ابتكر فريق من الباحثين في جامعة إكستر الإنجليزية، حاسبة إلكترونية رخيصة التكلفة وسهلة الاستخدام، تستطيع التنبؤ بمن سيُصاب بداء السكري من النوع الأول.
وتستند الأداة الجديدة إلى عقد من الأبحاث، حيث حلل الباحثون جميع العوامل الوراثية المرتبطة بالسكري من النوع الأول، بهدف تطوير اختبار يُساعد في التشخيص يُعرف باسم درجة الخطر الجيني.
وقال البروفسور ريتشارد أورام، قائد فريق البحث في كلية الطب بجامعة إكستر: «التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية للحصول على أفضل علاج، والآن يتوفر دواء مرخَّص يمكنه منع ظهور المرض، ولكن فقط عندما يتمكن الأطباء من اكتشافه قبل تطوره الكامل».
وأضاف، في بيان نُشر الثلاثاء: «تجعل حاسبتنا الجديدة تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسكري من النوع الأول أقل تكلفة وأكثر فعالية وأسهل استخداماً، مما يسمح بمراقبتهم والحصول على العلاج في أقرب وقت ممكن».
وأصبحت معرفة مَن هم الأشخاص الأكثر عُرضةً للإصابة بداء السكري من النوع الأول في المستقبل أمراً بالغ الأهمية، حيث رخّصت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مؤخراً دواءً جديداً يُمكنه تأخير ظهور المرض والحاجة إلى الإنسولين لمدة تصل إلى 3 سنوات. ولكن الدواء لا يُجدي نفعاً إلا إذا أُعطي في المراحل المُبكرة من تطور المرض.
ومن المعروف أنه في داء السكري من النوع الأول، يُهاجم جهاز المناعة في الجسم خلايا بيتا المُنتجة للأنسولين في البنكرياس، مما يعني أن الأشخاص يحتاجون إلى حقن الأنسولين يومياً. ومن المتوقع أن تُساعد هذه الأداة الجديدة تحديد مَن يجب استهدافه بأدوية مُعتمدة حديثاً لتأخير المرض.

ونشر فريق جامعة إكستر سلسلة من 3 أوراق بحثية تُحدد سُبل تحسين التشخيص بناءً على الجينات، مما يجعل التنبؤ أسهل وأقل تكلفةً وأكثر فعاليةً وأيسرَ منالاً. لقد ابتكروا حاسبة إلكترونية متاحة مجاناً للعاملين في مجال الرعاية الصحية حول العالم.
حلَّل الباحثون بيانات أكثر من 130 ألف طفل، تحت سن 18 عاماً، وقرابة 100 ألف بالغ من أقارب مرضى السكري من النوع الأول الذين خضعوا للفحص في إحدى الدراسات المصمَّمة لهذا الغرض، ووجدوا اختلافات في المخاطر بين البالغين والأطفال الذين كانت نتائجهم إيجابية لنفس مؤشرات الأجسام المضادة الذاتية، مما يُبرز الحاجة إلى فحص مُصمم خصيصاً للعمر.
وقارن فريق إكستر 1900 نموذج تنبُّئِيّ، تضمن كل منها مقاييس مختلفة من مجموعة من التركيبات الممكنة. وشملت هذه المقاييس عدد وأنواع الأجسام المضادة الذاتية التي ينتجها الجهاز المناعي والتي تدمر خلايا بيتا في البنكرياس، ومؤشر كتلة الجسم، والعمر، والجنس المبلَّغ عنه ذاتياً، ومقاييس الجلوكوز والببتيد C، التي تشير إلى مستويات الإنسولين، ولكنها أسهل في القياس.
اختبر الفريق هذه النماذج على أكثر من 3900 مشارك. كان لدى الجميع قريب مصاب بداء السكري من النوع الأول، ولكن لم يكن لديهم تشخيص عند بدء الدراسة. وأصيب ثلث المشاركين بالمرض في أثناء الدراسة.
كما أجرى الباحثون مزيداً من الاختبارات والتحسينات على نموذج التنبؤ الأمثل، باستخدام بيانات لأكثر من 11 ألف مشارك بغرض تحسين دقة النماذج السابقة.
قالت إيرين تيمبلمان، طالبة الدكتوراه في جامعة إكستر: «هدفنا هو سد الفجوة بين البحث والممارسة السريرية. يتضمن نموذجنا الجديد للتنبؤ حاسبةً سهلة الاستخدام، مصممةً لترجمة نتائجنا إلى رعاية سريرية مُحسَّنة».

