـــغـــيـــيـــر مـــســـار بـرنـامـجـهـا الـــنـــووي، والانـــتـــقـــال لمـسـتـويـات إنتاج الأسلحة. رجل دين إيراني يحمل ملصقاً كُتبعليه بالفارسية «تخطى الخط الأحمر» خلال تجمع فيطهران (أ.ف.ب) لندن: عادل السالمي

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky