صدر حكم ضد شاب من هونغ كونغ، الخميس، بالسجن 6 سنوات بعد اعترافه بمحاولة تنفيذ عمل إرهابي تمثَّل في التخطيط لزرع قنبلة لتفجير مبنى محكمة أحبطتها الأجهزة المختصة في حينها، وهو الاتهام الذي يندرج ضمن قانون الأمن الوطني الذي تفرضه بكين بحسب وكالة «أسوشييتد برس».
وقال ممثلو الادعاء إن هو يو وانغ (19 عاماً) هو العقل المدبر الذي تولى التخطيط لصنع متفجرات، واستهداف مبنى المحكمة عام 2021.
وقال الادعاء في وقت سابق إن المؤامرة التي شارك فيها عناصر غالبيتهم طلاب في المرحلة الثانوية، في ذلك الوقت، أُجهضت بفضل تحقيقات الشرطة التي أحبطت صنع القنابل، قبل أن تتم وتتسبب في وقوع إصابات.
وكشفت الشرطة أنها داهمت غرفة ضيافة خلال عام 2021، وصادرت معدات يُعتقد أنها تستخدم لصنع متفجرات، وذكرت كذلك أن هو يو قد دوَّن ملاحظات تقول إن هدفه زعزعة استقرار هونغ كونغ، وتأجيج النزاعات بين الحكومة المركزية وغيرها من الحكومات، وتشكيل مجموعة مقاومة. وقد حُكم على متهمين آخرين بالسجن لمدة تصل إلى 6 سنوات بتهمة مماثلة.
جدير بالذكر أن هو يو ناشط غير معروف في الحركة المؤيدة للديمقراطية داخل المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، لكنّ قضيته لفتت الانتباه، لأن غالبية مَن اعتقلوا بخصوص المؤامرة كانوا ما زالوا طلاباً عندما بدأت المحاكمة قبل نحو عامين. في مايو (أيار)، أقر هو بالذنب في التآمر لتنظيم وتخطيط وارتكاب أعمال تُعدّ إرهابية بموجب قانون الأمن المفروض على المستعمرة البريطانية السابقة، في أعقاب احتجاجات عام 2019.
ويجرم قانون الأمن الوطني الصادر عام 2020 محاولات الاستيلاء على السلطة والتخريب والإرهاب والتواطؤ مع القوات الأجنبية؛ ما أدى إلى محاكمة العديد من النشطاء البارزين في المدينة.
وأشادت سلطات بكين وهونغ كونغ بجهود إعادة الاستقرار إلى المدينة التي تُعدّ مركزاً مالياً عالمياً.
من جهته، قال القاضي أليكس لي إنه إذا قُدر للمؤامرة النجاح، لكان من الممكن أن تتغير الظروف الاجتماعية في هونغ كونغ من سيئ إلى أسوأ، وإن المتهم هو يو تجاهل سيادة القانون، ولم يأبه لما يفعله «زملاؤه من رجال العصابات».
جدير بالذكر أن القاضي خفف الحكم من 10 سنوات إلى 6 سنوات، استناداً إلى الالتماس الذي تقدم به هو يو في الوقت المناسب والمساعدة التي قدمها للشرطة لاحقاً. وفي حيثيات تخفيف الحكم، استمع القاضي لما ذكره هو يو من أنه ممتنّ لاعتقاله وإحباط خطته قبل تنفيذها، وأنه غير نهجه وتفكيره وقرر استئناف دراسته، لا سيما في التاريخ الصيني.
وصدر حكم على اثنين من المتهمين الآخرين: كووك مانهي (21 عاماً) بالسجن لعامين ونصف العام، وتشيونغ هو يونغ (23 عاماً) بالسجن 6 أعوام. وأقر كلاهما بالذنب للتآمر وتنفيذ تفجيرات قد تعرِّض الأرواح والممتلكات للخطر، وهي تهمة تماثل تهمة الإرهاب التي تندرج تحت قانون منفصل. في شهر مايو (أيار)، حُكم على 4 أشخاص تورطوا في المؤامرة بالفعل بالسجن أو الاحتجاز بمراكز تعمل على إعادة التأهيل بعد إقرارهم بالذنب بالتهمة التي تُعدّ مماثلة لتهم الإرهاب.
إلى ذلك، أصدرت محكمة في هونغ كونغ، الخميس، أحكاماً على 3 طلاب بالسجن لفترات تتراوح بين عامين ونصف عام إلى ست سنوات لتورطهم في مخطط يرمي إلى استهداف مبانٍ حكومية بالقنابل.
يأتي هذا الحكم في ختام سلسلة من الإجراءات استهدفت أعضاء في مجموعة «ريتورنينغ فالينت» التي يشكل الطلاب غالبية أعضائها، وتدعو لمواجهة الصين.
ووجهت إلى الشبان الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و23 عاماً، تهم السعي لتصنيع قنابل تستهدف مواقع عامة، بينها محاكم، في أعقاب المظاهرات المؤيدة للديمقراطية والمنددة بالتدخّل الصيني في شؤون هونغ كونغ. وأوقف الطلاب في يونيو (حزيران) 2021، قبل أن يتمكنوا من تصنيع المتفجرات.
وحُكم على هو يو وانغ الذي كان يبلغ 17 عاماً عند توقيفه، بالسجن 6 سنوات. وعدَّه المدّعون العامون زعيماً للمجموعة، و«المسؤول الرئيسي عن تصنيع المتفجرات».
وأقرّ كل من كووك مان - هي (21 عاماً) وتشيونغ هو يونغ (23 عاماً) بذنبهما بتهمة «التآمر للتسبب في انفجارات».
وأدين الأول بالسجن سنتين ونصف السنة، والثاني بالسجن ست سنوات.
وأشار المدعون إلى أنّ تشيونغ أعطى 40 ألف دولار هونغ كونغي (نحو 5570 دولاراً أميركياً) له، حتى يشتري معدات ومواد كيميائية.
وقال أليكس لي، أحد القضاة الذين عيّنتهم الحكومة لتولّي قضايا تتعلق بالأمن القومي إنّ «المناخ الاجتماعي العدائي، عامي 2019 و2020، ساهم في تحويل أشخاص ذوي أخلاق حميدة إلى متطرفين».
وتابع: «مهما كان هدف المتهمين، فخطّتهم كانت بلا أدنى شك تنطوي على شرّ».