issue_16694

ّ فـي كثير مـن الأفـــام الـسـعـوديـة يطل الممثل إسماعيل الحسن بـــأدوار كوميدية سـاخـرة، لكنه، الـيـوم، يحاول الـخـروج من عــبــاءة الـكـومـيـديـا إلـــى رحــابــة أدوار أكثر جدية في عالم السينما. يقول في حديث لـــه مـــع «الــــشــــرق الأوســــــــط»: «إن المـنـتـجـن والمـــــخـــــرجـــــن يــــتــــواصــــلــــون مــــعــــي لــلــقــيــام بـــــأدوار مــحــددة وبـقـالـب مــعــن، وهــــذا أمـر أتفهّمه، فأنا ما زلت في بداياتي»، متابعاً: «بالنسبة لي، لا أشعر بالخجل حي أقول إنـــنـــي أفـــكـــر أحـــيـــانـــ فـــي الـــبـــقـــاء فـــي مـكـان محدد، ما دام جمهوري سعيداً بما أقدّمه في هذه الأدوار، لذا أحـاول البقاء في هذه المـنـطـقـة لمـرحـلـة معينة قـبـل الانــتــقــال إلـى أخرى، وهذا قد يأتي بشكل تدريجي». ويــــضــــيــــف إســــمــــاعــــيــــل: «أتــــمــــنــــى أن يــــتــــواصــــل مـــعـــي المــــخــــرجــــون والمـــنـــتـــجـــون لـلـقـيـام بــــــأدوار مـخـتـلـفـة عـــن الــنــمــط الـــذي أقدّمه». وبسؤاله عن مدى استعداده لهذه الـنـقـلـة، يـجـيـب: «طــبــعــ ! أنـــا أشــعــر بأنني شغوف بالدراما، والكوميديا هي أمر طرأ على حـيـاتـي»، منوهاً بــأن دافـعـه فـي ذلك يأتي من باب البحث عن تنويع التجربة، وإظهار تعدد مواهبه في مهنة التمثيل. ويـــكـــشـــف إســـمـــاعـــيـــل عـــــن حــمــاســتــه العالية لفيلمه الجديد «ميرا ميرا ميرا»، وهو فيلم قصير للمخرج خالد زيدان، من المنتظر عرضه قريباً؛ من بطولة إسماعيل الـحـسـن الــــذي يــقــول: «هـــو تـجـربـة درامــيــة مـخـتـلـفـة، لــشــخــص لـــديـــه مـــعـــانـــاة عميقة تـجـعـلـه يـمـر بـــظـــروف صــعــبــة». ويـضـيـف: «أدعــو الجمهور لترقّب إسماعيل الحسن بشخصية مختلفة عـن أدواري السابقة، وطبقاً لرد الفعل سأرى اتجاهي في الفترة المـقـبـلـة.. فـهـذا الفيلم هـو بـرهـان حماسي لتقديم أدوار درامية مختلفة». 10 إسـمـاعـيـل، الـــذي بـرصـيـده نـحـو أفلم روائية طويلة حتى الآن، دخل عالم الـسـيـنـمـا مـــن بـــوابـــة عـــــروض الـــ«ســتــانــد أب كـــومـــيـــدي»، ويـــــرى أن هــــذه الـــعـــروض كانت أَشـبـه بـالإذاعـة المدرسية للفناني، بـحـيـث تـسـاعـدهـم عـلـى إظــهــار مواهبهم وأصواتهم للجمهور. ويتابع: «يصادف أن يــحــضــر مـــن بـــن الــجــمــهــور مَــــن لــديــه مـــشـــاريـــع وقــــوالــــب فـنـيـة أخــــــرى، فيلمس شـيـئـ مـــا أو حــركــة مـعـيـنـة يـشـاهـدهـا ثم يُسقطها على مشروعه السينمائي، وهذا ما حصل معي!». ويـوضـح أنــه كــان مـن ضمن حضور الــــ«ســـتـــانـــد أب كــــومــــيــــدي» شـــريـــحـــة مـن الكُتاب والمخرجي والمنتجي والممثلي، الــــــذي أعــــطــــوه فـــرصـــة الــتــمــثــيــل ودخـــــول عـالـم الأفـــام مـن أوســـع الأبــــواب. والـافـت فـــــي تـــجـــربـــة إســـمـــاعـــيـــل أن أول أدواره السينمائية كـــان بـطـولـة الفيلم الــروائــي الطويل «عـروس الشعر»، من إخـراج عبد ، وهـــو يُـعـرض 2018 الـرحـمـن خـــوج، عـــام حالياً على «نتفليكس». تجارب متعددة وعـــــن وصـــفـــه بــــ«الـــكـــومـــيـــديـــان» يـــقـــول: «لا أستطيع أن أصـف نفسي بذلك، بل أميل لـتـصـنـيـف نــفــســي بــمــمــثــل فـــقـــط؛ لأنـــــه أكــثــر واقــعــيــة ويــعــبــر عـــن حـقـيـقـةِ مـــا أفـــعـــل، حتى وإن قــدمــتُ مــا يُـضـحـك فــإنــه سـيـكـون ضمن إطار الشخصية». وبسؤاله عن أكثر الممثلي الذين تأثر بهم في رؤيته السينمائية، يشير إلــــى ديـــنـــزل واشـــنـــطـــن فـــي الـــــدرامـــــا، وأحــمــد حلمي في الكوميديا التلقائية، كما يصفه، إلى جانب روبن ويليامز الذي يحب عنايته بالتفاصيل. ويكشف إسماعيل الحسن أنـه منشغل حــالــيــ بـــولـــوج عـــالـــم الــكــتــابــة الـسـيـنـمـائـيـة، مــن بـــاب الـتـعـلّـم والـتـجـربـة، قــائــاً: «حـاولـت فــي فيلم (الــهــامــور ح.ع) أن أكـــون فــي غرفة الكتابة، ووجدت تشجيعاً كبيراً لخوضهذه الـتـجـربـة، وأنـــا الآن أعـمـل على ذلــك بالورقة والقلم». كما يبدي تفاؤلاً كبيراً في مستقبل السينما السعودية، بالقول: «لم أكن أتخيّل أن تحصل لدينا هــذه الـقـفـزات الـكـبـيـرة، من حيث التمكي وتضافر الجهات والقطاعات.. أشـعـر بأننا كــلّ نـتـقـدم، كـل يـــوم، وطموحنا كــــبــــيــــر بــــــــأن تــــصــــل قـــصـــصـــنـــا الــــســــعــــوديــــة بمكوناتها الحقيقية إلى العالم أجمع». تسعى منصة «بــرايــم فـيـديـو» العالميّة إلـــى انــطــاقــةٍ قـــويّـــة لقسمها الــعــربــي، وهـي اخــــتــــارت مـسـلـسـل «الـــنـــســـيـــان» لـتـسـتـهـلّ به رحـلـتـهـا مـــع الـــدرامـــا الــعــربــيّــة. مـــن جهتها، أرادت النجمة اللبنانية سيرين عبد النور عـــــودةً تـلـفـزيـونـيّـة قــيّــمــة، فـتـبـنّـت المـــشـــروع، مـتـقـمّـصـةً شـخـصـيـة الـبـطـلـة «مـــيـــا» بــكــلّ ما تحمل من أثقالٍ نفسيّة وعاطفيّة. «أتعبتني ميا كثيراً، لكني أُغرمتُ بها أشهر 9 ومـا زلـتُ أشتاق إليها رغـم انقضاء على انتهاء التصوير». تشارك سيرين عبد النور «الـشـرق الأوســـط» كواليس التحضير للمسلسل، وظــــروف تـصـويـره الــتــي شكّلت أصعب تجربة في مسيرتها، بما أنـه تَزامنَ ومرضَ والدتها ووفاتها لاحقاً. ممثلون من العيار الثقيل يـــروي الـعـمـل الـتـلـفـزيـونـي ذا الحلقات حكاية الثنائي «ميا» و«حـازم»، اللذَين 15 الـ خـــسِـــرا طـفـلَـيـهـمـا فـــي ظـــــروفٍ غــامــضــة. بعد عــامـ عـلـى الــحــادثــة الــتــي قلبت 12 انـقـضـاء حـــيـــاة الــطــبــيــبَــن رأســـــ عــلــى عـــقـــب، تحتفظ الأمّ «مـيـا» بـإصـرارهـا على أنّ الـولـدَيـن على قـيـد الــحــيــاة، وتـتـابـع رحـلـة الـبـحـث عنهما. لــكــن دون الـــرحـــلـــة عــقــبــات كــثــيــرة وقــضــايــا شــائــكــة، كــــالإدمــــان عــلــى المـــهـــدّئـــات، ومـافـيـا خطف الأطفال، والخيانة الزوجيّة، وخذلان الأصدقاء. راهـــــنَ المـنـتـج مـحـمـد مـشـيـش وشـركـتُـه «بــلــو بــــي» عــلــى المــــشــــروع، فـــوضـــعَ يــــده بـيـدِ السيناريست شـــادي كــيــوان ومـجـمـوعـة من الــكــتّــاب، إضـــافـــةً إلـــى المــخــرج الــفــوز طنجور الــذي «لـــوّنَ القصة الجذّابة ولـم يساوم على أي تــفــصــيــلٍ يـــخـــدم مـصـلـحـة الـــعـــمـــل»، وفــق تعبير سيرين عبد الـنـور. تَحصّنَ المسلسل كذلك بممثّلي من العيار الثقيل. إلى جانب سيرين عبد النور، وقف النجم السوري قيس الـشـيـخ نجيب بـطـاً بـــدور زوجــهــا «حــــازم». كما انضمّ إليهما فنانون مخضرمون أثروا العمل بـحـضـورهـم، أمـثـال يـورغـو شلهوب، وكـارول حاج، وندى بو فرحات، وفـادي أبي سمرا. «عندما علمتُ بوجود هذه الأسماء في العمل، شعرتُ برغبةٍ في الاحتفال». انطلقاً مـــن قـنـاعـتـهـا بـــــأنّ حـلـقـة الــنــجــاح لا تكتمل ســوى بـاتّـحـاد المــواهــب، وبـــأنّ المسلسلت لا تلمع بنجمٍ واحـد، تصف سيرين عبد النور ما اختبرته إلى جانب زملئها بالاستثنائيّ. عن قيس الشيخ نجيب تقول إنّ «قدمَيه ما زالـــتـــا عــلــى الأرض وهـــــذا هـــو الأهــــــــمّ»، وإنّ «الأنــــا» لــم تسيطر عـلـى إنـسـانـيّـتـه ولا على مهنيّته؛ «تعاونّا لإنجاح المشاهد ولم نكترث لأمورٍ سطحيّة، كمَن سيظهر اسمُه قبل الآخر فـي الـشـارة مـثـاً». أمـا نـدى بـو فـرحـات التي جمعتها بها مشاهد كثيرة، فكانت الشريكة المـثـالـيّـة عـلـى المـسـتـويَـن الـفـنـي والإنـسـانـي. تعلّق عبد الـنـور: «أشـعـرَتـنـي بـالأمـان وهي كانت بمثابة جمهوري الأوّل». «نسيت نفسي مع ميا» ســــنــــة أمـــضـــتـــهـــا فــــــي الـــعـــمـــل 24 بــــعــــد الدراميّ، وبعد تجربةٍ ثريّة وقفت خللها إلى جانب أبرز الممثلي العرب، تضع سيرين عبد النور مسلسل «النسيان» في خانة «النضج الـفـنّـي». تختصر هــذه المرحلة الـتـي بلغتها بالقول: «اليوم ما عادت تهمّني سيرين بقدر مـا تهمّني الشخصية الـتـي أؤدّي. مـع ميا، نسيت نفسي وفكّرت فيها حصراً». تذهب الممثلة أبعد من ذلك لتُقرّ بأنّها إذا أرادت «غـربـلـة الأدوار الـتـي قـــدّمـــت، فــإنّ شخصية ميا هي التي تفوز»، مع العلم بأنّ بـطـاتٍ كـثـيـراتٍ مـن تلك الـتـي جـسّـدتـهـنّ، ما زلن عالقاتٍ في ذاكرتها وفي ذاكرة الجمهور. لــــــ«مـــــيـــــا» فـــــعـــــاً خــــصــــوصــــيّــــتــــهــــا. هــي شـخـصـيّـة كثيفة درامـــيـــ ، خلعت مــن أجلها سيرين عبد النور كل ما تتزيّن به الممثلت عــــادةً، وارتــــدت المعطف النفسيّ الثقيل. مع «ميا» خاضت للمرّة الأولى في مسيرتها دور المُـدمـنـة. شـكّـل الأمـــر تـحـدّيـ بالنسبة إليها، هي التي لم تدخّن سيجارة في حياتها، وفق ما تقول. لكنّها استندت إلى ما اختبرته في وثائقيّ «بل حدود»، الذي سبق أن صوّرته، وعاينت فيه عن قرب حالاتٍ لضحايا إدمان يتلقّون العلج. كما لجأت إلى طبيبٍ نفسيّ أطلعها على تصرّفات المدمني. كـانـت لافـتـة رجـفـة الـيـدَيـن الـتـي طبعت شخصية «مـيـا». وظّـفـت سيرين عبد النور الـكـثـيـر مـــن لــغــة الــجــســد والــعــيــنَــن فـــي هــذا الــدور، والمسلسل لا يتجنّب أصـاً مساحات الصمت، لا سيّما في مشاهد «حازم» و«ميا». تـــعـــلّـــق بـــالـــقـــول إن «الــــتــــأمّــــات والمـــونـــولـــوغ الداخلي الصامت يغلبان في معظم الأحيان الحوار الشفهي». الأبطال الأطفال تعاطفَ المشاهدون مع امرأةٍ استسلمت لــأدويــة المـهـدّئـة بـعـد أن حملت ذنـــب فـقـدان ولـــدَيـــهـــا. تـــمـــاهَـــوا مـــع أمٍ ذهـــبـــت مـــن أقـصـى الـــحـــنـــان إلــــى أقـــصـــى الــهــســتــيــريــا، ومــــا بي المـــحـــطّـــتـــن لــــم تـــتـــنـــازل يــــومــــ عــــن إيــمــانــهــا وحـــدسِـــهـــا الـــلـــذَيـــن أصـــــرّا عــلــى أنّ «شــمــس» و«زين» حيّان يُرزقان. حـمـلـت ســيــريــن عــبــد الـــنـــور إلــــى الــــدور الـكـثـيـر مـــن أمــومــتــهــا كـــذلـــك. تــتــذكّــر مـشـهـداً كـــانـــت تــتــحــدّث فــيــه عـــن «شـــمـــس» و«زيــــــن»، شعرت خلله وكأنّه تتحدّث عن ولدَيها تاليا وكريستيانو. أمـــــا الـــعـــمـــل إلـــــى جـــانـــب الأطــــفــــال فــكــان تجربة خاصة جداً بالنسبة إلى عبد النور. اكـتـشـفـت فـــي المـمـثـلـن الــصــغــار الـــذيـــن أدّوا شـــخـــصـــيـــات «شـــــــــــرارة/ زيـــــــــن»، و«نــــســــيــــم»، و«ســـيـــا/ شــمــس» مـــواهـــب فـــريـــدة وواعـــــدة. على الشاشة، قـدّم هذا الثلثيّ أداءً محترفاً وآسـراً وكـأنّ خلفهم سنوات من الخبرة أمام الكاميرا. وفي الكواليس، كانوا مثالاً يُحتذى فـــــي الــــتــــهــــذيــــب، والاســــتــــيــــعــــاب، والمــــوهــــبــــة، والتواضع، وفق ما تكشف عبد النور. دفعت بها هذه الخبرة معهم إلى القول إنّ «التعامل مع الممثلي الأطفال أجمل بكثير من التعامل مع الراشدين». العرضمتواصل مَـن لم يتمكّنوا من متابعة «النسيان» عــــلــــى مـــنـــصـــة «بـــــــرايـــــــم فـــــيـــــديـــــو»، ســـتـــكـــون بـــاســـتـــطـــاعـــتـــهـــم مـــشـــاهـــدتـــه عـــبـــر مـــنـــصـــاتٍ وقــــنــــواتٍ يُــعــلــن عـنـهـا قــريــبــ . وفــــي وقـــــتٍ ما زالـــت سيرين عبد الـنـور تستمتع بالنجاح الذي حقّقه «هذا العمل العربي ذو المقاييس العالمية»، تترك أبوابها مفتوحةً لمسلسلتٍ جديدة. لكنّ النوعيّة هي التي باتت تتحكّم بخياراتها أكثر من أي وقت، «وهذا ما يجب أن يستوعبه الجمهور الـذي يطالبني دائماً بــمــزيــدٍ مـــن الإطـــــــالات». تُـــبـــدي أسـفـهـا «لأنّ التوجّه التجاريّ بات يغلب النوعيّة الدراميّة في العالم العربي، لكنها تصرّ على قناعتها: «ما عاد يهمّني أن أقدّم أعمالاً لمجرّد أن أكون موجودة على الشاشة». يوميات الشرق «اليوم ما عادت تهمّني سيرين بقدر ما تهمّني الشخصية التي أؤدّيها. مع ميا، نسيت نفسي وفكّرت فيها حصراً» ASHARQ DAILY 22 Issue 16694 - العدد Monday - 2024/8/12 الاثنين إسماعيل الحسن (إنستغرام الفنان) : فيلمي الجديد يبرهن على بحثي عن تنويع تجاربي السينمائية قال لـ إسماعيل الحسن: أخرُج من عباءة الكوميديا في «ميرا ميرا ميرا» ) imdb » مع فهد البتيري وصهيب قدس(الصورة من + إسماعيل الحسن في مشهد من «الخلاط الدمام: إيمان الخطاف الفنانة اللبنانية تختار «النوعيّة» وتفتخر بمسلسل «النسيان» ذي «المقاييس العالمية» سيرين عبد النور: من بين كل أدواريشخصية «ميا» هي التي تفوز بيروت: كريستين حبيب ندى بو فرحات ويورغو شلهوب وكارولحاج من أيطال المسلسل (برايم فيديو) الممثلة اللبنانية سيرين عبد النور بطلة مسلسل «النسيان» (برايم فيديو) قدّم الممثلون الأطفال في مسلسل «النسيان» أداءً محترفاً (برايم فيديو)

RkJQdWJsaXNoZXIy MTI5OTky