دومينيك فيفيلد
دافع المدير الفني لنادي تشيلسي، غوس هيدينك، عن تأخر إدارة النادي الإنجليزي في تحديد مصير جون تيري في ستامفورد بريدج في ظل توقعات بإعلان قائد الفريق اعتزاله الكرة لجماهير تشيلسي الحزينة في مباراة فريقه غدا في الدوري الإنجليزي أمام ضيفه ليستر سيتي. وجاء طرد تيري في الوقت الإضافي أمام سندرلاند السبت الماضي ليحرمه من مواجهة ليفربول في المباراة المؤجلة بين الفريقين الأربعاء الماضي، ومن الوجود في خلال زيارة حاملي اللقب هذا الموسم في اليوم الأخير للمسابقة.
كانت مشادة صغيرة مبكرة، لكنها لخصت ما تتجه إليه إنجلترا. لم يكن قد مر من عمر هذا اللقاء سوى 18 ثانية، عندما توقع ديلي ألي، وهو داخل أرض الأعداء، بطئًا في التحرك من جانب المنافس ودخل التحدي، ليخرج بسلاسة من غابة السيقان ليركض بالكرة. بدا سامي خضيرة غير مصدق وهو ينظر إلى رقم 10 على قميص لاعب إنجلترا، وهو يعدل شارة القيادة على كتفه، وينهض من أرضية الملعب بشكل مخجل. كان إحساسه بالإهانة واضحًا، فليس هكذا يُعامل فائز بكأس العالم ولاعب يضمه سجل الأندية الكبرى المضيء التي لعب لها، مثل ريال مدريد ويوفنتوس.
انصب التركيز على الفرصة المثيرة التي أتيحت للاعب داني درينكوتر في وسط المعلب، وعلى طوفان المهاجمين المرشحين الذين يأملون أن ينالوا رضا روي هدجسون، حتى في ظل غياب واين روني واستمرار شكوى داني ويلبيك من إصابة الركبة. ومع استدعاء المدرب لاعبيه الـ18 للتدريب بمعلب «سانت جورج بارك»، فإن المشكلة التي تؤرقه قبل خوض خمس مباريات ودية قادمة استعدادا للقاء العاصف أمام روسيا بملعب مارسيليا هي المركز الذي طالما شهد فيه الفريق الإنجليزي وفرة في اللاعبين. تكمن المشكلة في قلب دفاع الفريق الذي أصبح يعانى من نقص في الخيارات المتاحة.
يعتقد غوس هيدنيك أنه سيكون على مسؤولي تشيلسي الوصول لطريقة مغرية لإقناع اللاعبين بالانضمام للفريق هذا الصيف، بالنظر إلى أنه من المرجح ألا يتمكن من اللعب في دوري أبطال أوروبا على خلفية معاناته هذا الموسم. يبتعد تشيلسي 17 نقطة عن فرق المقدمة الأربعة، بينما تتبقى 12 مباراة على نهاية مسابقة الدوري.
بعث بالرسالة النصية في أعقاب وصول العلاقة بين المدرب والنادي إلى مفترق طرق، وكانت بمثابة اعتذار. كان إيدين هازارد يخضع للعلاج الطبي من تلك الإصابة الشهيرة في الفخذ يوم انتهت الولاية الثانية لجوزيه مورينهو في تشيلسي مبكرا في ديسمبر (كانون الأول)، وكان النجم البلجيكي لا يزال غائبا لبضعة أيام بعد ذلك، بينما تسببت التراكمات السيئة في ستامفورد بريدج في توجيه الغضب نحو فريق متواضع الأداء ومجلس إدارة نفد صبره. كانت الكلمتان اللتان تترددان في هتافات المدرجات آنذاك، «الثعبان»، و«الفأر»، تعكسان صوت جنون الشك المحتدم في نفس المدير الفني السابق، خلال آخر شهرين لتوليه مسؤولية الفريق.
لم تأت أنباء إقالة البرتغالي جوزيه مورينهو من تدريب تشيلسي مفاجئة، إذ إن الإطاحة بالمدير الفني هو الحل الذي تلجأ إليه عادة الأندية التي يصيبها التوتر عندما تجد أنفسها على مشارف منطقة الهبوط من الدوري الإنجليزي الممتاز، لا سيما مع اقتراب موسم الانتقالات الشتوية بكل ما يحمله من فرص لإعادة ترتيب الأوضاع. الآمال تنعقد على انطلاقة جديدة ومجموعة من النتائج تنتشل النادي من عثرته، والأنظار تتطلع إلى مطفئ حرائق، أو على أقل تقدير، صوت جديد يعيد بث الحماسة في نفوس اللاعبين الذين تزعزعت ثقتهم بأنفسهم بشدة. أجل، ذلك هو الحال الذي وصل إليه أبطال تشيلسي.
الهزيمة المنكرة التي ألحقها ليفربول بفريق ساوثهامبتون، وتأهله لقبل نهائي كأس رابطة المحترفين الإنجليزية وانتفاضة الفريق تحت قيادة المدرب يورغن كلوب، واستعادة لاعبيه للثقة في أنفسهم، كلها مؤشرات على أن النادي قادر على تعويض فارق النقاط الذي يفصله عن متصدر جدول الدوري الإنجليزي الممتاز وحصد اللقب الغالي. وفي خضم مشاعر الزهو بانتصار مدوٍّ، أصبح سيناريو كان يعتبر غريبًا ومستهجنًا حتى وقت قريب فقط معقولاً وقابلاً للتصديق. لقد كان من المفترض أن تكون مسيرة ليفربول هذا الموسم انتقالية، إذ إن الفريق ولاعبيه في مرحلة التأقلم مع الإدارة الفنية الجديدة.
يعول المدير الفني لفريق تشيلسي لكرة القدم جوزيه مورينهو على أن منطق الإدارة في النادي أصابه التغيير. وقال مورينهو هذا الشهر: «أعرف تاريخ هذا النادي.. في كل مرة تسوء فيها النتائج، يحدث تغيير للمدير الفني. لكن عندما جرى الاتصال بي للعودة إلى تدريب الفريق، قالوا لي: كان لدينا مديرون فنيون كثيرون، ونعرف أنك الأفضل. لذا أظن أن الوقت قد حان لكي يتصرف النادي على نحو مختلف، وأن يحيط المنصب بالاستقرار والثقة».
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
