إبراهيم أحمد

إبراهيم أحمد
ثقافة وفنون فقط أراد أن يرى وجهه!

فقط أراد أن يرى وجهه!

عندما يسير تبدو قامته المتوسطة النحيفة أشبه بظل لجسم آخر لا تدري أين هو، وجهه بسيط الملامح مغمور بعتمة لاصقة به حتى حين يكون الجو بصحو نادر، وشمس دافئة بعض الشيء. يمشي ببطء كأنه يعاني من عرج خفيف. تجاوز الأربعين لكنه يبدو أقل عمراً حتى إنه يضحك مع أصدقائه حين يقولون له: «المصائب والفقر والتشرد جعلتنا أكبر من أعمارنا، إلا أنت جعلتك تبدو صبياً!». عرفته منذ الأيام الأولى لوجوده في هذه المدينة، صادفته في أحد المتاجر، سألني عن نوع من التوابل! أجبته ضجراً: «تجده في محل الشرقيات!»، وعندما أراد مواصلة الحديث، أشحت عنه لمللي من تطفل الكثيرين في أحاديث تافهة أجدها مُضيّعة للوقت والجهد!

إبراهيم أحمد
ثقافة وفنون البيت المهجور!

البيت المهجور!

بيت كبير مهجور، بني بطابوق بغدادي مزخرف برسوم زهور وطيور، ما زال يحتفظ بلمعانه الذهبي رغم تقادم الأعوام، لكن حديقته يابسة مصوحة ملأتها أشواك وأدغال، وربما سكنتها أفاع وعقارب وهوام! كلما مررت به، أحس بقلبي يجرح بسياجه الشائك، ويتوقف وكأنه علق بسنارة، وبعد قليل سيجره صياد ماهر! أتساءل في نفسي: من بناه؟ من تعاقب عليه؟ لماذا هجره أهله؟ وأين مضوا؟ ولكن أسأل من؟! لا بيت ولا شيء حوله سوى خلاء مديد.

إبراهيم أحمد
ثقافة وفنون توجس

توجس

عاد إلى بلاده بعد غياب طويل، ما زال خائفاً كما كان في اليوم الذي خرج فيه قبل أكثر من أربعين عاماً! عاد عجوزاً منهكاً، لم يستطع استعادة بيته، وقد انتزعه الحكم السابق! لم ينزل في فندق خشية عصابات الخطف والقتل، أنزله قريبه بيتاً صغيراً شبه مهجور. جيء له بسرير وبعض عدة لمطبخ قديم تخرج من أنابيبه صراصير ونمل! البيت في ضاحية من المدينة الكبيرة، حتى الآن لم ينزل إلى مركزها، لا يريد أن يعرف أحد بعودته، يشعر بأن ماضيه السياسي، وما يحسب من انتماء طائفي لعائلته لا يزالان يلاحقانه، وربما يرسمان له مصيراً قاسياً!

إبراهيم أحمد
ثقافة وفنون مأساة الكتّاب الروس... من «ثورة أكتوبر» حتى زوال الاتحاد السوفيتي

مأساة الكتّاب الروس... من «ثورة أكتوبر» حتى زوال الاتحاد السوفيتي

بعد انهيار النظام السوفياتي، عام 1991، قامت دور نشر كبيرة بإصدار روايات وأشعار ومجاميع قصصية لكتاب روس لم يستطيعوا نشرها في ظل النظام السابق، وبعضهم دفع حياته ثمناً لها، معلنة حقائق دامغة عن معاناة الكتاب الروس في ظل النظام السابق، خصوصاً الفترة الستالينية! كتاب الدكتور جودت هوشيار «مأساة الكتاب الروس»، الصادر عن «دار الزمان» عام 2019، يخوض في تفاصيل ذلك، كاشفاً الكثير من الوقائع والحقائق عن معاناة الكثير من الكتاب الروس، حيث أعدم بعضهم، أو انتحر، أو نفي خارج البلاد، وإلى أصقاع سيبيريا، أو أودعوا المصحات العقلية.

إبراهيم أحمد